من مميزات مجتمعنا العراقي الاختصارفي المصطلحات، وضغط جملة وبشكل قد لا تجده عندشعب آخر من شعوب الأرض، فبدلا عن ان يوصف المرء بأنه نصّاب كاذب لا يؤتمن على مال ولا يعرف معنى الوفاء بالعهد والتمسك بالوعد ،يشار اليه على انه (ستة وخمسون) احالة الى المادة القانونية (٤٥٦) في قانون العقوبات العراقي المتعلقة بالنصب والاحتيال..
وعوضا عن ان يقال عن امر ما بأنه لا نفع فيه ولا يرتجى منه خير، وأنّ تركه خير من التمسك به ، يوصف أنه (كَلَكْ)، وعلى هذا النسق، يُختصر وصفالانسان سريع البديهة والذي يجيد اطلاق الطرف الواحدة تلو الاخرى دون توقف، ويتلاعب بالكلمات كي يصيغ من أية كلمة طرفة تكاد توقفالقلب ضحكا، بأنه (حشّاش)، اي المَرِح الذي يزرع البسمة على الوجوه اينما حل وارتحل .
تروي لنا كتب الأدب، أنّ اول "حشّاش" في تاريخ العرب هو شاعر يدعى (أبو دلامة) واسمه الحقيقي (كلثوم بن يحيى) ، والذي أُلقي القبض عليه وهو يترنح ثملا من قبل شرطة الليل، وقد جيء به فورا ليقف بين يدي القاضي فأخذ يسأله :
- أ انت كُلثوم؟
-بل انا كُلـ (بصل)!!
-ويلك.. أ أنت شارب؟
- كلا.. انا لحية !!
- يالوقاحتك.. سكير وصلف..
- لست صلفا ، بل انا سائل يا سيدي!!
ومن هنا، بدأت لغة "التحشيش" عند العرب، لكنها كانت تومض ثم تختفي دون أن يتناولها الأدب الساخر إلّا لِماما، منها قصة فتى فيمنتهى الغباء ويدعى (حمزة) ، ذهب يوما الى السوق فسمع مَن ينادي صديقا له ويدعى (عبد الله) بإسمه ، لكن صديقه التفت الى المنادي وأجابه :
كلنا عبيد الله، فاي (عبد الله) تقصد؟
وهنا، استحسن (حمزة) جواب (عبد الله)، فلما عاد الى داره وناداه ابوه وهو يصيح: يا حمزة، يا حمزة ، التفت لأبيه وقال له : كلنا حماميز الله، فأي حمزة تريد !!
عاد هذا الاسلوب للظهور في مصر نهاية القرن التاسع عشر، واطلق عليه اسم (القافية) ، اي أن يتناوب اثنان على طرح سؤال، ويكون جوابالطرفين مضحكا للحضور، كأن يسال احدهما الآخر : هي اللحمة بقت بكم؟ فيجيبه : بقرش، ليكون جواب الاول : قرش والّا حوت،ليتعالى الضحك والصخب حتى يملأ الأجواء .
ثم يعود الثاني ليسأل : همّ وصلوا القمر؟ فيرد عليه الاول : إشمعنى؟ ليرد عليه : أصلو مظلّم زي وشك ومكسوف !!
وهكذا يستمر تبادل "النكات" بين الاثنين لطلوع الفجر، وسط دخان السكائر ونشوة الخمر، ولعل هذا هو السبب الذي جعلنا نحنالعراقيين نطلق عليه لفظة "التحشيش" وليس المصريين الذين لا يدركون عن هذه اللفظة شيئا.
أمّا في العراق، فقد رافق هذا الاسلوب الهزلي ظهور الصحافة وتطورها ، وكان مسلّطا على الطبقة السياسية الحاكمة تحديدا، وويل للسياسي الذي يصبح اضحوكة للشعب العراقي، فخير له أن ينتحر أو يتوارى عن الانظار الى الابد.
فعند مقتل (الملك غازي) بحادثة عمود الكهرباء المدبرة عام ١٩٣٩، والذي وجّهتْ فيه اصابع الاتهام نحو الوصي (عبد الإله ونوري السعيد)تحديدا، نشر المرحوم (نوري ثابت) في صحيفته (حبزبوز) ما نصه : هذا وقد خلصتْ التحقيقات إلى أن العمود المتسبّب بالقتل كانيتراكض متخفيا خلف الاشجار، يتلفتْ يمينا وشمالا، حتى انتهز الفرصة ليقفز على السيارة وقام بقتل الملك بالسقوط على جبهته ، لكنّ المحير في الأمر أنّ العمود المجرم قد أتمّ مهمته على عجل ، فكان الجرحُ من الخلف جهة الرقبة ، رغم سقوطه عليه من الأمام، وتحياتي ل(عيشة بنت الباشا)!!
