رسائل الأدباء رسالة من محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) الى صديقه عبداللله ارديس

اخبرني صديق ذات يوم أن الكأس يجعلنا اكثر هشاشة ، لكنه لم يخبرني بأنه ايضاً يُعرينا ، يُعري مخاوفنا وانت العارف بذلك
أننا حقاً كما تقول كشعراء نحن اكثر هشاشة من المُفترض ، ولكن ماذا يعني المُفترض ؟ اننا لا نخسر الاخرين بل نعفيهم من احتمالنا فحسب ، لكنني ظللت مديونا لتلك الجلسات التي رافقتنا فيها جميلاتنا ، مازلت اعود الى تلك الصور ، الحبيبة بجانبي ، وانت , صديق تبدو معه الابجدية مضيعة للعاطفة ، اعتقد أنني مديون لك باكثر من ذاكرة .
لقد احتملت النزف الى الآن ، اكثر مما قد تحتمله حنفية ماء ، ذاك أنني شعرت دوماً بأنني اقوى مما ابدو ، والحقيقة التي اكتشفتها أنني لم اكن يوماً قوياً ، بل انا فقط ادعي ذلك
لان كأس قادر على اسقاطي في براثن مُدن اقسمت بامرأة تعرفها جيداً على تجاوزها ولكن تنتابني دائماً في تمام الكأس رغبة في معانقتها ، احساس احمق بالتسكع في صباح العربي ، مناقشتك حول التآويل المشبوه لافكار ماركس ، اعتقد أنك من دون الجميع تفهم معنى ان يغترب احدهم عن نفسه ، أن ينظر لنفسه للمرأة فيشعر بالذعر ، لأن الانعكاس لم يكن له ، ولا يمكن أن يكون له وٱن قلده في الحركات ، اننا نرهن ذواتنا وظلالنا لذلك الذي يستطيع بطريقة شرعية او غيرها أن يصل الى عمق ذواتنا ، ذلك أننا رغم ما نبدو عليه من هشاشة الا اننا لا نسلم قلاعنا بسهولة كما نبدو ، بل نحن قُساة في الدفاع عن حميمياتنا ، لذلك تحطمنا لأننا راهنا على الحب اكثر مما يجب ، وعلى الموت اقل مما يستحق ، اكتب لك من خيال الكأس ، وحدك تفهم ما تعنيه لي
حتى تلك الصحاري التي ابتلعت رغبتي في الحياة اكثر ، عجزت عن ابتلاعها ، وما زلت اُصر بأنني لست سيئاً الى ذلك الحد ، وإن كنت في نظرها كذلك
انني فقط هش ، حين اتعرى احطم الاشياء التي حولي لاصرف الاخرين عن هشاشتي ، اذا فتحت غُرفة احدهم اي كان ، ذكر ام انثى ، اول ما سيفعله سيخبئه اعضائه الحميمة ، إنها حركة لا ارادية ، يمكن النظر لهشاشتي على انها اعضائي التي اخفيها بسلوكي غير المبالي ، لأنني اخشى أن تنكشف حيلتي
في هذه الثمالة التي دخلتها لاهرب مني نحو الداخل ، فاذا بي اخرج اكثر واصبح اكثر وضوحاً ، عليك أن تُصدق انت من بين الجميع ، ينبقي أن تُصدق ذاك ، لأن لا احد صدق بأنني احببتها بشدة
حتى هي

صديقك المُخلص دائماً عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...