بهرز في 17 /11 /2001
أيها الصديق الأعزّ والأوفى والأبقى في القلب والذاكرة.. تحية وسلام
أرجو أن تقبل اعتذاري عن التأخير.. أعدك أن لا أنقطع عن الكتابة اليك.. قد أتأخر.. أتكاسل..وأنا مقصّر طبعاً ... ولكن لن أنقطع عنك..
سررت كثيراً برسالتك وأعدت قراءتها مرات ومرات.. آخرها قبل كتابة هذه السطور ..
سررت كثيراً بوصول مجموعتك (أغنية الغبار) إلى بعقوبة، عكفت على قراءتها مرات ومرات وقد اقترحت على اتحاد الأدباء في ديالى أن تقيم أمسية عن المجموعة وصاحبها الوفي لمدينته ومواطنيه، تم الترحيب بشكل مبدأي بالمقترح وعرضته على الصديقين ابراهيم الخياط وابراهيم البهرزي وأبديا استعدادهما للمشاركة في هذه الأمسية ... التي لم يتحدد موعدها بعد .. وهو قريب بلا شك...
حظيت المجموعة باعجاب كل من قرأها رغم اختلافات الذائقة الأدبية ... كذلك (سلطان الكلام) حظي بما يستحق من اهتمام . ثمة حساسية غريبة في التعامل مع أعمال [المغـتربين] تتراوح ما بين التهوين واتهويل، فنجد من يرى أعمالهم شيئاً كبيراً ومن لا يرى شيئاً ويبدو لي أن الأمر في عدم القدرة على ادراك هذه التجربة الانسانية وشروطها .. بلا شك فأن (سلطان الكلام) و (أغنية الغبار) هما عراقيتان بشكل كبير وحاسم...
عزيزي وديع .. لا أكتمك سرّا إذا قلت لك أن وقتي كلّه ضائع في السعي العبثي من أجل الحياة.. حتى أوشك أن أتلاشى في دوامته لولا حبل ضعيف (سرّي) يربطني بالأدب والفكر .. كانت المكتبة هي أول محاولة لتقويته.. ثم أماسي الاتحاد ثم العلاقات الأدبية مع الاصدقاء.. في المكتبة اكتشفت سطحية التصورات التي يملكها الكثير من المثقفين عن المجتمع وعن أنفسهم أيضاً.. فهم مثلاً لا يتصورون أن أحداً يقرأ غيرهم وبالتالي فأن مشروع المكتبة فاشل لأنهم مفلسون .. الحقيقة ان افلاسهم الحقيقي في أفكارهم وتصوراتهم الواهمة عن الناس والحياة.. أثبتت التجربة ان علاقة الناس بالقراءة علاقة متينة وأنهم يقرأون ويقرأون بهدوء وبصمت وبلا انقطاع ... يقرأون كل شيء.. وأيضاً عكس التصورات السائدة.. فالانطباع السائد هو شيوع الاهتمام بالكتب الدينية. الحقيقة التي تعبر عنها أرقام الكتب المعارة والمباعة نجد أن نسبة الكتب الدينية تأتي في المرتبة الثالثة أو الرابعة تتقدمها كتب الأدب والتاريخ والعلوم. إلا أن الآثار الاقتصادية للحصار على المستوى المعيشي لناس هي العامل المؤثر على السوق عموماً وسوق الكتاب خاصة... فالأولويات تأتي للعائلة والمأكل والملبس والدواء والأطفال، بعد هذه الأشياء ليس ثمة ما هو ضروري تماماً .. الكتب أو الضحايا في سوق التنزيلات ..
عزيزي وديع
الشعر أكثر ما كتبته وهو قليل وضائع.. هناك مجموعة معدة .. فترة الانقطاعات طويلة.. عدم الرضا عن شيء مشكلة..... هناك مجموعة من القصص القصيرة تقريباً جاهزة .. نشر عدد منها في صحف عراقية مختلفة .. أكثر ما استمتع به في الحقيقة هو المحاضرات النظرية عن الأفكار .. مثل عرض ومناقشة لأفكار وكتب بعض المفكرين والفلاسفة علميين وعرب.. بالاضافة الى همومنا الفكرية والاقتصادية والاجتماعية.. المدارس الفكرية الحديثة قريبة الى نفسي على العموم.. ادورد سعيد/ جومسكي/ فوكو/ محمد اركون/ علي حرب/ نصر حامد ابو زيد/ سيد محمود القمني/ فؤاد زكريا/.... القائمة طويلة.. (ذكرت بعضها لأعطيك انطباعاً ما عن بعض اهتماماتي افكرية حاليا)..