أما على المستوى الشخصي، فكان اول "حشّاش" تعرفت عليه في حياتي، هو طالب يدعى (صباح)، يكبرني بثلاثة أعوام تأخّر فيها دراسيا ،وكان يمتلك عبقرية خاصة في اطلاق "النكات" حتى في اجوبته الامتحانية دون أنْ يخشى العواقب الوخيمة والخطيرة كذلك، فحين ورد سؤال عن تعريف معركة (عين جالوت)، كان جوابه : هي تلك الواقعة التي فقدت فيها (جالوت) احدى عينيها واصبحت(تك عين)..
وحين طلب مدرس الكيمياء تعريف (العنصر) أجابه : هو الشقيق الاكبر للخنصر والبنصر، لكنه استقل عن اهله وسكن في يد لوحده !!
وحين سأله مدرس الجغرافيا : أين يقع تمثال (عباس بن فرناس)، اجابه : اذا كان عباس نفسه وقع وتكسّرتْ اجنحته، فمالنا ووقوع تمثاله؟..
وقد لقي (صباح) بسبب اجوبته هذه العشرات من الركلات والصفعات وحالات الطرد، ثم الرسوب في نهاية الامر، حتى انقطعت اخباره عناوهو الذي يحمل موهبة لو استغلها لأصبح مؤلفا كوميديا لا يجاريه أحد.
ولأننا شعبٌ يضحك دوما على جراحه، ولا يمتلك سوى السخرية من ظالميه وآسريه وقاتليه، فقد ظهر الف الف صباح، كل يسخر ممايدور من حوله ، وينال عبر المزاح من الفواجع والزوابع التي ابتلي بها العراق منذ قيام حرب ايران حتى يومنا هذا ، مثل ذلك الذي قصد عرافا ليسأله عن موعد (وقوف) الحرب، فأجابه العراف : بعد قرن، سوف (تقف)، لكن على قدميها ، وتصبح بالاسلحة النووية والهيدروجينية!!
وخلال فترة الحصار المرّ على الشعب، كان المجتمع يحارب المآسي بالتناسي، والكوارث بالمزاح، مثل ذاك الذي عرض باب داره للبيع، كي يحتفي بعيد ميلاده ، ولمّا اتهمه الجميع بالبطر والجنون أجابهم : لقد بعت سقف الدار وجدرانه وأركانه كي ادفن موتاي وانا اكاد أموت حزنا ، فما بالكم تستغربون بيعي الباب لعلّي أموت فرحا؟؟
اَو ذاك الذي راجع طبيبا، فقضى على اخر دينار كان يحمله ، وصار يصف له الدواء قبل او بعد الطعام، وحين لمح الطبيبُ غماماتِ حزن وكمد عظيمين على وجه المريض، أراد تلطيف الاجواء فأطلق "نكتة"، لكن المريض نظر اليه مليا ثم سأله : عفوا دكتور، هل اضحك عليها قبل الطعام أم بعده؟؟
اما بعد السقوط، فقد اصبح "التحشيش" هو القوت اليومي للعراقيين كي يتغلبوا على آلامهم ومهازل حكامهم ، مثل ذاك الذي نادى علىجمع من البرلمانيين : ايها اللص البرلماني، ايها اللص ، فالتفت احدهم نحوه وعلى طريقة (الفتى حمزة) ثم قال له : كلنا "لصاويص" برلمانيون، فأي لص تقصد ..
على أنّ اجمل ما ورد في هذا المضمار، فهو لجوء اثنين من العراقيين الى مصر هربا من السعادة التي فاضت عن حاجتيهما في العراق،وحين كانا يمارسان "التنكيت" كما اعتادا عليه على أحد ارصفة القاهرة ، سألهم احد المارة عما يضحكهما، فأجاباه : نحن "نحشّش" مع بعض فحسب ، عندئذ القي القبض عليهما عبر وسلية إحدى المخبرين، وتم اقتيادهما تحت حراسة مشددة الى (قسم البوليس) ، ثم مَثُلا أمام القاضي بعد أن وجهت لهما تهمة (تناول الحشيش) ، لينكرا الامر تماما وشرحا له ما يقصدانه بـ "التحشيش"، وهو إطلاق الطرائف، غير أن القاضي لم يلبث أن سألهما علاقتهما بالهيروين، فاجابه احدهما : لم نسمع عنه شيئا ياسيدي، وكل ما نعلمه عن الهيروين هي أغنية لـ(مائدة نزهت) تقول فيها : (هيروين ويدرون نحبهم هيروين) !
