رسائل بين عبد الجبار العلمي واحمد بنميمون

* عبد الجبار العلمي

الصديق العزيز الشاعر أحمد بنميمون
تحية أخوية طيبة ، وبعد

قرأت دفاعك المستميت عن اللغة العربية في جريدة القدس العربي ، فأعجبت بردك المبني على الحجج القاطعة ، وقدرت فيك غيرتك وحميتك على لغة تراثناالزاهر الذي يعترف به بعض الغربيين النزهاء، ولا يجد عند بعضنا تقديراَ واعتباراً.واللغة العربية وعاء تراثنا وحضارتنا
فضلا عن أنها العروة الوثقى التي تجمعنا وتوحدنا من المحيط إلى الخليج.وقد فندتَ في مقالك ما يروجه بعض المثقفين الذين يحسبون على الثقافة الأمازيغية من أفكار استعمارية عادت بنا إلى الظهير البربري الذي حاول الاستعمار أن يفرق به المغاربة إلى عرب وأمازيغ من أجل أهدافه الاستعمارية.وقد عرف هذا الظهير الاستعماري مقاومة عنيدة من آبائنا الكرام الأمجاد وعلى رأسهم العلامة محمد المختار السوسي الذي ألف كتباً موسوعية باللغة العربية ، قدم فيها تراجم لأعلام من منطقة سوس كلهم نهلوا من معين تراثنا المدون باللغة العربية. ولا ينبغي أن يغيب عن الأذهان أن اللغة الأمازيغيزية مكون أساسي في تراثنا الحضاري المغربي ، ولغتنا الرسمية دستورياً إلى جانب العربية . والشاعر في مقالته يتحدث عن العض الذين يستغلون الأمازيغية خدمة لأفكار استعمارية بائدة...

وبهذه المناسبة أود أن أطلعك على قصيدة كتبتها منذ أعوام بعنوان تحية إلى العلامة المختار السوسي،
مشيداً بدوره الإصلاحي والتربوي
وتجدها ضمن هذه الرسالة
مع خالص مودتي وتقديري
أخوك : عبدالجبار العلمي

****

* الشاعر أحمد بنميمون

سيدي عبد الجبار العلمي

أحب أن أستدرك بما فاتتني الإشارة إليه في جوابكم قبل قليل فإن قصيدة المختار السوسي هي مما كتبه في عشرينات القرن الماضي، ويدل على ذلك أن كتاب القباج ظهر سنة 1928

فهل ترون فيما كتبت تناقضا، فالقباج نفسه يشير إلى أن السوسي ألقاها في أحد نوادي فاس الأدبية

إذا كان هذا الأمر صحيحا، فاكتبوا لي لأصحح الخبر في مقالتي التي ذكرت فيها أن السوسي أنشد قصيدته في أربعينات القرن العشرين

سرني أيها العزيز تقديركم لمقالتي، وقد كان لها نفس رد الفعل عند بعض الناس هنا
أتمنى أن تجدكم كلماتي هذه في أحسن حال وأطيب صحة

مع مودتي الدائمة

****

* عبد الجبار العلمي

الصديق العزيز الشاعر المجيد أحمد بنميمون حفظك الله ورعاك

سرني إعجابك بقصيدتي عن المختار السوسي ، وأنت تعلم أنني أحاول كتابة بعض محاولاتي الشعرية على الشكل العمودي ، كما أحاول الكتابة على شكل القصيدة الحديثة ، وسأوافيك ببعض القصائ المنشورة التي ربما لم يتح لك قراءتها.

أما بخصوص قصيدة المختار السوسي الدفاع عن اللغة العربية التي أوردت نصها في مقالك حول التعدد اللغوي في المغرب المنشور في عدد يوم الخميس 5 مايو 2011 من جريدة القدس العربي، والتي جاءت ضمن مختارات الأديب محمد العباس القباج ، فصحيح ما ذكرت من أن الشاعر أنشدها في ناد من الأندية العربية بفاس ولكن ليس في أربعينات القرن الماضي بل في العشرينات منه أيام كان يدرس بالقرويين، أما الطبعة الأولى لكتاب القباج فقد صدرت سنة 1929 وليس في سنة 1928 .وسأسوق لك ما ذكره الأستاذ محمد خليل عن هذه القصيدة في كتابه " محمد المختار السوسي / دراسة لشخصيته وشعره
والأستاذ خليل ثقة في هذا الباب، وخبير بصاحب المعسول بحكم دراسة شخصيته وانتمائه إلى منطقة سوس ، وقربه من عائلته، واتصاله الشخصي بأبنائه

يقول الأستاذ محمد خليل: " من قصائد الشاعرفي هذا الموضوع ( العروبة :عنوان أحد مباحث الدراسة ) قصيدة ألقاها في ناد من الأندية العربية بفاس في سنوات العشرين أيام دراسته بجامعة القرويين يتحسر على ما آلت إليه اللغة العربية من ضعف ، وما تعانيه من إحجام أبنائها عنها، وإقبالهم على لغة المستعمر، معبراً عن تخوفه الشديد في تمكن الاستعمارمن تحقيق هدفه الرامي إلى القضاء عليها، موضحاً مع ذلك أن اللغة العربية ستصمد أمام العواصف وستخرج من المعركة منتصرة بفضل أبنائها الأوفياء لها رغم كيد الكائدين ، ويتعهد بأنه سيكون في مقدمة هؤلاء الذين سيعملون على حمايتها بكل ما يملكون من إمكانات علمية وفكرية" ثم يستشهد بمقطع من القصيدة مطلعه
سأستعجم الأعواد في كل مجمع = وأستطلع الأفكار في الخلوات

انظر : كتاب محمد خليل المذكور أعلاه ، ط.1 ، 1985، مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر ، الدار البيضاء ، ص : 309 وما بعدها.

والجدير بالإشارة أن الأستاذ خليل اعتمد في نقل النص على الطبعة الأولى من كتاب الأدب العربي في المغرب الأقصى ، الرباط ، 1347 هـ ـ 1929 م.ج.2 ص : 63

هذا ما توصلت إليه بعد رجوعي إلى كتاب ذ.م.خليل والطبعة الأولى من مصدر القصيدة كتاب القباج الأدب العربي في المغرب الأقصى للتحقق من سنة طبعه وهي كما تمت الإشارة إلى ذلك أعلاه 1929

لك محبتي وتقديري واعتزازي بثقتك الغالية في شخصي المتواضع
عبدالجبار العلمي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...