ليسَ سَهلاً أنْ تُخطَّ على سبورةِ الدّهرِ سطورٌ
بانطفاءِ حياة
ذاكَ إنجيلٌ من غيرِ نبيّ . . .
إلآ بمَنْ يُطعمُ جرحَهُ وخزاً من خاصرةِ الجوع . . .
يدٌ
أصابَها الرّعاش
لكنّها
تُمسكُ نهاياتِ ما أبدعَهُ الكِبار
تنقشُ إيقوناتِ عِشقٍ على جداريّةِ البقاء . . .
. . . . .
وردةٌ بيضاء
يشمُّها هو والصّباح
يتمنّاها على صدرِ عاشقةٍ
قطراتِ طلٍّ
وشاحاً لعائدٍ من مدينة
مزقَتْها حرابٌ من أمٍّ واحدة . . . ١
فرانكو
ذراعُ الموتِ المحمولِ على قرونِ ثيرانٍ
يُفزعُها اللّونُ الأحمر . . .
تشلّها رصاصاتٌ
أطلقَها هو على صدرِ لوركا . . .
حينَ تكونُ الحياةُ رصاصةً
فدعْها
تشقُّ نهراً في يدِك . . .
مَنْ قالَ أنّ العالمَ ليسَ مقلوباً مذْ
وارى الغرابُ في التّرابِ سوءةَ أخيه ؟
. . . . .
في سانتياغو
سحبٌ سود
تقترب . . .
إنّهم يعلكونَ الوطنيّةَ بأسنانٍ مركّبة . . .
بما أنّي هنا
أنتَ هناك
بيننا خطٌ من رفض
تلكَ مساحةٌ مُحرّمة !
الموتُ
يزحفُ بلهفةٍ صوبَ ملعبِ الحياة . . . ٢
سيّئاتُ كُلِّ الأزمنةِ المفتوحةِ على انغلاقِ حُرمةِ آدم . . .
تنفّستِ البنادقُ على صدورٍ عارية . . .
توسَّدَ أرضَهُ الشّرف !
نزفَ قيثارُ جارا آخرَ أنغامِ الوفاء . . . ٣
اعتذرَ الصّباحُ . . .
هل كانَ لرصاصٍ
اختارَ القلوبَ مقابرَ أنْ يعتذر ؟
. . . . .
ليس للبؤساءِ أنْ ترى عيونُهم زُرقةَ السّماء . . .
خُلقوا
ليقبَروا متى شاءَتْ سبّابةُ ذي العَصا الغليظة . . .
عرَباتٍ
تجمعُ اللّذةَ لبطونٍ
ألفتْ ما انعدمَ في صحونِ الفِخار . . .
بيدِها البَذار
ولياقاتٍ بيضٍ بيادرُ الحَصاد . . .
لِتمُتْ بعدَها المناجل !
. . . . .
ماذا تُريدون ؟
نبحثُ عن سلاح !
ليس عندي سوى الشّعر
جِلدي الذي أرتديهِ منذُ أنْ غيّرتْهُ إنسانيّةُ الإنسان . . .
تلمّسوه
ليسَ بعيداً عن غرفةِ بينوشيه
ببدلتِهِ العسكريّةِ المُوشّاةِ بعظامِ الموتى . . . ٤
ربما
تجدونَهُ في حديقتي زهورَاً
تشابكتْ بُيوتاً لفراشاتٍ هاربةٍ من جحيمٍ
اسودَّ فيهِ بياضُ الصّبح . . .
. . . . .
كتبتُ عشرينَ قصيدةً
وأغنيةً يائسة ٥
تخرُقُ عُقَبَ شرِّ ما أنتم فيه
تزرعُ الزنابقَ في سَبخِ الأرض . . .
ليسَ بينها وبينَ عيونِ الحُبِّ حجاب !
كذا هم شعراءُ الشّمس
لا يُغرقُ سُفنَهم زمنٌ
تقرصَنَ على بحرِه . . .
