بعدما سكنتْ الليلة الصيفية هذه، واستدام صمتها الثقيل التام كالظلام والمحيط بالغرفة والبيت والأنحاء المحيطة والسماء البعيدة، سمعت صوت أبى يسألنى هامساً: انت نمتِ؟ فأجبته بأن نزلت من فوق سريرى إلى مرقده، وبقيت جالسة بجوار قدميه لحظات ثم رحت برفق أضغط عليهما بأطراف أصابعى، عساه يستريح حيناً من آلام المفاصل وأوجاع الروماتيزم فيستسلم للنوم.. بعد سويعة، شعرت به لا يزال مسهّداً فرجوته أن يصعد إلى السرير ليستريح أكثر، لعله ينام، فرفض دون أن يتفوه بكلمة. مسكين. أردت التسرية عنه فهمست سائلة إياه عما يفكر فيه، فاعتدل ببطء من نومته وأسند ظهره للجدار بجانبى وقال وهو يضم بذراعيه ركبتيه إلى صدره: فى أمك.
مقالات متعلقة
حتى نهاية العُمر؟ (قصة قصيرة)
محفوظ حافظ (قصة قصيرة)
مينو بوز (قصة قصيرة)
المرحومة أمى استحقت الرحمة السماوية، فنالتها، كانت تحنو على الفقراء وتشارك عمى «مصطفى» فى أعمال الخير فأخذها الله إليه مع مطلع العام العاشر بعد الألفين، وماتت فى سلام من دون أن تشهد زمن الفضيحة وانهيار الرواسخ والمعانى التى اعتقدنا جميعاً أنها غير قابلة للانهيار، ما كان الخيال يجمح بأحد إلى هذه الدرجة المريعة فيتصور أن الجنون سوف يعم ويعربد على هذا النحو.. أمى كانت الفتاة المدللة لأسرة «الصباغ» الشهيرة بثرائها ورواج أعمالها فى ميدان الأقمشة والمفروشات والنسيج، تزوجها أبى وهى فى التاسعة عشرة من عمرها وكان هو فى الواحدة والعشرين، وقيل وقتها إن هذا الزواج المثالى هو علامة التناغم بين أسرتها وأسرة أبى «العقاد» وهى الأسرة التى كانت عريقة، وكانت تعمل بالمجال ذاته ولأفرادها محلات حلبية كثيرة، وشامية، ومصانع نسيج كثيرة متناثرة على جانبى الطريق المؤدى من هنا إلى الشام، هذه المصانع نسميها نحن الحلبيين: معامل، ونسمى دمشق: الشام.
أمى لم تدخن قط، وكانت تعاف من الأكل خارج البيت وتحرص على الصحى من العادات والشهى من المأكولات، ويوم اكتشفت فى خزانة ملابس أخى الكبير «نجاد» علبة سجائر كاد يغمى عليها من فرط الفزع عليه وبكت بعدها كثيراً لأنه لم يستطع أن يعد بالإقلاع ويحلف لها بذلك، ومع ذلك ماتت بسرطان مفاجئ قيل لنا أيامها إنه نشب فجأة فى دماغها، فلم يمهلنا إلا يومين وماتت وهى فى ريعان جمالها مثلما تموت سنديانة ذهبية، وهى واقفة.
أصابنى موتها بصدمة ما توقعت أننى سأفيق منها أبداً، لا سيما أن أبى وأخوىّ «نجاد وسيف» كانوا منهارين تماماً، مما دعا عمى مصطفى لأخذى بعد انتهاء العزاء إلى بيته لأكون قرب ابنته «تالة» صديقتى الصدوق ورفيقة عمرى الذى شارف على حدود العشرين. كنت مغرورة بالرقى والثراء والعزة فاعتقدت أن الموت شر لا يحتمل!، ثم عرفت لاحقاً أن الحياة لا معنى لها، والموت ليس سوى ارتياح من الأوهام ولم أعد اليوم مؤمنة مثلما كنت.
