من المعروف أن كتاب الديوان ، لسان حال جماعة الديوان : العقاد والمازنى وعبد الرحمن شكرى ، قد صدر من نحو قرن ، وتحديدًا عام 1921 ، فى جزءين الأول فى يناير ، والثانى فى فبراير من نفس العام ، ولم تصدر باقى الأجزاء العشرة التى أباتت المقدمة أن النية منعقدة على إصدارها ، وصدر الجزآن يحملان اسمى العقاد والمازنى فقط ، دون عبد الرحمن شكرى أحد الأضلاع الثلاثة لجماعة الديوان ، بل وحمل الجزء الأول مقالاً شديد التهجم على
« شكرى » ، كتبه الأستاذ المازنى بعنوان « صنم الألاعيب » ( 1 ) ، ثم تذيل الجزء الثانى استكمالاً لهذا الهجوم الضارى مقال : « صنم الألاعيب » ( 2 ) ، وكان غريبًا أن يتحول الجزآن إلى هذا الهجوم أو التهجم على أحد أضلاع جماعة الديوان ، ولم يحمل تقديم الكتاب أى تفسير لهذا المنحى الغريب والمخالف على الأقل لطبائع الأمور ، وللصداقة الخاصة التى ربطت ثلاثى هذه الجماعة ، وعلى وجه الخصوص الصداقة الأخص التى بين المازنى وعبد الرحمن شكرى ، اللذين تزاملا فى كلية المعلمين العليا ، وربطت بينهما صداقة بالغة القوة والحميمية ، مما مثل علامة استفهام كان يتوجب أن أعثر على جوابها أو تفسيرها قبل أن أتناول كتاب « الديوان فى الأدب والنقد » ، وجماعة الديوان التى بُتر أحد أعضائها الثلاثة فى أول وآخر ما صدر من هذا الكتاب .
صنم الألاعيب ؟!
كان غريبًا إذن أن يخلو الجزآن اللذان صدرا من كتاب « الديوان » من أى كتابة لعبد الرحمن شكرى ، بل ويهاجمه المازنى بضراوة فى الكتاب ، حاملاً عليه حملة شعواء بألسنة حداد ، مطلقًا عليه « صنم الألاعيب » ، ألقت به يد القدر العابثة فى ركن خرب على ساحل اليم .. صنم تتمثل فيه سخرة الله المرة وتهكم «أرستفانيز السماء» مبدع الكائنات المضحكة ورازقها القدرة على جعل مصابها فكاهة الناس وسلوانهم ، ووصفه بأنه « طوفان من الأوحال النفسية » ، وبأنه المنكود « المرزوء فى عقله » إلى آخر ما ورد فى هذا الفصل الأشد عنفًا من فصول الكتاب !
ونحن نعرف أن شكرى ، كان رقيق الحاشية ، فاعتزل الحياة الأدبية ، وامتلأت نفسه مرارة وألمًا من هذا النقد الجارح المتجنى ، وظل معتزلاً حتى وافته المنيّة فى ديسمبر عام 1958 .
ازدياد الدهشة !
وازدادت دهشتى ، مما كتبه الأستاذ العقاد عن عبد الرحمن شكرى ، ورثاه به ، فى مقالين نُشرا تباعًا بمجلة الهلال بعددى فبراير ومارس 1959 ، يقر فيهما بأنه عرفه من خمس وأربعين سنة ، فلم يعرف قبله ولا بعده أحدًا من شعرائنا وكتّابنا أوسع منه اطلاعًا على أدب اللغة العربية وأدب اللغة الإنجليزية وما يترجم إليها من اللغات الأخرى ، وأنه إلى سعة اطلاعه ، كان صادق الملاحظة ، سريع التمييز بين ألوان الكلام ، بملكة فى النقد بلغت أوفاها ، ومن أنه لم يكن أمتع له من الاستماع إلى شكرى ، وهو يقرأ القصيدة الأوروبية ، ويعلق عليها بيتًا بيتًا بتعليقاته الواعية الثرية ، وأن ما كتبه من النقد فى مؤلفاته لا يعدو قطرة من بحر آرائه النفيسة التى كان يرسلها عفو الساعة ولا يعنى بتقييدها بعد إطلاقها ، وأن ما قاله شكرى لصحبه وتلاميذه فى توضيح آرائه لأضعاف ما كتبه أو نشره فى دعوته الأدبية .
