إلى روح أبي ذر الغفاري
1
ما كان بالقمر وحده
جدي يستنير
بل في أحلك الليالي
جدي بالضمير المشع
الساطع المنير
كان على الظلام يستنير
وكان جدي
يطيل بالبكاء
كلما خسف القمر
ولكن لا أحد
في هذه الأيام
يسأل عن سر اختفاء القمر
كما لا أحد
يبكي على خسوف الضمير .
2
منذ متاهة
والإنسان بالشوكة والسكين
يتناول لحم الإنسان
ومنذ أنيابه
والإنسان أيضا
يشكو من ألم التسوس
غير أن الأطباء
في كل مرة يؤكدون
أن الألم ليس نابعا من
تسوس الأسنان
ولكنه نابع
من تسوس الضمير .
3
في كل الحروب التي
هدأت
وظلت رحاها تدور
رأيت الجنود
يخلعون أعمارهم
والحرب تطحن ما يخلعون
وعلى وجوه الأرامل
رأيت القحط
ينسف ما كان الأحبة
على الشفاه يزرعون
ورأيت الأطفال نطفا
بين الصلب والترائب
يذبلون
وفي عيون الحرب أيضا
كما لو أنهم يخلعون أحذية
رأيت الأباطرة
يخلعون الضمير .
4
منذ هبوطي
إلى هذه الأرض
وأنا بائس وحزين
بائس لأني مرغم إليها هبطت
وحزين
لأني عبثا
أواصل البحث فيها
عن أثر لوردة
وما يزيدني حزنا في كل يوم
وبؤسا في
كل لحظة
أنني منذ الهبوط
وأنا أنظر إلى الأرض
على أنها جسد
وان الوردة منها
بمثابة الضمير .
5
غدا ...
غدا .....
غدا عندما نصل إلى الينابيع
سيفرش لنا
الملائكة الأرض بالعشب
ويسألوننا عن الحياة
كيف طويناها
هذه الصحراء
التي لا خيمة لنا فيها
ولا أمل
ويوم نصمت – كعادتنا –
سيجيبهم أبو ذر قائلا :
كان الجفاف
يخيم على الأزمنة
وكان الخريف يسلمنا إلى الخريف
وكنا كغرباء
في محطة
ولأن الوجوه تتساوى
في المحطات
فلم تكن سيمانا في وجوهنا
ولكنها كانت
في اخضرار الضمير .
1
ما كان بالقمر وحده
جدي يستنير
بل في أحلك الليالي
جدي بالضمير المشع
الساطع المنير
كان على الظلام يستنير
وكان جدي
يطيل بالبكاء
كلما خسف القمر
ولكن لا أحد
في هذه الأيام
يسأل عن سر اختفاء القمر
كما لا أحد
يبكي على خسوف الضمير .
2
منذ متاهة
والإنسان بالشوكة والسكين
يتناول لحم الإنسان
ومنذ أنيابه
والإنسان أيضا
يشكو من ألم التسوس
غير أن الأطباء
في كل مرة يؤكدون
أن الألم ليس نابعا من
تسوس الأسنان
ولكنه نابع
من تسوس الضمير .
3
في كل الحروب التي
هدأت
وظلت رحاها تدور
رأيت الجنود
يخلعون أعمارهم
والحرب تطحن ما يخلعون
وعلى وجوه الأرامل
رأيت القحط
ينسف ما كان الأحبة
على الشفاه يزرعون
ورأيت الأطفال نطفا
بين الصلب والترائب
يذبلون
وفي عيون الحرب أيضا
كما لو أنهم يخلعون أحذية
رأيت الأباطرة
يخلعون الضمير .
4
منذ هبوطي
إلى هذه الأرض
وأنا بائس وحزين
بائس لأني مرغم إليها هبطت
وحزين
لأني عبثا
أواصل البحث فيها
عن أثر لوردة
وما يزيدني حزنا في كل يوم
وبؤسا في
كل لحظة
أنني منذ الهبوط
وأنا أنظر إلى الأرض
على أنها جسد
وان الوردة منها
بمثابة الضمير .
5
غدا ...
غدا .....
غدا عندما نصل إلى الينابيع
سيفرش لنا
الملائكة الأرض بالعشب
ويسألوننا عن الحياة
كيف طويناها
هذه الصحراء
التي لا خيمة لنا فيها
ولا أمل
ويوم نصمت – كعادتنا –
سيجيبهم أبو ذر قائلا :
كان الجفاف
يخيم على الأزمنة
وكان الخريف يسلمنا إلى الخريف
وكنا كغرباء
في محطة
ولأن الوجوه تتساوى
في المحطات
فلم تكن سيمانا في وجوهنا
ولكنها كانت
في اخضرار الضمير .