أقرأ باللغة الانجليزية وأترجم منها بعض الأحيان أشياء صغيرة ، طورتها بالتدريج خلال السنوات العديدة التي مرت وما زلت مستمراً.. أعرف شيئاً من الألمانية !! وقليلاً من الفرنسية والاسبانية والروسية.. مشاريع تعلّم تعطلت وأنا إذ أذكرها لا يفارقني الحزن أبداً..
أما النقد الأدبي الذي كما يبدو مهماً بالنسبة للآخرين، فهو يستند على قراءة معرفية واسعة تتيح الالمام بمختلف جوانب الأعمال الأدبية والفنية. وبالتالي فهو أقرب ما يكون الى الموضوعية والصنعة، على الأقل من حيث النوايا وأعتقد أن النقد أو الناقد يسعى بين قطبين هما القارئ والمبدع بحيث يقدم القارئ الآفاق الممكنة للنص، الظاهرة والمستترة. كما أنه يمتلك القدرة على مشاركة المبدع في إعادة النظر إلى نصه، ليس كما أنتجه هو فحسب بل بما يحمله من امكانات أخرى. طبعاً لم يعد الأمر مجرد الحكم بالجودة والرداءة ولكن تبقى الحاجة دائماً الى معايير مقبولة للتعامل مع العمل الأدبي.. أرجو أن لا أكون (طوّخته) بالتنظير .... ولكني تركت نفسي مسترسلاً في الحديث إليك كأننا جالسان عند سور مدرسة في (أم النوى) ...
اريدك ان تحدثني عن نفسك أكثر .. قدر ما تستطيع.. بخصوص ابراهيم البهرزي الكسول والمتكاسل، المريض والمتمارض استطعت أن انتزع منه عهداً أو وعداً أن يرسل لك خلال هذه الفترة مجموعة كاملة [ربما خلال تشرين الأول والثاني] وعلمت من أنه أعدّ أكثر من نصف المجموعة حالياً....
الكسل والتكاسل (ومن لفّ لفهما) عندنا شائعان وذلك لضعف الدوافع وفقدان الرغبة في أي شيء حتى الحياة ربما .... هل أفلسف الأمر أو أبرّر لابراهيم ولنفسي ولاخرين؟ لست أدري.. ولكن الأمر هو هكذا. انك تريد أو يجب أن تفعل شيئاً (مثلاً، كتابة رسالة، تبييض نص أدبي،اعداد مقالة أو عمل) ولكنك لا تفعل شيئاً بل تتراكم الديون المعنوية والاخلاقية عليك فلا تجد إلا الهروب والانزواء ...
وبالمقابل أجد، حتى هنا، أناساً مثل المكائن لا يملون من القيام بأكثر الأعمال تفاهة وبإصرار ورغبة لا تصدق بل أحسدهم عليها ...
ربما كانت للظروف الموضوعية أثر كبير علينا وقد نقول الحصار وهو أمر صحيح إلا أن المشكلة لا تكمن كلها في الحصار المفروض على بلدنا بل أن نصفها فينا ونصفها في الحصار .
أيها الصديق العزيز الرائع .. ان ما حققته لأمر كبير وعظيم وجدير بالفخر - فخرنا-واعتزازنا.. فمجلة ضفا ف وأعمالك الشعرية والنثرية بالاضافة الى سلسلة كتاب ضفاف كلها انجازات كبيرة .. تذكر عندنا بتقدير كبير ...