وعن شعره ، يشهد له العقاد بالريادة ، فيبدى أنه نظم سبعة دواوين من الشعر غير القصائد التى لم ينشرها وتمتلئ بها كراسة فى حجم ديوانين آخرين أو أكثر .. ومما يذكر أن الأستاذ عبد العزيز مخيون أحد تلاميذ شكرى قد طبع سنة 1960 ديوانه على نفقته فيما بلغ سبعمائة صفحة ، بتحقيق وتقديم تلميذ آخر من تلاميذه هو الأستاذ نقولا يوسف ، وقدم له بمقدمة ضافية عن حياته وآثاره ، فملأ فراغًا كان واجبًا ملؤه لهذا الأستاذ النابغة .. كما أخرج الدكتور حمدى السكوت أستاذ الأدب الحديث بالجامعة الأمريكية ، والدكتور مارسدن جونز ، مجلدًا ضافيًا عن عبد الرحمن شكرى ضمن سلسلة ببليوجرافية عن أعلام الأدب المعاصر .
ويشهد العقاد أن فى شعره زبدة من أجمل الشعر تضارع صفوة القول فى كلام كبار الشعراء ، وأنه كانت له قدرة على رياضـة النظم كما ترى فى ترجماته لبعض رباعيات
الخيام . ومن المعروف أن الترجمة أدل على قدرة النظم من التأليف لتقيد الناظم (المترجم) بالمعانى المنقولة التى يلتزمها ولا يتصرف فيها .
ويشهد على ذلك أيضًا ما طويت عليه مترجماته الشعرية من الطلاوة والجزالة التى سلست له فيها ، وكانت فى مبتكراته أسلس وأوفر .
وعلى قلّة احتفائه بالتنقيح ، خلص لشكرى من جيد الشعر ـ فيما يؤكده العقاد ـ ما يسلكه فى عداد المجددين من نخبة الشعراء .. وله فضلاً عن ذلك فى ميدان القريض ـ فضل الرائد الذى سبق زمانه فى عدة حسنات مأثورات .. فهو من أسبق المتقدمين إلى « توحيد بنية القصيدة » ، وإلى التصرف فى القافية على أنواع من التصرف المقبول .. فنظم القصيدة من وزن واحد ومقطوعات متعددة القوافى ، ونظمها مزدوجات من بحر واحد بغير قافية ملتزمة، وآثر فى تجاربه الأخيرة ـ فيما يقول العقاد ـ أن يلتزم القافية مع تعديدها فى مقطوعات القصيدة الواحدة ، وتسنى له فى جميع هذه المناهج أن ينظم الكثير من القصص العاطفية والاجتماعية قبل أن يشيع نظم القصص فى أدبنا الحديث .
ويتوقف العقاد عند إحدى قصائده التى ربما كان تجاهل أحد النقاد ذكر اسم صاحبها برغم مديحه فيها ، من أسباب «الوجوم» الذى لزم شكرى فى مقتبل شبابه ، وكان بعض الإنصاف خليقًا بأن يلطف وحشة الشاعر التى لازمته ، ولكن التواطؤ على نكران فضله كان بمثابة «محنة» لم يكن ليصبر عليها طويلاً ، مع ما فطر عليه من «الحس المرهف» .
على أن شكرى الشاعر الناقد كاتب ثائر على أسلوبه ومنهجه فى السهولة والسلاسة وقلّة الاحتفال بالتنقيح والتجميل ، ولكن نثره شعر ، ونقده لا تقرأ مثله لشاعر غير ناقد أو لناقد غير شاعر .