يملكونَ مالا يملكُهُ تُجّارُ حروبٍ تسافلوا لِما تلعنُهُ ألسنةُ طيرٍ مذعورٍ من دويِّ القنابر . . .
إذا كانَ الرّصاصُ لغةَ الموت
فالشّعرُ لغةُ الحياة !
. . . . .
لا لغيرِ عينيْكِ
لزنزانةٍ حُبلى بغدٍ
لا يتحدثُ بلغةِ الأبراجِ العاجيّة
تُكتبُ القصائد . . .
آهٍ
لو أنّهم قرأوا ما أفضْتُهُ على خصلاتِ شعرِكِ المُنسابِ جدولاً في ظمأِ الرّوح
ما جمعتُهُ من أنفاسِكِ شعرَ غزل
لأطعموا النّارَ كُلَّ البنادق . . .
مسحوا سوادَ الحربِ من وجوهِ الأرصفة . . .
رقصوا في جماجمِهم الفارغةِ على أنغامِ الفلامنكو . . . ٦
إنّهم لا يروْن أنّ النّهاياتِ تبدأُ حينَ تدوسُ كراريسَ الصّغارِ أحذيةُ الجنود . . .
. . . . .
أزفتِ السّاعةُ
ليتَها إحدى رصاصاتِ لوركا
جارا
استضافتْها هذهِ البقايا النّازفةُ لوداعٍ أخير . . .
أهتفُ بعدَهُ
مرحباً
أيُّها الطّينُ المُقدّس
مرحباً أيُّها الرّحيلُ البارد . . .
لكنّما الموتُ لا يسعدُني هذهِ المرّةَ كذلك !
. . . . .
عبد الجبّار الفيّاض
أيلول / 2020
١
- كان الشاعر في مدريد شاهداً للحرب الأهلية الإسبانية .
٢ - ملعب سانتياغو لكرة القدم.
٣ - فيكتور جارا فنان القيثار الذي قتل في مجزرة الملعب .
٤ - قائد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة الشرعية.
ه - ديوان الشاعر الذي رشحه لنيل جائزة نوبل .
٦ - موسيقى مشهورة في إسبانيا.
بانطفاءِ حياة
ذاكَ إنجيلٌ من غيرِ نبيّ . . .
إلآ بمَنْ يُطعمُ جرحَهُ وخزاً من خاصرةِ الجوع . . .
يدٌ
أصابَها الرّعاش
لكنّها
تُمسكُ نهاياتِ ما أبدعَهُ الكِبار
تنقشُ إيقوناتِ عِشقٍ على جداريّةِ البقاء . . .
. . . . .
وردةٌ بيضاء
يشمُّها هو والصّباح
يتمنّاها على صدرِ عاشقةٍ
قطراتِ طلٍّ
وشاحاً لعائدٍ من مدينة
مزقَتْها حرابٌ من أمٍّ واحدة . . . ١
فرانكو
ذراعُ الموتِ المحمولِ على قرونِ ثيرانٍ
يُفزعُها اللّونُ الأحمر . . .
تشلّها رصاصاتٌ
أطلقَها هو على صدرِ لوركا . . .
حينَ تكونُ الحياةُ رصاصةً
فدعْها
تشقُّ نهراً في يدِك . . .
مَنْ قالَ أنّ العالمَ ليسَ مقلوباً مذْ
وارى الغرابُ في التّرابِ سوءةَ أخيه ؟
. . . . .
في سانتياغو
سحبٌ سود
تقترب . . .
إنّهم يعلكونَ الوطنيّةَ بأسنانٍ مركّبة . . .
بما أنّي هنا
أنتَ هناك
بيننا خطٌ من رفض
تلكَ مساحةٌ مُحرّمة !
الموتُ
يزحفُ بلهفةٍ صوبَ ملعبِ الحياة . . . ٢
سيّئاتُ كُلِّ الأزمنةِ المفتوحةِ على انغلاقِ حُرمةِ آدم . . .
تنفّستِ البنادقُ على صدورٍ عارية . . .
توسَّدَ أرضَهُ الشّرف !
