..أن تكونَ فرعاً لشجرةٍ تعودُ جذورُها لتُربةٍ ..
مَجبولةٍ بدَمعِ ثمانٍ وأربعين أعيُنٍ ،،
لا تعني أنّك خشبةٌ ، أو لوحةٌ تحملُ رقم .
بل أن تكون حُزمةَ سنابلٍ ،،
بعَثرت الأيّام حبّاتها في بيادِر الألم .
حُكِم عليها البقاءُ في دائرة ،،
حُدّدَ مكانُك فيها في نقطةٍ وتدعى " الوسط "
وأن تكون أسيراً لظرفِ مكان ،
تتنفّسُ هواءَ "الداخل" ..
مُتمشّياً بين خُطوطٍ صُبِغت باللّون " الأخضر " ..
تقول لك : حدودك هنا ..توقّف ! ..
فقد كان لك ذات يوم هنا وطن .
...ترتشفُ قهوتَك الحِنطيّة الحسناء ..
كي تُنسيكَ المرارة التي تعتريك ..
حين سماعك الصوتَ القادم من التلفاز او المذياع
هاتفاً ..
" بوكِر طوف يسرائيل " ..
يزّفُ إليك الأخبار البائتة الشّاحبة ...
وفي داخلك صدى يردّد :
صباح الخير يا عرب .
..لسانك يتلعثمُ بلغة " الشالوم " ..
وفي حنجرتك حرف الضّادِ رابضٌ ..
يتململُ وينطقُ قهر .
تسافر في حافلات تنسابُ بين مقاعدها أنغامٌ بليدة ،،
محاولاً قراءة وجوه تكاد تخلو من أيّ ملامح ...
فيتمتمُ صوتٌ مخنوقٌ قادمٌ من أعماقك :
يا فتّاح يا عليم .. يا رزّاق يا كريم !!
...تتمشّى في الشّوارع والأزقّة ،،
متأمّلاً بنايات شُيِّدَت فوق أنقاضٍ...
فتلمح أطيافاً تبتسم لك هامسة : يوما ما سنعود .. ! ..
..وفي المساءات الباردة ..
وعند جلوسك في مقهى كي ترتشفَ كوبا ساخنا ..
طامعاً بشيءٍ من الدفء ..
يُبدِّد عن روحك ظلمةَ وبرودةَ المكان ،،
مُترنِّماً ببعضِ أنغام غريبة ..
فيترنّح القلبُ ويطربُ اللّسان على صوت أنغامٍ آتية
من الأعماق..
..إمتى الزّمان يسمح يا جميل ..
أسهر معاك على شط النيل .. !!
...وقد تجد نفسك جسداً يقف وسط مهرجان ،،
يستهلُّ إفتتاحيتَه بِتعويذةٍ وطنية تدعى " هتِكفاة " ..
يُشاع أنها تعني الأمل .
فتقف صامتاً شامٍخَ النّفس ولسانُ قلبك يردّد :
منتصبَ القامة ِأمشي ..مرفوعُ الهامةِ أمشي ..
في كفّي قصفةَ زيتونٍ وعلى كتفي نَعشي...
وأنا أمشي ..وأنا امشي...
وقد تضطرّ إلى رفعِ كأس نخبهم في مراسيمِ إحتفالٍ ،،
يرتدي ملامحاً تُحاكي في شحوبها ملامحَ الموت ..
فيأتيك صوت جرحِك هامساً : كاسك يا وطن !
..وفي أمسيات " الحانوكاة " المملّة ..
وعندما يشعلون الأنوار ،، شمعةً تلو الأخرى..
قد تسقط من عينيك ثمانِ دمعات ..
تكاد من وهجها تحترق الشمس .
في حين أنّك قد تجد نفسك مُقبلا على إلتهام قطع"
السّفجانِياة" ..متمتماً :
ربّاه كم تشبه في مذاقِها الحلو .. زَلابيتك يا فلسطين !
ثم تصحو على شيء من المُربّى الأحمر ..
المُصطبغ بلونِ الدّم ..
يَسيحُ فوق ذقنك ..!
.....ولا تزال قائمة الألم طويلة ،،
ولا يزال الصّدر ينزفُ ويتّسِع ..
ولا يزال للجرحِ بقية .. .. !!
.
..فأن تكون فلسطيني ال٤٨ ..
تعني أن تكون شاهداً على جرحِ تاريخ،،
وإمتداداً لِوَجع ..
وحامياً لظهرِحاضر ..
وباقياً.. فوق كتفِ عَهد .
..ولا يكفُّ قلبك عن النّشيد ...
والله لأزرعَك في الدّار ..يا عود اللوز الأخضر
وأروِ هالأرض بدّمي..
تتنوّر فيها .. وتِكبر ..