من مؤلفاته النثرية « حديث إبليس » و« الاعترافات » و« مذكرات مجنون » عدا فصوله المجموعة فى كتاب « الصحائف » وكتاب « التمرات » ، وطابعها الغالب عليها فيما يبدى العقاد ـ أنها جميعًا وحى نفسه الذى لا يشبهه فيه كاتب غيره .
ينتقى الأستاذ العقاد من كلماته ، بعض ما قاله عن «هيبة الحياة وهيبة الموت» ، إذْ يقول : « إننا إذا أغرينا الناس بأن لا يهابوا الحياة ـ خفنا أن يغريهم ذلك بأن يغالوا فى حب الحياة حتى يجبنوا .. وإذا نحن أغريناهم بأن لا يهابوا الموت خفنا أن يدفعهم ذلك إلى كره الحياة والرغبة فى التخلص منها .. فخليق بنا أن نحثهم على أن يجعلوا بين الرهبتين موازنة كى لا ترجح إحداهما .. ولكن الإنسان لا يملك صحة نفسه وسقمها مثل الوراثة والتربية والبيئة ، فإذا تحالفت هذه الأسباب على أسقام نفسه بأن تجعله جبانًا أمام الحياة ، أو جبانًا أمام الموت ، كان ضحية له ولا تنفعه نصيحة الناصحين شيئًا » .
يختم العقاد كلماته عن صديقه عبد الرحمن شكرى ، بأنه شاعر ناثر نسيج وحده فى فنه . ومن توحده فى هذا الفن أننا نتلقى تعبيره من « شخصية » فذة لا يحكيها غير صاحبها .. ولقد عرف الناس معرفة أحزنته أشد من حزنه لجهلهم إيّاه !
ما كتبه الأستاذ العقاد لا يزيد الدهشة وكفى ، وإنما يضع علامة استفهام كبرى على ما حمله كتاب الديوان من تهجم ضار للمازنى ضد عبد الرحمن شكرى ، لا سيما والكتاب يحمل اسم عباس العقاد أيضًا ، فكيف قبل نشر هذا التهجم الغير موضوعى ، واسمه على الكتاب ؟!
لا شك كانت هناك أوراق مطوية ، لابد من البحث عنها قبل الشروع فى مناقشة هذا الكتاب الذى أجمع النقاد على أنه أحدث دويًّا هائلاً حينما صدر فى أوليات عام 1921.
[SIZE=18px] فى مدينة العـقاد (1006) ـــ العقاد ومدرسة الديوان (1) [/SIZE]
« شكرى » ، كتبه الأستاذ المازنى بعنوان « صنم الألاعيب » ( 1 ) ، ثم تذيل الجزء الثانى استكمالاً لهذا الهجوم الضارى مقال : « صنم الألاعيب » ( 2 ) ، وكان غريبًا أن يتحول الجزآن إلى هذا الهجوم أو التهجم على أحد أضلاع جماعة الديوان ، ولم يحمل تقديم الكتاب أى تفسير لهذا المنحى الغريب والمخالف على الأقل لطبائع الأمور ، وللصداقة الخاصة التى ربطت ثلاثى هذه الجماعة ، وعلى وجه الخصوص الصداقة الأخص التى بين المازنى وعبد الرحمن شكرى ، اللذين تزاملا فى كلية المعلمين العليا ، وربطت بينهما صداقة بالغة القوة والحميمية ، مما مثل علامة استفهام كان يتوجب أن أعثر على جوابها أو تفسيرها قبل أن أتناول كتاب « الديوان فى الأدب والنقد » ، وجماعة الديوان التى بُتر أحد أعضائها الثلاثة فى أول وآخر ما صدر من هذا الكتاب .
صنم الألاعيب ؟!
كان غريبًا إذن أن يخلو الجزآن اللذان صدرا من كتاب « الديوان » من أى كتابة لعبد الرحمن شكرى ، بل ويهاجمه المازنى بضراوة فى الكتاب ، حاملاً عليه حملة شعواء بألسنة حداد ، مطلقًا عليه « صنم الألاعيب » ، ألقت به يد القدر العابثة فى ركن خرب على ساحل اليم .. صنم تتمثل فيه سخرة الله المرة وتهكم «أرستفانيز السماء» مبدع الكائنات المضحكة ورازقها القدرة على جعل مصابها فكاهة الناس وسلوانهم ، ووصفه بأنه « طوفان من الأوحال النفسية » ، وبأنه المنكود « المرزوء فى عقله » إلى آخر ما ورد فى هذا الفصل الأشد عنفًا من فصول الكتاب !
