-1-
الرباط في 23/10/1986
العزيز أبو صباح أشواقي وتحياتي
ليس لي ما أ قوله غير التساؤل عن هذه القطيعة الطويلة التي تزيد كابوس الغربة ومرارة تقادم العمر، وتداعي الأمل شيئاً فشيئاً في الراحة والاستقرار.
لقد كتبت إلى الأخ أبو مهند (مهدي المخزومي) عدة مرات دون أن يردَّ عليَّ، إنك لا تعرف مدى قساوة هذا الموقف عليّ والذي لا أستطيع أن أجد له تفسيراً. لأن كتابة الأخ لأخيه ما هو إلا تنفيذاً لعقد ضمني وبديهي، تفرض أولى بنوده السؤال عن الأخ الغريب والرد على رسائله.
أرجو أن لاتلحق بركب الأخ أبو مهند والأخ الحكاك لأنني مبتلٍ بكآبة الغربة والوحدة التي أصبحت أنوء بثقلهما ورهبتهما.
تحيات سعد وتحياتي للأخت الفاضلة أم صباح مع تمنياتنا لكما بالصحة والموفقية.
المخلص – خالد
* * *
-2-
الرباط في 18/5/88
أخي العزيز أبو صباح
تحياتي وتمنياتي الدائمة.
تسلمت رسالتك المؤرخة بـ21/4 وفيها تذكر انتظارك دون جدوى لرسالة مني، وفي الحقيقة لقد كتبت إليك قبل رحيلك إلى العراق دون أن أتسلم كلمة منك ولعل أروقة البريد تخفي أو تنقل ما تشاء والله مع الصابرين.
كنت قد طلبت منك في رسالة سابقة أن تكتب لي عنوان الأخ عبدالسلام محمد لأنني أكتب إليه وهو بدوره يعتب لعدم توصله بشيء مني وحتى الآن لم تردني منه كلمة واحدة منذ مغادرتي العراق. أما الأخ المخزومي فقد كتب إليّ وأجبته على رسالته.
أُصبت قبل حوالي الشهرين بنوبة قلبية حادة نجوت منها بأعجوبة. وبعناية الله، نقلت إلى المستشفى بمساعدة الطبيب وأحد الأصدقاء العراقيين بعد منتصف الليل علماً بأن سعد كان غائباً وكنت وحيداً في البيت. كان عجز في القلب وعدم قدرته على دفع الدم إلى الرئتين. بقيت في العناية المركزة وكانت الإصابة أخطر من تلك التي ببغداد والله كريم ، أرجو أن يكون هذا الحديث بيننا.
تحياتي إلى الأخت الفاضلة أم صباح وإلى الأخ الدكتور السامرائي.
واسلم لأخيك المخلص – خالد الجادر
* * *
-3-
الرباط 4/12/1988
أخي الوفي أبو صباح
تسلمت رسالتك وكان سروري بها عظيماً حيث بددت بعضاً من غربتي القاسية ومن كآبة الشيخوخة التي تداهمني بإلحاح مع توعكاتها وأمراضها التي تنتابني لأتفه الأسباب. فلقد سكنا منذ نيف وخمس سنوات شقة لا تدخلها الشمس وتورطنا في الإقامة فيها، وفي كل يوم نزمع فيه تركها إلى أخرى، نرجئ الأمر إلى فرصة أخرى حتى ارتفعت أثمان السكن يصاحب ذلك أملنا في تبدل الأحوال.
أخي الكريم.
إنني أشكرك على ما قمت به من جهود في سبيل زيارتي لليمن وها أنت تثبت في كل مناسبة وأزمة وقوفك المخلص إلى جانبي وشد أزري في الملمات والرزايا.
تتواصل الكتابة بين الأخوين عبدالمجيد لطفي وطلعت الشيباني وبيني وأجد سلوى كبيرة في عدم انقطاعهما عني هذا بالإضافة إلى رسائل العائلة وبعض الإخوان. أما الأخ الحكاك فقد كان في الرباط مع وفد طبي عربي من المقيمين في أمريكا وبقي ثلاثة أيام كنت ملازماً له، وهو ذلك المخلص الرائع ولكن ما يحز في نفسي هو عدم إجابته على رسائلي كما أن الجمعية الطبية العربية في أمريكا وعدتني بإقامة معرضٍ هناك ولم أتوصل بشيء منهم.
لست أدري إن كنت قد كتبت لك حول زيارتي إلى بروناي لإلقاء محاضرات في الحضارة الإسلامية على أساتذة اللغة العربية من خريجي الأزهر، وقد قمت برسم الكثير من الدراسات عن تلك الأجواء الغريبة والجميلة معاً. وبقيت فيها شهراً كاملاً وخلال العودة زرت سنغافورة وبانكوك.
وبالأخير أرجو لك كل الخير وأدعو الله أن يوفقك والأخت الفاضلة أم صباح مع أخلص تحيات سعد.
أخوك المخلص – خالد الجادر
.