عندئذ ضحك القاضي ومساعدوه ووكيل النيابة والحضور جميعا، ثم حكم على كل منهما بالأشغال الشاقة لخمسة عشر عاما وتغريمهما مبلغ مائة الف جنيه ، مع الإبعاد الى عراقهما السعيد عند انقضاء المدة ، العراق الذي يُعدّ فيه "التحشيش" حقا مكتسبا، كالموت هيامابالأحزاب ، ولكي تكتمل السعادة والهناء في مختلف ارجائه ونواحيه.
www.facebook.com
وعوضا عن ان يقال عن امر ما بأنه لا نفع فيه ولا يرتجى منه خير، وأنّ تركه خير من التمسك به ، يوصف أنه (كَلَكْ)، وعلى هذا النسق، يُختصر وصفالانسان سريع البديهة والذي يجيد اطلاق الطرف الواحدة تلو الاخرى دون توقف، ويتلاعب بالكلمات كي يصيغ من أية كلمة طرفة تكاد توقفالقلب ضحكا، بأنه (حشّاش)، اي المَرِح الذي يزرع البسمة على الوجوه اينما حل وارتحل .
تروي لنا كتب الأدب، أنّ اول "حشّاش" في تاريخ العرب هو شاعر يدعى (أبو دلامة) واسمه الحقيقي (كلثوم بن يحيى) ، والذي أُلقي القبض عليه وهو يترنح ثملا من قبل شرطة الليل، وقد جيء به فورا ليقف بين يدي القاضي فأخذ يسأله :
- أ انت كُلثوم؟
-بل انا كُلـ (بصل)!!
-ويلك.. أ أنت شارب؟
- كلا.. انا لحية !!
- يالوقاحتك.. سكير وصلف..
- لست صلفا ، بل انا سائل يا سيدي!!
ومن هنا، بدأت لغة "التحشيش" عند العرب، لكنها كانت تومض ثم تختفي دون أن يتناولها الأدب الساخر إلّا لِماما، منها قصة فتى فيمنتهى الغباء ويدعى (حمزة) ، ذهب يوما الى السوق فسمع مَن ينادي صديقا له ويدعى (عبد الله) بإسمه ، لكن صديقه التفت الى المنادي وأجابه :
كلنا عبيد الله، فاي (عبد الله) تقصد؟
وهنا، استحسن (حمزة) جواب (عبد الله)، فلما عاد الى داره وناداه ابوه وهو يصيح: يا حمزة، يا حمزة ، التفت لأبيه وقال له : كلنا حماميز الله، فأي حمزة تريد !!
عاد هذا الاسلوب للظهور في مصر نهاية القرن التاسع عشر، واطلق عليه اسم (القافية) ، اي أن يتناوب اثنان على طرح سؤال، ويكون جوابالطرفين مضحكا للحضور، كأن يسال احدهما الآخر : هي اللحمة بقت بكم؟ فيجيبه : بقرش، ليكون جواب الاول : قرش والّا حوت،ليتعالى الضحك والصخب حتى يملأ الأجواء .
ثم يعود الثاني ليسأل : همّ وصلوا القمر؟ فيرد عليه الاول : إشمعنى؟ ليرد عليه : أصلو مظلّم زي وشك ومكسوف !!
وهكذا يستمر تبادل "النكات" بين الاثنين لطلوع الفجر، وسط دخان السكائر ونشوة الخمر، ولعل هذا هو السبب الذي جعلنا نحنالعراقيين نطلق عليه لفظة "التحشيش" وليس المصريين الذين لا يدركون عن هذه اللفظة شيئا.
أمّا في العراق، فقد رافق هذا الاسلوب الهزلي ظهور الصحافة وتطورها ، وكان مسلّطا على الطبقة السياسية الحاكمة تحديدا، وويل للسياسي الذي يصبح اضحوكة للشعب العراقي، فخير له أن ينتحر أو يتوارى عن الانظار الى الابد.
فعند مقتل (الملك غازي) بحادثة عمود الكهرباء المدبرة عام ١٩٣٩، والذي وجّهتْ فيه اصابع الاتهام نحو الوصي (عبد الإله ونوري السعيد)تحديدا، نشر المرحوم (نوري ثابت) في صحيفته (حبزبوز) ما نصه : هذا وقد خلصتْ التحقيقات إلى أن العمود المتسبّب بالقتل كانيتراكض متخفيا خلف الاشجار، يتلفتْ يمينا وشمالا، حتى انتهز الفرصة ليقفز على السيارة وقام بقتل الملك بالسقوط على جبهته ، لكنّ المحير في الأمر أنّ العمود المجرم قد أتمّ مهمته على عجل ، فكان الجرحُ من الخلف جهة الرقبة ، رغم سقوطه عليه من الأمام، وتحياتي ل(عيشة بنت الباشا)!!