ونحن نعرف أن شكرى ، كان رقيق الحاشية ، فاعتزل الحياة الأدبية ، وامتلأت نفسه مرارة وألمًا من هذا النقد الجارح المتجنى ، وظل معتزلاً حتى وافته المنيّة فى ديسمبر عام 1958 .
ازدياد الدهشة !
وازدادت دهشتى ، مما كتبه الأستاذ العقاد عن عبد الرحمن شكرى ، ورثاه به ، فى مقالين نُشرا تباعًا بمجلة الهلال بعددى فبراير ومارس 1959 ، يقر فيهما بأنه عرفه من خمس وأربعين سنة ، فلم يعرف قبله ولا بعده أحدًا من شعرائنا وكتّابنا أوسع منه اطلاعًا على أدب اللغة العربية وأدب اللغة الإنجليزية وما يترجم إليها من اللغات الأخرى ، وأنه إلى سعة اطلاعه ، كان صادق الملاحظة ، سريع التمييز بين ألوان الكلام ، بملكة فى النقد بلغت أوفاها ، ومن أنه لم يكن أمتع له من الاستماع إلى شكرى ، وهو يقرأ القصيدة الأوروبية ، ويعلق عليها بيتًا بيتًا بتعليقاته الواعية الثرية ، وأن ما كتبه من النقد فى مؤلفاته لا يعدو قطرة من بحر آرائه النفيسة التى كان يرسلها عفو الساعة ولا يعنى بتقييدها بعد إطلاقها ، وأن ما قاله شكرى لصحبه وتلاميذه فى توضيح آرائه لأضعاف ما كتبه أو نشره فى دعوته الأدبية .
وعن شعره ، يشهد له العقاد بالريادة ، فيبدى أنه نظم سبعة دواوين من الشعر غير القصائد التى لم ينشرها وتمتلئ بها كراسة فى حجم ديوانين آخرين أو أكثر .. ومما يذكر أن الأستاذ عبد العزيز مخيون أحد تلاميذ شكرى قد طبع سنة 1960 ديوانه على نفقته فيما بلغ سبعمائة صفحة ، بتحقيق وتقديم تلميذ آخر من تلاميذه هو الأستاذ نقولا يوسف ، وقدم له بمقدمة ضافية عن حياته وآثاره ، فملأ فراغًا كان واجبًا ملؤه لهذا الأستاذ النابغة .. كما أخرج الدكتور حمدى السكوت أستاذ الأدب الحديث بالجامعة الأمريكية ، والدكتور مارسدن جونز ، مجلدًا ضافيًا عن عبد الرحمن شكرى ضمن سلسلة ببليوجرافية عن أعلام الأدب المعاصر .
ويشهد العقاد أن فى شعره زبدة من أجمل الشعر تضارع صفوة القول فى كلام كبار الشعراء ، وأنه كانت له قدرة على رياضـة النظم كما ترى فى ترجماته لبعض رباعيات
الخيام . ومن المعروف أن الترجمة أدل على قدرة النظم من التأليف لتقيد الناظم (المترجم) بالمعانى المنقولة التى يلتزمها ولا يتصرف فيها .
ويشهد على ذلك أيضًا ما طويت عليه مترجماته الشعرية من الطلاوة والجزالة التى سلست له فيها ، وكانت فى مبتكراته أسلس وأوفر .
