برلين الغربية صباح 16/11/1984
أخي محمود عبد الوهاب
ستبقى علاقتنا حرة وصافية من أي كدر طالما ملكنا هذا الإخلاص لمصر ولثقافتنا القديمة الجليلة وللكلمة التي طهرت ورفعت ولأنفسنا وللناس من حولنا.. يا أخي إنني مشتاق جدا لأني أرى كتابيك.. القصص.. والنقد وأعد نفسي بمتعة فنية وعقلية عميقة، وأعدك بأن أقول عن الكابين مفصلا القول تفصيلا، وسنتي أن أرى في إنشائك حال من أحوالك، أو صورة من صور وجودك لا أبحث فيها عن الدنيا، بل أبحث عن الأنشاء عن المنشئ، فما بحثك عن الصبي كمال عن صبي من عمره ومكانته وعجزه، إنه أنا الذي كتب، إنه الملئ بالشوق للقول عن هذة الدنيا، ولا أدع أحد أن يقول عني، لا الصبي كمال ولا المراة زبيدة ولا غيرها ولا غيره من شخوص الفن.
الفن فني والقصة قصتي وأنا الموجوع بالبكاء، فما إثقالك لطلاقتي بنظريات النقد ومعايير الفن، لا يختلط كتابي بكتاب غيره ولا أسلوبي ولا كلماتي، أضعها على لسان من أردت، فالأمر عندي ليس تصوير الواقع القائم، ولا خلق شبيه ولا مسخه بل الحوار معه، العراك معه، عجنه وإعادة تشكيله، تفتيته وإعادة تركيبه، أو إبقائه على حاله عجينة وفتاتا، وأنا في كل الأحوال الأعلى، وفي ذلك فإن قامتي مازالت بعد قصيرة، فإن كتاب ألف ليلة المجهول جعل الناس تطير ويصيرون إلى قردة وخنازير، وجعلهم يقولون العجب ويعيشون الحقب ويأتون الخوارق، كل ذلك في جهد رائع للحوار مع عصر الرشيد، عجنه وصنع كعكة منه، تحطيمه وصنع لعبة من أجزائه، تأكل الكعكة فإذا العصر في بطنك تمسك اللعبة فإذا بك وقد جربت مسرة قادمة من ذلك الوقت السحيق، محمود إنني أريد آفاقا أخرى وكان يجب لذلك أن أتعلمه ألا أخاف من النقاد، إن لهم دور غير سعيد في تاريخ الأدب المصري الحديث، وقليل هم الذين لم يخافوا النقد، وجيل الستينيات خطيئته أنه أخرج القارئ من حسابه، وأضرب لذلك يحيي الطاهر مثلا باهرا، إنك إن كنت قرأت قصة جبل الشاي الأخضر ولم تكتشف أنها حديث موجه للمثقفين فقط فلابد أن تعيد قراءتها، وإذا قارنتها بـ"الليل الرحم" ستجد أن هذة تحد رهيب لكل المواصفات التي انتهى إليها نقادنا ومفكرونا، بقى أن أعبر لك عن لهفتي لقراءة مقالك عن المهدي، كل يوم أنظر في بريدي ولا أجدها، وأتعجب، كنت أتصور أن مقالك عن الأخت لأب صدر فعلا، وكنت أتصور أن عدد الرواية سيصدر في ديسمبر 84، إنني أرسلت لهم الفصل الأول من رواية اسمها"عن كفر سيدي سليم" والفصل اسمه"تجلي السر" 18000 كلمة وأستعد من الآن لشتائمك لأنه لا علاقة ولا توازن من المتكلم وعبارته عند شخوص الفصل، ما أخبار الدنيا؟ هل رد شفيق فريد على مقاتلي؟ هل جاءت البيان الكويتية إلى القاهرة؟ وماذا قال الناس عن مقالتي عن ألفريد فرج، ألا تعرف متى يصدر العدد عن الأدب المصري في مجلة الكرمل؟ أكتب لي عن دنياك فإنني هنا مشتاق لها ومحروم منها وحي عني كل الأصدقاء والأحبة.
عبد الحكيم
سأتصرف في أمر عبد المنعم والموضوع كله تصرفا مرضيا.
