( قطار يسير بسرعة ، صوت المحركات فيه تختلط مع أصوات الركاب ، وهم يتحدثون بصوت عال ، رجال نساء شيوخ أطفال ، ومعها نسمع أصوات لنشرات الاخبار ، وأصوات خطب بلغات متداخلة ، ومع كل هذا الخليط الصوتي هناك موسيقى تثير الارتباك والقلق .
على الرغم من وجود كل المقاعد فارغة ، لكننا نلاحظ الرجل الوحيد في المقطورة ، واقفا في الوسط ، وهو يتشبث بأحد الاعمد بقوة ، يترنح يمينا وشمالا ، مع حركة القطار ..
صوت الموظف في القطار يصدر من جهاز مثبت في القاطرة .. نسمع صوت انطلاق صافرة القطار ، وقد أذنت بحركة القطار من المحطة التي كان يقف عندها .. ينطلق القطار )
موظف القطار : ( صوته يصدر من جهاز مثبت في القاطرة ) إعزائي المسافرين أهلا بكم في قطار الوجهة الجديدة ، نتمنى لكم سفرة سعيدة .. المحطة القادمة هي .. محطة الدستور .. هذه المحطة ، محطة غريبة ، من بناء الآخرين ، أشخاص غرباء جاءوا من خلف المحيطات والبحار ليحددوا لأشخاص لا يعرفونهم ، ولا يعرفون طبائعهم ، يحددون لهم كيف يعيشون ، قد تكون هذه المحطة فيما بعد محطة هادئة ومنظمة وراقية وحضارية ، وفيها قوانين رائعة ، وفي حالة تطور متواصل .. أحبتي أنصحكم بالنزول في هذه المحطة .. إنها تجربة فريدة جدا ..
( يقف القطار في محطة الدستور ، الرجل ينظر من الشباك ، يحاول النزول في المحطة لكنه يتردد ، ثم يبقى في مكانة .. ثم نسمع صوت انطلاق صافرة القطار ، قد أذنت بحركة القطار )
موظف القطار : المحطة القادمة هي .. محطة الدولة الجديدة .. محطة يراد لها أن تكون رائعة في كل شيء ، تشاهد فيها شعارات العدالة الاجتماعية ، وشعارات الوطنية والثروات .. محطة رائعة في التخطيط والوعود ، رغم كونها بلا قوانين ، أحبتي المسافرين أنصحكم بالنزول في هذه المحطة .. ستستمتعون بتجربتكم في هذه المحطة ..
( يقف القطار في محطة الدولة الجديدة ، الرجل ينظر من الشباك ، يحاول النزول في المحطة لكنه يتردد ، ثم يبقى في مكانة .. ثم نسمع صوت انطلاق صافرة القطار ، قد أذنت بحركة القطار )
موظف القطار : المحطة القادمة هي .. محطة الطائفية .. لا تفزعوا من الاسم .. نعم .. قد يكون فيها الكثير من القتل على الهوية .. والسلب والنهب .. واللجوء والهجرات .. لكنها أفضل مكان لتجار الحروب .. فهي محطة لمن يرغب في استغلال الفرص .. أحبتي المسافرين .. تمتعوا باقامتكم في هذه المحطة المتميزة والمثيرة .. اوقات ممتعة ..
( يقف القطار في محطة الطائفية ، الرجل ينظر من الشباك ، يحاول النزول في المحطة لكنه يتردد ، ثم يبقى في مكانة .. ثم نسمع صوت انطلاق صافرة القطار ، قد أذنت بحركة القطار )
موظف القطار : المحطة القادمة هي .. محطة الفساد .. هذه محطة لها طرازها الخاص في العيش فيها ، فهي محطة زاخرة بالمتع بالخمرة والنساء والصفقات والمشاريع ، لا تحكمها الاخلاق ولا تحدها القوانين ، بحار من المال والمتع والانطلاق الى الثروة والسلطة .. أهلا بكم في هذه المحطة الأكثر من رائعة .
( يقف القطار في محطة الفساد ، الرجل ينظر من الشباك ، يحاول النزول في المحطة لكنه يتردد ، ثم يبقى في مكانة .. ثم نسمع صوت انطلاق صافرة القطار ، قد أذنت بحركة القطار )
موظف القطار : المحطة القادمة هي .. محطة داعش .. محطة غاية في الاكشن ، فيها أساليب وطرق غير متوقعة للحياة ، وللموت ، في هذه المحطة ستنعمون بفهم آخر للفردوس والنعيم ، وستقابلون أشخاص قادمون من عمق التاريخ .. بلباسهم وبأشكالهم وبأفكارهم .. صدقوني تجربة غاية في الفرادة والتميز ، أهلا بكم في محطتنا الصاخبة والمدوية بكل ما فيها ..