نجوى كنانة وهيب
* من ديوان " عطر الملامح "
www.facebook.com
مَجبولةٍ بدَمعِ ثمانٍ وأربعين أعيُنٍ ،،
لا تعني أنّك خشبةٌ ، أو لوحةٌ تحملُ رقم .
بل أن تكون حُزمةَ سنابلٍ ،،
بعَثرت الأيّام حبّاتها في بيادِر الألم .
حُكِم عليها البقاءُ في دائرة ،،
حُدّدَ مكانُك فيها في نقطةٍ وتدعى " الوسط "
وأن تكون أسيراً لظرفِ مكان ،
تتنفّسُ هواءَ "الداخل" ..
مُتمشّياً بين خُطوطٍ صُبِغت باللّون " الأخضر " ..
تقول لك : حدودك هنا ..توقّف ! ..
فقد كان لك ذات يوم هنا وطن .
...ترتشفُ قهوتَك الحِنطيّة الحسناء ..
كي تُنسيكَ المرارة التي تعتريك ..
حين سماعك الصوتَ القادم من التلفاز او المذياع
هاتفاً ..
" بوكِر طوف يسرائيل " ..
يزّفُ إليك الأخبار البائتة الشّاحبة ...
وفي داخلك صدى يردّد :
صباح الخير يا عرب .
..لسانك يتلعثمُ بلغة " الشالوم " ..
وفي حنجرتك حرف الضّادِ رابضٌ ..
يتململُ وينطقُ قهر .
تسافر في حافلات تنسابُ بين مقاعدها أنغامٌ بليدة ،،
محاولاً قراءة وجوه تكاد تخلو من أيّ ملامح ...
فيتمتمُ صوتٌ مخنوقٌ قادمٌ من أعماقك :
يا فتّاح يا عليم .. يا رزّاق يا كريم !!
...تتمشّى في الشّوارع والأزقّة ،،
متأمّلاً بنايات شُيِّدَت فوق أنقاضٍ...
فتلمح أطيافاً تبتسم لك هامسة : يوما ما سنعود .. ! ..
..وفي المساءات الباردة ..
وعند جلوسك في مقهى كي ترتشفَ كوبا ساخنا ..
طامعاً بشيءٍ من الدفء ..
يُبدِّد عن روحك ظلمةَ وبرودةَ المكان ،،
مُترنِّماً ببعضِ أنغام غريبة ..
فيترنّح القلبُ ويطربُ اللّسان على صوت أنغامٍ آتية
من الأعماق..
..إمتى الزّمان يسمح يا جميل ..
أسهر معاك على شط النيل .. !!
...وقد تجد نفسك جسداً يقف وسط مهرجان ،،
يستهلُّ إفتتاحيتَه بِتعويذةٍ وطنية تدعى " هتِكفاة " ..
يُشاع أنها تعني الأمل .
فتقف صامتاً شامٍخَ النّفس ولسانُ قلبك يردّد :
منتصبَ القامة ِأمشي ..مرفوعُ الهامةِ أمشي ..
في كفّي قصفةَ زيتونٍ وعلى كتفي نَعشي...
وأنا أمشي ..وأنا امشي...
وقد تضطرّ إلى رفعِ كأس نخبهم في مراسيمِ إحتفالٍ ،،
يرتدي ملامحاً تُحاكي في شحوبها ملامحَ الموت ..
فيأتيك صوت جرحِك هامساً : كاسك يا وطن !
..وفي أمسيات " الحانوكاة " المملّة ..
وعندما يشعلون الأنوار ،، شمعةً تلو الأخرى..
قد تسقط من عينيك ثمانِ دمعات ..
تكاد من وهجها تحترق الشمس .
في حين أنّك قد تجد نفسك مُقبلا على إلتهام قطع"
السّفجانِياة" ..متمتماً :
ربّاه كم تشبه في مذاقِها الحلو .. زَلابيتك يا فلسطين !
ثم تصحو على شيء من المُربّى الأحمر ..
المُصطبغ بلونِ الدّم ..
يَسيحُ فوق ذقنك ..!
.....ولا تزال قائمة الألم طويلة ،،
ولا يزال الصّدر ينزفُ ويتّسِع ..
ولا يزال للجرحِ بقية .. .. !!
.
..فأن تكون فلسطيني ال٤٨ ..
تعني أن تكون شاهداً على جرحِ تاريخ،،
وإمتداداً لِوَجع ..
وحامياً لظهرِحاضر ..
وباقياً.. فوق كتفِ عَهد .
..ولا يكفُّ قلبك عن النّشيد ...
والله لأزرعَك في الدّار ..يا عود اللوز الأخضر
وأروِ هالأرض بدّمي..
تتنوّر فيها .. وتِكبر ..
نجوى كنانة وهيب
* من ديوان " عطر الملامح "
نجوى كنانة وهيب
نجوى كنانة وهيب ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit نجوى كنانة وهيب und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und...