إلى الأديب محمد بن العباس القباج الرباطي
شقيق الفؤاد الصديق الصدوق، والأخ الكريم سيدي محمد بن العباس القباج، وعليك السلام ورحمة الله... ... وأما ما طلبت في سبيل توسعك في الأدب المغربي حق التوسع، فإن الذي أقدر أن أقدمه لك عن هذه الجهة، ما كنت قرأته في مقدمة سوس العالمة التي توجد في المكتبة الزيدانية، وسأوافيك بكتاب مترعات الكؤوس... فكل ما عندي فاعدده عندك، ونظري الخاص إذا أردت التضلع أن تمعن في التتبع لكل الكتب الأدبية المغربية المخطوطات وغيرها، فتجمع ثم تأخذ الزبدة، وكذلك لا تغفل الكنانيش التي كانت في ملك الأدباء، فما أكثرها في الخزائن.. ثم لا يخفى عليك أن الإنسان لا يكون أديبا حقا إلا بكثرة الاطلاع، وأما قرض الشعر، فليس إلا ناحية من نواحي الأدب، فقد يكون الإنسان أديبا وليس بشاعر، كابن قتيبة والأصمعي، وقد يكون شاعرا وليس بأديب، ككثيرين ممن يقولون الشعر اليوم، كشاعر الحمراء ونظرائه، لعدم تضلعهم في المواد الأدبية، وحين تريد أن تكون أديبا يخدم لغته وشعبه، فاجمع ثم انتخب، فإذا بك ذلك الأديب المطلع، وإذا بك تحيي أدب لغتك في أمتك، ولا تنس مجموعة صغيرة عند العلامة سيدي العابد الفاسي، ففيها قصائد سعدية. وبعد: فالأساس هو كثرة الإطلاع في كل كتاب أدبي، وستتعجب يوم تحصل من كثيرين يتصدرون اليوم في نوادي الأدب، حين تجدهم لا اطلاع عندهم ولا إلمام إلا دعاوى فارغة و(عش رجبا ترى عجبا)... والسلام.
أخوكم المختار
****
* من الأديب محمد بن العباس القباج الرباطي الى العلامة محمد المختار السوسي
الحمد لله وحده أخي الكريم العلامة البحاثة سيدي محمد المختار السلام عليكم من أخ صادق الأخوة، متين الحب والصفاء، وإن حاقت به الظنون. وبعد:
فإني مدين لك بتلك الرسالة الموحدية التي أطرفتني بها على غير ميعاد، وستذكر لك من الأيادي السخية يوم أنشرها بالرسالة، مشفوعة بكلمة تمهيدية، أتنبأ أنها ستنال إعجابك المعهود، ولي الآن رجية آمل أن تصادف لديك القبول والرضى، وهي أن ترسل إلي الجزء من المترعات المتضمن لترجمة محمد العالم، لأني مضطر الآن لتحرير بحث عنه ملم بجميع ما يشبع نهم القارئ المثقف، ويحيط بغير ما وصل إليه العلامة المؤرخ سيدي عباس بن إبراهيم في أعلامه، وأذكر أن في مترعاتك الشيء الطريف المشوق عنه من أدبيات ومساجلات، لا أعتقد أنها عند سواك، فلتبق لهذه الزمرة سندا قويا ومنبعا ثرا يفيض على الباحثين والمثقفين، ولتدم لأخيك أستاذا يأخذ بيده نحو (الفعلوت) الأدبي الأصيل، فإني والله لمدين لك في جميع ما وقفت عليه من دقائق التاريخ ونوادر الأدب المغربي، الذي تنكر له كل من يسمي نفسه عندنا أديبا، وليس له من الأدب إلا ذينك القشور الشرقية التي تحملها الصحف والمجلات، نعم أتمنى متفائلا أن يدرك الناس أن في المغرب أدبا واسعا لا يقل عن أدب الشرق، ولكنه محتاج إلى همم تقتبس من همة المختار وتتأثر بخطاه، في العناية به عناية تليق بمكانته، لقد أنفد الشرقيون بأبحاثهم ودراساتهم ما لديهم من أدب وتاريخ، وأخذوا يتوقون إلى هذه الجهة بحثا ودراسة، وهل وصلك ما عمد إليه عبد الله عنان؟ فقد أصدر كتابا كبيرا عن تراجم بعض اللمتونيين والموحدين، وسبق المغاربة إلى الموضوع، وأخشى أن يمتد هذا التوسع في تاريخ المغرب وأدبه، فلا يبقون للمغاربة شيئا يخوضون فيه، وهذا شيء واقع لا محالة، فهل سنبقى منكمشين على أنفسنا ونتخلف عن الركب؟ عيدكم مبارك، أقولها وأنا لا أشك أنك ستتذكر كلمتي عن التهاني بالعيد فهل أنت ذاكر؟... وتقبل شكري واحترامي، والسلام
13 حجة 1366هـ