الرباط في 23/10/1986
العزيز أبو صباح أشواقي وتحياتي
ليس لي ما أ قوله غير التساؤل عن هذه القطيعة الطويلة التي تزيد كابوس الغربة ومرارة تقادم العمر، وتداعي الأمل شيئاً فشيئاً في الراحة والاستقرار.
لقد كتبت إلى الأخ أبو مهند (مهدي المخزومي) عدة مرات دون أن يردَّ عليَّ، إنك لا تعرف مدى قساوة هذا الموقف عليّ والذي لا أستطيع أن أجد له تفسيراً. لأن كتابة الأخ لأخيه ما هو إلا تنفيذاً لعقد ضمني وبديهي، تفرض أولى بنوده السؤال عن الأخ الغريب والرد على رسائله.
أرجو أن لاتلحق بركب الأخ أبو مهند والأخ الحكاك لأنني مبتلٍ بكآبة الغربة والوحدة التي أصبحت أنوء بثقلهما ورهبتهما.
تحيات سعد وتحياتي للأخت الفاضلة أم صباح مع تمنياتنا لكما بالصحة والموفقية.
المخلص – خالد
* * *
-2-
الرباط في 18/5/88
أخي العزيز أبو صباح
تحياتي وتمنياتي الدائمة.
تسلمت رسالتك المؤرخة بـ21/4 وفيها تذكر انتظارك دون جدوى لرسالة مني، وفي الحقيقة لقد كتبت إليك قبل رحيلك إلى العراق دون أن أتسلم كلمة منك ولعل أروقة البريد تخفي أو تنقل ما تشاء والله مع الصابرين.
كنت قد طلبت منك في رسالة سابقة أن تكتب لي عنوان الأخ عبدالسلام محمد لأنني أكتب إليه وهو بدوره يعتب لعدم توصله بشيء مني وحتى الآن لم تردني منه كلمة واحدة منذ مغادرتي العراق. أما الأخ المخزومي فقد كتب إليّ وأجبته على رسالته.
أُصبت قبل حوالي الشهرين بنوبة قلبية حادة نجوت منها بأعجوبة. وبعناية الله، نقلت إلى المستشفى بمساعدة الطبيب وأحد الأصدقاء العراقيين بعد منتصف الليل علماً بأن سعد كان غائباً وكنت وحيداً في البيت. كان عجز في القلب وعدم قدرته على دفع الدم إلى الرئتين. بقيت في العناية المركزة وكانت الإصابة أخطر من تلك التي ببغداد والله كريم ، أرجو أن يكون هذا الحديث بيننا.
تحياتي إلى الأخت الفاضلة أم صباح وإلى الأخ الدكتور السامرائي.
واسلم لأخيك المخلص – خالد الجادر
* * *
-3-
الرباط 4/12/1988
أخي الوفي أبو صباح
تسلمت رسالتك وكان سروري بها عظيماً حيث بددت بعضاً من غربتي القاسية ومن كآبة الشيخوخة التي تداهمني بإلحاح مع توعكاتها وأمراضها التي تنتابني لأتفه الأسباب. فلقد سكنا منذ نيف وخمس سنوات شقة لا تدخلها الشمس وتورطنا في الإقامة فيها، وفي كل يوم نزمع فيه تركها إلى أخرى، نرجئ الأمر إلى فرصة أخرى حتى ارتفعت أثمان السكن يصاحب ذلك أملنا في تبدل الأحوال.
أخي الكريم.
إنني أشكرك على ما قمت به من جهود في سبيل زيارتي لليمن وها أنت تثبت في كل مناسبة وأزمة وقوفك المخلص إلى جانبي وشد أزري في الملمات والرزايا.
تتواصل الكتابة بين الأخوين عبدالمجيد لطفي وطلعت الشيباني وبيني وأجد سلوى كبيرة في عدم انقطاعهما عني هذا بالإضافة إلى رسائل العائلة وبعض الإخوان. أما الأخ الحكاك فقد كان في الرباط مع وفد طبي عربي من المقيمين في أمريكا وبقي ثلاثة أيام كنت ملازماً له، وهو ذلك المخلص الرائع ولكن ما يحز في نفسي هو عدم إجابته على رسائلي كما أن الجمعية الطبية العربية في أمريكا وعدتني بإقامة معرضٍ هناك ولم أتوصل بشيء منهم.
لست أدري إن كنت قد كتبت لك حول زيارتي إلى بروناي لإلقاء محاضرات في الحضارة الإسلامية على أساتذة اللغة العربية من خريجي الأزهر، وقد قمت برسم الكثير من الدراسات عن تلك الأجواء الغريبة والجميلة معاً. وبقيت فيها شهراً كاملاً وخلال العودة زرت سنغافورة وبانكوك.
وبالأخير أرجو لك كل الخير وأدعو الله أن يوفقك والأخت الفاضلة أم صباح مع أخلص تحيات سعد.
أخوك المخلص – خالد الجادر
.