* رسالة حسن الرموتي
عزيزي الاستاذ عبد الرزاق - مكناس -
تحية طيبة لك ولمكناسة الزيتون .
وبعد :
لا أعرف كيف أو من أين أبدأ رسالتي ، ربما شهيتي انقطعت عن كتابة الرسائل منذ مدة . فعصر الرسائل عزيزي في زمن الثورة الاعلامية قد انتهى ، و أصبح المحمول بديلا للزمن الجميل . من المؤسف أن العديد من الناس يعتقدون أن هذه الوسائل الالكترونية ساهمت في عملية التواصل الاجتماعي ، فإنها في الواقع عملت على خلق نوع من النفور و العزلة بين الناس
كما يشير عبد الله الغدامي – الذي تعشق كتاباته و تشتغل على منهجه الثقافي - حين اعتبرها صيغ ثقافية جديدة تتيح فرصا خيالية للناس لكي يمارسوا أنواعا متعددة من الوسائل المعرفية الرخيصة ...و أشكرك على مقالك الذي أمتعني حول الفيلم المصري - مرجان أحمد مرجان - بالمجلة العربية السعودية و الذي أخضعته للمنهج الثقافي للغدامي و كلت فيه لعادل إمام ما يستحقه بسبب موقفه من الثورة المصرية .
أعود و أقول أن الحنين لكتابة الرسائل عاودني ، و جعلني أتذكر رسائل الحب التي كنا نكتبها و نحن شباب في مراحلنا الأولى من الدراسة حيث كانت وجوهنا طافحة بالأمل . وهذه رسالتي الأولى التي تعمدت كتابتها إليك عوض ارسالها عبر البريد الالكتروني و أنت في مكناسة الزيتون .
عزيزي عبد الرزراق ، عندما تفقد صديقا مبدعا و ناقدا يشاركك الهم الثقافي و يرحل بعيدا ، تحس وكأن جزءا من ذاتك قد أضعته . السنوات الجميلة و القليلة رفقة بعض الأصدقاء التي قضيناها معا في هذه المؤسسة ، سنوات جميلة من العمل و النشاط رغم الاكراهات و العوائق ، تجعلني أقول أنك كنت دائما رائعا و شعلة من العمل و الإبداع الذي لا ينضب . أعرف طموحك و أحلامك ، و جميل كما كنت أقول لك دائما ، شتان بين المكانين ، مكان شبه حضري في نواحي الصويرة إلى عاصمة الزيتون ، حيث الأنشطة الثقافية و الجامعية ووصول المجلات المتنوعة التي نفتقدها هنا ... مرات كثيرة أحسسنا معا بالحزن عن المقالات التي نشرناها و لم نحصل على نسخ من هذه المجلات ... لكن في عالمك الجديد في مكناس ستتغير حياتك مع عالمك الجديد ، و مع أصدقاء جدد ، لكن ما هو رابض في دواخلك لن يتغير ، و علاقتك بنا ستظل دائما مثل الجذوة تحت الرماد ، تحتاج فقط لمن يوقظها .
عزيزي عبد الرزاق كيف حال مكناس ، كيف ربيعها ، و أهلها ، أبوابها الإسماعلية ، كيف وجدت أساتذة المدرسة العليا ؟، أعرف أنك لا ترضى بالقليل و الغث ، و أعرف أن ثقافتك و اطلاعك سبب مشكلتك مع العديد من الأساتذة حتى عندما كنت طالبا و سببت لك مشاكل كثيرة ... لكن ما العمل ؟ ، أقبح ما في الوجود عندما يحارب الأستاذ تلميذه لأنه تفوق عليه . أحييك على حضور تكريم الدكتور حسن المنيعي في مكناس ، و كم كنت أود أن أكون هناك قريبا منك ، لكن تبا لهذا الروتين الذي يقيدنا .
لا أريد أن أطيل عليك ، لكني أخبرك أن مجلة العربي نشرت لي قصة هذا الشهر ، و هي الفائزة بالرتبة الاولى ضمن مسابقة إذاعة ب ب س و مجلة العربي الكويتية . بعنوان المحارب .