أما على المستوى الشخصي، فكان اول "حشّاش" تعرفت عليه في حياتي، هو طالب يدعى (صباح)، يكبرني بثلاثة أعوام تأخّر فيها دراسيا ،وكان يمتلك عبقرية خاصة في اطلاق "النكات" حتى في اجوبته الامتحانية دون أنْ يخشى العواقب الوخيمة والخطيرة كذلك، فحين ورد سؤال عن تعريف معركة (عين جالوت)، كان جوابه : هي تلك الواقعة التي فقدت فيها (جالوت) احدى عينيها واصبحت(تك عين)..
وحين طلب مدرس الكيمياء تعريف (العنصر) أجابه : هو الشقيق الاكبر للخنصر والبنصر، لكنه استقل عن اهله وسكن في يد لوحده !!
وحين سأله مدرس الجغرافيا : أين يقع تمثال (عباس بن فرناس)، اجابه : اذا كان عباس نفسه وقع وتكسّرتْ اجنحته، فمالنا ووقوع تمثاله؟..
وقد لقي (صباح) بسبب اجوبته هذه العشرات من الركلات والصفعات وحالات الطرد، ثم الرسوب في نهاية الامر، حتى انقطعت اخباره عناوهو الذي يحمل موهبة لو استغلها لأصبح مؤلفا كوميديا لا يجاريه أحد.
ولأننا شعبٌ يضحك دوما على جراحه، ولا يمتلك سوى السخرية من ظالميه وآسريه وقاتليه، فقد ظهر الف الف صباح، كل يسخر ممايدور من حوله ، وينال عبر المزاح من الفواجع والزوابع التي ابتلي بها العراق منذ قيام حرب ايران حتى يومنا هذا ، مثل ذلك الذي قصد عرافا ليسأله عن موعد (وقوف) الحرب، فأجابه العراف : بعد قرن، سوف (تقف)، لكن على قدميها ، وتصبح بالاسلحة النووية والهيدروجينية!!
وخلال فترة الحصار المرّ على الشعب، كان المجتمع يحارب المآسي بالتناسي، والكوارث بالمزاح، مثل ذاك الذي عرض باب داره للبيع، كي يحتفي بعيد ميلاده ، ولمّا اتهمه الجميع بالبطر والجنون أجابهم : لقد بعت سقف الدار وجدرانه وأركانه كي ادفن موتاي وانا اكاد أموت حزنا ، فما بالكم تستغربون بيعي الباب لعلّي أموت فرحا؟؟
اَو ذاك الذي راجع طبيبا، فقضى على اخر دينار كان يحمله ، وصار يصف له الدواء قبل او بعد الطعام، وحين لمح الطبيبُ غماماتِ حزن وكمد عظيمين على وجه المريض، أراد تلطيف الاجواء فأطلق "نكتة"، لكن المريض نظر اليه مليا ثم سأله : عفوا دكتور، هل اضحك عليها قبل الطعام أم بعده؟؟
اما بعد السقوط، فقد اصبح "التحشيش" هو القوت اليومي للعراقيين كي يتغلبوا على آلامهم ومهازل حكامهم ، مثل ذاك الذي نادى علىجمع من البرلمانيين : ايها اللص البرلماني، ايها اللص ، فالتفت احدهم نحوه وعلى طريقة (الفتى حمزة) ثم قال له : كلنا "لصاويص" برلمانيون، فأي لص تقصد ..
على أنّ اجمل ما ورد في هذا المضمار، فهو لجوء اثنين من العراقيين الى مصر هربا من السعادة التي فاضت عن حاجتيهما في العراق،وحين كانا يمارسان "التنكيت" كما اعتادا عليه على أحد ارصفة القاهرة ، سألهم احد المارة عما يضحكهما، فأجاباه : نحن "نحشّش" مع بعض فحسب ، عندئذ القي القبض عليهما عبر وسلية إحدى المخبرين، وتم اقتيادهما تحت حراسة مشددة الى (قسم البوليس) ، ثم مَثُلا أمام القاضي بعد أن وجهت لهما تهمة (تناول الحشيش) ، لينكرا الامر تماما وشرحا له ما يقصدانه بـ "التحشيش"، وهو إطلاق الطرائف، غير أن القاضي لم يلبث أن سألهما علاقتهما بالهيروين، فاجابه احدهما : لم نسمع عنه شيئا ياسيدي، وكل ما نعلمه عن الهيروين هي أغنية لـ(مائدة نزهت) تقول فيها : (هيروين ويدرون نحبهم هيروين) !
عندئذ ضحك القاضي ومساعدوه ووكيل النيابة والحضور جميعا، ثم حكم على كل منهما بالأشغال الشاقة لخمسة عشر عاما وتغريمهما مبلغ مائة الف جنيه ، مع الإبعاد الى عراقهما السعيد عند انقضاء المدة ، العراق الذي يُعدّ فيه "التحشيش" حقا مكتسبا، كالموت هيامابالأحزاب ، ولكي تكتمل السعادة والهناء في مختلف ارجائه ونواحيه.
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.