ـ أخوكم محمد القباج ـ
شقيق الفؤاد الصديق الصدوق، والأخ الكريم سيدي محمد بن العباس القباج، وعليك السلام ورحمة الله... ... وأما ما طلبت في سبيل توسعك في الأدب المغربي حق التوسع، فإن الذي أقدر أن أقدمه لك عن هذه الجهة، ما كنت قرأته في مقدمة سوس العالمة التي توجد في المكتبة الزيدانية، وسأوافيك بكتاب مترعات الكؤوس... فكل ما عندي فاعدده عندك، ونظري الخاص إذا أردت التضلع أن تمعن في التتبع لكل الكتب الأدبية المغربية المخطوطات وغيرها، فتجمع ثم تأخذ الزبدة، وكذلك لا تغفل الكنانيش التي كانت في ملك الأدباء، فما أكثرها في الخزائن.. ثم لا يخفى عليك أن الإنسان لا يكون أديبا حقا إلا بكثرة الاطلاع، وأما قرض الشعر، فليس إلا ناحية من نواحي الأدب، فقد يكون الإنسان أديبا وليس بشاعر، كابن قتيبة والأصمعي، وقد يكون شاعرا وليس بأديب، ككثيرين ممن يقولون الشعر اليوم، كشاعر الحمراء ونظرائه، لعدم تضلعهم في المواد الأدبية، وحين تريد أن تكون أديبا يخدم لغته وشعبه، فاجمع ثم انتخب، فإذا بك ذلك الأديب المطلع، وإذا بك تحيي أدب لغتك في أمتك، ولا تنس مجموعة صغيرة عند العلامة سيدي العابد الفاسي، ففيها قصائد سعدية. وبعد: فالأساس هو كثرة الإطلاع في كل كتاب أدبي، وستتعجب يوم تحصل من كثيرين يتصدرون اليوم في نوادي الأدب، حين تجدهم لا اطلاع عندهم ولا إلمام إلا دعاوى فارغة و(عش رجبا ترى عجبا)... والسلام.
أخوكم المختار
****
* من الأديب محمد بن العباس القباج الرباطي الى العلامة محمد المختار السوسي
الحمد لله وحده أخي الكريم العلامة البحاثة سيدي محمد المختار السلام عليكم من أخ صادق الأخوة، متين الحب والصفاء، وإن حاقت به الظنون. وبعد:
فإني مدين لك بتلك الرسالة الموحدية التي أطرفتني بها على غير ميعاد، وستذكر لك من الأيادي السخية يوم أنشرها بالرسالة، مشفوعة بكلمة تمهيدية، أتنبأ أنها ستنال إعجابك المعهود، ولي الآن رجية آمل أن تصادف لديك القبول والرضى، وهي أن ترسل إلي الجزء من المترعات المتضمن لترجمة محمد العالم، لأني مضطر الآن لتحرير بحث عنه ملم بجميع ما يشبع نهم القارئ المثقف، ويحيط بغير ما وصل إليه العلامة المؤرخ سيدي عباس بن إبراهيم في أعلامه، وأذكر أن في مترعاتك الشيء الطريف المشوق عنه من أدبيات ومساجلات، لا أعتقد أنها عند سواك، فلتبق لهذه الزمرة سندا قويا ومنبعا ثرا يفيض على الباحثين والمثقفين، ولتدم لأخيك أستاذا يأخذ بيده نحو (الفعلوت) الأدبي الأصيل، فإني والله لمدين لك في جميع ما وقفت عليه من دقائق التاريخ ونوادر الأدب المغربي، الذي تنكر له كل من يسمي نفسه عندنا أديبا، وليس له من الأدب إلا ذينك القشور الشرقية التي تحملها الصحف والمجلات، نعم أتمنى متفائلا أن يدرك الناس أن في المغرب أدبا واسعا لا يقل عن أدب الشرق، ولكنه محتاج إلى همم تقتبس من همة المختار وتتأثر بخطاه، في العناية به عناية تليق بمكانته، لقد أنفد الشرقيون بأبحاثهم ودراساتهم ما لديهم من أدب وتاريخ، وأخذوا يتوقون إلى هذه الجهة بحثا ودراسة، وهل وصلك ما عمد إليه عبد الله عنان؟ فقد أصدر كتابا كبيرا عن تراجم بعض اللمتونيين والموحدين، وسبق المغاربة إلى الموضوع، وأخشى أن يمتد هذا التوسع في تاريخ المغرب وأدبه، فلا يبقون للمغاربة شيئا يخوضون فيه، وهذا شيء واقع لا محالة، فهل سنبقى منكمشين على أنفسنا ونتخلف عن الركب؟ عيدكم مبارك، أقولها وأنا لا أشك أنك ستتذكر كلمتي عن التهاني بالعيد فهل أنت ذاكر؟... وتقبل شكري واحترامي، والسلام
13 حجة 1366هـ
ـ أخوكم محمد القباج ـ