* رسالة من أحمد بلحاج آية وارهام الى عبد القادر وساط
هذه الرسائل والمساجلات المتبادلة بين أحبة كبار في العلم والإبداع، أعزاء على القلب، فيها من المتاع أقصاه، ومن العلم والأدب اًسناه، ومن روعة المحاورة واًدبها ما تحتاج اليه النفوس لترى كيف تكون المعرفة العليا، والخلة المثلى.
فبارك الله فيكم، وأعز بكم الفكر في هذا الزمن المكفهر المستبد المستهزئ بذوي الألباب. وليسمح لي اًخي وسيدي عبد القادر وساط ان أساله - وهو العلم الضليع في اللغة واًساليبها - هل نقول: (ولست أخفيك) اًم (ولست اًخفي عليك)؟! فقدغم علي الاًمر مع اًنني اًحفظ كتاب الله الذي وردت فيه مثل هذه العبارة كـــ(لا يخفى عليه شيء في الاًرض ولا في السماء). واعذرني سيدي فلقد علموني في الصغر اًن التنزيل هو (معجم المسكين)، وما زلت أومن بهذا، فهل هو حقا صحيح؟.
***
* رسالة عبد القادر وساط الى احمد بلحاج آبة وارهام
إلى الأستاذ الشاعر أحمد بلحاج آية وارهام
__________________________________
السلام عليك ورحمة الله، وبعد
لا تسل عن سروري برسالتك إلي. وكيف لا أسَرُّ برسالة من الأستاذ آية وارهام، الذي يَعرف الجميعُ مكانته في الشعر والأدب، كما يعرف الجميع علو كعبه في اللغة، إضافة إلى ما يتحلى به من تواضع صادق وطيبة لا مراء فيها؟
وقد تفضلتَ، حضرة الأستاذ الشاعر، فأشرتَ إلى عبارة ( لستُ أخفيك ) التي " اقترفْتُها " في نص من نصوصي، وسألتني بتواضعك المعهود إن لم يكن من الأصحّ أن أقول ( لستُ أخفي عليك ) .
ولا أزعم أني ند للأستاذ الشاعر، على هذا الصعيد، حتى أقارعه الحجة بالحجة، ولكنني أرى مع ذلك أن عبارة ( لستُ أخفيك) لا تمثل خروجا على قواعد اللغة. وقد استعملها من لا ينكر أحد منا إتقانَهم للغة الضاد، مثل الأستاذ إبراهيم السامرائي، الذي يقول في قصيدة له بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس مجمع اللغة العربية:
يا مصْر لا أخفيك أن يدي = من نغمة مأنوسة صفرُ
والأستاذ السامرائي، رحمه الله، كان من العارفين بالعربية، الدارسين لها، المدافعين عنها في مختلف المحافل. وله في ذلك مؤلفات كثيرة، نذكر منها ( تنمية اللغة العربية) و( اللغة
والحضارة) و( فقه اللغة المقارن ) و( مباحث لغوية) و( معجم الجاحظ) و( معجم ابن المقفع) إلى غير ذلك من المصنفات..
وهناك مثال أحب أن أسوقه بخصوص ما نحن فيه:
إننا نقول: كتمتُ الأمر عن فلان وكتمته الأمر وكتمته عليه ( وإن كان المعنى يختلف في الحالة الأخيرة.)
وقد قال رسول الله (ص) لحفصة، لما علمتْ أنه خلا بمارية في يوم غير يومها: " اكتمي عليّ "
وقال عمر رضي الله عنه لكعب: " إني أسألك عن أمر فلا تكتمني "، فقال له: " و الله لا أكتمك شيئا أعلمه."
وأنا أرى بكل تواضع أن ما ينطبق على ( أخفى) ينطبق دون "ضرر لغوي " على ( كتمَ ).
وقد كان من الجائز أن يقول كعب لعمر: " و الله لا أخفيك شيئا أعلمه."
وعلى أية حال ، فاللغة كائن حي يتطور باستمرار، وربما يكمن دورنا نحن عشاق الضاد، في مسايرة هذا التطور دون إخلال بما هو جوهري من القواعد.
وأعود فأعبر للأستاذ الشاعر آية وارهام عن سروري واعتزازي برسالته، أنا الذي أقرأ شعره بإعجاب منذ ما يقارب العقدين من الزمن.
