أحسن ما فعلته أيّها الكلب،
أنك كلبٌ
ليست لديك صفحة في فيسبوك
ولا تسهر الليل مثلنا
لا تسكن بيتًا
ولا تدفع فواتيرَ ماءٍ ولا كهرباء ولا إنترنت
حُرًّا في بيتٍ مكشوفٍ تحت السّماء
مُستضيئًا بنباحك، متّصلا بنفسك
لا تربط مصيرك بامرأة
وليس لديك أولادٌ في مدرسةٍ خصوصيّة
لا تشقى في وظيفة عموميّة فتُصاب بالسكري
ولا تفلح الأرض فتنتظر المطر
أو لصًّا فتنتظر الليل،
محايدًا هكذا مثل طاولة الطعام
أو شمعةٍ في معبدٍ
تَدعسُ الأيام في ركنٍ صغير
بغيضًا تحرس عزلتك مثل سيوران
تُدير الأمور على مقاس الرائحة
وتحرّك ذيلك مثل البوصلة لتحضن البيتَ وسُكّانه،
لتسبق العاصفة
وفاتَكَ أن تنتبه لقسوتنا
أو تحزن مثلنا فتكتب شِعرًا وتترشّح لجائزة المغرب
أو تُشيعَ أفراحكَ في تويتر وإنستغرام
كم أنت عظيمٌ مثل شعراء روسيا
وتُشبهني حين تتشبث بالعريشة،
بالوطن مثلي
وحين تنام على ركبتيّ مأسورًا بملامحي
وسيرتي القديمة
فأشمّ فيك روائح أصدقاء قدامى
ومن مرّوا دون أن يتركوا لنا شيئًا نتذكّرهم به
يا للحبّ المعبأ بالأسرار !
ويا لسوء الطالع، وبؤس الميراث... !
غدًا سأحشو حقيبتك المدرسيّة بالبسكويت
وأرسلكَ لتتعلّم اللغات الحيّة
كي لا تموت سريعًا
وربما حصلتَ على شهادة عليا
فصِرت أستاذًا جامعيًّا
أو أيّ موظف حكومي
كي تشتري طعامك من الأسواق
وتغسل شَعرك بالشمبوان
وتتحسّس في المرآة وجهك المحفور مثل بوكوفسكي
وربّما أَدرْتَ مصنعًا في الضّاحية
وصِرت رأسماليًّا بالصدفة
ورئيسَ جماعة قرويّة بالتوازي
أو مستشارًا في البرلمان
أن يصير لك بيت وزوجة وأولادٌ
وهاتف نقّال ومشاغل يوميّة
أن تعيش التجربة ليومٍ واحدٍ
كي تتذكر أملاكك الكبيرة،
القريةَ والعريشةَ والنباحَ
وتسخر من حياتنا الصغيرة.
أنك كلبٌ
ليست لديك صفحة في فيسبوك
ولا تسهر الليل مثلنا
لا تسكن بيتًا
ولا تدفع فواتيرَ ماءٍ ولا كهرباء ولا إنترنت
حُرًّا في بيتٍ مكشوفٍ تحت السّماء
مُستضيئًا بنباحك، متّصلا بنفسك
لا تربط مصيرك بامرأة
وليس لديك أولادٌ في مدرسةٍ خصوصيّة
لا تشقى في وظيفة عموميّة فتُصاب بالسكري
ولا تفلح الأرض فتنتظر المطر
أو لصًّا فتنتظر الليل،
محايدًا هكذا مثل طاولة الطعام
أو شمعةٍ في معبدٍ
تَدعسُ الأيام في ركنٍ صغير
بغيضًا تحرس عزلتك مثل سيوران
تُدير الأمور على مقاس الرائحة
وتحرّك ذيلك مثل البوصلة لتحضن البيتَ وسُكّانه،
لتسبق العاصفة
وفاتَكَ أن تنتبه لقسوتنا
أو تحزن مثلنا فتكتب شِعرًا وتترشّح لجائزة المغرب
أو تُشيعَ أفراحكَ في تويتر وإنستغرام
كم أنت عظيمٌ مثل شعراء روسيا
وتُشبهني حين تتشبث بالعريشة،
بالوطن مثلي
وحين تنام على ركبتيّ مأسورًا بملامحي
وسيرتي القديمة
فأشمّ فيك روائح أصدقاء قدامى
ومن مرّوا دون أن يتركوا لنا شيئًا نتذكّرهم به
يا للحبّ المعبأ بالأسرار !
ويا لسوء الطالع، وبؤس الميراث... !
غدًا سأحشو حقيبتك المدرسيّة بالبسكويت
وأرسلكَ لتتعلّم اللغات الحيّة
كي لا تموت سريعًا
وربما حصلتَ على شهادة عليا
فصِرت أستاذًا جامعيًّا
أو أيّ موظف حكومي
كي تشتري طعامك من الأسواق
وتغسل شَعرك بالشمبوان
وتتحسّس في المرآة وجهك المحفور مثل بوكوفسكي
وربّما أَدرْتَ مصنعًا في الضّاحية
وصِرت رأسماليًّا بالصدفة
ورئيسَ جماعة قرويّة بالتوازي
أو مستشارًا في البرلمان
أن يصير لك بيت وزوجة وأولادٌ
وهاتف نقّال ومشاغل يوميّة
أن تعيش التجربة ليومٍ واحدٍ
كي تتذكر أملاكك الكبيرة،
القريةَ والعريشةَ والنباحَ
وتسخر من حياتنا الصغيرة.