بزهو مبالغ فيه ، حمل الغالي ذراعه كل ثقله، و اتكأ على منضدة أفخم متجر في قلب القرية، وطلب مشروبا غازيا باردا، كان كنوع من الإحتفاء و الجزاء لنفسه ،على المجهود الجبار الذي بذلته. و نجاحه الباهر الذي حققه، باعتباره رئيسا للجنة تصفية الكلاب المتشردة في ربوع القرية .
لم يكن في الأمر مجازفة. فمواجهة مخلوقات ضعيفة متخلى عنها، لا يمكن بأي حال مقارنته مع مهام سابقة خطيرة، قام بها كمحارب في صفوف الجيش الفرنسي في ربوع متفرقة من العالم . وحتى فيما يخص هذه الأخيرة، فهو لا يذكر أنه عاش لحظات حرجة، أوأنه واجه مخاطر حقيقية. فالرؤساء كانوا دوما يضعونه في أماكن آمنة للحفاظ على حياته ، و الاستفادة من خدماته التي كانت تجعلهم على دراية وإحاطة بكل ما يفكر به الجنود .
ما اعتبره واجهة، داس من أجله كل شئ. و الوئام مع الآخرين، لم يكن ليماثل لديه سحر الأضواء و عوالم الواجهة الدافئة. بل إن كل حواسه صارت كعقرب بوصلة منجذبة إلى اتجاه وحيد . ومسامعه لم يكن يتناهى إليها غير نداء كان يأتيه من مكان اسفل القمم . لكنه كان فوق السفوح.
يوم أنهى الخدمة العسكرية، ظل لسنوات طوال يستعيد كلمات الثناء و الإشادة التي تلقاها من رؤسائه. كان يحلو له أن يقف عند كل عبارة. و يستعيد ملامح الأشخاص ونبرات الأصوات وهي تمتدح أعماله. ويعمد أحيانا إلى رصد صداها ووقعها على الأشخاص الذين عاشوا تلك اللحظات التاريخية الخالدة . وينهي حديثه برثاء أحيانا على انقضاء تلك الأيام. لكن نبوءته بكون خدماته هي من النوع الذي لا يعرف الكساد هاهي تتحقق أخيرا حين تم تعيينه كرئيس لتصفية الكلاب المتشردة .
وقف اما المرآة ينظر لنفسه بفخر. رئيس ... ياله من اسم جميل براق..ا لا يهم أن يكون لزمن ومهمة عابرة. بل و لا يهم أن يكون مرتبطا بأمر تافه كتصفية الكلاب. فطول عمره كان يعتقد أن الكلاب أو ما شابهها هي التي رصعت سجلات أفخر و أعتى الفوارس .
هل يزين صدره بالأوسمة و النياشين التي حصل عليها من قبل ؟ .يسأل نفسه. لا شك ان ذلك سيضفي على مهمته الكثير من الروزنق و الشاعرية. و لا شك أيضا أن ذلك المشهد سينطبع في ذاكرة الكثيرين .
لا...لا.. المهم في هذه المأمورية هو الحاضر و المستقبل .
على عكس باقي أعضاء لجنته، صمم الغالي أن لا تكون مهمته منتهية بزمن. بل يجب أن تكون مجرد درج داخل سلم شاهق العلو. و أن عليه أن لا يقدم في النهاية مجرد جرد إحصائي لعدد الكلاب التي تم تصفيتها. بل عليه أن ينجح في تقديم نفسه كخادم له كامل الإستعداد للتعاون حتى و إن تعلق الأمر بتصفية البشر. ولهذا ففي تعبيده لهذا المسار عليه أن يرسل رسائل كثيرة لرؤساء لا يجب أن يهتم ما إن كان ما ينجزه يعنيهم أم لا.
في كبد الليل كان يغادر بيته بعد تتبع نشرات الأخبار. وما كان يعنيه فيها هو النشرة الجوية. وبتحديد أدق، حركة الرياح التي كانت تحدد له الوجهة التي يجب أن يمضي فيها .
كان الغالي يدرك أن هناك ثمة ألفة يمكن ان تنشأ بين بعض الناس وكلابها. و ان ذلك قد يدفعها للتستر عليها. إلا أنه كان يعي أنه بالمقابل فأولئك إن نجحوا في أخفائها، فلن ينجحوا من منعها من النباح. ولذا وهو يسر في تلك المشاوير . كان يصيخ السمع الذي عرف أنه أمهر من يحسن استخدامه. فيلتقط موجات الريح ويشرحها. و حين كان يضبط صدى نباح. كان يضع فرضيات للمدى الذي قطعه الصوت. و تخمينات للأشخاص المحتمل أن يكونوا قد تستروا على كلاب مطلوبة للتصفية . وحين كان ينجح. لم يكن ينهي الأمر في عين المكان. بل كان يصر على تقديم الأشخاص رفقة كلابهم للسلطات .
لم يكن يثنيه تدخل الأعيان و لا توسلات الناس ولا إغراءاتهم . بل إن ذلك كان يشعره بمتعة لا تعادلها متعة. ويترسخ يقينه بأن رياح الواجهة قد بدأت تهب فعلا على عوالمه الشاحبة. و أنه لم يعد نكرة داخل عالم منسي. وثناء الرؤساء زاده ثقة و تشجيعا للمضي قدما في تسلق سلم وجد صعوده أسهل بكثير مما توقعه .
أفرغ الغالي جرعة قوية في جوفه جعلت أنفاسه تنحبس، ووجهه أكثر امتقاعا. وانتابه سعال شديد مفاجئ جعل عينيه تحمر وتدمع. وحين أدار وجهه نحو الشارع، بدا و كأنه تجمد و أصيب بالذهول، تلاه ما يشبه صدمة. ودون أن يعاود النظر إلى الداخل. وضع القنينة على المنضدة ، و كفه الأخرى على جبهته التي اعتصرها بقوة وهو يتساءل: يالهي ...ا كيف نسيت أمر هذا الكلب ؟..
استنفر الغالي أعضاء لجنته الذين كانوا قد تناثروا متجاذبين الحديث مع رواد سور العاطلين الممتد في قلب القرية . وقبل ان يصلوا حيث كان، أدركوا أن حدثا جللا قد وقع . ودون أن يترك الغالي الظنون تذهب بهم بعيدا قال لهم آمرا: يجب أن تصفوا هذا الكلب فور رميا بالرصاص.
تجمد الأعضاء غير مصدقين ما سمعوه. وغير متأكدين ما إن كان الأمر جديا أم انه كان يمزح فقط .
لقد كان "حمور" هو كلب "أبو الحمير". الرجل الذي يشكل مع الناقلة التي يعمل كسائق لها جسر القرية الوحيد الذي يربطها بالعالم. ولذا فكل الناس كانت تفخر بمعرفته وتتمنى لو تربطها به علاقة معرفة وصداقة، كيف لا وتحية منه وهو يسوق الحافلة كانت تجعل الشخص المحيا من المشاهير وخبرا تتداول الألسن بحماس. كل ذلك جعل حمور كلبا من طينة مختلفة. فالكلاب الأخرى تقوم بمهام كثيرة، إلا أنها نادرا ما تنال ما تستحقه على أتعابها. لكن حمور هو الكلب الوحيد الذي عكس المعادلة. وبخلاف كل الكلاب الني تقوم بمهام الحراسة، فحمور هو الكلب الذي يسهر كل من في القرية على راحته ومنع أي أحد من إزعاجه أثناء نومه، أو الإعتداء عليه. و اعترافا بهذه الخدمات، فقد تخصص حمور بالمقابل بطرد كل الكلاب المتشردة و المتسكعين و المتسولين من ربوع القرية.
لم يشك الأعضاء في أن الغالي يجهل هذه المعطيات بسبب قصر مدة إقامته في القرية. غير أن ذلك لم يكن السبب الوحيد الذي جعلهم يعترضون على قرار تصفيته بخمور. فالحرص على علاقة متميزة مع السائق أبي حمير كان يعني الاستفادة من خدماته الحيوية. فلا أحد منهم لا يرغب في الجلوس على المقاعد الأمامية في الحافلة أثناء سفره. كما أن لا احد منهم يستطيع أن يعتذر عن دعوات مجانية سخية و تناول وجبات غنية في محطات للاستراحة على طول مسار السفر. و لا أحد يريد ان يحرم من خدمات أبي حمير المجانية لدى إرسال او التوصل بطرود و أغراض كان يمكن ان تكلف الكثير لو تمت عن طريق البريد .
