كريم بولص داود إينا - وثبة الأجداد

يجيءُ الشتاء من عواصفهِ المتربةِ
يُنيرُ الطرقات المظلمة
يجري كصهيل الخيولِ لمفَاجأَةِ الأَيامْ
بحزنٍ عميق .. يَقفُ العراقُ وحيداً .. ويمشي مستنداً على
عصاهُ
يَعبرُ الضفةَ بالفرح والكبرياء .. والأعداءُ بحرُ تبتلعُهُ الأمواج
وأملي حبُ يضيءُ حياةَ العراقِ مجداً وشهرةً
تُصبح ثمارَ نينوى يانعةً تثبتَ وجودها بأكاليلِ الظفرْ
الظلامُ مرتجفٌ والضوءُ يبتهلُ لإقبال الفجر
الصخبُ والضجيجُ يخيفان الضياع … مشاعل نورٍ من
نوروزٍ تُنبىءُ لإسعاد المتعبين وفقراءُ الأماكن
ذلك الصمتُ الصاخبُ ميلادُ طفلٍ ووثبة الأجدادِ
سنواتٌ طويلةٌ نحْرق أوراق الظلامِ
ونجعلُ رمادَهَاْ أحلاماً ورديةً ينبضُ بها المستقبلْ
ظهوراتٌ حضارية عَبْرَ التاريخِ تنهضُ من جديد
مغمورةُ العطايا بجرارٍ مدفونةٍ عليها علاماتٌ ورموزٌ
تلمعُ بوجهِ الشمسِ ..
تخلعُ أسمالَهاْ الطينيةَ لعالمٍ منظورْ
لا ينكسر البياضُ رغم الوحوش المفترسة
من عالم القرن العشرين نتكلم بلغةِ الحُلُمِ .. نستفيقُ من
نومنا كاسطورة الخالدينَ
نقطِفُ زهرة رجولتنا لظلمات الأوهام نُوقِظُ الحاضر رؤىً
أبديةً نتحدُ نتحررُ
من قِيودنا رغم قوة القضبان نعْبرُ كل الأشياء نفوق قدرة الطبيعة
ونبقى خيمةً عراقية وارفةَ الظلال يستظلُ بها كُلَّ عراقي مخلصْ ..
تمرُ الأيامُ وما زلنا أحراراً نمسح الحقد من قلوبنا ونتأملُ
الراحة والأمان
تستيقظُ القلوبُ والضمائرُ لموكبِ المسيرةِ …
كصلاةِ الصباحِ واعظةً من المآذن محبة القريبْ في أرض الرافدين ……
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...