وعلى قلّة احتفائه بالتنقيح ، خلص لشكرى من جيد الشعر ـ فيما يؤكده العقاد ـ ما يسلكه فى عداد المجددين من نخبة الشعراء .. وله فضلاً عن ذلك فى ميدان القريض ـ فضل الرائد الذى سبق زمانه فى عدة حسنات مأثورات .. فهو من أسبق المتقدمين إلى « توحيد بنية القصيدة » ، وإلى التصرف فى القافية على أنواع من التصرف المقبول .. فنظم القصيدة من وزن واحد ومقطوعات متعددة القوافى ، ونظمها مزدوجات من بحر واحد بغير قافية ملتزمة، وآثر فى تجاربه الأخيرة ـ فيما يقول العقاد ـ أن يلتزم القافية مع تعديدها فى مقطوعات القصيدة الواحدة ، وتسنى له فى جميع هذه المناهج أن ينظم الكثير من القصص العاطفية والاجتماعية قبل أن يشيع نظم القصص فى أدبنا الحديث .
ويتوقف العقاد عند إحدى قصائده التى ربما كان تجاهل أحد النقاد ذكر اسم صاحبها برغم مديحه فيها ، من أسباب «الوجوم» الذى لزم شكرى فى مقتبل شبابه ، وكان بعض الإنصاف خليقًا بأن يلطف وحشة الشاعر التى لازمته ، ولكن التواطؤ على نكران فضله كان بمثابة «محنة» لم يكن ليصبر عليها طويلاً ، مع ما فطر عليه من «الحس المرهف» .
على أن شكرى الشاعر الناقد كاتب ثائر على أسلوبه ومنهجه فى السهولة والسلاسة وقلّة الاحتفال بالتنقيح والتجميل ، ولكن نثره شعر ، ونقده لا تقرأ مثله لشاعر غير ناقد أو لناقد غير شاعر .
من مؤلفاته النثرية « حديث إبليس » و« الاعترافات » و« مذكرات مجنون » عدا فصوله المجموعة فى كتاب « الصحائف » وكتاب « التمرات » ، وطابعها الغالب عليها فيما يبدى العقاد ـ أنها جميعًا وحى نفسه الذى لا يشبهه فيه كاتب غيره .
ينتقى الأستاذ العقاد من كلماته ، بعض ما قاله عن «هيبة الحياة وهيبة الموت» ، إذْ يقول : « إننا إذا أغرينا الناس بأن لا يهابوا الحياة ـ خفنا أن يغريهم ذلك بأن يغالوا فى حب الحياة حتى يجبنوا .. وإذا نحن أغريناهم بأن لا يهابوا الموت خفنا أن يدفعهم ذلك إلى كره الحياة والرغبة فى التخلص منها .. فخليق بنا أن نحثهم على أن يجعلوا بين الرهبتين موازنة كى لا ترجح إحداهما .. ولكن الإنسان لا يملك صحة نفسه وسقمها مثل الوراثة والتربية والبيئة ، فإذا تحالفت هذه الأسباب على أسقام نفسه بأن تجعله جبانًا أمام الحياة ، أو جبانًا أمام الموت ، كان ضحية له ولا تنفعه نصيحة الناصحين شيئًا » .
يختم العقاد كلماته عن صديقه عبد الرحمن شكرى ، بأنه شاعر ناثر نسيج وحده فى فنه . ومن توحده فى هذا الفن أننا نتلقى تعبيره من « شخصية » فذة لا يحكيها غير صاحبها .. ولقد عرف الناس معرفة أحزنته أشد من حزنه لجهلهم إيّاه !
ما كتبه الأستاذ العقاد لا يزيد الدهشة وكفى ، وإنما يضع علامة استفهام كبرى على ما حمله كتاب الديوان من تهجم ضار للمازنى ضد عبد الرحمن شكرى ، لا سيما والكتاب يحمل اسم عباس العقاد أيضًا ، فكيف قبل نشر هذا التهجم الغير موضوعى ، واسمه على الكتاب ؟!
لا شك كانت هناك أوراق مطوية ، لابد من البحث عنها قبل الشروع فى مناقشة هذا الكتاب الذى أجمع النقاد على أنه أحدث دويًّا هائلاً حينما صدر فى أوليات عام 1921.
[SIZE=18px] فى مدينة العـقاد (1006) ـــ العقاد ومدرسة الديوان (1) [/SIZE]