( يقف القطار في محطة داعش ، الرجل ينظر من الشباك ، يحاول النزول في المحطة لكنه يتردد ، ثم يبقى في مكانة .. ثم نسمع صوت انطلاق صافرة القطار ، قد أذنت بحركة القطار )
موظف القطار : المحطة القادمة هي .. محطة المستقبل .. أحبتي المسافرين .. ربما ستلاحظون فيها حجم الدمار ، والهدم والخراب ، وربما ستشاهدون فيها اللاجئين والمهاجرين واليتامى والارامل ، وربما ، أقول ربما ستمر أمام أعينكم انقاض المدن ، وبقايا البشر ، وصورا لهتك الطبيعة والارض والحياة .. وربما ستتمثل أمامكم أطنان الاحلام والامنيات والامال التي سحقتها البنادق والمدافع واشباه الرجال .. وربما ، وربما ، وربما لكنها محطتكم الاخيرة ..
( يقف القطار في محطة المستقبل ، الرجل ينظر من الشباك ، يحاول النزول في المحطة لكنه يتردد ، ثم يبقى في مكانة .. )
موظف القطار : ( يتحدث مع الرجل ) لماذا لازلت واقفا في مكانك .. تحرك .. إنزل ..
( الرجل يحاول التشبث بقوة بالعمود .. ويرفض أن ينزل )
موظف القطار : أقول لك إنزل .. إنزل
( الرجل يتشبث اكثر بالعمود )
موظف القطار : أقول لك إنزل وإلا أشبعتك ركلاً .. هيا إنزل
( الرجل يحاول أن يبحث له على مكان ليختبئ به .. يدخل في هذه الاثناء رجل يرتدي حزام ناسف .. يركض خلف الرجل الأول وهو يصرخ : الله أكبر ، محاولا تفجير الحزام )
موظف القطار : هل إرتحت الآن ! جاءوك بحزام ناسف الى داخل القطار .. وسينسفون القطار معك ، لماذا لم تنزل كما طلبت منك .. لماذا ؟ يا أخي إذا كنت لا تستطيع أن تفعل شيئا ، أو تغير أي شئ في كل ما مررت به ، واذا كنت لا تصلح للقيام بما يليق بك .. فأرجوك عزيزي المسافر احتضن هذا الحزام الناسف بما يليق بك .. أما أنا فسأنزل قبل أن ينفجر القطار ، حظا سعيدا .. ( يصرخ ) نازل ..
21/6/2018
على الرغم من وجود كل المقاعد فارغة ، لكننا نلاحظ الرجل الوحيد في المقطورة ، واقفا في الوسط ، وهو يتشبث بأحد الاعمد بقوة ، يترنح يمينا وشمالا ، مع حركة القطار ..
صوت الموظف في القطار يصدر من جهاز مثبت في القاطرة .. نسمع صوت انطلاق صافرة القطار ، وقد أذنت بحركة القطار من المحطة التي كان يقف عندها .. ينطلق القطار )
موظف القطار : ( صوته يصدر من جهاز مثبت في القاطرة ) إعزائي المسافرين أهلا بكم في قطار الوجهة الجديدة ، نتمنى لكم سفرة سعيدة .. المحطة القادمة هي .. محطة الدستور .. هذه المحطة ، محطة غريبة ، من بناء الآخرين ، أشخاص غرباء جاءوا من خلف المحيطات والبحار ليحددوا لأشخاص لا يعرفونهم ، ولا يعرفون طبائعهم ، يحددون لهم كيف يعيشون ، قد تكون هذه المحطة فيما بعد محطة هادئة ومنظمة وراقية وحضارية ، وفيها قوانين رائعة ، وفي حالة تطور متواصل .. أحبتي أنصحكم بالنزول في هذه المحطة .. إنها تجربة فريدة جدا ..
( يقف القطار في محطة الدستور ، الرجل ينظر من الشباك ، يحاول النزول في المحطة لكنه يتردد ، ثم يبقى في مكانة .. ثم نسمع صوت انطلاق صافرة القطار ، قد أذنت بحركة القطار )
موظف القطار : المحطة القادمة هي .. محطة الدولة الجديدة .. محطة يراد لها أن تكون رائعة في كل شيء ، تشاهد فيها شعارات العدالة الاجتماعية ، وشعارات الوطنية والثروات .. محطة رائعة في التخطيط والوعود ، رغم كونها بلا قوانين ، أحبتي المسافرين أنصحكم بالنزول في هذه المحطة .. ستستمتعون بتجربتكم في هذه المحطة ..