هذه الرسائل والمساجلات المتبادلة بين أحبة كبار في العلم والإبداع، أعزاء على القلب، فيها من المتاع أقصاه، ومن العلم والأدب اًسناه، ومن روعة المحاورة واًدبها ما تحتاج اليه النفوس لترى كيف تكون المعرفة العليا، والخلة المثلى.
فبارك الله فيكم، وأعز بكم الفكر في هذا الزمن المكفهر المستبد المستهزئ بذوي الألباب. وليسمح لي اًخي وسيدي عبد القادر وساط ان أساله - وهو العلم الضليع في اللغة واًساليبها - هل نقول: (ولست أخفيك) اًم (ولست اًخفي عليك)؟! فقدغم علي الاًمر مع اًنني اًحفظ كتاب الله الذي وردت فيه مثل هذه العبارة كـــ(لا يخفى عليه شيء في الاًرض ولا في السماء). واعذرني سيدي فلقد علموني في الصغر اًن التنزيل هو (معجم المسكين)، وما زلت أومن بهذا، فهل هو حقا صحيح؟.
***
* رسالة عبد القادر وساط الى احمد بلحاج آبة وارهام
إلى الأستاذ الشاعر أحمد بلحاج آية وارهام
__________________________________
السلام عليك ورحمة الله، وبعد
لا تسل عن سروري برسالتك إلي. وكيف لا أسَرُّ برسالة من الأستاذ آية وارهام، الذي يَعرف الجميعُ مكانته في الشعر والأدب، كما يعرف الجميع علو كعبه في اللغة، إضافة إلى ما يتحلى به من تواضع صادق وطيبة لا مراء فيها؟
وقد تفضلتَ، حضرة الأستاذ الشاعر، فأشرتَ إلى عبارة ( لستُ أخفيك ) التي " اقترفْتُها " في نص من نصوصي، وسألتني بتواضعك المعهود إن لم يكن من الأصحّ أن أقول ( لستُ أخفي عليك ) .
ولا أزعم أني ند للأستاذ الشاعر، على هذا الصعيد، حتى أقارعه الحجة بالحجة، ولكنني أرى مع ذلك أن عبارة ( لستُ أخفيك) لا تمثل خروجا على قواعد اللغة. وقد استعملها من لا ينكر أحد منا إتقانَهم للغة الضاد، مثل الأستاذ إبراهيم السامرائي، الذي يقول في قصيدة له بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس مجمع اللغة العربية:
يا مصْر لا أخفيك أن يدي = من نغمة مأنوسة صفرُ
والأستاذ السامرائي، رحمه الله، كان من العارفين بالعربية، الدارسين لها، المدافعين عنها في مختلف المحافل. وله في ذلك مؤلفات كثيرة، نذكر منها ( تنمية اللغة العربية) و( اللغة
والحضارة) و( فقه اللغة المقارن ) و( مباحث لغوية) و( معجم الجاحظ) و( معجم ابن المقفع) إلى غير ذلك من المصنفات..
وهناك مثال أحب أن أسوقه بخصوص ما نحن فيه:
إننا نقول: كتمتُ الأمر عن فلان وكتمته الأمر وكتمته عليه ( وإن كان المعنى يختلف في الحالة الأخيرة.)
وقد قال رسول الله (ص) لحفصة، لما علمتْ أنه خلا بمارية في يوم غير يومها: " اكتمي عليّ "
وقال عمر رضي الله عنه لكعب: " إني أسألك عن أمر فلا تكتمني "، فقال له: " و الله لا أكتمك شيئا أعلمه."
وأنا أرى بكل تواضع أن ما ينطبق على ( أخفى) ينطبق دون "ضرر لغوي " على ( كتمَ ).
وقد كان من الجائز أن يقول كعب لعمر: " و الله لا أخفيك شيئا أعلمه."
وعلى أية حال ، فاللغة كائن حي يتطور باستمرار، وربما يكمن دورنا نحن عشاق الضاد، في مسايرة هذا التطور دون إخلال بما هو جوهري من القواعد.
وأعود فأعبر للأستاذ الشاعر آية وارهام عن سروري واعتزازي برسالته، أنا الذي أقرأ شعره بإعجاب منذ ما يقارب العقدين من الزمن.