قال كبير الأعضاء للغالي: هل تعي جيدا ما أنت مقدم عليه ؟
اشتم الغالي رائحة غير عادية في السؤال و أجاب : ماذا تقصد ؟
- هذا كلب أبي حمير . هل تعرف ذلك ؟
رد الغالي بنوع من الغطرسة: اسمع يا هذا. لو أن أبا الحمير نفسه مسخ وصار كلبا فأنا لن أتردد لحظة في تصفيته .
عقب عضو آخر قائلا : على مهلك يا رجل . إننا لسنا في الجندية. ونافذتنا الوحيدة على العالم يفتحها أبوحمير . لذا لا نملك سبلا أخرى .
عقب الغالي : يجب أن تبقوا حيث أنتم . كل شئ واضح . لدينا أوامر بتصفية الكلاب المتشردة . وهذا كلب متشرد .
قال عضو ثالث : ماذا قلت ؟ حمور كلب متشرد ؟
- هل لديك فهم آخر ؟
قال كبير الأعضاء : هل تعرف يا رجل أن ما ينفق على حمور في يوم واحد يفوق ما تصرفه انت على أسرتك في أسبوع ؟
أحس الغالي بالإهانة ورد بحزم: أعرف سبب حرصكم على حياة حمور. لكني لن أتزحزح عن موقفي . هذا كلب متشرد ويحب أن يصفى .
عقب عضو آخر : هلا أوضحت لنا فهمك لمعنى تشرد الكلاب ؟
عدل الغالي من نبرة صوته وقال : الكلب المتشرد هو أي كلب لا صاحب له. وحتى في حال وجود هذا الأخير يكون عاجزا عن إطعامه وتطبيبه .
انتفض كبير الأعضاء محتجا بطريقة جلبت انتباه كل من في مركز القرية و قال صارخا : استغفر ربك يا رجل . تب إليه. إنك بهذا الفهم ستجعلنا نصفي حتى البشر. ثم و الله لو شرحنا بطنك و بطن حمور لوجدنا أمعاءه أكثر صفاء من أمعاءك بسبب جودة ما يأكله . فهل أبعد كل هذا تصف حمور بكلب متشرد ؟
كسرت صرخة الشيخ الطوق الذي جعل مصير حمور حصريا على أعضاء لجنة تصفية الكلاب المتشردة. فاندفع رواد حلقات سور العاطلين للانضمام الى الجدل. بل إن الصدى انتقل الى كل ربوع القرية. فخرجت النسوة مسرعات ليتابعن المستجدات وهن واقفات على الربى المطلة على مركز القرية. فيما شوهد الأطفال يتدفقون من كل صوب قادمين من أحياء القرية ليتابعوا عن كثب مصير ذلك المخلوق الذي كان يجعلهم كل مساء يكتشفون دونيتهم . محتارين بين أن يتمنون أعدامه أم يتوسلون لله من أجل إنقاذ حياته.
وجد الغالي نفسه فجأة كمن يحاول ان يسبح معاكسا جريان نهر عظيم .غير أن خوفه و ارتباكه سرعان ما تبدد حين التقط خيطا دفينا من وقائع قصة حمور . وعوضه شعور بالثقة منبعثة من يقين مستند على حقيقة مفادها أن السادة و المسؤولين الكبار ينتشون حين يتم تلطيخ الرموز التي يقدسها البسطاء. و أن المرء بقدر ما يحصده من سخط في الأسفل . يحصل مقابلا له على تكريم و تشريف في الأعلى .
تأكد للغالي أن ما حصل عليه من اعتبار لحد الان من ألأطوار السابقة لحملته قد لا يعد شيئا أمام ما يمكن ان يحصل عليه من إعدام حمور . ثم ماذا بإمكان هؤلاء التافهين أن يفعلوه ؟
في السابق أيام الجندية كان الأمر خطيرا فعلا . هو يذكر أن اشخاصا كانوا يلعبون مثل أدواره انتهت حياتهم بشكل غامض . وكل التحريات و التحقيقات لم تثبت سوى أن أولئك ماتوا بنيران صديقة و ليست معادية . لكن الأمر الان مختلف جدا .
تأمل الغالي الوجوه طويلا. و البعض اعتقد أن شيئا ما تغير فيه. وحين هدأت ثائرة الناس خاطب كبير الأعضاء: لو أنك انتسبت من قبل للجندية لكان لي معك قصة أخرى. أما و أنت على هذا الحال، فسأتجاهل عصيانك و أترفع عن مؤاخذتك .
أجاب الشيخ : صدق من قال ان ما من حقود على المرء أشد وطأة من ذلك الذي يمارس نفس حرفته. لكن في حالتك أنت فهي كراهية من طرف وحيد . و أنا سأنوب عن ذلك المخلوق الوديع في كراهيتك. بل و أنصب نفسي حاجزا بينك وبين حمور .
تعالت أصوات غاضبة من هنا وهناك مخاطبة كبير الأعضاء: لا ... لن تكون لوحدك. وليمر الرصاص عبر أجسادنا قبل أن يخترق جسد حمور .
توقفت فجأة سيارة فارهة بالقرب من الحلقة. هرول الغالي اتجاهها. انفتحت النافذة فانحنى الغالي راسما زاوية قائمة كاملة. ثم تبادل بعض الكلمات مع السائق الذي فتح الباب وخرج.
توجه اتجاه الحلقة. أسرع أعضاء اللجنة لتحيته. ثم قال مخاطبا الجمع: أراكم قد منحتم للموضوع أكثر مما يستحق. هذه الحملة في النهاية لصالحكم. فأنتم أدرى بالخطر الذي يمكن ان تمثله الكلاب المتشردة. أما بخصوص حمور ، فالامر بسيط جدا. على اللجنة ان تنتظر عودة أبي الحمير من المدينةـ ولتعرض عليه امره. فإن رغب في بقاء حمور، فعليه أن يقوم ببعض الإجراءات البسيطة. هذا كل شئ . ولا تفوتني الفرصة لكي أنوه بما يقوم به الغالي.
تبادل الحاضرون النظرات، وتراجع كل واحد حيث كان. وظل البعض ينظر لحمور الذي لا يدري شيئا مما يجري حوله. لكنه استيقظ فجأة. تمطى. نبح بعد ان التقط صدى أزيز الناقلة القادمة من البعيد. ثم انطلق يعدو للقاء الحافلة كما فعل طوال حياته. وعند المنعرج ما قبل الأخير من دخولها القرية، ضغط ابوالحمير على المنبه صغطا متواصلا جعل الصوت يصل جل أرجاء القرية. وهرول من التقطه لتتبع وقائع الفصل الأخير من حياة كائن لم يكن عاديا.
حام حمور حول الناقلة حين توقفت. وحين ترجل أبوالحمير علق به وتوجه صحبته الى حيث بائعة الخبز. وهما في منتصف المسافة ، تقدم الغالي بأدب جم مقدما أعضاء لجنة تصفية الكلاب له. و انذاك أدرك أبوالحمير سر تواجد تلك الحشود بذلك العدد الكبير في مركز القرية.
قال الغالي : سيدي، يمكن لحمور أن ينعم بحياته بإجراء بسيط من قبلكم.
نظر أبوالحمير لحمور الذي كان لا يزال يعيش فرحة عودة أبي الحمير من المدينة ويحرك ذيله بنشاط. ثم ألقى نظرة على الجمهور الغفير الذي كان ينتظر سماع رده. ثم رفع عينيه ليشاهد النسوة الواقفات أعلى الربوة المطلة على المحطة، وعاد لينظر إلى الأرض. و أخيرا قال: أنتم تعرفون جيدا أني لا أستطيع أن اقوم بهذا. لأني لا أجد الوقت لذلك. و إذا كان لا بد من قتل حمور، فأرجو ان يتم ذلك في غيابي.
ارتسمت على الوجوه ملامح غامضة، ونطق بعضها بالحزن. و انطلق آخرون لحمل الخبر محققين سبقا، ولم يستطع الغالي من أن يخفي ابتسامة ماكرة عنون بها نصرا آخر جديدا.
لم ينم تلك الليلة. كان منتشيا. لم يحس بالجوع رغم انه لم يأكل شيئا. ولم يحس بالتعب أو الرغبة في النوم رغم أنه لم يهدا طوال اليوم.
