ثلاث رسائل من رجاء النقاش الى عبد القادر حميدة

* الرسالة الأولى

أخي الحبيب عبد القادر

تحياتي وأشواقي

أولاً: تهنئتي الحارة المخلصة بمنصبك الجديد الذي تستحقه بموهبتك وأخلاقك وقدرتك على خلق علاقات إنسانية طيبة في العمل، وكلها من صفات القيادة التي نتمنى لك المزيد منها خدمة للآخرين لا خدمة لك .

ثانياً: كنت أنتظرك في الإجازة، ولكن يبدو أنك عدلت عن هذه الإجازة إلى حين، ونحن في الانتظار .

ثالثاً: أين »مريود« الطيب صالح، لقد عذبتني مريود أشد العذاب، لأن الناشر يصرخ وأنا لا أملك من أمر مريود شيئاً .

رابعاً: هل تتكرم، وألح عليك في ذلك، بإعادة مقالة الدكتورة سهير القلماوي، ومقالة الدكتور ميلاد حنا مع صورها إلى عنواني، »دار الهلال«، شارع المبتديان، القاهرة، مصر بالبريد المسجل حتى نضمن وصول الرسالة . . ألح عليك يا عزيزي عبد القادر في ذلك، لأن الدكتورة سهير والدكتور ميلاد يلحان في طلب هاتين المقالتين، ولن أرسل إليكم بعد ذلك إلا مقالات يملك أصحابها نسخا منها .

لك حبي وشكري إلى اللقاء
رجاء النقاش

***

* الرسالة الثانية

أخي الحبيب عبد القادر

تحياتي وأشواقي كنت أود أن أكتب إليك منذ عودتي، ولكنني كنت أؤجل ذلك يوماً بعد يوم على أمل أن أكتب إليك رسالة طويلة، ولكن كانت القاهرة تجرني بمشاغلها الحادة العنيفة، دون أن أتمكن من تحقيق ما أريد، فاعذرني واغفر لي . إنني أشكرك يا أخي على كل ما لقيته وألقاه منك من ود واهتمام، وخاصة تلك الأيام التي قضيتها بينكم حيث وجدت منك كما تعودت أكرم المشاعر وأنقاها، فاقبل شكري يا أخي العزيز وهو شكر لا تفي به الكلمات مهما كانت وأملي أن أسمع منك وعنك كل خير ويا ليتك تكتب لي، وأنا سعيد بانتظامك في الكتابة للدوحة فنحن نراك ونلتقي بك على صفحتك كل شهر، وثق أنه لقاء عزيز ننتظره بالشوق والحب على الدوام .

أرسلت إليك يا أخي العزيز مقالاتي التي راجعتها وقمت بترتيبها حسب شهور النشر، وأرجو أن تكتب لي رسالة تطمئنني فيها إلى وصول هذه المقالات، ما زال عندي مقال واحد لم أراجعه حتى الآن وسأرسله إليك بعد مراجعته، كما أنني سأرسل إليك مقالاً آخر بدلاً من مقال الدكتور رشدي فكار الذي أرجو إلغاءه وعدم نشره، كما أرجو أن تنشر النصوص التي أرسلتها إليك للمقالات لأنها هي وحدها المصححة .

أرسل إليك مع هذه الرسالة شيكاً وصلني باسم الصديق الفنان أبو المعاطي أبو النجا، وأنت تعلم أن »أبو المعاطي« في الكويت، وأنا لست متأكداً من عنوانه وإلا كنت أرسلته إليه، فأرجوك أن تعمل على إرسال الشيك إليه على عنوانه في الكويت، وأرجوك أن تهتم بذلك وأنا أعلم أنك سوف تهتم، فأبو المعاطي عزيز عليك كما هو عزيز علينا جميعا، وأرجو أن تبلغه تحياتي إذا تحدثت معه أو كتبت إليه .

أرجو أن أكلفك أمراً آخر يخص عزيزنا الفنان الإنسان الطيب صالح، فهو مطلوب منه إرسال »رواية مريود« لإعادة نشرها، والصلحي يرسم لها الغلاف، وأنا أريد أن تصل إليَّ النسخة المعدة للنشر بسرعة لأن الطبعة الأولى نفدت، والناشر يلح في طلب إعادة طبعها لأنها مطلوبة وأنا أمنعه من نشر الطبعة السابقة لما فيها من أخطاء ولسوء إخراجها، أرجوك أن تحث الطيب على إرسال النسخة المصححة وغلاف الصلحي بأسرع ما يمكن حتى أتمكن من إرسال هذه النسخة للناشر بسرعة »ارسلوا لي مريود وغلافها على القاهرة وسأسلمها لمن يعطيها للناشر« .

اكتب لي يا أخي الأعز عنك وعن هذه الأشياء التي حدثتك عنها، واغفر لي تأخري عليك فدينك ثقيل في عنقي والبطء في أدائه طبيعي، فما أعرف كيف أؤديه، لك حبي وشكري وتحياتي لك وللعائلة .

رجاء النقاش

***

* الرسالة الثالثة

أخي العزيز عبد القادر

أكتب إليك هذه الكلمات بسرعة لأبلغك تمنياتي وأشواقي، وقد كنا ننتظركم في القاهرة في هذه الإجازة، ولكن لم يكن لنا حظ، أرجو أن تكون بخير، وأن يكون سائر الأصدقاء كذلك، وأرجو منك رغم تقديري لمشاغلك أن تحرص على أن تكون بيننا مراسلات دائمة، لعلنا نستطيع عن هذا الطريق الممكن أن نناقش أمورنا بتفصيل ووضوح، والحق أنني في أشد الحاجة إلى استمرار المراسلة بيننا، فهناك كثير من الأمور التي أود أن أحدثك عنها وأسمع رأيك فيها، بل بصراحة أخوية فإنني سوف أطلب عونك في مثل هذه الأمور، إن ثقتي بك كبيرة جداً، ومن هنا فسيكون اعتمادي عليك بحجم هذه الثقة، إنني أعلم أنني لم أقدم لك في حياتي شيئاً، ولكنني أعلم أيضاً، وبعد أن عرفتك عن قرب، أنك لست ممن يبنون علاقاتهم الإنسانية على المصالح، إنك صاحب قلب كبير وصاحب قيم ومبادئ، وهذا كله شيء نادر في هذا الزمان الذي تبتلع فيه المصالح كل قيمة ومبدأ .

سوف أكتب إليك كثيراً يا أخي، وأملي أن تصل إليَّ منك رسالة متصلة .

واسلم لأخيك المحب
رجاء النقاش

لم تصل إليَّ مريود حتى الآن!
تحياتي لمحمد أبو طالب وعتابي عليه!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...