تحت عنوان (الأدباء أيضاً يمكنهم اللعب)، اختارت ” النيويورك تايمز” أحد عشر لاعباً يمثلون اشهر شخصيات الإبداع فى العالم ،ومن بينهم 3 شخصيات حصلوا على جائزة نوبل الأول هو الاديب الروسى ـ الأمريكى “فلاديمير نابوكوف” لحراسة مرمى الفريق ،وذلك لأنه مارس هذا الدور فى صباه حيث كان يعشق حراسة المرمى ،أما الثانى فهو الكاتب التركى الشهير “أورهان باموق” الحاصل على نوبل فى دورته الأخيرة وذلك للعب فى مركز الظهير الأيسر.
وفى قلب الدفاع كان “نجيب محفوظ ” حاضراً بقوة،فصاحب “زقاق المدق والسراب وخان الخليلى والحرافيش وبين القصرين ..”بدأ حياته لاعباً لكرة القدم ،وشهدت شوارع العباسية مقابلات ساخنة بين جيل كامل كان محفوظ واحداً من أبرزهم ،وقد ساعدته مهاراته فى اللعبة على اكتساب مهارات إبداعية فيما بعد ،وهذا ما أكده الناقد د.محمد بدوى عندما قال :” كان نجيب محفوظ فى مراهقته لاعب كرة قدم مشهوراً بالمراوغة والحيلة والسرعة، ثم قرر فى لحظة ما أن يهب نفسه للكتابة ليواصل اللعب بمهارة وخفة وحكمة ايضاً “.
من المدرسة الابتدائية بدأت علاقة الطالب نجيب محفوظ بكرة القدم ،حيث كان يلعب فى فريق الصغار بالمدرسة بينما ضم فريق الكبار الكابتن “ممدوح مختار” الذى كان يلعب بين صفوف الفريق الأول بالنادى الاهلى وهو من عائلة صقر التى اشتهر منها “عبدالكريم ويحى صقر”.
ولعب نجيب محفوظ فى الهجوم وتحديداً فى مركز الجناح الايسر، ويقول عن ذلك:( رغم اننى لا أجيد اللعب بقدمى اليسرى وكان ذلك المركز يحد كثيراً من حركتى ، ومع ذلك كنت هداف الفريق واكثر لاعبيه احرازاً للأهداف، وعندما انتقلت الى مدرسة فؤاد الاول الثانوية تغير مركزى وأصبحت العب كقلب دفاع وأجدت فى المركز الجديد لدرجة ان كثيرين ممن شاهدونى فى ذلك الوقت تنبأوا لى بالنبوغ فى كرة القدم وباننى سألعب لأحد الأندية الكبيرة، ومنها إلى الأولمبياد مع المنتخب الوطنى، ومن هنا كانت دهشة زملائى عندما انتقلنا الى الدراسة الجامعية ورفضت الانضمام الى فريق الكرة بالجامعة، ومنذ ذلك الوقت انقطعت علاقتى بكرة القدم من ناحية الممارسة ثم انقطعت صلتى بها من ناحية المشاهدة والمتابعة بعد اعتزال الكابتن حسين حجازى.
ويواصل صاحب نوبل حديثه الشيق عن علاقته بكرة القدم :” قد لا يصدق أحد إننى كنت فى يوم من الأيام (كابتن فى كرة القدم) واستمر عشقى لها حوالى عشر سنوات متصلة ، فى اثناء دراستى بالمرحلتين الابتدائية والثانوية .. ولم يأخذنى منها سوى الأدب . ولو كنت داومت على ممارستها فربما أصبحت من نجومها البارزين . وعلاقتي بالكرة ترجع الى الفترة التي انتقلنا فيها إلى العباسية ،كنت وقتذاك قد التحقت بالمدرسة الابتدائية ، واصطحبنى شقيقى ذات يوم لزيارة صديق حميم له من عائلة الديوانى، وهى عائلة معروفة ، ومن أبنائها أطباء ومستشارون . كان بيت هذا الصديق يطل على محطة السكة حديد . وعندما فرغنا من تناول الغداء اقترح أن يصطحبنا لمشاهدة مباراة فى كرة القدم بين فريق مصرى وآخر انجليزى، وكم كانت دهشتى كبيرة عندما فاز الفريق المصرى، فقد كنت أعتقد حتى ذلك الوقت أن الإنجليز لا ينهزمون حتى فى الرياضة.
رجعت يومئذ الى البيت وذهنى كله معلق بكرة القدم، وباسماء لاعبى الفريق المصرى الذى هزم الانجليز، وخاصة كابتن الفريق حسين حجازى نجم مصر ذائع الصيت في ذلك الوقت. طلبت من والدى ان يشترى لى كرة ، والححت عليه حتى وافق، وبدأت اقضى وقتاً طويلاً فى فناء المنزل العب الكرة بمفردى، ومحاولاً تقليد ما شاهدته في تلك المباراة التي خلبت عقلى. وبسرعة شديدة استطعت ان اتقن المبادئ الاساسية للعبة.