أمضى الليلة يفكر في الطريقة المثلى التي يجب أن يموت بها حمور. لم يكن خاف عنه أن حمور هو مجرد كلب ككل الكلاب.لكنه بشكل ما شيئ له أن يكون اكثر من ذلك. إذ يجده قد تجسدت فيه أشياء ترمز لرؤى الآخرين، وبالتالي فموته هو موت لتلك الرؤى.إلا أن هذا ليس كل شئ . فهو لم ينس أنه أهين بسبب أمعاء حمور أكان ذلك عن قصد أو من غيره. وهو لهذا السبب يجد أن الأمر أصبح مسألة شخصية تهمه وتهم حمور. لهذا فتلك الأمعاء يجب أن تتقطع وتتفتت. وهذا أقل ما يقبل به. ولذلك، وخلافا للطريقة التي تم بها تصفية جميع الكلاب، فحمور يجب أن يموت بطريقة مختلفة.
في صباح استثنائي جدا، تجمع كل أعضاء لجنة تصفية الكلاب المتشردة في مركز القرية. وعلى عكس المظهر الذي خاض به الغالي أطوار الحملة، فقد تخلى عن لباسه العسكري وارتدى جلبابا أبيضا، وبلغة صفراء مع حرصه على أن يكون في اتم اناقته من خلال حلق وجهه ورش ملابسه بكمية كبيرة من عطر فاخر.
تجمهر الرجال و الأطفال حول حمور الذي كان لا يزال نائما. اشتم رائحة غير عادية. فتح عينيه. نظر إلى المتحلقين حوله في البدء. ثم أخذ يشم قطعة لحم كانت بالقرب منه. تردد في البداية. ثم شرع في التهامها.
انتابه الألم فجاة. حاول ان يلقي ما بجوفه. سال من فمه لعاب كثيف. وقف. حاول من جديد أن يطرح شيئا. لم يتمكن. انتابته ارتعاشة قوية جعلته يفقد توازنه. سقط. تمالك نفسه ووقف من جديد. نظر حواليه . لا يبدو انه قد رأى شيا. سقط . تضاعف الأحساس بالألم. وقف ومد قوائمه للأمام. تلاشت قواه ولميستطع تحمل ثقله. سقط ولم ينهض. مات حمور. اغتيل حمور.
عبدالله البقالي
***
Abdellah Bakkali
L'assassinat de Hamor
D'un orgueil démesuré , Algali s'est appuyé de tout son poids sur la devanture du plus chic magasin du village et demanda une boisson gazeuse pour arroser une fulgurante réussite qu'il venait d'accomplir , Pour lui c'était une sorte de récompense à ses grands efforts en tant que président du comité chargé d’abattage des chiens errants .
Il n'avait aucun risque à courir en s'attaquant à des êtres faibles et délaissés en comparaison aux dangereuses missions qu'il avait exécutées comme combattant au sein des forces de l’armée française dans différentes contrées du monde . Et même ses précédentes tâches ne présentaient aucune mésaventure du moment que ses supérieurs tenaient à sa vie pour bénéficier de ses services et être au courant de tout ce que les soldats envisageaient ou complotaient .
Il sacrifiait tout pour ce qu'il considérait renom , sa convivialité avec les autres ne pourrait égaler pour lui la magie des lumières de son étoile .Tel l'aiguille d'une boussole , toutes ses facultés de perception étaient orientées vers une seule direction , il n’entendait qu'une seule voix qui lui parvenait des hauts des sommets , cependant il était en bas sur la plaine . Depuis qu'il acheva son service militaire , il n’avait cessé de répéter les mots de congratulations et de compliments qu'il avait reçus de la part de ses supérieurs , il trouvait un vif plaisir à s’arrêter devant chaque expression en réinventant les traits des visages de ceux qui l'avaient prononcée ainsi que les tons de leurs voix . Il tenait même à lire l'impact sur les visages des personnes qui avaient vécu ces instants historiques inoubliables. pour finir son discours , il exprimait souvent sa nostalgie avec amertume , pourtant sa prédiction du fait que la nature de ses services ne connaisse jamais de récession a été finalement justifiée par sa nomination à la tête de ce comité .
il regardait avec fierté son image dans le miroir d'en face et prononça : « Président ! quel joli nom aussi lumineux ! il n'est pas si intéressant de l'être juste pour une durée déterminée ou pour une mission achevée ou plutôt qu’il soit lié à une futilité comme celle de l’abattage des chiens . D’ailleurs , ce sont les chiens qui avaient toujours participé à la gloire des plus grands héros de l'histoire . »
« Vais-je porter mes médailles et mes insignes ? » s'interrogea -t-il « sans doute elles me donneront plus de beauté et de poésie pour que toute scène reste sûrement incrustée dans la mémoire des gens . » Il répliqua : « Non , non , l'essentiel dans cet engagement , c'est mon avenir . »
A l'encontre des autres éléments du comité , Algali décida que sa mission serait limitée dans le temps et ne serait qu'une marche d'une haute échelle à ascendre et qu'enfin il n’allait pas seulement présenter un bilan des chiens abattus mais il devrait réussir à incarner l'image d'un serviteur apte à coopérer même s’il s'agissait d’abattre des êtres humains . c'est pour cela , quand-il préparait son trajet il devait envoyer beaucoup de messages à ses supérieurs .
En plein nuit , il quitta sa demeure après avoir suivi les infos et trié tout ce qui lui serait utile à la météo , surtout le mouvement du vent qui lui précisait la direction qu'il allait prendre .
Algali savait qu'une certaine convivialité pourrait se créer entre les gens et les chiens , ce qui les poussait à les garder en cachette , mais il était conscient que s'ils y arrivaient ,ils ne réussiraient pas à leur interdire d’aboyer . Quand-il rodait dans ses itinéraires , il donnait tout son attention aux bruits et aux sons qu'il captait et analysait , d'ailleurs il était connu par la maîtrise de son ouïe , il était tout oreille. lorsqu'il captait l’écho d'un aboiement , il posait des hypothèses sur la portée du son et sur les personnes qui cachaient des chiens à abattre . il ne jugeait pas les coupables sur place mais il insistait à les présenter accompagnés de leurs chiens aux responsables . Il ne renonçait point devant les interventions des notables ou les implorations des gens et leurs tentations , au contraire il sentit une satisfaction inégale à achever sa mission , il croyait avec certitude que c’était les prémices de sa renommée. Désormais ,il ne serait guère une personne inconnue , il grimperait aisément cette échelle encouragé bien sûr par la gratitude de ses supérieurs qui augmenterait sa confiance et son assurance .
Il ingurgita une grande gorgée de sa boisson qui lui coupa subitement le souffle et crispa son visage , une vive toux l'attaqua , ses yeux en larmes , rougissaient . Quand il tourna sa tête vers la rue , il sentit une froideur glaciale , une grande stupeur s'empara de lui , posa la bouteille sans se retourner , mit sa main sur son front et s'interrogea : « Mon dieu ! Pourquoi ai-je oublié d’abattre ce chien ? » Il immobilisa aussitôt les membres de sa commission qui étaient dispersés le long du mur dit « mur des chômeurs" , occupés par des discussions avec ses habitués , et leur ordonna : « il faut abattre ce chien sur le champ à balles réelles . »
Figés , les membres ne réalisaient pas si Algali était sérieux ou non , il s'agit de Hamor le chien d'Abou hamir le chauffeur du car , notre seule liaison du village avec le reste du pays et que tout habitant espérait nouer avec fierté, une relation d'amitié avec lui . En conduisant , Un seul salut de sa part à un passant le rendit célèbre et sujet de discussions entre les gens .
Tout ceci , avait rendu Hamor un chien pas comme les autres . Les autres chiens trimaient beaucoup , ils passaient toute la nuit à la garde mais rarement récompensés , lui avait changé cette équation , il était le seul chien que tous les habitants veillaient à son bien être et ne laissèrent personne l'offenser ou le déranger durant son sommeil . Pour confirmer sa gratitude , Hamor ne laissait nul chien errant traîner dans le village . Aucun membre ne douta un instant que Algali ignorait ces données à cause de la courte période qu'il avait passée dans le village . Tout ceci n'était pas le seul prétexte pour eux à s'opposer à l’exécution de Hamor , mais c'était pour garder une bonne relation avec Abou hamir et bénéficier de ses services vitaux , aucun d'entre eux ne pouvait se priver des premières places dans le car lors d'un voyage ou s’abstenir à ses invitations gratuites à de délicieux repas dans les aires de repos . personne ne pouvait aussi se priver des services d'envoi et de réception des colis qui leur coûteraient cher par voie postale.
