حديث عن القراءة وطقوسها في زمن العزوف عنها، وهيمنة العالم الرقمي بوسائله التكنولوجية .
في هذا الإطار طلب مني شقيقي عبدالواحد التهامي العلمي الإجابة عن الأسئلة التالية :
فكانت الإجابات كما يلي :
ـ إغناء رصيدي المعرفي والثقافي ، سواء في المجال الثقافي العام، أوفي مجال تخصصي واهتماماتي الأدبية .
ـ التعرف على تجارب وحيوات الكتاب ، لإيماني بأن قراءة أي كتاب تضيف إلى المرء تجارب جديدة ، وتجعلك تعيش في عوالم متعددة ، بل قد يكون لبعضها أثر في تحول حياتك إلى نواحي إيجابية ، وتغيير نظرتك إلى الحياة والعالم.
ـ تهذيب الذوق وإرهاف الإحساس والرفع من مستوى الإنسان إلى الأرقى والأسمى .
ـ الاستمتاع والاستئناس بقراءة الكتاب، ففي قراءته يجد المرء لذة ومتعة وأنساً ورفقة طيبة مثمرة ، قد لا يجدها لدى بعض الخلان والأصدقاء والجلساء. وهذا مصداق لقول المتنبي الوارد في بيته المشهور :
أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سرْجُ سَابِحٍ = وَخَيْرُ جَليسٍ في الزمانِ كِتَابُ
والحقيقة أن القارئ يجد في الكتاب خيرَ مخاطَب ، فهو ينسجم مع أفكاره وقناعاته ومزاجه أكثر من بعض المخاطبين من الناس الذين لا يجد بينه وبينهم انسجاماً أو قواسم مشتركة. ومن الجدير بالملاحظة ، أن الإذاعات المسموعة أو القنوات التلفزية المختلفة وغيرها من وسائل التثقيف ، لا تقدم المعرفة الدقيقة المفيدة والإمتاع والمؤانسة التي يقدمها الكتاب ، فأغلبها تقدم إنتاجاً هزيلاً، وموادَ سخيفة ، لا تهدف إلى التثقيف والتهذيب والتربية والتوعية .
ـ تزجية أوقات الفراغ بالقراءة، والاستئناس بالكتاب في وقت الوحدة في مختلف الأمكنة .
وكثيرا ما أحن إلى كتب قرأتها في الماضي ، فأعود إلى قراءتها مثل بعض روايات نجيب محفوظ، لأعيش مع شخصياتها العصية على النسيان ، فأدلف إلى بنسيون "ميرامار" بالإسكندرية لألتقي بعامر وجدي وسرحان البحيري وحسني علام ومنصور باهي وزهرة وماريانا. وأتتبع مسير سعيد مهران منذ خروجه من السجن في محاولاته المتكررة الانتقام من أصدقائه الأعداء ورفاقه الخونة ، وضمنهم زوجته نبوية ، وأحزن لفشله المتكرر للنيل منهم ، كما أعجَبُ بشخصية " نور " ضحية المجتمع الظالم التي كانت الملاذ الوحيد ونقطة الضوء الوحيدة في حياة سعيد مهران ، كما أنني أدخل إلى حارات القاهرة المُعِزِّية سواء في الثلاثية أو زقاق المدق أو ملحمة الحرافيش.. كم كتابٍ أعدت قراءته من كتب قراءات الطفولة والصبا لطه حسين وتوفيق الحكيم ويحيى حقي والمازني لا يتسع المجال هنا لذكر عناوينها. إنني بهذه العودة أبحث عن المتعة التي كنت أجدها فيها، ولم أعد أصادف مثلَها في بعض الأعمال السردية الصادرة حديثاً إلا في النادر.
أذكر أن الكاتب المغربي عبدالفتاح كيليطو في أحد حواراته في كتابه " مسار "، قال إنه كان يقرأ المنفلوطي في مرحلة صباه ، وقد أُولِعَ بقراءة العربية من خلال كتاباتِه. ورغم أن حصة اللغة الفرنسة كانت خمس ساعات وحصة اللغة العربية كانت ساعتين فقط، فقد تمكن بفضل العشق الذي بثته فيه مطالعاته بالعربية أن يملك ناصيتها، ويكتب بها كتباً عديدة إلى جانب كتابته وتدريسه باللغة الفرنسية. والحقيقة أن جيلنا نشأ على كتابات المنفلوطي وجبران وغيرهما ممن ذكرت آنفاً ، بالإضافة إلى ألف ليلة وليلة وسلاسل كتب الأطفال لمحمد عطية الأبراشي وكامل كيلاني ( المكتبة الخضراء ) وغيرهما . ولا ينبغي أن ننسى الكتاب المدرسي الذي وجهنا إلى قراءة القصص والشعر ومترجمات بعض الكتاب العالميين وغيرها ألا وهو كتاب " إقرأ " لصاحبه أحمد بوكماخ رحمه الله.
www.facebook.com
في هذا الإطار طلب مني شقيقي عبدالواحد التهامي العلمي الإجابة عن الأسئلة التالية :
- 1 ـ لما تقرأ ؟
- 2 ـ ماذا تقرأ ؟
- 3 ـ كيف تقرأ ؟
- 4 ـ متى تقرأ ؟
- 5 ـ أين تقرأ ؟
فكانت الإجابات كما يلي :
- 1 ـ لماذا أقرأ ؟
ـ إغناء رصيدي المعرفي والثقافي ، سواء في المجال الثقافي العام، أوفي مجال تخصصي واهتماماتي الأدبية .