( يقف القطار في محطة الدولة الجديدة ، الرجل ينظر من الشباك ، يحاول النزول في المحطة لكنه يتردد ، ثم يبقى في مكانة .. ثم نسمع صوت انطلاق صافرة القطار ، قد أذنت بحركة القطار )
موظف القطار : المحطة القادمة هي .. محطة الطائفية .. لا تفزعوا من الاسم .. نعم .. قد يكون فيها الكثير من القتل على الهوية .. والسلب والنهب .. واللجوء والهجرات .. لكنها أفضل مكان لتجار الحروب .. فهي محطة لمن يرغب في استغلال الفرص .. أحبتي المسافرين .. تمتعوا باقامتكم في هذه المحطة المتميزة والمثيرة .. اوقات ممتعة ..
( يقف القطار في محطة الطائفية ، الرجل ينظر من الشباك ، يحاول النزول في المحطة لكنه يتردد ، ثم يبقى في مكانة .. ثم نسمع صوت انطلاق صافرة القطار ، قد أذنت بحركة القطار )
موظف القطار : المحطة القادمة هي .. محطة الفساد .. هذه محطة لها طرازها الخاص في العيش فيها ، فهي محطة زاخرة بالمتع بالخمرة والنساء والصفقات والمشاريع ، لا تحكمها الاخلاق ولا تحدها القوانين ، بحار من المال والمتع والانطلاق الى الثروة والسلطة .. أهلا بكم في هذه المحطة الأكثر من رائعة .
( يقف القطار في محطة الفساد ، الرجل ينظر من الشباك ، يحاول النزول في المحطة لكنه يتردد ، ثم يبقى في مكانة .. ثم نسمع صوت انطلاق صافرة القطار ، قد أذنت بحركة القطار )
موظف القطار : المحطة القادمة هي .. محطة داعش .. محطة غاية في الاكشن ، فيها أساليب وطرق غير متوقعة للحياة ، وللموت ، في هذه المحطة ستنعمون بفهم آخر للفردوس والنعيم ، وستقابلون أشخاص قادمون من عمق التاريخ .. بلباسهم وبأشكالهم وبأفكارهم .. صدقوني تجربة غاية في الفرادة والتميز ، أهلا بكم في محطتنا الصاخبة والمدوية بكل ما فيها ..
( يقف القطار في محطة داعش ، الرجل ينظر من الشباك ، يحاول النزول في المحطة لكنه يتردد ، ثم يبقى في مكانة .. ثم نسمع صوت انطلاق صافرة القطار ، قد أذنت بحركة القطار )
موظف القطار : المحطة القادمة هي .. محطة المستقبل .. أحبتي المسافرين .. ربما ستلاحظون فيها حجم الدمار ، والهدم والخراب ، وربما ستشاهدون فيها اللاجئين والمهاجرين واليتامى والارامل ، وربما ، أقول ربما ستمر أمام أعينكم انقاض المدن ، وبقايا البشر ، وصورا لهتك الطبيعة والارض والحياة .. وربما ستتمثل أمامكم أطنان الاحلام والامنيات والامال التي سحقتها البنادق والمدافع واشباه الرجال .. وربما ، وربما ، وربما لكنها محطتكم الاخيرة ..
( يقف القطار في محطة المستقبل ، الرجل ينظر من الشباك ، يحاول النزول في المحطة لكنه يتردد ، ثم يبقى في مكانة .. )
موظف القطار : ( يتحدث مع الرجل ) لماذا لازلت واقفا في مكانك .. تحرك .. إنزل ..
( الرجل يحاول التشبث بقوة بالعمود .. ويرفض أن ينزل )
موظف القطار : أقول لك إنزل .. إنزل
( الرجل يتشبث اكثر بالعمود )
موظف القطار : أقول لك إنزل وإلا أشبعتك ركلاً .. هيا إنزل
( الرجل يحاول أن يبحث له على مكان ليختبئ به .. يدخل في هذه الاثناء رجل يرتدي حزام ناسف .. يركض خلف الرجل الأول وهو يصرخ : الله أكبر ، محاولا تفجير الحزام )
موظف القطار : هل إرتحت الآن ! جاءوك بحزام ناسف الى داخل القطار .. وسينسفون القطار معك ، لماذا لم تنزل كما طلبت منك .. لماذا ؟ يا أخي إذا كنت لا تستطيع أن تفعل شيئا ، أو تغير أي شئ في كل ما مررت به ، واذا كنت لا تصلح للقيام بما يليق بك .. فأرجوك عزيزي المسافر احتضن هذا الحزام الناسف بما يليق بك .. أما أنا فسأنزل قبل أن ينفجر القطار ، حظا سعيدا .. ( يصرخ ) نازل ..
ستار
تركيا – سامسون 21/6/2018