- Es-tu conscient de ce que tu vas faire ? dit le plus âgé des membres . - Ne savais -tu pas qu'il s'agit d'Abou hamir ?
Algali répondit avec arrogance : «Ecoute ! Si Abou hamir se métamorphose en chien je n'hésiterai pas à l’abattre . »
-Sois patient bonhomme ! répliqua un autre membre . Nous ne sommes pas des militaires , Abou hamir c’est notre seule fenêtre ouverte sur le monde , c'est pourquoi nous n'avons pas d'autres alternatives .
-Vous devez respecter les consignes , tout est clair ,nous avons des ordres à abattre tout chien errant , et celui là , en est un . rétorqua Algali .
-Tu viens de dire que Hamor est un chien errant ?
-As-tu une autre vision ?
-Sais-tu que les dépenses de Hamor en une seule journée dépasse ce que toi tu dépenses pour ta famille en une semaine !
Algali sentit du mépris et répliqua fermement : Je connais la raison pour laquelle vous tenez à la vie de Hamor , moi je ne changerai pas ma position , c'est un chien errant et il faut l’abattre .
-veuillez nous expliquer ta signification d'un chien errant ?
Algali expliqua en baissant l'intonation : un chien errant est tout chien qui n'a pas de maître , et s'il en a un , ce dernier devra être capable de le nourrir et de le soigner .
le plus âgé des membres se souleva en protestant d’une manière qui attira l'attention de tous les présents et hurla : « Demande le pardon et l'absolution à ton dieu ! avec cette signification , tu nous incites à tuer des humains . et puis , je jure devant dieu que si on effectue une autopsie à ton ventre et à celui de Hamor , il s’avèrera que ses tripes sont plus propres que les tiennes et ceci grâce à la qualité de sa nourriture . vas-tu encore le qualifier de chien errant ? »
le hurlement du vieil homme ota l’exclusivité aux membres à décider seuls du destin de Hamor . aussitôt les habitués aux Halqas (cercles de discussions) du mur se poussèrent afin d’intervenir au débat . Plus que ça, l’écho de l’événement avait atteint tous les points du village , les femmes sortaient à la hâte pour être au courant des nouvelles de Hamor , elles restaient debout sur la colline qui surplombait le centre du village .
on voyait aussi les enfants arrivés de tous les coins des quartiers pour assister avec attention au destin de cet être devant lequel chaque soir , ils découvrirent leur bassesse . ils étaient indécis à lui souhaiter la mort ou prier dieu à le sauvegarder .
Soudainement , Algali réalisa qu'il nageait contre courant , sauf que sa peur et sa perplexité s'annihilèrent rapidement lorsqu'il tint un fil enfouillé dans l'histoire de Hamor . et lui donna un sentiment de confiance et de certitude basée sur le fait que les grands responsables se réjouissent quand on salit les symboles adorés par les gens modestes . et plus tu es indigné par la masse en bas , plus tu es honoré par la haute société .
il était sûr que l'abattage de Hamor lui rapporterait plus de considération .
- Et puis , ils ne peuvent rien faire ces personnes insignifiantes . se demanda t-il .
- Au paravent , dans l'armée , c'était vrai que la mort des personnes qui jouaient un tel rôle restait inexpliquée . toutes les enquêtes et les investigations attestent qu'ils étaient descendues par des tirs amis. mais la situation est très différente maintenant .
Il médita longuement à tel point que certains crurent qu’une chose allait changer dans son attitude . Dès que tout le monde se tut , il s'adressa au doyen : « si tu avait passé le service militaire , j'aurai une autre réaction à ton égard , mais dans ton cas , je vais ignorer ta désobéissance et t’éviter la sanction .
Le doyen répondit : « nul ne peut être plus hostile envers toi que celui qui exerce le même métier que le tien . mais dans ce cas la haine est d'un seul côté . je vais plaider pour cette créature sympathique contre cette animosité , et je te ferais alors obstacle . plusieurs voix s’élevèrent ici el là : Non , non , tu ne seras pas tout seul , il lui faut d'abord tirer sur nous avant d'atteindre Hamor .
Une belle voiture s’arrêta devant la Halqua , Algali se grouilla vers le véhicule , une vitre s’ouvrit , il s’inclina au niveau des hanches avec la tête pointée vers le bas et échangea quelques mots avec le chauffeur qui ouvrit la portière et sortit , il se dirigea vers la Halqua , les membres du comité se précipitèrent à le saluer , il s'adressa au gens : « je vois que vous avez offert à ce sujet plus d'importance , finalement cette campagne est dans votre intérêt et vous êtes mieux informés sur le danger que peuvent présenter les chiens errants . Mais à propos de Hamor , c'est très simple ,le comité doit attendre le retour d’Abou hamir et lui présenter la situation , s'il désire le garder , il sera obligé d'appliquer certains usages , c'est tout , et puis , je ne gâcherai pas cette occasion sans féliciter Algali pour ce qu'il a réalisé ». les gens ont échangé des regards et tout un chacun s'est retourné là où il était . certains regardaient Hamor qui ne savait pas ce qu’on manigançait derrière lui . Tout à coup , il se réveilla , étendit ses pattes , aboya après avoir capter de loin le vrombissement d’un car qui arrivait , et partit en courant à sa rencontre comme il le faisait durant toute sa vie . A l'avant dernier virage de l’entrée du village , Abou hamir pressa longuement le klaxon que le son atteignit tous les environs du village . les personnes qui l'avaient entendu se sont précipitées pour suivre les événements du dernier épisode de la vie d'un être qui n’était pas ordinaire . Le car s’arrêta , Hamor tourna autour , l'homme descendit , Hamor s'accrocha à lui et se dirigea en sa compagnie vers la vendeuse de pain . A mi-chemin Algali s'approcha d'eux et présenta avec une grande politesse les membre de la commission , et là , Abou hamir a compris le secret de la présence en grand nombre de tous ces gens au centre du village .
-Monsieur , Hamor pourra jouir d'une vie meilleure par un simple agissement de votre part . dit Algali .
Abou hamir regarda Hamor qui vivait encore la joie de son retour en remuant activement sa queue , puis observa le grand public qui se patientait à écouter son avis , ensuite leva ses yeux pour voir les femmes debout sur la colline , il regarda au sol et dit enfin : « Vous savez bien que je ne peux rien vous promettre , je n'ai pas assez de temps , et s'il est indispensable d’exécuter Hamor , je souhaite que ça soit en mon absence » .
D’incompréhensibles expressions paraissaient sur les visages , certains annoncèrent même leur désarroi , d'autres bien avertis partirent hâtivement propager la nouvelle .
Algali ne put cacher son ironique sourire exprimant ainsi un nouveau exploit .
La nuit , il ne ferma pas les yeux , il était réjoui , il n’avait pas d’appétit , pourtant il n’avait rien mangé . Il ne sentit ni fatigue ni besoin de dormir , cependant il ne s'était pas arrêté de bouger durant toute la journée .
II avait passé la nuit à penser à la manière idéale avec laquelle Hamor devrait mourir . Il savait que Hamor était un simple chien comme les autres , mais il différait par quelque chose qu'il avait de plus . il voyait en lui l'incarnation de certaines choses qui symbolisent des représentations pour les gens , et par conséquent sa mort serait la mort de ces représentations . En plus , pour lui , le problème était devenu personnel , il n'oublierait jamais qu'il s'était humilié à cause de la propreté des tripes de Hamor .
Alors , il n’aurait satisfaction que si ses tripes seraient coupées et broyées .
C'était un matin très particulier , les membres du comité s’étaient regroupés au centre du village , Algali qui avait l'habitude de porter son treillis militaire , avait tenu à être plus élégant , il s’était accoutré d'un djellaba blanc et des babouches jaunes , il avait rasé son visage et arrosé tout ses vêtements d'une grosse quantité de parfum .
Les gens commencèrent à se rassembler autour de Hamor qui était encore endormi , il sentit une odeur étrange , ouvrit ses yeux , regarda les visages qui l'entouraient , il commença à humer une tranche de viande posée au niveau de son museau , hésita un instant , il ne put s’empêcher et l’avala . Brusquement , il sentit une douleur , essaya de rendre gorge , se leva , une salive excessive coula de sa bouche , ressaya de nouveau à vider son estomac mais en vain , un grand frisson le fit perdre l'équilibre , il tomba , sa sensation de douleurs s'amplifiait , il se releva avec peine et tendit ses pattes vers l'avant , regarda autour de lui , il paraissait qu'il n'avait rien vu , ses forces s'affaiblirent , il ne put supporter son poids , il tomba pour la dernière fois . Hamor mourut .