ـ التعرف على تجارب وحيوات الكتاب ، لإيماني بأن قراءة أي كتاب تضيف إلى المرء تجارب جديدة ، وتجعلك تعيش في عوالم متعددة ، بل قد يكون لبعضها أثر في تحول حياتك إلى نواحي إيجابية ، وتغيير نظرتك إلى الحياة والعالم.
ـ تهذيب الذوق وإرهاف الإحساس والرفع من مستوى الإنسان إلى الأرقى والأسمى .
ـ الاستمتاع والاستئناس بقراءة الكتاب، ففي قراءته يجد المرء لذة ومتعة وأنساً ورفقة طيبة مثمرة ، قد لا يجدها لدى بعض الخلان والأصدقاء والجلساء. وهذا مصداق لقول المتنبي الوارد في بيته المشهور :
أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سرْجُ سَابِحٍ = وَخَيْرُ جَليسٍ في الزمانِ كِتَابُ
والحقيقة أن القارئ يجد في الكتاب خيرَ مخاطَب ، فهو ينسجم مع أفكاره وقناعاته ومزاجه أكثر من بعض المخاطبين من الناس الذين لا يجد بينه وبينهم انسجاماً أو قواسم مشتركة. ومن الجدير بالملاحظة ، أن الإذاعات المسموعة أو القنوات التلفزية المختلفة وغيرها من وسائل التثقيف ، لا تقدم المعرفة الدقيقة المفيدة والإمتاع والمؤانسة التي يقدمها الكتاب ، فأغلبها تقدم إنتاجاً هزيلاً، وموادَ سخيفة ، لا تهدف إلى التثقيف والتهذيب والتربية والتوعية .
ـ تزجية أوقات الفراغ بالقراءة، والاستئناس بالكتاب في وقت الوحدة في مختلف الأمكنة .
- 2 ـ ما ذا أقرأ ؟
وكثيرا ما أحن إلى كتب قرأتها في الماضي ، فأعود إلى قراءتها مثل بعض روايات نجيب محفوظ، لأعيش مع شخصياتها العصية على النسيان ، فأدلف إلى بنسيون "ميرامار" بالإسكندرية لألتقي بعامر وجدي وسرحان البحيري وحسني علام ومنصور باهي وزهرة وماريانا. وأتتبع مسير سعيد مهران منذ خروجه من السجن في محاولاته المتكررة الانتقام من أصدقائه الأعداء ورفاقه الخونة ، وضمنهم زوجته نبوية ، وأحزن لفشله المتكرر للنيل منهم ، كما أعجَبُ بشخصية " نور " ضحية المجتمع الظالم التي كانت الملاذ الوحيد ونقطة الضوء الوحيدة في حياة سعيد مهران ، كما أنني أدخل إلى حارات القاهرة المُعِزِّية سواء في الثلاثية أو زقاق المدق أو ملحمة الحرافيش.. كم كتابٍ أعدت قراءته من كتب قراءات الطفولة والصبا لطه حسين وتوفيق الحكيم ويحيى حقي والمازني لا يتسع المجال هنا لذكر عناوينها. إنني بهذه العودة أبحث عن المتعة التي كنت أجدها فيها، ولم أعد أصادف مثلَها في بعض الأعمال السردية الصادرة حديثاً إلا في النادر.
أذكر أن الكاتب المغربي عبدالفتاح كيليطو في أحد حواراته في كتابه " مسار "، قال إنه كان يقرأ المنفلوطي في مرحلة صباه ، وقد أُولِعَ بقراءة العربية من خلال كتاباتِه. ورغم أن حصة اللغة الفرنسة كانت خمس ساعات وحصة اللغة العربية كانت ساعتين فقط، فقد تمكن بفضل العشق الذي بثته فيه مطالعاته بالعربية أن يملك ناصيتها، ويكتب بها كتباً عديدة إلى جانب كتابته وتدريسه باللغة الفرنسية. والحقيقة أن جيلنا نشأ على كتابات المنفلوطي وجبران وغيرهما ممن ذكرت آنفاً ، بالإضافة إلى ألف ليلة وليلة وسلاسل كتب الأطفال لمحمد عطية الأبراشي وكامل كيلاني ( المكتبة الخضراء ) وغيرهما . ولا ينبغي أن ننسى الكتاب المدرسي الذي وجهنا إلى قراءة القصص والشعر ومترجمات بعض الكتاب العالميين وغيرها ألا وهو كتاب " إقرأ " لصاحبه أحمد بوكماخ رحمه الله.
- 3ـ كيف أقرأ ؟
- 4ـ متى أقرأ ؟
- 5 ـ أين أقرأ :
Войдите на Facebook
Войдите на Facebook, чтобы общаться с друзьями, родственниками и знакомыми.