رسالة من سركون بولص الى أدونيس

سان فرانسيسكو 14 تموز 79

أدونيس،
أيها الرفيق العظيم
كل مرة، كالمهدي، تأتيني منك بارقة، تبعث إليّ بشمس. وتعجّل كل مرة، هذه اليقظة التي تفترسني والتي أنتظرها والتي تنبع دائماً من حس الأخوّة. اللمس العميق الذي يحدث، وبرغم المسافات، والذي يحدث بعمق دائماً. يجعلني أستيقظ وأكتب. يا رجل لقد أحييتني؛ كتبتُ الكثير وأقسم أن إلهامي كان دائماً تفكيري بك، ودائماً وبطريقة ما، أهدي ما أكتب داخلياً، إلى حضورك معي. أفتقدك أيها الذي صاغ الجميع. وهذه المرة قررت أن أبعث إليك بكتاب صغير هو بالنسبة لتفكيري، نوع من المناوشة، نوع من الفاتحة، كشاف صغير نبعث به عبر الجسر إلى الضفة الثانية. عشرون قصيدة من النوع السهل. إنشرها في المجلة، أو بعضها، وإذا أمكن في كتاب صغير. فأنا أشعر أنها “كتاب”، قصيدة متجانسة. وصلتني مواقف مع فيوليت ورسالتك التي اقتبست منها جملة (حيث تعوذ مني بالله). لم أنس بيروت. بالنسبة لي أنت، وخالدة، وأرواد، وبضعة رفاق أتذكرهم، بيروت. كتبت قصائد عنها. أوطأ من الحقيقة، وأخجل من قراءتها. سأبقى على اتصال أبدي، وأنا الآن أستعد لرحلة. في 11 آب سأسافر إلى أوروبا. من هناك سآتي إلى بيروت، ربما… لنقل وسط أيلول. وسأبعث إليك برسائل في الأثناء. وسأجلب معي كتابين أو أكثر للنشر. هناك أشياء جنونية هنا للترجمة. ربما شيء أو إثنان للمجلة؟ سأعانقكم قريباً. هل يمكن أن تكتب كلمة أو كلمتين كمقدمة أو مؤخرة أو وسط (“أمثال مدينة”)؟ أو على الغلاف. إذا كنت تعتقد أن القصائد ليست كافية، خبّرني. أو أي اقتراح – فكرة. خبّرني. إبعث إلي بأي خبر. بمغلف يحتوي على هواء لبناني إذا أمكن. أشدّ على يدك التي صاغتنا في مفردك جميعاً، حبي العميق لخالدة وأرواد وجميع الأصدقاء وسلاماً وإلى اللقاء

سركون بولص

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...