Hamor était assassiné !
عن "الخبز والاحلام" عبد الله البقالي
Traduit de l'Arabe par : Lehmam Ahmed
لم يكن في الأمر مجازفة. فمواجهة مخلوقات ضعيفة متخلى عنها، لا يمكن بأي حال مقارنته مع مهام سابقة خطيرة، قام بها كمحارب في صفوف الجيش الفرنسي في ربوع متفرقة من العالم . وحتى فيما يخص هذه الأخيرة، فهو لا يذكر أنه عاش لحظات حرجة، أوأنه واجه مخاطر حقيقية. فالرؤساء كانوا دوما يضعونه في أماكن آمنة للحفاظ على حياته ، و الاستفادة من خدماته التي كانت تجعلهم على دراية وإحاطة بكل ما يفكر به الجنود .
ما اعتبره واجهة، داس من أجله كل شئ. و الوئام مع الآخرين، لم يكن ليماثل لديه سحر الأضواء و عوالم الواجهة الدافئة. بل إن كل حواسه صارت كعقرب بوصلة منجذبة إلى اتجاه وحيد . ومسامعه لم يكن يتناهى إليها غير نداء كان يأتيه من مكان اسفل القمم . لكنه كان فوق السفوح.
يوم أنهى الخدمة العسكرية، ظل لسنوات طوال يستعيد كلمات الثناء و الإشادة التي تلقاها من رؤسائه. كان يحلو له أن يقف عند كل عبارة. و يستعيد ملامح الأشخاص ونبرات الأصوات وهي تمتدح أعماله. ويعمد أحيانا إلى رصد صداها ووقعها على الأشخاص الذين عاشوا تلك اللحظات التاريخية الخالدة . وينهي حديثه برثاء أحيانا على انقضاء تلك الأيام. لكن نبوءته بكون خدماته هي من النوع الذي لا يعرف الكساد هاهي تتحقق أخيرا حين تم تعيينه كرئيس لتصفية الكلاب المتشردة .
وقف اما المرآة ينظر لنفسه بفخر. رئيس ... ياله من اسم جميل براق..ا لا يهم أن يكون لزمن ومهمة عابرة. بل و لا يهم أن يكون مرتبطا بأمر تافه كتصفية الكلاب. فطول عمره كان يعتقد أن الكلاب أو ما شابهها هي التي رصعت سجلات أفخر و أعتى الفوارس .
هل يزين صدره بالأوسمة و النياشين التي حصل عليها من قبل ؟ .يسأل نفسه. لا شك ان ذلك سيضفي على مهمته الكثير من الروزنق و الشاعرية. و لا شك أيضا أن ذلك المشهد سينطبع في ذاكرة الكثيرين .
لا...لا.. المهم في هذه المأمورية هو الحاضر و المستقبل .
على عكس باقي أعضاء لجنته، صمم الغالي أن لا تكون مهمته منتهية بزمن. بل يجب أن تكون مجرد درج داخل سلم شاهق العلو. و أن عليه أن لا يقدم في النهاية مجرد جرد إحصائي لعدد الكلاب التي تم تصفيتها. بل عليه أن ينجح في تقديم نفسه كخادم له كامل الإستعداد للتعاون حتى و إن تعلق الأمر بتصفية البشر. ولهذا ففي تعبيده لهذا المسار عليه أن يرسل رسائل كثيرة لرؤساء لا يجب أن يهتم ما إن كان ما ينجزه يعنيهم أم لا.
في كبد الليل كان يغادر بيته بعد تتبع نشرات الأخبار. وما كان يعنيه فيها هو النشرة الجوية. وبتحديد أدق، حركة الرياح التي كانت تحدد له الوجهة التي يجب أن يمضي فيها .
كان الغالي يدرك أن هناك ثمة ألفة يمكن ان تنشأ بين بعض الناس وكلابها. و ان ذلك قد يدفعها للتستر عليها. إلا أنه كان يعي أنه بالمقابل فأولئك إن نجحوا في أخفائها، فلن ينجحوا من منعها من النباح. ولذا وهو يسر في تلك المشاوير . كان يصيخ السمع الذي عرف أنه أمهر من يحسن استخدامه. فيلتقط موجات الريح ويشرحها. و حين كان يضبط صدى نباح. كان يضع فرضيات للمدى الذي قطعه الصوت. و تخمينات للأشخاص المحتمل أن يكونوا قد تستروا على كلاب مطلوبة للتصفية . وحين كان ينجح. لم يكن ينهي الأمر في عين المكان. بل كان يصر على تقديم الأشخاص رفقة كلابهم للسلطات .
لم يكن يثنيه تدخل الأعيان و لا توسلات الناس ولا إغراءاتهم . بل إن ذلك كان يشعره بمتعة لا تعادلها متعة. ويترسخ يقينه بأن رياح الواجهة قد بدأت تهب فعلا على عوالمه الشاحبة. و أنه لم يعد نكرة داخل عالم منسي. وثناء الرؤساء زاده ثقة و تشجيعا للمضي قدما في تسلق سلم وجد صعوده أسهل بكثير مما توقعه .
أفرغ الغالي جرعة قوية في جوفه جعلت أنفاسه تنحبس، ووجهه أكثر امتقاعا. وانتابه سعال شديد مفاجئ جعل عينيه تحمر وتدمع. وحين أدار وجهه نحو الشارع، بدا و كأنه تجمد و أصيب بالذهول، تلاه ما يشبه صدمة. ودون أن يعاود النظر إلى الداخل. وضع القنينة على المنضدة ، و كفه الأخرى على جبهته التي اعتصرها بقوة وهو يتساءل: يالهي ...ا كيف نسيت أمر هذا الكلب ؟..
استنفر الغالي أعضاء لجنته الذين كانوا قد تناثروا متجاذبين الحديث مع رواد سور العاطلين الممتد في قلب القرية . وقبل ان يصلوا حيث كان، أدركوا أن حدثا جللا قد وقع . ودون أن يترك الغالي الظنون تذهب بهم بعيدا قال لهم آمرا: يجب أن تصفوا هذا الكلب فور رميا بالرصاص.
تجمد الأعضاء غير مصدقين ما سمعوه. وغير متأكدين ما إن كان الأمر جديا أم انه كان يمزح فقط .
لقد كان "حمور" هو كلب "أبو الحمير". الرجل الذي يشكل مع الناقلة التي يعمل كسائق لها جسر القرية الوحيد الذي يربطها بالعالم. ولذا فكل الناس كانت تفخر بمعرفته وتتمنى لو تربطها به علاقة معرفة وصداقة، كيف لا وتحية منه وهو يسوق الحافلة كانت تجعل الشخص المحيا من المشاهير وخبرا تتداول الألسن بحماس. كل ذلك جعل حمور كلبا من طينة مختلفة. فالكلاب الأخرى تقوم بمهام كثيرة، إلا أنها نادرا ما تنال ما تستحقه على أتعابها. لكن حمور هو الكلب الوحيد الذي عكس المعادلة. وبخلاف كل الكلاب الني تقوم بمهام الحراسة، فحمور هو الكلب الذي يسهر كل من في القرية على راحته ومنع أي أحد من إزعاجه أثناء نومه، أو الإعتداء عليه. و اعترافا بهذه الخدمات، فقد تخصص حمور بالمقابل بطرد كل الكلاب المتشردة و المتسكعين و المتسولين من ربوع القرية.
لم يشك الأعضاء في أن الغالي يجهل هذه المعطيات بسبب قصر مدة إقامته في القرية. غير أن ذلك لم يكن السبب الوحيد الذي جعلهم يعترضون على قرار تصفيته بخمور. فالحرص على علاقة متميزة مع السائق أبي حمير كان يعني الاستفادة من خدماته الحيوية. فلا أحد منهم لا يرغب في الجلوس على المقاعد الأمامية في الحافلة أثناء سفره. كما أن لا احد منهم يستطيع أن يعتذر عن دعوات مجانية سخية و تناول وجبات غنية في محطات للاستراحة على طول مسار السفر. و لا أحد يريد ان يحرم من خدمات أبي حمير المجانية لدى إرسال او التوصل بطرود و أغراض كان يمكن ان تكلف الكثير لو تمت عن طريق البريد .