وقد سألني بعض الأصدقاء( د. فاضل عبود التميمي/ عميد كلية اليرموك الجامعة، ود. صباح القريشي/ استاذ تاريخ العراق المعاصر ) عن كتابك عن عبد الرزاق السامرائي.. بالاضافة الى كتابك عن د. يوسف عزالدين ... وقد أخبرتهم اني لا أعرف أكثر مما ذكر في ( ضفاف )
في عدديها، عدد الألفية والعدد المخصص عن الدكتور يوسف عزالدين.. ترى هل بالامكان الحصول على الكتابين؟ الأمر لك.. ايها العزيز .. وماذا بعد يا صديق
لقد احتل الشطرنج جزء كبيراً من حياتي وما زال يحتل ربما أخطر المنافسين للشعر والأدب والكتابة في حياتي.. فلقد أمضيت خلال [25] سنة آلاف الساعات ربما وأنا منكب عليه وعاكف على رقعته وأحجاره لاعباً ومتأملاً دارساً.. في سنّ مبكرة نسبياًُ وصلت إلى نهائي العراق عام 80- 81- 82. في 82 أحرزت الترتيب السابع على العراق .. ثم انقطعت تقريباً خلال العسكرية ثم عدت في التسعينيات إلى اللعب في البطولات القوية.. لعبت مرتين في نهائي العراق وأحرزت المركز الخامس في بطولة صدام الدولية الثالثة ( عام 1995 ؟ ) لاعب بتصنيف دولي وحكم درجة أولى ومؤسس( مع اخرين ) لنادي بعقوبة التخصصي للشطرنج عام 1996 وأمين سرّ النادي حتى الآن.. الحقيقة أجد نفسي غير مقتنع بالحصيلة النهائية التي خرجت بها .. لعبت في الأردن عامي 97 و2001.
تحياتي وسلامي لأفراد عائلتك وتحيات وسلام من زوجتي وأطفالي لك وأطفالك متمنين لهم السعادة والصحة والعافية .. تحيات وسلام من جميع الأصدقاء لك .. هذا والسلام
مؤيد سامي
***
* رسالة ثانية
بهرز في 8 / 3 / 2002
ايها الصديق العزيز وديع العبيدي المحترم
تحية من القلب محملة بأشواق وذكريات بعيدة.. لمحية.. من المدن الأولى.. تلك التي لا تنسى.. مدن الصبا والشباب.. تحية للعائلة الكريمة.. فرداً فرداً
أولاً: اتفقت أخيراً مع اتحاد الأدباء فرع ديالى على إقامة ندوة خاصة بشعرك عامة وأغنية الغبار - بشكل أساسي.. وقد كان لتوقف النشاطات في شهر رمضان ثم ما تلاه من برنامج ثقافي خاص امتد الى 28/2 وبرنامج يليه خلال شهري آذار ونيسان، تأثير مباشر في تأخير الموعد إلى أول ثلاثاء في الشهر الخامس 7/5/02 وقد أبدى العديد من الأصدقاء من أدباء وأكادميين رغبتهم في المشاركة في هذه الندوة.. وبشكل مبدئي سيشارك كل من :1) د. فاضل عبود التميمي/ عميد كلية اليرموك الجامعة وهو ناقد كبير مختص بالبلاغة. 2 ابراهيم البهرزي. 3 ابراهيم الخياط. 4 عبد الرزاق توفيق الخالدي –ابو هالة-. 5 مؤيد سامي. ) يمكنك ارسال مساهمة الاستاذ الكبير د. يوسف عزالدين للمشاركة في هذه الندوة.. وأيضا تقديم ما نراه مناسباً من اقتراحات وأفكار لهذه الندوة ...
عزيزي وأخي وديع.. هذه الندوة ليست إلا تقديرا بسيطا لمبدع يستحقها وصديق يستحق الوفاء... والاحتفاء به..