■ ■ ■ ■
فى منتصف العام العاشر بعد الألفين، الملىء بالفواجح العجيبة والمبهجات القليلة، قرر أخواى افتتاح محل كبير لبيع الأقمشة الفخمة والمفروشات فى سوق هائل الحجم اسمه «الآفنيوز» بالكويت زرته مرة واحدة فى أواخر ذلك العام، فرأيت أن دنياى تختلف عن بقية العالم. وجاءنى زمرة من الخاطبين الذين لم ألتفت لأحدهم، لأننى كنت قد تعلقت بمصطفى الذى دعانى وقتها أن أناديه «تيفا» فكنت أنطقه «طيفه» فيضحك وتمسك أكثر باسم التدليل هذا.. هو أظرف إنسان فى الكون، وهو الحبيب الوحيد الذى لم يسبقه إلى قلبى سابق، ولن يتلوه لاحق.
رأيته فى أواخر صيف ذلك العام البعيد أيام كنت أستعد للعودة إلى الجامعة بعد انقضاء عطلة العام الدراسى، جاء من مصر كى يعقد اتفاقاً تجارياً مع أبى وعمى مصطفى، وكانا قد مدحاه أمامى من قبل أن أراه، وفى ظهيرة رائقة يوم الأربعاء الثامن من أيلول الذى يسميه المصريون «سبتمبر» وكان حبيبى يسميه شهر تسعة! دعانا عمى مصطفى للغداء فى مطعم «مسايا» احتفاء بالضيف، فكنا قرابة عشرة أشخاص: أبى وعمى وتالة وأخوها وزوجته وزوجة أخى «سيف» وطفلها الرضيع والضيف الذى لا يكف عن المزاح وإلقاء النكات على طريقة المصريين المعروفة، ورجلان آخران، أحدهما مصرى والآخر من دمشق.. عقب الغداء دعانا أبى إلى الذهاب عند محل الحلويات المشهور «سللورة» لنأكل الهيطلية، فقال الضيف بلهجته المصرية: هيطلية إيه بس ده أنا اتهطلت خلاص من كتر الأكل.
أصر أبى فذهبنا إلى هناك وقد انخفض عددنا إلى النصف، وفى الطريق همست «تالة» فى أذنى بأن الضيف يرمقنى خلسة بنظرة عاشق، فاستسخفت كلامها ولم أهتم به فى المحل، طلب أبى لنا الهيطلية فقال الضيف وهو يضحك: لا يا عم أنا ممكن آخد جيلاتى! ففهم موصل الطلبات أنه يريد البوظة وجاء بها إليه. دون مقدمات، وكأنه يريد أن يبدد الصمت، سأل الضيف أبى إن كنّا ابنتيه فأجابه بأننى ابنته، وتلك زوجة ابنه وهذه ابنة أخيه، فالتفت الضيف إليها وسألها عن معنى اسمها فقالت: يعنى النخلة لزغيرة.
- يا سلام، حاجة عجيبة فعلاً، وزغيرة دى طالعة من بقك زى العسل. تالة، والله اسم حلو! وبنت عمك اسمها تالة هى كمان؟
- لأ، بانة.
- يا نهار أبيض عليا وعلى سنينى، بانة! الكلمة دى شكلها كده جامدة طحن، وأكيد ليها معنى.
- البان شجر، الواحدة بانة.
- أيوه، أيوه، أعرفه، ده الشجر اللى بيطرح لبان! ضحكوا، وابتسمت، وأفهمه أبى بلطف أنه مخطئ وشرح له أن اللبان هو صمغ شجرة الكندر، أما البان فهو شجر رشيق سامق تطبخ أوراقه لفائدتها الغذائية وكان الشعراء يتغنون به ويسمونه شجرة الحب.. فعقب على شرح أبى بقوله:
يا سلام، كلام جامد فعلاً، بس ليه بتعقدوا الدنيا كده فى الأسامى، مالها يعنى فيفى ونوسة وسمسمة.