قال كبير الأعضاء للغالي: هل تعي جيدا ما أنت مقدم عليه ؟
اشتم الغالي رائحة غير عادية في السؤال و أجاب : ماذا تقصد ؟
- هذا كلب أبي حمير . هل تعرف ذلك ؟
رد الغالي بنوع من الغطرسة: اسمع يا هذا. لو أن أبا الحمير نفسه مسخ وصار كلبا فأنا لن أتردد لحظة في تصفيته .
عقب عضو آخر قائلا : على مهلك يا رجل . إننا لسنا في الجندية. ونافذتنا الوحيدة على العالم يفتحها أبوحمير . لذا لا نملك سبلا أخرى .
عقب الغالي : يجب أن تبقوا حيث أنتم . كل شئ واضح . لدينا أوامر بتصفية الكلاب المتشردة . وهذا كلب متشرد .
قال عضو ثالث : ماذا قلت ؟ حمور كلب متشرد ؟
- هل لديك فهم آخر ؟
قال كبير الأعضاء : هل تعرف يا رجل أن ما ينفق على حمور في يوم واحد يفوق ما تصرفه انت على أسرتك في أسبوع ؟
أحس الغالي بالإهانة ورد بحزم: أعرف سبب حرصكم على حياة حمور. لكني لن أتزحزح عن موقفي . هذا كلب متشرد ويحب أن يصفى .
عقب عضو آخر : هلا أوضحت لنا فهمك لمعنى تشرد الكلاب ؟
عدل الغالي من نبرة صوته وقال : الكلب المتشرد هو أي كلب لا صاحب له. وحتى في حال وجود هذا الأخير يكون عاجزا عن إطعامه وتطبيبه .
انتفض كبير الأعضاء محتجا بطريقة جلبت انتباه كل من في مركز القرية و قال صارخا : استغفر ربك يا رجل . تب إليه. إنك بهذا الفهم ستجعلنا نصفي حتى البشر. ثم و الله لو شرحنا بطنك و بطن حمور لوجدنا أمعاءه أكثر صفاء من أمعاءك بسبب جودة ما يأكله . فهل أبعد كل هذا تصف حمور بكلب متشرد ؟
كسرت صرخة الشيخ الطوق الذي جعل مصير حمور حصريا على أعضاء لجنة تصفية الكلاب المتشردة. فاندفع رواد حلقات سور العاطلين للانضمام الى الجدل. بل إن الصدى انتقل الى كل ربوع القرية. فخرجت النسوة مسرعات ليتابعن المستجدات وهن واقفات على الربى المطلة على مركز القرية. فيما شوهد الأطفال يتدفقون من كل صوب قادمين من أحياء القرية ليتابعوا عن كثب مصير ذلك المخلوق الذي كان يجعلهم كل مساء يكتشفون دونيتهم . محتارين بين أن يتمنون أعدامه أم يتوسلون لله من أجل إنقاذ حياته.
وجد الغالي نفسه فجأة كمن يحاول ان يسبح معاكسا جريان نهر عظيم .غير أن خوفه و ارتباكه سرعان ما تبدد حين التقط خيطا دفينا من وقائع قصة حمور . وعوضه شعور بالثقة منبعثة من يقين مستند على حقيقة مفادها أن السادة و المسؤولين الكبار ينتشون حين يتم تلطيخ الرموز التي يقدسها البسطاء. و أن المرء بقدر ما يحصده من سخط في الأسفل . يحصل مقابلا له على تكريم و تشريف في الأعلى .
تأكد للغالي أن ما حصل عليه من اعتبار لحد الان من ألأطوار السابقة لحملته قد لا يعد شيئا أمام ما يمكن ان يحصل عليه من إعدام حمور . ثم ماذا بإمكان هؤلاء التافهين أن يفعلوه ؟
في السابق أيام الجندية كان الأمر خطيرا فعلا . هو يذكر أن اشخاصا كانوا يلعبون مثل أدواره انتهت حياتهم بشكل غامض . وكل التحريات و التحقيقات لم تثبت سوى أن أولئك ماتوا بنيران صديقة و ليست معادية . لكن الأمر الان مختلف جدا .
تأمل الغالي الوجوه طويلا. و البعض اعتقد أن شيئا ما تغير فيه. وحين هدأت ثائرة الناس خاطب كبير الأعضاء: لو أنك انتسبت من قبل للجندية لكان لي معك قصة أخرى. أما و أنت على هذا الحال، فسأتجاهل عصيانك و أترفع عن مؤاخذتك .
أجاب الشيخ : صدق من قال ان ما من حقود على المرء أشد وطأة من ذلك الذي يمارس نفس حرفته. لكن في حالتك أنت فهي كراهية من طرف وحيد . و أنا سأنوب عن ذلك المخلوق الوديع في كراهيتك. بل و أنصب نفسي حاجزا بينك وبين حمور .
تعالت أصوات غاضبة من هنا وهناك مخاطبة كبير الأعضاء: لا ... لن تكون لوحدك. وليمر الرصاص عبر أجسادنا قبل أن يخترق جسد حمور .
توقفت فجأة سيارة فارهة بالقرب من الحلقة. هرول الغالي اتجاهها. انفتحت النافذة فانحنى الغالي راسما زاوية قائمة كاملة. ثم تبادل بعض الكلمات مع السائق الذي فتح الباب وخرج.
توجه اتجاه الحلقة. أسرع أعضاء اللجنة لتحيته. ثم قال مخاطبا الجمع: أراكم قد منحتم للموضوع أكثر مما يستحق. هذه الحملة في النهاية لصالحكم. فأنتم أدرى بالخطر الذي يمكن ان تمثله الكلاب المتشردة. أما بخصوص حمور ، فالامر بسيط جدا. على اللجنة ان تنتظر عودة أبي الحمير من المدينةـ ولتعرض عليه امره. فإن رغب في بقاء حمور، فعليه أن يقوم ببعض الإجراءات البسيطة. هذا كل شئ . ولا تفوتني الفرصة لكي أنوه بما يقوم به الغالي.
تبادل الحاضرون النظرات، وتراجع كل واحد حيث كان. وظل البعض ينظر لحمور الذي لا يدري شيئا مما يجري حوله. لكنه استيقظ فجأة. تمطى. نبح بعد ان التقط صدى أزيز الناقلة القادمة من البعيد. ثم انطلق يعدو للقاء الحافلة كما فعل طوال حياته. وعند المنعرج ما قبل الأخير من دخولها القرية، ضغط ابوالحمير على المنبه صغطا متواصلا جعل الصوت يصل جل أرجاء القرية. وهرول من التقطه لتتبع وقائع الفصل الأخير من حياة كائن لم يكن عاديا.
حام حمور حول الناقلة حين توقفت. وحين ترجل أبوالحمير علق به وتوجه صحبته الى حيث بائعة الخبز. وهما في منتصف المسافة ، تقدم الغالي بأدب جم مقدما أعضاء لجنة تصفية الكلاب له. و انذاك أدرك أبوالحمير سر تواجد تلك الحشود بذلك العدد الكبير في مركز القرية.
قال الغالي : سيدي، يمكن لحمور أن ينعم بحياته بإجراء بسيط من قبلكم.
نظر أبوالحمير لحمور الذي كان لا يزال يعيش فرحة عودة أبي الحمير من المدينة ويحرك ذيله بنشاط. ثم ألقى نظرة على الجمهور الغفير الذي كان ينتظر سماع رده. ثم رفع عينيه ليشاهد النسوة الواقفات أعلى الربوة المطلة على المحطة، وعاد لينظر إلى الأرض. و أخيرا قال: أنتم تعرفون جيدا أني لا أستطيع أن اقوم بهذا. لأني لا أجد الوقت لذلك. و إذا كان لا بد من قتل حمور، فأرجو ان يتم ذلك في غيابي.
ارتسمت على الوجوه ملامح غامضة، ونطق بعضها بالحزن. و انطلق آخرون لحمل الخبر محققين سبقا، ولم يستطع الغالي من أن يخفي ابتسامة ماكرة عنون بها نصرا آخر جديدا.
لم ينم تلك الليلة. كان منتشيا. لم يحس بالجوع رغم انه لم يأكل شيئا. ولم يحس بالتعب أو الرغبة في النوم رغم أنه لم يهدا طوال اليوم.
