كان عبدالله بن أبي سرح في بداية إسلامه ، موضع ثقة النبي، حتى أن النبي كلفه بمهمة كتابة الوحي مع عدد من الصحابة الكتاب.
و في أحد المرات،و أثناء كتابته للوحي، وقد كان الرسول أملى عليه (السميع العليم) فكتبها عبد الله (العليم الحكيم) ولما فعل ذلك قال له النبي :" وهو كذلك أو كذلك الله.
أي أن الله فعلاً السميع العليم وهو أيضاً العليم الحكيم - "
. ولم يفهم عبد الله أن النبي إنما قصد بكلامه الإقرار بأن السميع والعليم والحكيم من أسماء الله الحسنى، بل فهم أنه يقر بتغييره للقرآن، فأفتتن عبد الله وقال: ما يدري محمد ما يقول، إني لأكتب له ما شئت هذا الذي كتبت يوحى إليّ كما يوحى إلى محمد.
وترك المدينة المنورة هارباً سراً إلى مكة ليلاً، وعند وصوله إلى مكة أعلن عودته إلى الوثنية، وأدعي أنه استطاع تحريف القرآن.
***.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِى سَرْحٍ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ فَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْتَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَجَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
. رواه النسائي وأبو داود، وحسَّنه الألباني في "صحيح النسائي.
في السنة الثامنة للهجرة، تم فتح مكة،وقد عفا الرسول عن الجميع إلا أحد عشر شخصاً (ثمانية رجال وثلاث نساء) أمر النبي بقتلهِم ولو وجودوا مُتعلقين بأستار الكعبة، وكان عبد الله منهُم، ولم يُقتلوا جميعاً وإنما قُتل بعضهم وعفى عن بعضهم،
وكان عبد الله بن أبي السرح أخ عثمان بن عفان في الرضاعة، فأختبأ في منزل عُثمان، ولما وجده عُثمان، قال له عبد الله:
يا أخي إني والله أخترتُك فأحتسبني ها هنا وإذهب إلى مُحمد وكلمه في أمري، فإن محمداً إن رآني ضرب الذي فيه عيناي إن جُرمي أعظم الجُرم وقد جئت تائباً.
فقال له عُثمان:
بل تذهب معي.
فلم يرع النبي إلا بـ عثمان أخذ بيد عبد الله بن سعد بن أبي السرح، واقفين بين يديه.
فأقبل عُثمان على النبي فقال:
يا رسول الله إن أمه كانت تحملني وتمشيه وترضعني وتقطعه وكانت تلطفني وتتركه فهبه لي.
وأكب عُثمان على رسول الله يُقبل رأسه وهو يقول:
يا رسول الله، تُبايعه، فداك أبي وأمي يا رسول الله.
فصمت النبي طويلا
ثم قال: "نعم"
فبايعه النبي محمد على الإسلام.
وبعد رحيلهما التفت النبي إلى أصحابه وقال: ما منعكم أن يقوم أحدكم إلى هذا فيقتُله ؟
فقال عباد بن بشر : ألا أومأت لي يا رسول الله ألا رسول الله ؟ فـ والذي بعثك بالحق إني لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلى فـ أضرب عُنقه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
إن النبي لا ينبغي أن تكون له خائنة الأعين.
وهكذا عاد عبد الله بن أبي السرح إلى مُجتمع الإسلام بعد توبته فكان لا يظهر وجهه للرسول ويفر منه وإذا قابله صدفةً يُسلم عليه ولا يضع عينه في عين الرسول خجلاً من فعله فقال عثمان للرسول ص :
بأبي أنتَ وأمي، لو ترى ابن أبي السرح يفرُ منك كلما رآك. فتبسَّم النبي و ، قال: "أو لم أبايعه وأؤمنه؟"
فقال: بلى، أَيْ رسول الله، ولكنه يتذكر عظيم جُرمه في الإسلام.
فقال النبي : "الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله".
فرجع عُثمان إلى عبد الله بن سعد فأخبره، فكان يأتي فَيسلم على النبي ، وقد حسن إسلامه ولم يَظهر منه ما ينكر عليه بعد ذلك، ولم يرتد مع المرتدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
بل إن التاريخ يقول أنه صار بعد ذلك بطلًا من أبطال الإسلام الأوائل، وقائدًا فذًا من القادة المعدودين؟!
فقد شارك المسلمين في فتح الشام ، وأظهر بينهم مقدرةً عسكرية فائقة، وأسهم في نشر الدين الحنيف في ربوعها.
