أحماد بوتالوحت - مُنْذ أن حَظِي الرَّجُل بِمَنْصِب سَاعِي بَرِيد المَوْتَى

كان عَلَيْه أن يُقيم في صُنْدوق رَسائِلِه مع صَفير مِنَفاخ '' عَضَلات دواليب'' دراجته .
وكان عليه أن يَتَخَلَّى عن قُبَّعتِه ذات الثُّقوب الَّتي تُفْضي إلى جُمْجُمته
وأن يُقوِّم ساقيه المُقَوَّسَتيْن اللتَيْن تُثِيرانِ إمْتِعاض الْمَرايا
وكان لِزاماً عليه أن لا يَكِيل الشَّتائِم البَذيئة لِدابَّتِه المَعْدِنية الكئيبة
وَمِن الضَّروري أن يُحافِظ على جَزْمَتِه المُخْتَلَسة من أَحْلام جُنْدِي مُتَقاعِد
جَزْمَة تُبْرِز أَصابِع قَدميْها الَّتي كَأَمْعاءِ فُحولِ التُّيوس
وعليه أن يُداوِم على مَسْح سَماء نَظَّارتِه حيث تَحْتَشِد سُحُب مُوحِلة
وأَنْ لا يُعِير فَمَ غَلْيونِه كَي يَتَبادَلُه سُكَّان القُبور لِشُرْب تِبْغ الموتى .
هَاهِي شُهُب نافِقَة تَتَساقطَ من أَغْصان مَقالِع النُّجوم
سَيَتسلَّق التَّلَّة مَيِّتُون جُدُد ، هناك !حيْث تَقْطُن '' مقبرة الجَداجِد ''
وَسَيكًون على الرَّجُل أن يَتَخلَّى غير آسِف عن عَملِه كَسَاعِي بريد الموتى
وأنْ يُفكِّر مَرَّة أُخْرى في أن يُصْبِح أُرْجُوحَة تَمْنَحُها مَقاعِد سَراوِيل الصِّبْيان
دِفْئاً ، كَدِفْء سَنابِل الرَّبيع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...