أمضى الليلة يفكر في الطريقة المثلى التي يجب أن يموت بها حمور. لم يكن خاف عنه أن حمور هو مجرد كلب ككل الكلاب.لكنه بشكل ما شيئ له أن يكون اكثر من ذلك. إذ يجده قد تجسدت فيه أشياء ترمز لرؤى الآخرين، وبالتالي فموته هو موت لتلك الرؤى.إلا أن هذا ليس كل شئ . فهو لم ينس أنه أهين بسبب أمعاء حمور أكان ذلك عن قصد أو من غيره. وهو لهذا السبب يجد أن الأمر أصبح مسألة شخصية تهمه وتهم حمور. لهذا فتلك الأمعاء يجب أن تتقطع وتتفتت. وهذا أقل ما يقبل به. ولذلك، وخلافا للطريقة التي تم بها تصفية جميع الكلاب، فحمور يجب أن يموت بطريقة مختلفة.
في صباح استثنائي جدا، تجمع كل أعضاء لجنة تصفية الكلاب المتشردة في مركز القرية. وعلى عكس المظهر الذي خاض به الغالي أطوار الحملة، فقد تخلى عن لباسه العسكري وارتدى جلبابا أبيضا، وبلغة صفراء مع حرصه على أن يكون في اتم اناقته من خلال حلق وجهه ورش ملابسه بكمية كبيرة من عطر فاخر.
تجمهر الرجال و الأطفال حول حمور الذي كان لا يزال نائما. اشتم رائحة غير عادية. فتح عينيه. نظر إلى المتحلقين حوله في البدء. ثم أخذ يشم قطعة لحم كانت بالقرب منه. تردد في البداية. ثم شرع في التهامها.
انتابه الألم فجاة. حاول ان يلقي ما بجوفه. سال من فمه لعاب كثيف. وقف. حاول من جديد أن يطرح شيئا. لم يتمكن. انتابته ارتعاشة قوية جعلته يفقد توازنه. سقط. تمالك نفسه ووقف من جديد. نظر حواليه . لا يبدو انه قد رأى شيا. سقط . تضاعف الأحساس بالألم. وقف ومد قوائمه للأمام. تلاشت قواه ولميستطع تحمل ثقله. سقط ولم ينهض. مات حمور. اغتيل حمور.
عبدالله البقالي
***
Abdellah Bakkali
L'assassinat de Hamor
D'un orgueil démesuré , Algali s'est appuyé de tout son poids sur la devanture du plus chic magasin du village et demanda une boisson gazeuse pour arroser une fulgurante réussite qu'il venait d'accomplir , Pour lui c'était une sorte de récompense à ses grands efforts en tant que président du comité chargé d’abattage des chiens errants .
Il n'avait aucun risque à courir en s'attaquant à des êtres faibles et délaissés en comparaison aux dangereuses missions qu'il avait exécutées comme combattant au sein des forces de l’armée française dans différentes contrées du monde . Et même ses précédentes tâches ne présentaient aucune mésaventure du moment que ses supérieurs tenaient à sa vie pour bénéficier de ses services et être au courant de tout ce que les soldats envisageaient ou complotaient .
Il sacrifiait tout pour ce qu'il considérait renom , sa convivialité avec les autres ne pourrait égaler pour lui la magie des lumières de son étoile .Tel l'aiguille d'une boussole , toutes ses facultés de perception étaient orientées vers une seule direction , il n’entendait qu'une seule voix qui lui parvenait des hauts des sommets , cependant il était en bas sur la plaine . Depuis qu'il acheva son service militaire , il n’avait cessé de répéter les mots de congratulations et de compliments qu'il avait reçus de la part de ses supérieurs , il trouvait un vif plaisir à s’arrêter devant chaque expression en réinventant les traits des visages de ceux qui l'avaient prononcée ainsi que les tons de leurs voix . Il tenait même à lire l'impact sur les visages des personnes qui avaient vécu ces instants historiques inoubliables. pour finir son discours , il exprimait souvent sa nostalgie avec amertume , pourtant sa prédiction du fait que la nature de ses services ne connaisse jamais de récession a été finalement justifiée par sa nomination à la tête de ce comité .
il regardait avec fierté son image dans le miroir d'en face et prononça : « Président ! quel joli nom aussi lumineux ! il n'est pas si intéressant de l'être juste pour une durée déterminée ou pour une mission achevée ou plutôt qu’il soit lié à une futilité comme celle de l’abattage des chiens . D’ailleurs , ce sont les chiens qui avaient toujours participé à la gloire des plus grands héros de l'histoire . »
« Vais-je porter mes médailles et mes insignes ? » s'interrogea -t-il « sans doute elles me donneront plus de beauté et de poésie pour que toute scène reste sûrement incrustée dans la mémoire des gens . » Il répliqua : « Non , non , l'essentiel dans cet engagement , c'est mon avenir . »
A l'encontre des autres éléments du comité , Algali décida que sa mission serait limitée dans le temps et ne serait qu'une marche d'une haute échelle à ascendre et qu'enfin il n’allait pas seulement présenter un bilan des chiens abattus mais il devrait réussir à incarner l'image d'un serviteur apte à coopérer même s’il s'agissait d’abattre des êtres humains . c'est pour cela , quand-il préparait son trajet il devait envoyer beaucoup de messages à ses supérieurs .
En plein nuit , il quitta sa demeure après avoir suivi les infos et trié tout ce qui lui serait utile à la météo , surtout le mouvement du vent qui lui précisait la direction qu'il allait prendre .
Algali savait qu'une certaine convivialité pourrait se créer entre les gens et les chiens , ce qui les poussait à les garder en cachette , mais il était conscient que s'ils y arrivaient ,ils ne réussiraient pas à leur interdire d’aboyer . Quand-il rodait dans ses itinéraires , il donnait tout son attention aux bruits et aux sons qu'il captait et analysait , d'ailleurs il était connu par la maîtrise de son ouïe , il était tout oreille. lorsqu'il captait l’écho d'un aboiement , il posait des hypothèses sur la portée du son et sur les personnes qui cachaient des chiens à abattre . il ne jugeait pas les coupables sur place mais il insistait à les présenter accompagnés de leurs chiens aux responsables . Il ne renonçait point devant les interventions des notables ou les implorations des gens et leurs tentations , au contraire il sentit une satisfaction inégale à achever sa mission , il croyait avec certitude que c’était les prémices de sa renommée. Désormais ,il ne serait guère une personne inconnue , il grimperait aisément cette échelle encouragé bien sûr par la gratitude de ses supérieurs qui augmenterait sa confiance et son assurance .
Il ingurgita une grande gorgée de sa boisson qui lui coupa subitement le souffle et crispa son visage , une vive toux l'attaqua , ses yeux en larmes , rougissaient . Quand il tourna sa tête vers la rue , il sentit une froideur glaciale , une grande stupeur s'empara de lui , posa la bouteille sans se retourner , mit sa main sur son front et s'interrogea : « Mon dieu ! Pourquoi ai-je oublié d’abattre ce chien ? » Il immobilisa aussitôt les membres de sa commission qui étaient dispersés le long du mur dit « mur des chômeurs" , occupés par des discussions avec ses habitués , et leur ordonna : « il faut abattre ce chien sur le champ à balles réelles . »
Figés , les membres ne réalisaient pas si Algali était sérieux ou non , il s'agit de Hamor le chien d'Abou hamir le chauffeur du car , notre seule liaison du village avec le reste du pays et que tout habitant espérait nouer avec fierté, une relation d'amitié avec lui . En conduisant , Un seul salut de sa part à un passant le rendit célèbre et sujet de discussions entre les gens .
Tout ceci , avait rendu Hamor un chien pas comme les autres . Les autres chiens trimaient beaucoup , ils passaient toute la nuit à la garde mais rarement récompensés , lui avait changé cette équation , il était le seul chien que tous les habitants veillaient à son bien être et ne laissèrent personne l'offenser ou le déranger durant son sommeil . Pour confirmer sa gratitude , Hamor ne laissait nul chien errant traîner dans le village . Aucun membre ne douta un instant que Algali ignorait ces données à cause de la courte période qu'il avait passée dans le village . Tout ceci n'était pas le seul prétexte pour eux à s'opposer à l’exécution de Hamor , mais c'était pour garder une bonne relation avec Abou hamir et bénéficier de ses services vitaux , aucun d'entre eux ne pouvait se priver des premières places dans le car lors d'un voyage ou s’abstenir à ses invitations gratuites à de délicieux repas dans les aires de repos . personne ne pouvait aussi se priver des services d'envoi et de réception des colis qui leur coûteraient cher par voie postale.
- Es-tu conscient de ce que tu vas faire ? dit le plus âgé des membres . - Ne savais -tu pas qu'il s'agit d'Abou hamir ?