- هادى أسماء تدليل يا أستاذ مصطفى!
- وماله، التدليل حلو، وعلشان كده قالوا: كله يدلع نفسه، بالعقل وبالأصول.. هاقولكم نكتة على حكاية الدلع دى، مرة واحد كان بيدلع مراته كل يوم باسم شكل، وبعدين خلص كل الأسامى، مراته قالت له أنا اسمى إيه النهارده؟ قال لها مجهولة.
أوصله أبى إلى فندقه «زمريا» وفى طريق عودتنا إلى بيتنا بالشهباء الجديدة، امتدح أبى لطف الضيف، فقلت إننى آراه سخيفاً وسطحياً فهز رأسه وقال ما معناه، لكنه ذكى جداً فى العمل، ومحترم فى تعاملاته، وأظنه كان اليوم مرتبكا على غير عادته.
ما توقعت ليلتها شيئاً مما جرى فى اليوم التالى، حين كنت فى طريقى إلى محل أبى بحى «التلل» القريب من فندق الضيف، فوجدته فجأة أمامى على الرصيف الواسع، عند محل أبوعبده الفوال استوقفنى باسماً كأنه يعرفنى من زمن وسألنى بلسان حان حميم عن مقصدى فقلت له. قال لى دون أن أسأله، إنه كان فى الصباح يزور مصنعنا الذى فى ناحية اللبيرامون وإنه مبهور من مهارة العاملين فيه، ويتوقع أن تزدهر الأعمال مستقبلاً مع أبى وعمى. طيب. سألنى عن دراستى فقلت إننى على وشك ابتداء عامى الأخير بقسم اللغة العربية بجامعة حلب، فقال إنه خريج كلية التجارة ولا يعرف فى الحياة إلا التجارة ولديه محل كبير فى ناحية عندهم اسمها «العتبة» أنا لم أسأله، ولم أنزعج منه مثلما كان حالى فى اليوم السابق، ولأنه كان يتحدث بسرعة فقد تطلعت إليه فوجدت عينيه تشعان ذكاء، لم يخطئ أبى فى الحكم عليه، وملامحه مريحة، ربما لأن سمرته تضفى عليه سمات الطيبة، أو لأننى كنت أميل إلى ممثل مصرى يشبهه، اسمه أحمد زكى.
كان طريقنا القصير واحداً، وحين وصلنا إلى محل أبى أخبرونا بأنه قد خرج إلى عمل مفاجئ وسوف يتأخر ساعة، فجلسنا خلالها فى مكتبة بالطابق العلوى للمحل، وتحدثنا كثيراً، كان هو يتحدث أكثر، وينظر نحوى بحنو العاشقين مثلما أخبرتنى «تالة» فصرفت عنه عينىّ قدر المستطاع، لكنى أنست لكلامه وحكاياته عن مصر. ربما كان لإعجابى بالشعراء المصريين دخل، أو لطرافة العامية المصرية التى يتحدث بها، لكننى بصرف النظر عن السبب وجدتنى مرتاحة إليه ومرت الساعة بسرعة وجاء أبى.
التقيت به بعد ذلك مرتين، وفى الثانية منهما أعطيته رقم هاتفى بناء على طلبه، فكان يطلبنى أثناء ملل الظهيرة ليخبرنى بما فعله فى ليلته السابقة ونهاره الجارى، ويسألنى عن أماكن يريد زيارتها، ويمتدح المقاهى المتراصة تحت القلعة وطلب وقتها أن يقابلنى، وبالطبع رفضت قال إن غرضه شريف، فخفق قلبى وتولانى خوف غامض أو اضطراب لا تفسير له.. وفى مساء ذاك اليوم، أخبرنى أبى بأن مصطفى المصرى طلب منه الزواج بى، وعمى «مصطفى» متحمس للأمر، خصوصاً أن الأعمال سوف تتسع فى الأشهر المقبلة، لأن الحرير الطبيعى سوف يأتى عن طريق مصطفى من بلدة مصرية اسمها أخميم فيقوم مصنعنا بإنتاج أفخر المفروشات منه والألبسة، لتباع فى الكويت.
