عبدالكريم هداد - لَسْتُ عابراً...!

لَسْتُ عابراً لهذهِ البلاد...
كما عَبرَها الأمويون بغنائمِهم
من قبل...
كانتْ بعيدَة
عن طرقِ التوابلِ القادمَة
من البصرَة
لم يسجلْها التاريخُ في دفاترِهِ...
عَبرُوها حاملينَ بقايا السيوفَ الدمشقيَة
صقلَتْها معاركُ قبائلَ الغنيمَة
عَباءاتُ الريح صهيلُ خيلٍ متعبَة
على مَشارفِ خلافةٍ
أرهقَها عِطرُ الجَواري المَسبيات
عبَرُوها...
وعادوا بعمائمَ غبارِ الهزيمَة
رماداً على شطآنِ سفنٍ محتَرقَة
وما تبقى من كتبِ " ابنِ رشد ".

..................................
..................................
..................................
هذا أنا...
حفيدُ أرضِ " مولاي ادريس الاكبر "
تطاردُني شرطةُ العباسيين
خَلفي بغدادُ
حزنٌ يؤرخُ حرائقَها
وخبزُكم طعمٌ من البرتُقال
يا لبَركةِ أرضِكُم الحَمراء
عَربيةً
تطهرُ البحرَ وتفاصيلِ خارطتي
أبحثُ فيها عن ظلِ نُعاسِ الماء
أخبِّئَ قميصَ ذاكرتي عن الخناجرِ والرماح
حينَ تعلوُ أسوارُ الطينِ وظلِ الزيتون
تركتُ هنا تحياتي بجوارِ نخلٍ
يمدُ يدَهُ عالياً
من الرباطِ الى فاس
ومن تطوان الى مكناس
كما أبوابِها
حضورٌ عالٍ هي بيوتُكم...


................................
................................
................................

لستُ عابراً
حين أتركُ قلبي
عاشقاً
في بلادٍ
تصعدُ بي نحو السماء
وأدندنُ..
لستُ عابراً...!

فاس
29-12-2006

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...