ولما تجهزت جيوش عمرو بن العاص لفتح مصر لحق بها، ووضع بين يدي قائده ابن العاص كل إمكاناته العسكرية، فاستفاد عمرو من خبرته وعينه قائدًا على ميمنة جيشه.
وقد ربط ابن أبي سرح فتوحه بكشوفه لعوالم لم يعرفها المسلمون قبله.
فقد كان رحَّالةً غازيًا إلى جانب قيادته للجيوش.
وقد أظهر براعته وقيادته في تغلغله بلاد النوبة وفي مجاهل ليبيا والمناطق النائية في الشمال الإفريقي، فضلًا عن جهاده البحري، وانتصاره في عرض البحر لفتح قبرص ، وبراعته في معركة ذات الصواري.
فهل تاريخ الرجل المشرف وما فعله بعد عودته للإسلام، لا يشفع له في أن يكون محل ثقة الخليفة؟!
أم أن مجرد كونه أخا له في الرضاعة يجعله يقربه ويوليه ثقته وولاية مصر؟!
وإذا كان هذا الخليفة هو عثمان الملقب بذي النورين، الرجل الذي تستحي منه الملائكة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد أقرب أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه، وهو الذي زوجه ابنتيه، وجعله من صفوة أصدقائه ومستشارينه!!
وإذا علمنا أن أبو بكر، وعمر في عهدي خلافتيهما من قبل عثمان رضي الله عنهم جميعا، قد وثقا بعبدالله بن أبي سرح واستخدماه في مواضع كثيرة لخدمة الإسلام والدعوة.......وهو ليس بقريب لأي منهما، ألا يكفي هذا لرفع شبهة مجاملة عثمان له؟!
عثمان بن عفان الرجل الكريم الذي كان يعد واحدا من أعزاء، وكبار أغنياء العرب، والذي ضحى بماله للمسلمين في مواقف شتى.....!!
هل هذا الرجل الخجول الحيي، الذي يتسم بالرحمة والطيبة الشديدة، تكون في نفسه شهوة حب المال، فلا يلبث أن يصبح خليفة للمسلمين فينفرد بمال المسلمين ليتصرف به وفق هواه ومصالحه الشخصية، وهو العزيز الغني الكريم قبل الإسلام وبعده؟!
و في أحد المرات،و أثناء كتابته للوحي، وقد كان الرسول أملى عليه (السميع العليم) فكتبها عبد الله (العليم الحكيم) ولما فعل ذلك قال له النبي :" وهو كذلك أو كذلك الله.
أي أن الله فعلاً السميع العليم وهو أيضاً العليم الحكيم - "
. ولم يفهم عبد الله أن النبي إنما قصد بكلامه الإقرار بأن السميع والعليم والحكيم من أسماء الله الحسنى، بل فهم أنه يقر بتغييره للقرآن، فأفتتن عبد الله وقال: ما يدري محمد ما يقول، إني لأكتب له ما شئت هذا الذي كتبت يوحى إليّ كما يوحى إلى محمد.
وترك المدينة المنورة هارباً سراً إلى مكة ليلاً، وعند وصوله إلى مكة أعلن عودته إلى الوثنية، وأدعي أنه استطاع تحريف القرآن.
***.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِى سَرْحٍ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ فَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُقْتَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَجَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
. رواه النسائي وأبو داود، وحسَّنه الألباني في "صحيح النسائي.
في السنة الثامنة للهجرة، تم فتح مكة،وقد عفا الرسول عن الجميع إلا أحد عشر شخصاً (ثمانية رجال وثلاث نساء) أمر النبي بقتلهِم ولو وجودوا مُتعلقين بأستار الكعبة، وكان عبد الله منهُم، ولم يُقتلوا جميعاً وإنما قُتل بعضهم وعفى عن بعضهم،
وكان عبد الله بن أبي السرح أخ عثمان بن عفان في الرضاعة، فأختبأ في منزل عُثمان، ولما وجده عُثمان، قال له عبد الله:
يا أخي إني والله أخترتُك فأحتسبني ها هنا وإذهب إلى مُحمد وكلمه في أمري، فإن محمداً إن رآني ضرب الذي فيه عيناي إن جُرمي أعظم الجُرم وقد جئت تائباً.
فقال له عُثمان:
بل تذهب معي.
فلم يرع النبي إلا بـ عثمان أخذ بيد عبد الله بن سعد بن أبي السرح، واقفين بين يديه.