………..
من كتاب ” المثقفون وكرة القدم”
وفى قلب الدفاع كان “نجيب محفوظ ” حاضراً بقوة،فصاحب “زقاق المدق والسراب وخان الخليلى والحرافيش وبين القصرين ..”بدأ حياته لاعباً لكرة القدم ،وشهدت شوارع العباسية مقابلات ساخنة بين جيل كامل كان محفوظ واحداً من أبرزهم ،وقد ساعدته مهاراته فى اللعبة على اكتساب مهارات إبداعية فيما بعد ،وهذا ما أكده الناقد د.محمد بدوى عندما قال :” كان نجيب محفوظ فى مراهقته لاعب كرة قدم مشهوراً بالمراوغة والحيلة والسرعة، ثم قرر فى لحظة ما أن يهب نفسه للكتابة ليواصل اللعب بمهارة وخفة وحكمة ايضاً “.
من المدرسة الابتدائية بدأت علاقة الطالب نجيب محفوظ بكرة القدم ،حيث كان يلعب فى فريق الصغار بالمدرسة بينما ضم فريق الكبار الكابتن “ممدوح مختار” الذى كان يلعب بين صفوف الفريق الأول بالنادى الاهلى وهو من عائلة صقر التى اشتهر منها “عبدالكريم ويحى صقر”.
ولعب نجيب محفوظ فى الهجوم وتحديداً فى مركز الجناح الايسر، ويقول عن ذلك:( رغم اننى لا أجيد اللعب بقدمى اليسرى وكان ذلك المركز يحد كثيراً من حركتى ، ومع ذلك كنت هداف الفريق واكثر لاعبيه احرازاً للأهداف، وعندما انتقلت الى مدرسة فؤاد الاول الثانوية تغير مركزى وأصبحت العب كقلب دفاع وأجدت فى المركز الجديد لدرجة ان كثيرين ممن شاهدونى فى ذلك الوقت تنبأوا لى بالنبوغ فى كرة القدم وباننى سألعب لأحد الأندية الكبيرة، ومنها إلى الأولمبياد مع المنتخب الوطنى، ومن هنا كانت دهشة زملائى عندما انتقلنا الى الدراسة الجامعية ورفضت الانضمام الى فريق الكرة بالجامعة، ومنذ ذلك الوقت انقطعت علاقتى بكرة القدم من ناحية الممارسة ثم انقطعت صلتى بها من ناحية المشاهدة والمتابعة بعد اعتزال الكابتن حسين حجازى.
ويواصل صاحب نوبل حديثه الشيق عن علاقته بكرة القدم :” قد لا يصدق أحد إننى كنت فى يوم من الأيام (كابتن فى كرة القدم) واستمر عشقى لها حوالى عشر سنوات متصلة ، فى اثناء دراستى بالمرحلتين الابتدائية والثانوية .. ولم يأخذنى منها سوى الأدب . ولو كنت داومت على ممارستها فربما أصبحت من نجومها البارزين . وعلاقتي بالكرة ترجع الى الفترة التي انتقلنا فيها إلى العباسية ،كنت وقتذاك قد التحقت بالمدرسة الابتدائية ، واصطحبنى شقيقى ذات يوم لزيارة صديق حميم له من عائلة الديوانى، وهى عائلة معروفة ، ومن أبنائها أطباء ومستشارون . كان بيت هذا الصديق يطل على محطة السكة حديد . وعندما فرغنا من تناول الغداء اقترح أن يصطحبنا لمشاهدة مباراة فى كرة القدم بين فريق مصرى وآخر انجليزى، وكم كانت دهشتى كبيرة عندما فاز الفريق المصرى، فقد كنت أعتقد حتى ذلك الوقت أن الإنجليز لا ينهزمون حتى فى الرياضة.
رجعت يومئذ الى البيت وذهنى كله معلق بكرة القدم، وباسماء لاعبى الفريق المصرى الذى هزم الانجليز، وخاصة كابتن الفريق حسين حجازى نجم مصر ذائع الصيت في ذلك الوقت. طلبت من والدى ان يشترى لى كرة ، والححت عليه حتى وافق، وبدأت اقضى وقتاً طويلاً فى فناء المنزل العب الكرة بمفردى، ومحاولاً تقليد ما شاهدته في تلك المباراة التي خلبت عقلى. وبسرعة شديدة استطعت ان اتقن المبادئ الاساسية للعبة.
………..
من كتاب ” المثقفون وكرة القدم”