عزيزي لا تنسى زيارتنا هنا في تالمست عندما تقدم إلى آسفي البهية ... و دمت في رعاية الله و في حاضرة مكناس البهية .
سلام
يناير 2011
الصويرة
***
* رسالة عبد الرزاق المصباحي
الكتابة والوصل
العزيز حسن الرموتي صديقا وقاصا وشاعرا وباحثا رصينا.
تحية خالصة ومحبة وبعد :
كان لرسالتك الوقع الأروع دائما، وهي تحملني بكل المحبة التي تجمعني وإياك، إلى بداية علاقتي بك، بداية يؤطرها عمل نحبه في فضاء كان أضيق من طموحنا، حينها تعرفت، وفي الاسم كثير من صفاتك، على حسن الإنسان قبل حسن الذي تسكنه الكتابة، لكن الإبداع كان سبيل الوصل إليك وركن علاقتنا، التي تمتد رغم النأي، لأن الوصل أعمق في الروح ،فهولدرين قال ( لحسن الحظ هناك الصداقة وهناك الشعر )، نعم لحسن الحظ، فالشعر كان سبب الصداقة، قبل أن تعمقها أجناس أخرى.
الأحب دوما حسن، إنها ذكريات المكان وسطوتها، وفي تالمست لم يشغف قلبي المكان بقدر ما شغفته روح الإبداع التي كنت تسكنها، قبل أن تسكنك، أذكر دائما أنك كنت مختلفا، متميزا بهدوئك المحبب، بحكمتك، بمواقفك، بجديتك، وبفرحك الطفولي حين تتحدث عن الإبداع والكتابة والنقد، ولكم تكون الفرحة أشد حين ترى كتاباتنا تحلق في الفضاء الرقمي والمكتوب، ساخرة من المكان وضيقه، وباحثة عن أفق التلقيات المنتجة، وعن ذوات نتقاسم معها أسئلتنا وقلقنا.
أبا محسن الرائع، بقدر ما كان الابتعاد عن رفقتك مؤلما، بقدر ما كان توقي إلى تغيير الفضاء، رغم محبته، أمرا ذا أهمية بالغة، وفي مكناسة كانت روح جديدة تتشكل : قشيبة، ثورية، وعطشى للنهل. في المدرسة العليا للأساتذة، وجدت ضالتي، ألفيت جدية كنت محتاجا إليها، وكثيرا من التعويض الرمزي عن ما حاقني من الأشباه والنظائر. ولأن شوقي كان للندوات أكبر فقد كان تكريم الرائعين حسن المنيعي و بنعيسى بوحمالة، أول الغيث وأجمله.
عزيزي المحارب، وهي إحدى أجمل قصصك، التي كنت من أوائل من اطلعوا عليها وهي بكر محصورة بين متلقين محدودين، قبل أن تعانق أخواتها في >>مملكة القطار<<، التي تسافر بنا نحو عوالم التخييل والجمال، ولم يفاجئني قط أن تتبوأ قصصك المنسوجة من روحك، مراتب أولى في القراءة وعند لجان تحكيم مسابقة البي بي سي، فأنا أول الشهود على سعة اطلاعك السردي، وعمق قراءتك للأعمال السردية الكبيرة كما الشعرية، وميلك مع رياح الإبداع مهما استجدت أو أغرقت في التجريب. ورغم بعد المسافة فإن العالم الرقمي جعلني أتابع قصصك و قصصك القصيرة جدا بالاهتمام الدائم الذي عرفته، وأنا أحد عشاقها ومحبيها.
أيها الرائع حسن، أشكر لك واسعا سؤالك عني، وأتمنى أن تكون بالخير ذاته، مشتعلا ومنيرا دائما، والوعد زيارتك لنعيد بعضا مما غاب في حواراتنا الإليكترونية وعلى الهاتف. فالوصل الواقعي لا يزال طعمه خاصا وأخاذا،وأرجو أن تمدني بجديدك الإبداعي في أقرب الوقت الممكن محبة لا تشيخ.
أخوك عبدالرزاق المصباحي.