ثانياً: سألت صديقاً من السعدية استاذ عباس –ابو هشام- وهو معلم متقاعد: هل تعرف عبد الرزاق توفيق الخالدي؟ فأجاب: ابو هالة.. انه صديقي.. ولكن لماذا تسأل؟. وهكذا كما ترى فأن الأمر كان ميسوراً. اتفقت معه على الذهاب الى السعدية للالتقاء بأبي هالة.. ولم يحدث اللقاء حتى الان. وان كانت الغاية من اللقاء تم تحقيقها حيث ارسلت الرسالة الى ابو هالة بواسطة ابي هشام وشرح له موضوع الندوة فوافق مباشرة على المشاركة فيها على أن نعلمه بالموعد قبل اسبوع على الاقل.. يقول ابو هشام: ان ابو هالة ما زال شاعراً وأديباً ومثقفاً جيداً يؤثر العزلة على غيرها.. وبذلك فهذه فرصة لاخراجه من هذه العزلة. اتمنى ان يكون قد ارسل لك رسالة ... او اتصل بك.. سأذهب الى السعدية للالتقاء به حتماً..
ثالثاً: أشكرك أنا وجميع الاصدقاء هنا على رسائلك وارسال المواد المنشورة في ضفاف مع الفهرست.. من الواضح ان هذا العدد الدسم من ضفاف تقف خلفه جهود تميزة...... وعمل مضني يستحق كل الاحترام والتقدير الذي ناله ويناله.. أبارك جدك ودأبك وإصرارك على التميز والتقدم ... وأتمنى أن أقدر على تقديم أي جهد يدعم (ضفاف) المزدهرة ...
رابعاً: يسأل بعض الاصدقاء عن البريدي الالكتروني لضفاف – اذا وجد- وموقعها على شبكة الانترنت ..
خامساً: ابراهيم البهرزي مستمر على المراسلة وقد أكدت عليه هذا الامر.. وهو ملتزم تماماً بهذا المشروع. آخر رسالة 21 / 2 / 2002
سادساً: ارجو أن ترسل لي صورة عن مكتبة ضفاف.. أقصد الكتب المعروضة في المجلة .
سابعاً: أشكرك جداً .. جداً.. جداً.. على اهتمامك بي وبما أكتب... أنا لست مقتنعاً بشيء مما كتبت.... رغم كل ما أسمعه من آراء تقديرية عالية... سأعلمك بالأمر إذا غيّرت رأيي.. وقد يتغير.. مع شكري وتقديري لك.. والسلام
مؤيد سامي
أيها الصديق الأعزّ والأوفى والأبقى في القلب والذاكرة.. تحية وسلام
أرجو أن تقبل اعتذاري عن التأخير.. أعدك أن لا أنقطع عن الكتابة اليك.. قد أتأخر.. أتكاسل..وأنا مقصّر طبعاً ... ولكن لن أنقطع عنك..
سررت كثيراً برسالتك وأعدت قراءتها مرات ومرات.. آخرها قبل كتابة هذه السطور ..
سررت كثيراً بوصول مجموعتك (أغنية الغبار) إلى بعقوبة، عكفت على قراءتها مرات ومرات وقد اقترحت على اتحاد الأدباء في ديالى أن تقيم أمسية عن المجموعة وصاحبها الوفي لمدينته ومواطنيه، تم الترحيب بشكل مبدأي بالمقترح وعرضته على الصديقين ابراهيم الخياط وابراهيم البهرزي وأبديا استعدادهما للمشاركة في هذه الأمسية ... التي لم يتحدد موعدها بعد .. وهو قريب بلا شك...
حظيت المجموعة باعجاب كل من قرأها رغم اختلافات الذائقة الأدبية ... كذلك (سلطان الكلام) حظي بما يستحق من اهتمام . ثمة حساسية غريبة في التعامل مع أعمال [المغـتربين] تتراوح ما بين التهوين واتهويل، فنجد من يرى أعمالهم شيئاً كبيراً ومن لا يرى شيئاً ويبدو لي أن الأمر في عدم القدرة على ادراك هذه التجربة الانسانية وشروطها .. بلا شك فأن (سلطان الكلام) و (أغنية الغبار) هما عراقيتان بشكل كبير وحاسم...