فأقبل عُثمان على النبي فقال:
يا رسول الله إن أمه كانت تحملني وتمشيه وترضعني وتقطعه وكانت تلطفني وتتركه فهبه لي.
وأكب عُثمان على رسول الله يُقبل رأسه وهو يقول:
يا رسول الله، تُبايعه، فداك أبي وأمي يا رسول الله.
فصمت النبي طويلا
ثم قال: "نعم"
فبايعه النبي محمد على الإسلام.
وبعد رحيلهما التفت النبي إلى أصحابه وقال: ما منعكم أن يقوم أحدكم إلى هذا فيقتُله ؟
فقال عباد بن بشر : ألا أومأت لي يا رسول الله ألا رسول الله ؟ فـ والذي بعثك بالحق إني لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلى فـ أضرب عُنقه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
إن النبي لا ينبغي أن تكون له خائنة الأعين.
وهكذا عاد عبد الله بن أبي السرح إلى مُجتمع الإسلام بعد توبته فكان لا يظهر وجهه للرسول ويفر منه وإذا قابله صدفةً يُسلم عليه ولا يضع عينه في عين الرسول خجلاً من فعله فقال عثمان للرسول ص :
بأبي أنتَ وأمي، لو ترى ابن أبي السرح يفرُ منك كلما رآك. فتبسَّم النبي و ، قال: "أو لم أبايعه وأؤمنه؟"
فقال: بلى، أَيْ رسول الله، ولكنه يتذكر عظيم جُرمه في الإسلام.
فقال النبي : "الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله".
فرجع عُثمان إلى عبد الله بن سعد فأخبره، فكان يأتي فَيسلم على النبي ، وقد حسن إسلامه ولم يَظهر منه ما ينكر عليه بعد ذلك، ولم يرتد مع المرتدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
بل إن التاريخ يقول أنه صار بعد ذلك بطلًا من أبطال الإسلام الأوائل، وقائدًا فذًا من القادة المعدودين؟!
فقد شارك المسلمين في فتح الشام ، وأظهر بينهم مقدرةً عسكرية فائقة، وأسهم في نشر الدين الحنيف في ربوعها.
ولما تجهزت جيوش عمرو بن العاص لفتح مصر لحق بها، ووضع بين يدي قائده ابن العاص كل إمكاناته العسكرية، فاستفاد عمرو من خبرته وعينه قائدًا على ميمنة جيشه.
وقد ربط ابن أبي سرح فتوحه بكشوفه لعوالم لم يعرفها المسلمون قبله.
فقد كان رحَّالةً غازيًا إلى جانب قيادته للجيوش.
وقد أظهر براعته وقيادته في تغلغله بلاد النوبة وفي مجاهل ليبيا والمناطق النائية في الشمال الإفريقي، فضلًا عن جهاده البحري، وانتصاره في عرض البحر لفتح قبرص ، وبراعته في معركة ذات الصواري.
فهل تاريخ الرجل المشرف وما فعله بعد عودته للإسلام، لا يشفع له في أن يكون محل ثقة الخليفة؟!
أم أن مجرد كونه أخا له في الرضاعة يجعله يقربه ويوليه ثقته وولاية مصر؟!
وإذا كان هذا الخليفة هو عثمان الملقب بذي النورين، الرجل الذي تستحي منه الملائكة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد أقرب أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه، وهو الذي زوجه ابنتيه، وجعله من صفوة أصدقائه ومستشارينه!!
وإذا علمنا أن أبو بكر، وعمر في عهدي خلافتيهما من قبل عثمان رضي الله عنهم جميعا، قد وثقا بعبدالله بن أبي سرح واستخدماه في مواضع كثيرة لخدمة الإسلام والدعوة.......وهو ليس بقريب لأي منهما، ألا يكفي هذا لرفع شبهة مجاملة عثمان له؟!
عثمان بن عفان الرجل الكريم الذي كان يعد واحدا من أعزاء، وكبار أغنياء العرب، والذي ضحى بماله للمسلمين في مواقف شتى.....!!
هل هذا الرجل الخجول الحيي، الذي يتسم بالرحمة والطيبة الشديدة، تكون في نفسه شهوة حب المال، فلا يلبث أن يصبح خليفة للمسلمين فينفرد بمال المسلمين ليتصرف به وفق هواه ومصالحه الشخصية، وهو العزيز الغني الكريم قبل الإسلام وبعده؟!