أخي محمود عبد الوهاب
ستبقى علاقتنا حرة وصافية من أي كدر طالما ملكنا هذا الإخلاص لمصر ولثقافتنا القديمة الجليلة وللكلمة التي طهرت ورفعت ولأنفسنا وللناس من حولنا.. يا أخي إنني مشتاق جدا لأني أرى كتابيك.. القصص.. والنقد وأعد نفسي بمتعة فنية وعقلية عميقة، وأعدك بأن أقول عن الكابين مفصلا القول تفصيلا، وسنتي أن أرى في إنشائك حال من أحوالك، أو صورة من صور وجودك لا أبحث فيها عن الدنيا، بل أبحث عن الأنشاء عن المنشئ، فما بحثك عن الصبي كمال عن صبي من عمره ومكانته وعجزه، إنه أنا الذي كتب، إنه الملئ بالشوق للقول عن هذة الدنيا، ولا أدع أحد أن يقول عني، لا الصبي كمال ولا المراة زبيدة ولا غيرها ولا غيره من شخوص الفن.
الفن فني والقصة قصتي وأنا الموجوع بالبكاء، فما إثقالك لطلاقتي بنظريات النقد ومعايير الفن، لا يختلط كتابي بكتاب غيره ولا أسلوبي ولا كلماتي، أضعها على لسان من أردت، فالأمر عندي ليس تصوير الواقع القائم، ولا خلق شبيه ولا مسخه بل الحوار معه، العراك معه، عجنه وإعادة تشكيله، تفتيته وإعادة تركيبه، أو إبقائه على حاله عجينة وفتاتا، وأنا في كل الأحوال الأعلى، وفي ذلك فإن قامتي مازالت بعد قصيرة، فإن كتاب ألف ليلة المجهول جعل الناس تطير ويصيرون إلى قردة وخنازير، وجعلهم يقولون العجب ويعيشون الحقب ويأتون الخوارق، كل ذلك في جهد رائع للحوار مع عصر الرشيد، عجنه وصنع كعكة منه، تحطيمه وصنع لعبة من أجزائه، تأكل الكعكة فإذا العصر في بطنك تمسك اللعبة فإذا بك وقد جربت مسرة قادمة من ذلك الوقت السحيق، محمود إنني أريد آفاقا أخرى وكان يجب لذلك أن أتعلمه ألا أخاف من النقاد، إن لهم دور غير سعيد في تاريخ الأدب المصري الحديث، وقليل هم الذين لم يخافوا النقد، وجيل الستينيات خطيئته أنه أخرج القارئ من حسابه، وأضرب لذلك يحيي الطاهر مثلا باهرا، إنك إن كنت قرأت قصة جبل الشاي الأخضر ولم تكتشف أنها حديث موجه للمثقفين فقط فلابد أن تعيد قراءتها، وإذا قارنتها بـ"الليل الرحم" ستجد أن هذة تحد رهيب لكل المواصفات التي انتهى إليها نقادنا ومفكرونا، بقى أن أعبر لك عن لهفتي لقراءة مقالك عن المهدي، كل يوم أنظر في بريدي ولا أجدها، وأتعجب، كنت أتصور أن مقالك عن الأخت لأب صدر فعلا، وكنت أتصور أن عدد الرواية سيصدر في ديسمبر 84، إنني أرسلت لهم الفصل الأول من رواية اسمها"عن كفر سيدي سليم" والفصل اسمه"تجلي السر" 18000 كلمة وأستعد من الآن لشتائمك لأنه لا علاقة ولا توازن من المتكلم وعبارته عند شخوص الفصل، ما أخبار الدنيا؟ هل رد شفيق فريد على مقاتلي؟ هل جاءت البيان الكويتية إلى القاهرة؟ وماذا قال الناس عن مقالتي عن ألفريد فرج، ألا تعرف متى يصدر العدد عن الأدب المصري في مجلة الكرمل؟ أكتب لي عن دنياك فإنني هنا مشتاق لها ومحروم منها وحي عني كل الأصدقاء والأحبة.
عبد الحكيم
سأتصرف في أمر عبد المنعم والموضوع كله تصرفا مرضيا.