عزيزي وديع .. لا أكتمك سرّا إذا قلت لك أن وقتي كلّه ضائع في السعي العبثي من أجل الحياة.. حتى أوشك أن أتلاشى في دوامته لولا حبل ضعيف (سرّي) يربطني بالأدب والفكر .. كانت المكتبة هي أول محاولة لتقويته.. ثم أماسي الاتحاد ثم العلاقات الأدبية مع الاصدقاء.. في المكتبة اكتشفت سطحية التصورات التي يملكها الكثير من المثقفين عن المجتمع وعن أنفسهم أيضاً.. فهم مثلاً لا يتصورون أن أحداً يقرأ غيرهم وبالتالي فأن مشروع المكتبة فاشل لأنهم مفلسون .. الحقيقة ان افلاسهم الحقيقي في أفكارهم وتصوراتهم الواهمة عن الناس والحياة.. أثبتت التجربة ان علاقة الناس بالقراءة علاقة متينة وأنهم يقرأون ويقرأون بهدوء وبصمت وبلا انقطاع ... يقرأون كل شيء.. وأيضاً عكس التصورات السائدة.. فالانطباع السائد هو شيوع الاهتمام بالكتب الدينية. الحقيقة التي تعبر عنها أرقام الكتب المعارة والمباعة نجد أن نسبة الكتب الدينية تأتي في المرتبة الثالثة أو الرابعة تتقدمها كتب الأدب والتاريخ والعلوم. إلا أن الآثار الاقتصادية للحصار على المستوى المعيشي لناس هي العامل المؤثر على السوق عموماً وسوق الكتاب خاصة... فالأولويات تأتي للعائلة والمأكل والملبس والدواء والأطفال، بعد هذه الأشياء ليس ثمة ما هو ضروري تماماً .. الكتب أو الضحايا في سوق التنزيلات ..
عزيزي وديع
الشعر أكثر ما كتبته وهو قليل وضائع.. هناك مجموعة معدة .. فترة الانقطاعات طويلة.. عدم الرضا عن شيء مشكلة..... هناك مجموعة من القصص القصيرة تقريباً جاهزة .. نشر عدد منها في صحف عراقية مختلفة .. أكثر ما استمتع به في الحقيقة هو المحاضرات النظرية عن الأفكار .. مثل عرض ومناقشة لأفكار وكتب بعض المفكرين والفلاسفة علميين وعرب.. بالاضافة الى همومنا الفكرية والاقتصادية والاجتماعية.. المدارس الفكرية الحديثة قريبة الى نفسي على العموم.. ادورد سعيد/ جومسكي/ فوكو/ محمد اركون/ علي حرب/ نصر حامد ابو زيد/ سيد محمود القمني/ فؤاد زكريا/.... القائمة طويلة.. (ذكرت بعضها لأعطيك انطباعاً ما عن بعض اهتماماتي افكرية حاليا)..
أقرأ باللغة الانجليزية وأترجم منها بعض الأحيان أشياء صغيرة ، طورتها بالتدريج خلال السنوات العديدة التي مرت وما زلت مستمراً.. أعرف شيئاً من الألمانية !! وقليلاً من الفرنسية والاسبانية والروسية.. مشاريع تعلّم تعطلت وأنا إذ أذكرها لا يفارقني الحزن أبداً..
أما النقد الأدبي الذي كما يبدو مهماً بالنسبة للآخرين، فهو يستند على قراءة معرفية واسعة تتيح الالمام بمختلف جوانب الأعمال الأدبية والفنية. وبالتالي فهو أقرب ما يكون الى الموضوعية والصنعة، على الأقل من حيث النوايا وأعتقد أن النقد أو الناقد يسعى بين قطبين هما القارئ والمبدع بحيث يقدم القارئ الآفاق الممكنة للنص، الظاهرة والمستترة. كما أنه يمتلك القدرة على مشاركة المبدع في إعادة النظر إلى نصه، ليس كما أنتجه هو فحسب بل بما يحمله من امكانات أخرى. طبعاً لم يعد الأمر مجرد الحكم بالجودة والرداءة ولكن تبقى الحاجة دائماً الى معايير مقبولة للتعامل مع العمل الأدبي.. أرجو أن لا أكون (طوّخته) بالتنظير .... ولكني تركت نفسي مسترسلاً في الحديث إليك كأننا جالسان عند سور مدرسة في (أم النوى) ...