كنت قد تعاهدت مع أبى على الصدق، منذ صغرى، فلم أكدب عليه قط، وهو أيضاً لم يفعل، وكان هذا العهد بيننا يقتضى أن يسكت أحدنا إذا سأله الآخر عن شىء لا يمكنه البوح به، وهو ما لم يحدث إلا فى تلك الليلة وقد احترم أبى صمتى.. لكنه عاد فى الصباح وسألنى بشكل مباشر، عما يجب أن يرد به على خاطبى، فتحيرت لحظة ثم ابتسمت فقال أبى: خير إن شاء الله، وعلى كل حال..
انتزعتنى من هدأة الذكريات أصوات طلقات متتابعة، من بنادق آلية. تداخلت معها أصداء انفجارات، هب أبى من غفوته مرتعداً، وقام مستنداًِ إلى كتفى فأطل بحذر من جانب الشباك، خشية أن تأتى طلقات طائشة كتلك التى أودت بحياة كثيرين.. ودام القصف حتى ميقات الفجر الذى لم يرتفع أذانه.
■ ■ ■ ■
غلبنى النعاس مع طلوع الشمس بعد صمت أصوات القذائف والطلقات فرأيت فى منامى ما كنت أحلم به فى صحوى قبل خمس سنوات.. كأننى عروس تدخل الشقة الواسعة البيضاء، التى كان «مصطفى» يقول إنه اشتراها فى منطقة راقية عندهم اسمها «التجمع». ثم رأيتنى أمشى إلى جواره سعيدة وباسمة عند سفح الأهرامات، وحولنا أطفال كثيرون وفتيات يرقصن على نغمات مزمار ودقات طبول صغار مزركشة الحواف ورأيت «أمى» جميلة مثلما كانت دوماً، ومبتسمة، وأخى «نجاد» يهرب ومن خلفه جيش داعش وأبى يزرع شجرة أمام منزلنا ويبكى وطائرات تسقط على الناس الويلات وطفلة تصرخ، ودخاناً.
فزعت من نومتى فوجدتنى أفترش الأرض فوق الدثار الذى ينام عليه أبى منذ أسبوع، كيف يحتمل ذلك، ووجدته جالساً عند أول الدرج، الدرج النازل إلى الطابق الأرضى من بيتنا الذى كان فخماً ومفعماً بالحياة ثم صار خاوياً من الروح.. كان يحدق فى الفراغ بذهول، ويحصى بناظريه الفراغ والعدم، قمت إليه متكسرة الأركان وقام معى مهيض الروح، فهبطنا إلى الباب الداخلى للبيت وتجاورنا على عتبة بابه، أبى فقد فى الفترة الأخيرة كثيراً من وزنه، ومن روحه، راح ينظر فى الخرابة التى كانت حديقة فعرفت من هيئته أنه يفكر فى الماضى الذى لن يعود، أمى كانت تحب الخضرة والأشحار والأزهار فكان أبى يظهر حبه لها بالعناية بهذه الحديقة، وبغرس الأشجار أمام البيوت وتشجيع الجيران على رعايتها، كان يجلب لهم شتلات النباتات وصغار الأشجار، ويساعدهم فى غرسها ثم يقول لهم ما معناه ما عاد مطلوبا منكم إلا بعض الماء، وكان يصف نفسه بأنه بستانى الشهباء. نحن فى حلب نسمى مدينتنا التى كانت بهية الشهباء.
أين ذهب عالمى؟!، وكيف تبدد فجأة كالدخان!، جلست هنا منذ سنوات مع محبوبى وخاطبى، وحملتنى أجنحة السعادة عالياً فتوهمت أن الجنة هبطت إلى الأرض، وأننى سأعيش الرغد الذى عاشته أمى، فأكون امتداداً لها، ليس فى بلادنا امتداد ولا جنات، ولا معنى للموت أو الحياة.
