من كتاب رحلة إلى شاطئ النار والنور...
هل حقا أتى على إبليس يوما، شعر فيه بالندم والخسران حتي أنه طلب العفو والغفران من رب العباد؟!
ترى من كان شفيعه في هذا الطلب؟!
عن ابن عمر قال:
لقي إبليس موسى فقال:
يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وكلمك تكليماً...
إذا تبت، وأنا أريد أن أتوب فاشفع لي إلى ربي أن يتوب علي.
قال موسى: نعم.
فدعا موسى ربه فقيل:
يا موسى قد قضيت حاجتك.
فلما لقي موسى إبليس، قال:
قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك.
فاستكبر وغضب وقال:
لم أسجد له حياً، أسجد له مميتا !؟
ثم قال إبليس:
يا موسى إن لك علي حقاً بما شفعت لي إلى ربك، فاذكرني عند ثلاث لا أهلكك فيهن:
اذكرني حين تغضب فإني أجري منك مجرى الدم، واذكرني حين تلقى الزحف فإني آتي ابن آدم حين يلقى الزحف فأذكره ولده وزوجته حتى يولي، وإياك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم فإني رسولها إليك ورسولك إليها.
وقد ذكر هذه القصة ابن عساكر بسنده في تاريخ دمشق، كما ذكرها الغزالي في الأحياء وابن الجوزي في تلبيس إبليس.
ويتضح لنا من تلك الواقعة كيف حذر الشيطان الإنسان من ثلاث، مسائل هي: الغضب، والنكوص، أو التخلي، والتراجع جبنا عند الحرب ، والخلوة بامرأة أجنبية.
إن الشيطان مخلوق عجيب، فهو يعلم أن الله حق وأنه حتما من الخاسرين، ، ولكنه لازال مغرورا متكبرا حتى وإن كان في الأمر هلاكه!!
أضاع الشيطان فرصة عمره للتوبة والرضوخ لأمر الله لمجرد إرضاء شهوة الزهو والكبر بنفسه، ورفض تنفيذ أمر الله مرتين، حين أمره بالسجود في المرة الأولى لآدم وفي الثانية لقبره!!
ترى كم من البشر يشبهون إبليس في ذلك الموقف، حين يعلمون أنهم على خطأ ومع ذلك تأخذهم عزة نفسهم فيمارون ويجادلون وينكرون الحق وهم أعلم الناس به؟!
إلا أنها العصبية المقيتة، والغرور القاتل الذي يجعلهم يستمرون في طريقهم المظلم رغم علمهم ويقينهم بسوء عاقبته، ظنا منهم أنهم هكذا يحفظون كبريائهم ومكانتهم الكاذبة.
غير أن إبليس نفسه حمد لموسى مساعدته له ووقوفه كشفيع له عند الرحمن، قدر اجتهاده، ومحاولة
مساعدته، حتى وإن باءت بالفشل، ومنح موسى ثلاث وصايا تحفظه من كيد الشياطين !!
هل إبليس يرد الجميل لموسى،أم أن نفسه المتكبرة ترفض أن يكون لأحد من بني آدم فضل عليه ؟!
كأنه يقول لموسى هذه واحدة مقابل واحدة، أو أن هذه الوصايا ثمن محاولتك مساعدتي.
في النهاية نحن يمكننا أن ننظر للموقف بمنظور آخر، حينها ندرك أن إبليس يمتلك خلقا أفضل من خلق الكثير من البشر الذين لا يقدرون ولا يحفظون الجميل،
ولعلنا نتذكر المثل الشائع :
اتق شر من أحسنت إليه.
يقول الإمام محمد متولي الشعراوي :
اتَّقِ شر مَنْ أحسنتَ إليه ؛ لأنه حين يراك يتذكر ما لك من يَد عليه وما لك من فضل، فيخزى ويشعر بالذلة ؛ لأن وجودك يدكُّ كبرياءه ؛ لذلك يكره وجودك، ويكره أنْ يراك.
فالحق سبحانه يقول: احذروا أنْ تُبطلوا المعروف بالرياء٬ أو بالأغراض الدنية ؛ لأن معروفك هذا سيُنَكر، وسينقلب ما قدمتَ من خير شراً عليك .
إذن: عليكم بالنظر في أعمالكم إلى وجه الله لا إلى غيره، فإنْ حدث وأنكر جميلك فجزاؤك محفوظ عند الله، وكأن ربك عز وجل يغار عليك، ويريد أنْ يحفظ لك الجميل ويدخره عنده .