مكناس فبراير 2011
عزيزي الاستاذ عبد الرزاق - مكناس -
تحية طيبة لك ولمكناسة الزيتون .
وبعد :
لا أعرف كيف أو من أين أبدأ رسالتي ، ربما شهيتي انقطعت عن كتابة الرسائل منذ مدة . فعصر الرسائل عزيزي في زمن الثورة الاعلامية قد انتهى ، و أصبح المحمول بديلا للزمن الجميل . من المؤسف أن العديد من الناس يعتقدون أن هذه الوسائل الالكترونية ساهمت في عملية التواصل الاجتماعي ، فإنها في الواقع عملت على خلق نوع من النفور و العزلة بين الناس
كما يشير عبد الله الغدامي – الذي تعشق كتاباته و تشتغل على منهجه الثقافي - حين اعتبرها صيغ ثقافية جديدة تتيح فرصا خيالية للناس لكي يمارسوا أنواعا متعددة من الوسائل المعرفية الرخيصة ...و أشكرك على مقالك الذي أمتعني حول الفيلم المصري - مرجان أحمد مرجان - بالمجلة العربية السعودية و الذي أخضعته للمنهج الثقافي للغدامي و كلت فيه لعادل إمام ما يستحقه بسبب موقفه من الثورة المصرية .
أعود و أقول أن الحنين لكتابة الرسائل عاودني ، و جعلني أتذكر رسائل الحب التي كنا نكتبها و نحن شباب في مراحلنا الأولى من الدراسة حيث كانت وجوهنا طافحة بالأمل . وهذه رسالتي الأولى التي تعمدت كتابتها إليك عوض ارسالها عبر البريد الالكتروني و أنت في مكناسة الزيتون .
عزيزي عبد الرزراق ، عندما تفقد صديقا مبدعا و ناقدا يشاركك الهم الثقافي و يرحل بعيدا ، تحس وكأن جزءا من ذاتك قد أضعته . السنوات الجميلة و القليلة رفقة بعض الأصدقاء التي قضيناها معا في هذه المؤسسة ، سنوات جميلة من العمل و النشاط رغم الاكراهات و العوائق ، تجعلني أقول أنك كنت دائما رائعا و شعلة من العمل و الإبداع الذي لا ينضب . أعرف طموحك و أحلامك ، و جميل كما كنت أقول لك دائما ، شتان بين المكانين ، مكان شبه حضري في نواحي الصويرة إلى عاصمة الزيتون ، حيث الأنشطة الثقافية و الجامعية ووصول المجلات المتنوعة التي نفتقدها هنا ... مرات كثيرة أحسسنا معا بالحزن عن المقالات التي نشرناها و لم نحصل على نسخ من هذه المجلات ... لكن في عالمك الجديد في مكناس ستتغير حياتك مع عالمك الجديد ، و مع أصدقاء جدد ، لكن ما هو رابض في دواخلك لن يتغير ، و علاقتك بنا ستظل دائما مثل الجذوة تحت الرماد ، تحتاج فقط لمن يوقظها .
عزيزي عبد الرزاق كيف حال مكناس ، كيف ربيعها ، و أهلها ، أبوابها الإسماعلية ، كيف وجدت أساتذة المدرسة العليا ؟، أعرف أنك لا ترضى بالقليل و الغث ، و أعرف أن ثقافتك و اطلاعك سبب مشكلتك مع العديد من الأساتذة حتى عندما كنت طالبا و سببت لك مشاكل كثيرة ... لكن ما العمل ؟ ، أقبح ما في الوجود عندما يحارب الأستاذ تلميذه لأنه تفوق عليه . أحييك على حضور تكريم الدكتور حسن المنيعي في مكناس ، و كم كنت أود أن أكون هناك قريبا منك ، لكن تبا لهذا الروتين الذي يقيدنا .
لا أريد أن أطيل عليك ، لكني أخبرك أن مجلة العربي نشرت لي قصة هذا الشهر ، و هي الفائزة بالرتبة الاولى ضمن مسابقة إذاعة ب ب س و مجلة العربي الكويتية . بعنوان المحارب .