Algali répondit avec arrogance : «Ecoute ! Si Abou hamir se métamorphose en chien je n'hésiterai pas à l’abattre . »
-Sois patient bonhomme ! répliqua un autre membre . Nous ne sommes pas des militaires , Abou hamir c’est notre seule fenêtre ouverte sur le monde , c'est pourquoi nous n'avons pas d'autres alternatives .
-Vous devez respecter les consignes , tout est clair ,nous avons des ordres à abattre tout chien errant , et celui là , en est un . rétorqua Algali .
-Tu viens de dire que Hamor est un chien errant ?
-As-tu une autre vision ?
-Sais-tu que les dépenses de Hamor en une seule journée dépasse ce que toi tu dépenses pour ta famille en une semaine !
Algali sentit du mépris et répliqua fermement : Je connais la raison pour laquelle vous tenez à la vie de Hamor , moi je ne changerai pas ma position , c'est un chien errant et il faut l’abattre .
-veuillez nous expliquer ta signification d'un chien errant ?
Algali expliqua en baissant l'intonation : un chien errant est tout chien qui n'a pas de maître , et s'il en a un , ce dernier devra être capable de le nourrir et de le soigner .
le plus âgé des membres se souleva en protestant d’une manière qui attira l'attention de tous les présents et hurla : « Demande le pardon et l'absolution à ton dieu ! avec cette signification , tu nous incites à tuer des humains . et puis , je jure devant dieu que si on effectue une autopsie à ton ventre et à celui de Hamor , il s’avèrera que ses tripes sont plus propres que les tiennes et ceci grâce à la qualité de sa nourriture . vas-tu encore le qualifier de chien errant ? »
le hurlement du vieil homme ota l’exclusivité aux membres à décider seuls du destin de Hamor . aussitôt les habitués aux Halqas (cercles de discussions) du mur se poussèrent afin d’intervenir au débat . Plus que ça, l’écho de l’événement avait atteint tous les points du village , les femmes sortaient à la hâte pour être au courant des nouvelles de Hamor , elles restaient debout sur la colline qui surplombait le centre du village .
on voyait aussi les enfants arrivés de tous les coins des quartiers pour assister avec attention au destin de cet être devant lequel chaque soir , ils découvrirent leur bassesse . ils étaient indécis à lui souhaiter la mort ou prier dieu à le sauvegarder .
Soudainement , Algali réalisa qu'il nageait contre courant , sauf que sa peur et sa perplexité s'annihilèrent rapidement lorsqu'il tint un fil enfouillé dans l'histoire de Hamor . et lui donna un sentiment de confiance et de certitude basée sur le fait que les grands responsables se réjouissent quand on salit les symboles adorés par les gens modestes . et plus tu es indigné par la masse en bas , plus tu es honoré par la haute société .
il était sûr que l'abattage de Hamor lui rapporterait plus de considération .
- Et puis , ils ne peuvent rien faire ces personnes insignifiantes . se demanda t-il .
- Au paravent , dans l'armée , c'était vrai que la mort des personnes qui jouaient un tel rôle restait inexpliquée . toutes les enquêtes et les investigations attestent qu'ils étaient descendues par des tirs amis. mais la situation est très différente maintenant .
Il médita longuement à tel point que certains crurent qu’une chose allait changer dans son attitude . Dès que tout le monde se tut , il s'adressa au doyen : « si tu avait passé le service militaire , j'aurai une autre réaction à ton égard , mais dans ton cas , je vais ignorer ta désobéissance et t’éviter la sanction .
Le doyen répondit : « nul ne peut être plus hostile envers toi que celui qui exerce le même métier que le tien . mais dans ce cas la haine est d'un seul côté . je vais plaider pour cette créature sympathique contre cette animosité , et je te ferais alors obstacle . plusieurs voix s’élevèrent ici el là : Non , non , tu ne seras pas tout seul , il lui faut d'abord tirer sur nous avant d'atteindre Hamor .
Une belle voiture s’arrêta devant la Halqua , Algali se grouilla vers le véhicule , une vitre s’ouvrit , il s’inclina au niveau des hanches avec la tête pointée vers le bas et échangea quelques mots avec le chauffeur qui ouvrit la portière et sortit , il se dirigea vers la Halqua , les membres du comité se précipitèrent à le saluer , il s'adressa au gens : « je vois que vous avez offert à ce sujet plus d'importance , finalement cette campagne est dans votre intérêt et vous êtes mieux informés sur le danger que peuvent présenter les chiens errants . Mais à propos de Hamor , c'est très simple ,le comité doit attendre le retour d’Abou hamir et lui présenter la situation , s'il désire le garder , il sera obligé d'appliquer certains usages , c'est tout , et puis , je ne gâcherai pas cette occasion sans féliciter Algali pour ce qu'il a réalisé ». les gens ont échangé des regards et tout un chacun s'est retourné là où il était . certains regardaient Hamor qui ne savait pas ce qu’on manigançait derrière lui . Tout à coup , il se réveilla , étendit ses pattes , aboya après avoir capter de loin le vrombissement d’un car qui arrivait , et partit en courant à sa rencontre comme il le faisait durant toute sa vie . A l'avant dernier virage de l’entrée du village , Abou hamir pressa longuement le klaxon que le son atteignit tous les environs du village . les personnes qui l'avaient entendu se sont précipitées pour suivre les événements du dernier épisode de la vie d'un être qui n’était pas ordinaire . Le car s’arrêta , Hamor tourna autour , l'homme descendit , Hamor s'accrocha à lui et se dirigea en sa compagnie vers la vendeuse de pain . A mi-chemin Algali s'approcha d'eux et présenta avec une grande politesse les membre de la commission , et là , Abou hamir a compris le secret de la présence en grand nombre de tous ces gens au centre du village .
-Monsieur , Hamor pourra jouir d'une vie meilleure par un simple agissement de votre part . dit Algali .
Abou hamir regarda Hamor qui vivait encore la joie de son retour en remuant activement sa queue , puis observa le grand public qui se patientait à écouter son avis , ensuite leva ses yeux pour voir les femmes debout sur la colline , il regarda au sol et dit enfin : « Vous savez bien que je ne peux rien vous promettre , je n'ai pas assez de temps , et s'il est indispensable d’exécuter Hamor , je souhaite que ça soit en mon absence » .
D’incompréhensibles expressions paraissaient sur les visages , certains annoncèrent même leur désarroi , d'autres bien avertis partirent hâtivement propager la nouvelle .
Algali ne put cacher son ironique sourire exprimant ainsi un nouveau exploit .
La nuit , il ne ferma pas les yeux , il était réjoui , il n’avait pas d’appétit , pourtant il n’avait rien mangé . Il ne sentit ni fatigue ni besoin de dormir , cependant il ne s'était pas arrêté de bouger durant toute la journée .
II avait passé la nuit à penser à la manière idéale avec laquelle Hamor devrait mourir . Il savait que Hamor était un simple chien comme les autres , mais il différait par quelque chose qu'il avait de plus . il voyait en lui l'incarnation de certaines choses qui symbolisent des représentations pour les gens , et par conséquent sa mort serait la mort de ces représentations . En plus , pour lui , le problème était devenu personnel , il n'oublierait jamais qu'il s'était humilié à cause de la propreté des tripes de Hamor .
Alors , il n’aurait satisfaction que si ses tripes seraient coupées et broyées .
C'était un matin très particulier , les membres du comité s’étaient regroupés au centre du village , Algali qui avait l'habitude de porter son treillis militaire , avait tenu à être plus élégant , il s’était accoutré d'un djellaba blanc et des babouches jaunes , il avait rasé son visage et arrosé tout ses vêtements d'une grosse quantité de parfum .
Les gens commencèrent à se rassembler autour de Hamor qui était encore endormi , il sentit une odeur étrange , ouvrit ses yeux , regarda les visages qui l'entouraient , il commença à humer une tranche de viande posée au niveau de son museau , hésita un instant , il ne put s’empêcher et l’avala . Brusquement , il sentit une douleur , essaya de rendre gorge , se leva , une salive excessive coula de sa bouche , ressaya de nouveau à vider son estomac mais en vain , un grand frisson le fit perdre l'équilibre , il tomba , sa sensation de douleurs s'amplifiait , il se releva avec peine et tendit ses pattes vers l'avant , regarda autour de lui , il paraissait qu'il n'avait rien vu , ses forces s'affaiblirent , il ne put supporter son poids , il tomba pour la dernière fois . Hamor mourut .
Hamor était assassiné !
عن "الخبز والاحلام" عبد الله البقالي
Traduit de l'Arabe par : Lehmam Ahmed