هل حقا أتى على إبليس يوما، شعر فيه بالندم والخسران حتي أنه طلب العفو والغفران من رب العباد؟!
ترى من كان شفيعه في هذا الطلب؟!
عن ابن عمر قال:
لقي إبليس موسى فقال:
يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وكلمك تكليماً...
إذا تبت، وأنا أريد أن أتوب فاشفع لي إلى ربي أن يتوب علي.
قال موسى: نعم.
فدعا موسى ربه فقيل:
يا موسى قد قضيت حاجتك.
فلما لقي موسى إبليس، قال:
قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك.
فاستكبر وغضب وقال:
لم أسجد له حياً، أسجد له مميتا !؟
ثم قال إبليس:
يا موسى إن لك علي حقاً بما شفعت لي إلى ربك، فاذكرني عند ثلاث لا أهلكك فيهن:
اذكرني حين تغضب فإني أجري منك مجرى الدم، واذكرني حين تلقى الزحف فإني آتي ابن آدم حين يلقى الزحف فأذكره ولده وزوجته حتى يولي، وإياك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم فإني رسولها إليك ورسولك إليها.
وقد ذكر هذه القصة ابن عساكر بسنده في تاريخ دمشق، كما ذكرها الغزالي في الأحياء وابن الجوزي في تلبيس إبليس.
ويتضح لنا من تلك الواقعة كيف حذر الشيطان الإنسان من ثلاث، مسائل هي: الغضب، والنكوص، أو التخلي، والتراجع جبنا عند الحرب ، والخلوة بامرأة أجنبية.
إن الشيطان مخلوق عجيب، فهو يعلم أن الله حق وأنه حتما من الخاسرين، ، ولكنه لازال مغرورا متكبرا حتى وإن كان في الأمر هلاكه!!
أضاع الشيطان فرصة عمره للتوبة والرضوخ لأمر الله لمجرد إرضاء شهوة الزهو والكبر بنفسه، ورفض تنفيذ أمر الله مرتين، حين أمره بالسجود في المرة الأولى لآدم وفي الثانية لقبره!!
ترى كم من البشر يشبهون إبليس في ذلك الموقف، حين يعلمون أنهم على خطأ ومع ذلك تأخذهم عزة نفسهم فيمارون ويجادلون وينكرون الحق وهم أعلم الناس به؟!
إلا أنها العصبية المقيتة، والغرور القاتل الذي يجعلهم يستمرون في طريقهم المظلم رغم علمهم ويقينهم بسوء عاقبته، ظنا منهم أنهم هكذا يحفظون كبريائهم ومكانتهم الكاذبة.
غير أن إبليس نفسه حمد لموسى مساعدته له ووقوفه كشفيع له عند الرحمن، قدر اجتهاده، ومحاولة
مساعدته، حتى وإن باءت بالفشل، ومنح موسى ثلاث وصايا تحفظه من كيد الشياطين !!
هل إبليس يرد الجميل لموسى،أم أن نفسه المتكبرة ترفض أن يكون لأحد من بني آدم فضل عليه ؟!
كأنه يقول لموسى هذه واحدة مقابل واحدة، أو أن هذه الوصايا ثمن محاولتك مساعدتي.
في النهاية نحن يمكننا أن ننظر للموقف بمنظور آخر، حينها ندرك أن إبليس يمتلك خلقا أفضل من خلق الكثير من البشر الذين لا يقدرون ولا يحفظون الجميل،
ولعلنا نتذكر المثل الشائع :
اتق شر من أحسنت إليه.
يقول الإمام محمد متولي الشعراوي :
اتَّقِ شر مَنْ أحسنتَ إليه ؛ لأنه حين يراك يتذكر ما لك من يَد عليه وما لك من فضل، فيخزى ويشعر بالذلة ؛ لأن وجودك يدكُّ كبرياءه ؛ لذلك يكره وجودك، ويكره أنْ يراك.
فالحق سبحانه يقول: احذروا أنْ تُبطلوا المعروف بالرياء٬ أو بالأغراض الدنية ؛ لأن معروفك هذا سيُنَكر، وسينقلب ما قدمتَ من خير شراً عليك .
إذن: عليكم بالنظر في أعمالكم إلى وجه الله لا إلى غيره، فإنْ حدث وأنكر جميلك فجزاؤك محفوظ عند الله، وكأن ربك عز وجل يغار عليك، ويريد أنْ يحفظ لك الجميل ويدخره عنده .