كان مصطفى قد عاد إلينا من مصر فى زيارة ببداية الشهر الأخير من عام 2010 وتقابلنا خمس مرات فى أسبوع واحد، وصارت خطبتنا فى حكم القريب المرتقب، لا أدرى كيف أحببته كل هذا الحب، قلت ذلك أيامها لأستاذتى فى الجامعة، وكانت لى كالصديقة، فابتسمت وهى تقول إن الحب لا سبب له ولا تبرير، والمصريون فيهم شىء من الجاذبية العجيبة غير المفهومة، مع أنهم ضعفاء فى الشعر..
- كيف يا دكتورة أنا أختلف معك..
- يا بانة، هم مهرة فى فن الرواية، لأن حياتهم مزدحمة ومفعمة بالتفاصيل الحياتية، أما الشعر فهو شامى وعراقى.
- هذه أذواق يا دكتورة شهلا، أنا مثلاً أميل أكثر إلى أمل دنقل وصلاح عبدالصبور.
- مصطفى..
كان من الفترض أن يأتى «مصطفى» وأمه لخطبتى عقب أدائى الامتحانات النهائية، لكنه لم يأت، فقد اضطربت الأمور فى مصر مع نهاية الشهر الأول، انتشرت الفوضى فى الشهرين الثانى والثالث، فكان من الفواجع التى جرت هناك أيامها، نهب المحل والمخزن اللذين يمتلكهما مصطفى، ولحقت بهما خسائر فادحة.. فى منتصف الشهر الرابع من ذاك العام، عاد إلى هنا بعدما لملم أموره التى تبعثرت، واستقر الرأى على أنه سيأتى بما تبقى معه من رأسمال فيسكن فى حلب، الشهباء، ونتزوج فى صيف العام الثائر هذا، أبى تردد فى الأمر وصارحنى أيامها بأنه قلق من مجريات الأمور بمصر، وبأنه لا يظن أنها ستعود إلى سابق عهدها، قال لى الأمر كله بيدك أنت ولكن اعلمى أن مصطفى يريد أن يأتى بأمه وأخته المطلقة ليقيموا هنا، وصحيح أنه لم يفتقر لكن وضعه المالى لم يعد مثلما كان: فهل توافقين على إتمام الزواج؟.
- نعم.
- طيب، على خيرة الله.. وسوف أساعده ليستعيد هنا بعض ما خسره هناك، فهو يستحق، وأنت تستحقين.
تعطلت الخطط حيناً بسب مشكلات مالية واجهها مصطفى فى مصر، إذ كان ينوى الانتقال نهائياً بأهله إلى هنا.. وبقينا شهوراً فى ارتباك حتى جرت الأمور بسرعة فى العام الثانى عشر بعد الألفين، فمن أخبار متفرقة وغير مؤكدة كانت ترد من بلدة بعيدة عنا اسمها «درعا» إلى وقائع عجيبة عن انشقاقات لضباط الجيش، إلى صراعات فى ريف حلب بين الجيش الحكومى والجيش الحر، إلى طائرات تقصف الأحياء الفقيرة فى حلب «الأعظمية، صلاح الدين، الزبدية..» لأن جماعة اسمها جبهة النصرة تختبئ هناك، إلى اقتراب الخطر من حلب، إلى خطف عمى «مصطفى» لا بتزاز أبى، إلى كساد عام وتخريب باسم الإله أو الوطن أو الحرية أو غير ذلك من الدعاوى الكاذبة، إلى انغلاق الطرق، ونهب البيوت، إلى جلستى هذه بجوار أبى على عتبة بيت كان يوماً منزلاً وموئلاً وملاذاً ثم صار مثل كل شىء هنا وهناك: مستباحاً.