26/12/2013
"صلاح فائق يمشي، معي، ضائعاً"
أبحثُ عن روحٍ تشبهُني،
ولم أجِد غيرَ قَرينٍ نيّئٍ،
يصعدُ إلى السماءِ، معَ مكتبةٍ،
كأنهُ فرسُ الليلِ، يَنشُدُ حوريّةً
بلغَت سِنّ الرشدِ، بشَعرٍ طويلٍ أسودَ،
وذيلٍ أشبَهَ بحَرْقٍ على جناحِ الحُلمِ.
روحٍ مثلَ ديكٍ يغتسلُ صباحاً
مما علِقَ بهِ من الحِبرِ، كي
يرجّ السماءَ ويُزهِقَ البشرَ،
قوّتهُ في عضلاتِ بطنهِ، وقد
أُعمِلُ السيفَ فيهِ، بوجهي اليتيمِ،
أنا الحيوانَ المقدّسَ، ثديي يميلُ.
جُنّت الأرضُ، وطارَت الجبالُ؛
خطٌّ إلى الأرضِ، بلونٍ أحمرَ غريبٍ،
ـ "قد يتركُنا اللهُ نعيشُ..."
ومَسخٌ من الجبالِ بينَ غزالةٍ ودُبٍّ،
بقوائمَ ثلاثٍ: عنبرُ الحرفِ، صهيلُ ابنُ
ريحٍ، وشفتا فَرْجٍ لَحميٍّ وثيرٍ كوسادةٍ.
تعلو الأسوارُ، على متنِ الجدارِ،
تحتي رِمالٌ تغوصُ، كإبرٍ من كابوسَ
لم أفطِن إلى أنهُ في فِراشي
يحرّكُ لِسانَهُ، بدموعٍ كالديدانِ، على عينَيّ
ـ "لكَ ما شئتَ، يا مُرصَّعاً بالشَفَقةِ!"
ورائحةٌ كاللُّغمِ في بيتٍ تلوَ آخرَ.
لستُ قوياً، بما فيهِ الكفايةُ،
لأدوسَ امرأةً لا تخترقها العيونُ،
وما ناديتُ أن اقتربي، لنعيشَ معاً،
وسطَ تناوبِ البروقِ، ونظرتي الوَلْهَى،
ضَحِكٌ هزليٌّ، بثُقلِ شُعاعٍ، حَلّ شَعري،
بينما شِعري مَغروسٌ كالدُّميةِ في حِقوَيّ.
يمصّونَ شَحمي الرقيقَ
في ذروةِ الهيَجانِ، وكنتُ أُجهّزُ اغتيالي
مطوَّقاً بالحُبٍّ، الشفيفِ، الشنيعِ،
ملاكٌ يزقزقُ، وكانَ يمرُّ، بمِخلبهِ الأخضرِ
وأسنانهِ الدّنِسَةِ، فينشقُّ الهواءُ عن
ضراوةٍ تبكي، وحُلِيٍّ ترنُّ، وعَظمٍ باردٍ يتفتّتُ.
قد أهيمُ، بخبطِ رِجلَيّ في سُفنٍ تغرقُ،
وحفّارُ قبري الأجَشُّ يفوزُ بعَطفي،
بينما حِفنةٌ من سَحالِي منيرةٍ بجواري،
حريرٌ على جسمي، يُنيخُ،
بعدَ رحيلِ فلاّحينَ وعمّالٍ وقَتلَة،
بعدَ رحيلِ شُرطِيٍّ إلهٍ، وفي يدهِ جِهازيّ المَعَوِيّ.
ضميري، يا لهُ من بسيطٍ، أضعفُ مني ـ
يلزمُني روحٌ تشبهُني، لأقتلَ ظِلّي
آخرَ النهارِ، وهو يقعُ في البحرِ،
أتعرَّى: نجمةٌ ضيّقةٌ، وَعلٌ في عُشٍّ من رمادٍ،
نورٌ في الصقيعِ، كسَهمٍ لا يُرى، مِزقةُ دَمٍ،
أو طفلٌ تاهَ بطيئاً إلى الأوراقِ، في بيتي...