عزيزي لا تنسى زيارتنا هنا في تالمست عندما تقدم إلى آسفي البهية ... و دمت في رعاية الله و في حاضرة مكناس البهية .
سلام
يناير 2011
الصويرة
***
* رسالة عبد الرزاق المصباحي
الكتابة والوصل
العزيز حسن الرموتي صديقا وقاصا وشاعرا وباحثا رصينا.
تحية خالصة ومحبة وبعد :
كان لرسالتك الوقع الأروع دائما، وهي تحملني بكل المحبة التي تجمعني وإياك، إلى بداية علاقتي بك، بداية يؤطرها عمل نحبه في فضاء كان أضيق من طموحنا، حينها تعرفت، وفي الاسم كثير من صفاتك، على حسن الإنسان قبل حسن الذي تسكنه الكتابة، لكن الإبداع كان سبيل الوصل إليك وركن علاقتنا، التي تمتد رغم النأي، لأن الوصل أعمق في الروح ،فهولدرين قال ( لحسن الحظ هناك الصداقة وهناك الشعر )، نعم لحسن الحظ، فالشعر كان سبب الصداقة، قبل أن تعمقها أجناس أخرى.
الأحب دوما حسن، إنها ذكريات المكان وسطوتها، وفي تالمست لم يشغف قلبي المكان بقدر ما شغفته روح الإبداع التي كنت تسكنها، قبل أن تسكنك، أذكر دائما أنك كنت مختلفا، متميزا بهدوئك المحبب، بحكمتك، بمواقفك، بجديتك، وبفرحك الطفولي حين تتحدث عن الإبداع والكتابة والنقد، ولكم تكون الفرحة أشد حين ترى كتاباتنا تحلق في الفضاء الرقمي والمكتوب، ساخرة من المكان وضيقه، وباحثة عن أفق التلقيات المنتجة، وعن ذوات نتقاسم معها أسئلتنا وقلقنا.
أبا محسن الرائع، بقدر ما كان الابتعاد عن رفقتك مؤلما، بقدر ما كان توقي إلى تغيير الفضاء، رغم محبته، أمرا ذا أهمية بالغة، وفي مكناسة كانت روح جديدة تتشكل : قشيبة، ثورية، وعطشى للنهل. في المدرسة العليا للأساتذة، وجدت ضالتي، ألفيت جدية كنت محتاجا إليها، وكثيرا من التعويض الرمزي عن ما حاقني من الأشباه والنظائر. ولأن شوقي كان للندوات أكبر فقد كان تكريم الرائعين حسن المنيعي و بنعيسى بوحمالة، أول الغيث وأجمله.
عزيزي المحارب، وهي إحدى أجمل قصصك، التي كنت من أوائل من اطلعوا عليها وهي بكر محصورة بين متلقين محدودين، قبل أن تعانق أخواتها في >>مملكة القطار<<، التي تسافر بنا نحو عوالم التخييل والجمال، ولم يفاجئني قط أن تتبوأ قصصك المنسوجة من روحك، مراتب أولى في القراءة وعند لجان تحكيم مسابقة البي بي سي، فأنا أول الشهود على سعة اطلاعك السردي، وعمق قراءتك للأعمال السردية الكبيرة كما الشعرية، وميلك مع رياح الإبداع مهما استجدت أو أغرقت في التجريب. ورغم بعد المسافة فإن العالم الرقمي جعلني أتابع قصصك و قصصك القصيرة جدا بالاهتمام الدائم الذي عرفته، وأنا أحد عشاقها ومحبيها.
أيها الرائع حسن، أشكر لك واسعا سؤالك عني، وأتمنى أن تكون بالخير ذاته، مشتعلا ومنيرا دائما، والوعد زيارتك لنعيد بعضا مما غاب في حواراتنا الإليكترونية وعلى الهاتف. فالوصل الواقعي لا يزال طعمه خاصا وأخاذا،وأرجو أن تمدني بجديدك الإبداعي في أقرب الوقت الممكن محبة لا تشيخ.
أخوك عبدالرزاق المصباحي.
مكناس فبراير 2011