شنعهناي في 5/3/1981
أستاذي العزيز شاكر خصباك المحترم
قبل أشهر كتبت رسالة إلى زميلي شيان وان الذي يدرس العربية بقسم اللغة العربية بكلية الآداب راجياً منه أن يبحث عنكم لأنني لست متأكداً عما إذا كنت لا تزال أستاذا للجغرافية بالكلية أو نقلت منها إلى كلية أخرى أو مدينة أخرى بعد هذه المدة الطويلة التي استغرقت ما يزيد عن خمسة عشر عاماً منذ غادرتكم وغادرت بلدكم الحبيب العراق الذي علّمني أقدم لغة من لغات العالم وأرقى الحضارات الإنسانية. وقد طلبت منه أن يتصل بكم لكي يحصل على بعض إنتاجكم الأدبي ويستمع إلى آرائكم القّيمة لما وصل إليه الأدب العراقي بصورة عامة والقصة العراقية بصورة خاصة. وبعد وقت قصير راسلني شيان وان وأخبرني قائلاً أنكم قد وافقتم على أن تكتبوا لي مقالة أدبية وبحثاً قيماً مما سرني بالغ السرور.
وعندما سمعت أنكم في صحة قوية وفي حالة طيبة ولا تزالون تدّرسون الجغرافية في الكلية كدتّ أطير من شدة الفرح والحبور. ربما لا تتذكرونني الآن فقد كان ذلك في أوائل الستينات حيث كان عدد الطلبة الصينيين في كلية الآداب أكثر من عشرين طالبا إلاّ أن صورتكم وابتسامتكم وجهودكم المبذولة من أجل تعليمنا الجغرافية كلها ظلت ماثلة أمام عيني كأنها قد حدثت بالأمس أو أول أمس، وصوتكم ظل يرن في أذني.. حقاً إن هذه الانطباعات العميقة لا يمكن أن تمحى أبداً من قلبي.. وذلك إنني أثق بأنكم لستم رسل العلم والمعرفة فحسب بل رسل المحبة والقيم الإنسانية0 آه.. كم أتمنى أن أزور العراق مرة أخرى وألتقي بكم وأبلغكم أعمالي وإنجازاتي إن صح هذا التعبير. فبعد عودتي إلى وطني العزيز منذ عام 1965 مارست التدريس مثلكم ولا أزال مدرساً في قسم اللغة العربية بمعهد اللغات الأجنبية في شنغهاي، أعلمّ الطلاب الصينيين اللغة العربية وآدابها على أشكال وأنواع مختلفة من المواد التدريسية.
وقبل أيام وصلتني رسالة شيان وان الثانية يخبرني فيها أنكم وهبتموه أشرطة تسجيل وبعض الكتب وأنه سيرسلها إليّ عما قريب. وهنا أرجوكم أن تقبلوا أطيب تمنياتي لكم وأسرتكم جمعاء. وأخبركم أنني سأترجم بعض قصصكم ومسرحياتكم وأقّدمها إلى القّراء الصينيين الذين يتطلعون إلى معرفة الأدب العربي الحديث.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أبعث إليكم بامتناني وشكري وتمنياتي الصادقة لكم.
طالبكم المخلص
شو شن شيان
أستاذي العزيز شاكر خصباك المحترم
قبل أشهر كتبت رسالة إلى زميلي شيان وان الذي يدرس العربية بقسم اللغة العربية بكلية الآداب راجياً منه أن يبحث عنكم لأنني لست متأكداً عما إذا كنت لا تزال أستاذا للجغرافية بالكلية أو نقلت منها إلى كلية أخرى أو مدينة أخرى بعد هذه المدة الطويلة التي استغرقت ما يزيد عن خمسة عشر عاماً منذ غادرتكم وغادرت بلدكم الحبيب العراق الذي علّمني أقدم لغة من لغات العالم وأرقى الحضارات الإنسانية. وقد طلبت منه أن يتصل بكم لكي يحصل على بعض إنتاجكم الأدبي ويستمع إلى آرائكم القّيمة لما وصل إليه الأدب العراقي بصورة عامة والقصة العراقية بصورة خاصة. وبعد وقت قصير راسلني شيان وان وأخبرني قائلاً أنكم قد وافقتم على أن تكتبوا لي مقالة أدبية وبحثاً قيماً مما سرني بالغ السرور.
وعندما سمعت أنكم في صحة قوية وفي حالة طيبة ولا تزالون تدّرسون الجغرافية في الكلية كدتّ أطير من شدة الفرح والحبور. ربما لا تتذكرونني الآن فقد كان ذلك في أوائل الستينات حيث كان عدد الطلبة الصينيين في كلية الآداب أكثر من عشرين طالبا إلاّ أن صورتكم وابتسامتكم وجهودكم المبذولة من أجل تعليمنا الجغرافية كلها ظلت ماثلة أمام عيني كأنها قد حدثت بالأمس أو أول أمس، وصوتكم ظل يرن في أذني.. حقاً إن هذه الانطباعات العميقة لا يمكن أن تمحى أبداً من قلبي.. وذلك إنني أثق بأنكم لستم رسل العلم والمعرفة فحسب بل رسل المحبة والقيم الإنسانية0 آه.. كم أتمنى أن أزور العراق مرة أخرى وألتقي بكم وأبلغكم أعمالي وإنجازاتي إن صح هذا التعبير. فبعد عودتي إلى وطني العزيز منذ عام 1965 مارست التدريس مثلكم ولا أزال مدرساً في قسم اللغة العربية بمعهد اللغات الأجنبية في شنغهاي، أعلمّ الطلاب الصينيين اللغة العربية وآدابها على أشكال وأنواع مختلفة من المواد التدريسية.
وقبل أيام وصلتني رسالة شيان وان الثانية يخبرني فيها أنكم وهبتموه أشرطة تسجيل وبعض الكتب وأنه سيرسلها إليّ عما قريب. وهنا أرجوكم أن تقبلوا أطيب تمنياتي لكم وأسرتكم جمعاء. وأخبركم أنني سأترجم بعض قصصكم ومسرحياتكم وأقّدمها إلى القّراء الصينيين الذين يتطلعون إلى معرفة الأدب العربي الحديث.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أبعث إليكم بامتناني وشكري وتمنياتي الصادقة لكم.
طالبكم المخلص
شو شن شيان