محمد عيد إبراهيم
"صلاح فائق يمشي، معي، ضائعاً"
أبحثُ عن روحٍ تشبهُني،
ولم أجِد غيرَ قَرينٍ نيّئٍ،
يصعدُ إلى السماءِ، معَ مكتبةٍ،
كأنهُ فرسُ الليلِ، يَنشُدُ حوريّةً
بلغَت سِنّ الرشدِ، بشَعرٍ طويلٍ أسودَ،
وذيلٍ أشبَهَ بحَرْقٍ على جناحِ الحُلمِ.
روحٍ مثلَ ديكٍ يغتسلُ صباحاً
مما علِقَ بهِ من الحِبرِ، كي
يرجّ السماءَ ويُزهِقَ البشرَ،
قوّتهُ في عضلاتِ بطنهِ، وقد
أُعمِلُ السيفَ فيهِ، بوجهي اليتيمِ،
أنا الحيوانَ المقدّسَ، ثديي يميلُ.
جُنّت الأرضُ، وطارَت الجبالُ؛
خطٌّ إلى الأرضِ، بلونٍ أحمرَ غريبٍ،
ـ "قد يتركُنا اللهُ نعيشُ..."
ومَسخٌ من الجبالِ بينَ غزالةٍ ودُبٍّ،
بقوائمَ ثلاثٍ: عنبرُ الحرفِ، صهيلُ ابنُ
ريحٍ، وشفتا فَرْجٍ لَحميٍّ وثيرٍ كوسادةٍ.
تعلو الأسوارُ، على متنِ الجدارِ،
تحتي رِمالٌ تغوصُ، كإبرٍ من كابوسَ
لم أفطِن إلى أنهُ في فِراشي
يحرّكُ لِسانَهُ، بدموعٍ كالديدانِ، على عينَيّ
ـ "لكَ ما شئتَ، يا مُرصَّعاً بالشَفَقةِ!"
ورائحةٌ كاللُّغمِ في بيتٍ تلوَ آخرَ.
لستُ قوياً، بما فيهِ الكفايةُ،
لأدوسَ امرأةً لا تخترقها العيونُ،
وما ناديتُ أن اقتربي، لنعيشَ معاً،
وسطَ تناوبِ البروقِ، ونظرتي الوَلْهَى،
ضَحِكٌ هزليٌّ، بثُقلِ شُعاعٍ، حَلّ شَعري،
بينما شِعري مَغروسٌ كالدُّميةِ في حِقوَيّ.
يمصّونَ شَحمي الرقيقَ
في ذروةِ الهيَجانِ، وكنتُ أُجهّزُ اغتيالي
مطوَّقاً بالحُبٍّ، الشفيفِ، الشنيعِ،
ملاكٌ يزقزقُ، وكانَ يمرُّ، بمِخلبهِ الأخضرِ
وأسنانهِ الدّنِسَةِ، فينشقُّ الهواءُ عن
ضراوةٍ تبكي، وحُلِيٍّ ترنُّ، وعَظمٍ باردٍ يتفتّتُ.
قد أهيمُ، بخبطِ رِجلَيّ في سُفنٍ تغرقُ،
وحفّارُ قبري الأجَشُّ يفوزُ بعَطفي،
بينما حِفنةٌ من سَحالِي منيرةٍ بجواري،
حريرٌ على جسمي، يُنيخُ،
بعدَ رحيلِ فلاّحينَ وعمّالٍ وقَتلَة،
بعدَ رحيلِ شُرطِيٍّ إلهٍ، وفي يدهِ جِهازيّ المَعَوِيّ.
ضميري، يا لهُ من بسيطٍ، أضعفُ مني ـ
يلزمُني روحٌ تشبهُني، لأقتلَ ظِلّي
آخرَ النهارِ، وهو يقعُ في البحرِ،
أتعرَّى: نجمةٌ ضيّقةٌ، وَعلٌ في عُشٍّ من رمادٍ،
نورٌ في الصقيعِ، كسَهمٍ لا يُرى، مِزقةُ دَمٍ،
أو طفلٌ تاهَ بطيئاً إلى الأوراقِ، في بيتي...
محمد عيد إبراهيم