اريدك ان تحدثني عن نفسك أكثر .. قدر ما تستطيع.. بخصوص ابراهيم البهرزي الكسول والمتكاسل، المريض والمتمارض استطعت أن انتزع منه عهداً أو وعداً أن يرسل لك خلال هذه الفترة مجموعة كاملة [ربما خلال تشرين الأول والثاني] وعلمت من أنه أعدّ أكثر من نصف المجموعة حالياً....
الكسل والتكاسل (ومن لفّ لفهما) عندنا شائعان وذلك لضعف الدوافع وفقدان الرغبة في أي شيء حتى الحياة ربما .... هل أفلسف الأمر أو أبرّر لابراهيم ولنفسي ولاخرين؟ لست أدري.. ولكن الأمر هو هكذا. انك تريد أو يجب أن تفعل شيئاً (مثلاً، كتابة رسالة، تبييض نص أدبي،اعداد مقالة أو عمل) ولكنك لا تفعل شيئاً بل تتراكم الديون المعنوية والاخلاقية عليك فلا تجد إلا الهروب والانزواء ...
وبالمقابل أجد، حتى هنا، أناساً مثل المكائن لا يملون من القيام بأكثر الأعمال تفاهة وبإصرار ورغبة لا تصدق بل أحسدهم عليها ...
ربما كانت للظروف الموضوعية أثر كبير علينا وقد نقول الحصار وهو أمر صحيح إلا أن المشكلة لا تكمن كلها في الحصار المفروض على بلدنا بل أن نصفها فينا ونصفها في الحصار .
أيها الصديق العزيز الرائع .. ان ما حققته لأمر كبير وعظيم وجدير بالفخر - فخرنا-واعتزازنا.. فمجلة ضفا ف وأعمالك الشعرية والنثرية بالاضافة الى سلسلة كتاب ضفاف كلها انجازات كبيرة .. تذكر عندنا بتقدير كبير ...
وقد سألني بعض الأصدقاء( د. فاضل عبود التميمي/ عميد كلية اليرموك الجامعة، ود. صباح القريشي/ استاذ تاريخ العراق المعاصر ) عن كتابك عن عبد الرزاق السامرائي.. بالاضافة الى كتابك عن د. يوسف عزالدين ... وقد أخبرتهم اني لا أعرف أكثر مما ذكر في ( ضفاف )
في عدديها، عدد الألفية والعدد المخصص عن الدكتور يوسف عزالدين.. ترى هل بالامكان الحصول على الكتابين؟ الأمر لك.. ايها العزيز .. وماذا بعد يا صديق
لقد احتل الشطرنج جزء كبيراً من حياتي وما زال يحتل ربما أخطر المنافسين للشعر والأدب والكتابة في حياتي.. فلقد أمضيت خلال [25] سنة آلاف الساعات ربما وأنا منكب عليه وعاكف على رقعته وأحجاره لاعباً ومتأملاً دارساً.. في سنّ مبكرة نسبياًُ وصلت إلى نهائي العراق عام 80- 81- 82. في 82 أحرزت الترتيب السابع على العراق .. ثم انقطعت تقريباً خلال العسكرية ثم عدت في التسعينيات إلى اللعب في البطولات القوية.. لعبت مرتين في نهائي العراق وأحرزت المركز الخامس في بطولة صدام الدولية الثالثة ( عام 1995 ؟ ) لاعب بتصنيف دولي وحكم درجة أولى ومؤسس( مع اخرين ) لنادي بعقوبة التخصصي للشطرنج عام 1996 وأمين سرّ النادي حتى الآن.. الحقيقة أجد نفسي غير مقتنع بالحصيلة النهائية التي خرجت بها .. لعبت في الأردن عامي 97 و2001.
