عزيزي مروان تحيات اخوية حارة
من دواعي غبطتي واعتزاري , اثناء زيارتي لالمانيا , أننا التقينا مرة اخرى . صحصح ان الوقت كان قصيراً وبعض الأحيان مضطرباً , لكن الأحاديث التي خضنا فيها , الافكار التي تبادلناها جعلتني أثق أكثر من قبل , أن الفن يمكن ان يفعل شيئاً مهماً : ان يجعل البشر أكثر احتمالاُ , أن لم أقل أجمل . كان لدي شك كبير وربما لا يزال , اننا نخوض في مياه ضحلة , وبالتالي لا حاجة للكلمات الكبيرة أو الاحلام حول المستقبل ولهذا فإن الفن , اياً كانت وسيلته هراء لعبة مجانين , شيء زائد . ربما اللون ، للبكاره التى يتمتع بها ، وللحياد الذى يميزه ، لا يزال قادراً على ان يقول الاشياء بشكل جديد ومختلف ، اما بالنسبه للوسائل الاخرى فانها لفرط ما استعملت واستهلكت فانها قادر على ان تقول شيئاً ، ولهذا اصررنا على استعمالها فقد لا تزيد على كونها ممارسه للعاده السريه ، اخر شىء ولا تعنى شيئاً ابداً ، وهذا ، ربما ، سر عبثها وقسوتها معاً ، وهذا ما يجعلها عصيه ، فى احيان كثيره ، على اعاده التكوين والتجدد ، لكى تقول نفسها دون هذا اعلق الذى امتص منها كل دمها . كلمات . . كلمات . . كلمات ، ولا شىء فى النهايه . اعتقد ان الفنان الذى يتعامل بوسائل اخرى ، غير الكلمات ، اكثر حريه ، واكثر بؤسا ، لانه يتعامل مع الماده الاولى للحياه ، مع اللون او الكتله نموذجاً ، ولذلك لديه من الحريه ما يجعله كالله له الحق فى ان يعيد تشكيل العالم كما يريد ، دون مثال سابق ودون قيود يفرضها الاخرون ، اذا استطاع ووصل الى ما يرضيه ، ما يقنعه ، فانه عندئذ يكون قد حقق نموذجا غير مسبوق أما البؤس الذي أعينه فهو كيف يمكن أن يقيم بين النموذج الذي خلقه والاخرين , حواراً ان يخلق صلة وهذه المهمة رغم صعوبتها أسهل , كما يبدو لي , من رد الاعتبار إلي الكلمات المستهلكة والمقبحة .
يقولون ان الاموال السوداء , والتي تأتي بطرق غير مشروعة , تحتاج إلي تنظيف ولذلك تدخل في دهاليز معتمة , وتبقى فترة معينة بعد أن تجحش , تخرج من الجهة الأخرى بيضاء . هذا حال الكلمات . كيف يمكن ان نرد لها اعتبارها , ان نجعلها تعني مدلولاتها وتقول شيئاً محدداً , ان لم أقل صادقاً ؟
ربما لجأت إلي هذا الموال , في أول رسالة لك , لكي أشد علي يدك و لكي أقول ان الرسم , رغم همومه أداة لا تحتاج إلي تجحيش ولا تحتاج إلي عدة وهي خطاب للآخر بمقدار ما هو خطاب للنفس , ولذلك كانت متعة لي , في مرسمك ونحن نرى الحياة في ولاتها الأولى في اكتشاف مراحل الخلق والتكوين ’ ثم كيف تستوى مخلوقات ناجزة مكتملة وايضاً مستقلة عن خالقها لتسافر إلي الاخرين ولتخلق معهم ألف حوار وحوار وبعض الأحيان بلغات وأساليب لا يعرفها حتى الذي خلقها .
.
من دواعي غبطتي واعتزاري , اثناء زيارتي لالمانيا , أننا التقينا مرة اخرى . صحصح ان الوقت كان قصيراً وبعض الأحيان مضطرباً , لكن الأحاديث التي خضنا فيها , الافكار التي تبادلناها جعلتني أثق أكثر من قبل , أن الفن يمكن ان يفعل شيئاً مهماً : ان يجعل البشر أكثر احتمالاُ , أن لم أقل أجمل . كان لدي شك كبير وربما لا يزال , اننا نخوض في مياه ضحلة , وبالتالي لا حاجة للكلمات الكبيرة أو الاحلام حول المستقبل ولهذا فإن الفن , اياً كانت وسيلته هراء لعبة مجانين , شيء زائد . ربما اللون ، للبكاره التى يتمتع بها ، وللحياد الذى يميزه ، لا يزال قادراً على ان يقول الاشياء بشكل جديد ومختلف ، اما بالنسبه للوسائل الاخرى فانها لفرط ما استعملت واستهلكت فانها قادر على ان تقول شيئاً ، ولهذا اصررنا على استعمالها فقد لا تزيد على كونها ممارسه للعاده السريه ، اخر شىء ولا تعنى شيئاً ابداً ، وهذا ، ربما ، سر عبثها وقسوتها معاً ، وهذا ما يجعلها عصيه ، فى احيان كثيره ، على اعاده التكوين والتجدد ، لكى تقول نفسها دون هذا اعلق الذى امتص منها كل دمها . كلمات . . كلمات . . كلمات ، ولا شىء فى النهايه . اعتقد ان الفنان الذى يتعامل بوسائل اخرى ، غير الكلمات ، اكثر حريه ، واكثر بؤسا ، لانه يتعامل مع الماده الاولى للحياه ، مع اللون او الكتله نموذجاً ، ولذلك لديه من الحريه ما يجعله كالله له الحق فى ان يعيد تشكيل العالم كما يريد ، دون مثال سابق ودون قيود يفرضها الاخرون ، اذا استطاع ووصل الى ما يرضيه ، ما يقنعه ، فانه عندئذ يكون قد حقق نموذجا غير مسبوق أما البؤس الذي أعينه فهو كيف يمكن أن يقيم بين النموذج الذي خلقه والاخرين , حواراً ان يخلق صلة وهذه المهمة رغم صعوبتها أسهل , كما يبدو لي , من رد الاعتبار إلي الكلمات المستهلكة والمقبحة .
يقولون ان الاموال السوداء , والتي تأتي بطرق غير مشروعة , تحتاج إلي تنظيف ولذلك تدخل في دهاليز معتمة , وتبقى فترة معينة بعد أن تجحش , تخرج من الجهة الأخرى بيضاء . هذا حال الكلمات . كيف يمكن ان نرد لها اعتبارها , ان نجعلها تعني مدلولاتها وتقول شيئاً محدداً , ان لم أقل صادقاً ؟
ربما لجأت إلي هذا الموال , في أول رسالة لك , لكي أشد علي يدك و لكي أقول ان الرسم , رغم همومه أداة لا تحتاج إلي تجحيش ولا تحتاج إلي عدة وهي خطاب للآخر بمقدار ما هو خطاب للنفس , ولذلك كانت متعة لي , في مرسمك ونحن نرى الحياة في ولاتها الأولى في اكتشاف مراحل الخلق والتكوين ’ ثم كيف تستوى مخلوقات ناجزة مكتملة وايضاً مستقلة عن خالقها لتسافر إلي الاخرين ولتخلق معهم ألف حوار وحوار وبعض الأحيان بلغات وأساليب لا يعرفها حتى الذي خلقها .
.