رسائل الأدباء رسالة من خليفة الفاخري إلى جلال الدغيلي

أخي جلال
أنا ولد مزعج، ولد سيئ الطباع والسمعة، ولا أدري بالضبط ما الذي حداني إلى أن أهذي على هذا النحو، إنني كلما أردت أن أحكي لأحد عن بنغازي العجوز، تبادرت إلى ذهني آلاف الحكايات التعسة، حتى أبدو في النهاية مثل أي واعظ أحمق، فمعذرة إذا كنت أغرقتك في حزني الجليل من أجل (كاثرين) الحاملة فوق رأسها تاج المسيح، والبحارة والصيادين الأوغاد، والحانة الغارقة في سحب الدخان، وروائح التبغ الرخيص، والخمور، والكلمات المفجعة، وعربات الشرطة القاتلة!
معذرة مرة أخرى..
ولقد وددت لو أن بإمكاني أن أحكي لك شيئًا مبهجًا من خلال قبوي الكلي العتمة، والصقيع، منتظرًا شمس الله، الشمس المجيدة الغامرة بالدفء والضوء، وددت أن أدخل المسرة إلى قلبك الكبير باتساع العالم كله، وددت أن أقول لك مدى ما تعنيه أنت بالنسبة لي، أنت ونصر الدين، ورمضان، ومحمد وبقية الرفاق، مدى ما أحمله تجاهكم من حب ومودة، مدى ما أحلم بلقائكم في أي لحظة، مدى ما أقاسيه هنا من أجل ذلك. وددت لو بإمكاني ذلك.
أخي يا صديقي:
فلننتظر مجيء يوم آخر، أجل يوم آخر غامر بالدف والضوء. وعلى كل شبر من هنا إلى هناك، ألف سلام، وكل الأماني الطيبة، وليرعاك الله بعينيه معًا. وإلى الرفاق، كل الرفاق، والأخت القديسة، وصغارها الأحباء كل نبضات القلب الودودة، والإعزاز. وإلى لقاء، أيها العزيز، إلى لقاء قريب.

التوقيع خليفة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...