نزفَ قيثارُ جارا آخرَ أنغامِ الوفاء . . . ٣
اعتذرَ الصّباحُ . . .
هل كانَ لرصاصٍ
اختارَ القلوبَ مقابرَ أنْ يعتذر ؟
. . . . .
ليس للبؤساءِ أنْ ترى عيونُهم زُرقةَ السّماء . . .
خُلقوا
ليقبَروا متى شاءَتْ سبّابةُ ذي العَصا الغليظة . . .
عرَباتٍ
تجمعُ اللّذةَ لبطونٍ
ألفتْ ما انعدمَ في صحونِ الفِخار . . .
بيدِها البَذار
ولياقاتٍ بيضٍ بيادرُ الحَصاد . . .
لِتمُتْ بعدَها المناجل !
. . . . .
ماذا تُريدون ؟
نبحثُ عن سلاح !
ليس عندي سوى الشّعر
جِلدي الذي أرتديهِ منذُ أنْ غيّرتْهُ إنسانيّةُ الإنسان . . .
تلمّسوه
ليسَ بعيداً عن غرفةِ بينوشيه
ببدلتِهِ العسكريّةِ المُوشّاةِ بعظامِ الموتى . . . ٤
ربما
تجدونَهُ في حديقتي زهورَاً
تشابكتْ بُيوتاً لفراشاتٍ هاربةٍ من جحيمٍ
اسودَّ فيهِ بياضُ الصّبح . . .
. . . . .
كتبتُ عشرينَ قصيدةً
وأغنيةً يائسة ٥
تخرُقُ عُقَبَ شرِّ ما أنتم فيه
تزرعُ الزنابقَ في سَبخِ الأرض . . .
ليسَ بينها وبينَ عيونِ الحُبِّ حجاب !
كذا هم شعراءُ الشّمس
لا يُغرقُ سُفنَهم زمنٌ
تقرصَنَ على بحرِه . . .
يملكونَ مالا يملكُهُ تُجّارُ حروبٍ تسافلوا لِما تلعنُهُ ألسنةُ طيرٍ مذعورٍ من دويِّ القنابر . . .
إذا كانَ الرّصاصُ لغةَ الموت
فالشّعرُ لغةُ الحياة !
. . . . .
لا لغيرِ عينيْكِ
لزنزانةٍ حُبلى بغدٍ
لا يتحدثُ بلغةِ الأبراجِ العاجيّة
تُكتبُ القصائد . . .
آهٍ
لو أنّهم قرأوا ما أفضْتُهُ على خصلاتِ شعرِكِ المُنسابِ جدولاً في ظمأِ الرّوح
ما جمعتُهُ من أنفاسِكِ شعرَ غزل
لأطعموا النّارَ كُلَّ البنادق . . .
مسحوا سوادَ الحربِ من وجوهِ الأرصفة . . .
رقصوا في جماجمِهم الفارغةِ على أنغامِ الفلامنكو . . . ٦
إنّهم لا يروْن أنّ النّهاياتِ تبدأُ حينَ تدوسُ كراريسَ الصّغارِ أحذيةُ الجنود . . .
. . . . .
أزفتِ السّاعةُ
ليتَها إحدى رصاصاتِ لوركا
جارا
استضافتْها هذهِ البقايا النّازفةُ لوداعٍ أخير . . .
أهتفُ بعدَهُ
مرحباً
أيُّها الطّينُ المُقدّس
مرحباً أيُّها الرّحيلُ البارد . . .
لكنّما الموتُ لا يسعدُني هذهِ المرّةَ كذلك !
. . . . .
عبد الجبّار الفيّاض
أيلول / 2020
١
- كان الشاعر في مدريد شاهداً للحرب الأهلية الإسبانية .
٢ - ملعب سانتياغو لكرة القدم.
٣ - فيكتور جارا فنان القيثار الذي قتل في مجزرة الملعب .
٤ - قائد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالحكومة الشرعية.
ه - ديوان الشاعر الذي رشحه لنيل جائزة نوبل .
٦ - موسيقى مشهورة في إسبانيا.