تحياتي وسلامي لأفراد عائلتك وتحيات وسلام من زوجتي وأطفالي لك وأطفالك متمنين لهم السعادة والصحة والعافية .. تحيات وسلام من جميع الأصدقاء لك .. هذا والسلام
مؤيد سامي
***
* رسالة ثانية
بهرز في 8 / 3 / 2002
ايها الصديق العزيز وديع العبيدي المحترم
تحية من القلب محملة بأشواق وذكريات بعيدة.. لمحية.. من المدن الأولى.. تلك التي لا تنسى.. مدن الصبا والشباب.. تحية للعائلة الكريمة.. فرداً فرداً
أولاً: اتفقت أخيراً مع اتحاد الأدباء فرع ديالى على إقامة ندوة خاصة بشعرك عامة وأغنية الغبار - بشكل أساسي.. وقد كان لتوقف النشاطات في شهر رمضان ثم ما تلاه من برنامج ثقافي خاص امتد الى 28/2 وبرنامج يليه خلال شهري آذار ونيسان، تأثير مباشر في تأخير الموعد إلى أول ثلاثاء في الشهر الخامس 7/5/02 وقد أبدى العديد من الأصدقاء من أدباء وأكادميين رغبتهم في المشاركة في هذه الندوة.. وبشكل مبدئي سيشارك كل من :1) د. فاضل عبود التميمي/ عميد كلية اليرموك الجامعة وهو ناقد كبير مختص بالبلاغة. 2 ابراهيم البهرزي. 3 ابراهيم الخياط. 4 عبد الرزاق توفيق الخالدي –ابو هالة-. 5 مؤيد سامي. ) يمكنك ارسال مساهمة الاستاذ الكبير د. يوسف عزالدين للمشاركة في هذه الندوة.. وأيضا تقديم ما نراه مناسباً من اقتراحات وأفكار لهذه الندوة ...
عزيزي وأخي وديع.. هذه الندوة ليست إلا تقديرا بسيطا لمبدع يستحقها وصديق يستحق الوفاء... والاحتفاء به..
ثانياً: سألت صديقاً من السعدية استاذ عباس –ابو هشام- وهو معلم متقاعد: هل تعرف عبد الرزاق توفيق الخالدي؟ فأجاب: ابو هالة.. انه صديقي.. ولكن لماذا تسأل؟. وهكذا كما ترى فأن الأمر كان ميسوراً. اتفقت معه على الذهاب الى السعدية للالتقاء بأبي هالة.. ولم يحدث اللقاء حتى الان. وان كانت الغاية من اللقاء تم تحقيقها حيث ارسلت الرسالة الى ابو هالة بواسطة ابي هشام وشرح له موضوع الندوة فوافق مباشرة على المشاركة فيها على أن نعلمه بالموعد قبل اسبوع على الاقل.. يقول ابو هشام: ان ابو هالة ما زال شاعراً وأديباً ومثقفاً جيداً يؤثر العزلة على غيرها.. وبذلك فهذه فرصة لاخراجه من هذه العزلة. اتمنى ان يكون قد ارسل لك رسالة ... او اتصل بك.. سأذهب الى السعدية للالتقاء به حتماً..
ثالثاً: أشكرك أنا وجميع الاصدقاء هنا على رسائلك وارسال المواد المنشورة في ضفاف مع الفهرست.. من الواضح ان هذا العدد الدسم من ضفاف تقف خلفه جهود تميزة...... وعمل مضني يستحق كل الاحترام والتقدير الذي ناله ويناله.. أبارك جدك ودأبك وإصرارك على التميز والتقدم ... وأتمنى أن أقدر على تقديم أي جهد يدعم (ضفاف) المزدهرة ...
رابعاً: يسأل بعض الاصدقاء عن البريدي الالكتروني لضفاف – اذا وجد- وموقعها على شبكة الانترنت ..
خامساً: ابراهيم البهرزي مستمر على المراسلة وقد أكدت عليه هذا الامر.. وهو ملتزم تماماً بهذا المشروع. آخر رسالة 21 / 2 / 2002
سادساً: ارجو أن ترسل لي صورة عن مكتبة ضفاف.. أقصد الكتب المعروضة في المجلة .
سابعاً: أشكرك جداً .. جداً.. جداً.. على اهتمامك بي وبما أكتب... أنا لست مقتنعاً بشيء مما كتبت.... رغم كل ما أسمعه من آراء تقديرية عالية... سأعلمك بالأمر إذا غيّرت رأيي.. وقد يتغير.. مع شكري وتقديري لك.. والسلام
مؤيد سامي