- إنها الفتنة كبرى التي كادت تعصف بالمسلمين وتعيدهم إلى عصر الجاهلية الأولى !!
- رأي الخليفة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أن يمنع عن الصحابة رضي الله عنهم خطرا عظيما ، وقد ضحّى بنفسه، وقتل وهو يقرأ القرآن في بيته ،وعندما ارتمت زوجته عليه محاولة الدفاع عنه،هوت سيوف الغدر عليها فبترت أصابعها، لتختلط دمائها الزكية بدماء زوجها الشيخ الجليل، الطاعن في السن، لتغمر صفحات كتاب الله الكريم.
- في مشهد شديد القسوة، قتل عثمان، بعد أن تكالب عليه أهل الفتنة، وكان قد أمر الصحابة رضوان الله عليهم بعدم الدفاع عنه، وقتال الخوارج، خوفا عليهم ، ولاسيما و قد كانت أعداد أهل الفتنة، تبلغ أضعاف عدد الصحابة.
- وقد قال الإمام مالك، واصفًا حال أهل الفتنة:
- "إنَّما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال:
- رجل سوء، ولو كان رجلًا صالحًا لكان أصحابه صالحين.
- وقد بدأت أحداث الفتنة، بعد ست سنوات من حكم ذي النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه.
- وقد كانت فرصة للمنافقين، وأصحاب الأهواء ليطعنوا في الصحابة مستغلين ما وقع من أحداث، فتظاهروا بالدفاع عن طرف، والهجوم على طرف آخر، وهم في الحقيقة أصحاب غرض خبيث، وهو الإساءة للطرفين بل ولرسول الله.
- مع نهاية عصر عمر رضى الله عنه ظهرت ملامح التغير في المجتمع المسلم، فقد اتسعت الفتوحات ، وفاض المال بأيدي المسلمين الذين زاد عددهم ، ودخل بينهم عناصر كثيرة من أهل البلاد المفتوحة، مثَّلت الأغلبية خلال فترة قصيرة ، منهم من كان مخلصًا لله سبحانه وتعالى في إسلامه، ومنهم من كان يريد الانتقام من الإسلام الذي هدم ديانتهم، وقضى على دولتهم، كما كان حال بعض اليهود والفُرس.
- والملاحظ أن عمر كان يحكم الصحابة، أمَّا عثمان فكان أغلب رعيته ممن لم يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتأدَّبوا بأدبه، ومنهم كذلك من غرَّته الدنيا، واستولت على قلبه.
- كان أمير المؤمنين عثمان، حريصًا على مداراة من يخالفونه، ويُكثرون من الشكوى من أمرائهم ، وحتى لما كثرت إساءات المارقين، وأشار ولاة عثمان عليه بأخذهم بالشدة، قال لهم:
- "والله إن رَحَى الفتنة لدائرة، فطوبى لعثمان إن مات ولم يحركها.
- كفكفوا الناس، وهبوا لهم حقوقهم، واغتفروا لهم، وإذا تعوطيت حقوق الله فلا تدهنوا فيها.
- هذا وفي الوقت نفسه، فقد أخذ أهل الفتنة يطعنون في ولات عثمان ، وهو صابر عليهم.
- الجدير بالذكر أنهم قد استغلوا صلة قرابة بعض الولاة من عثمان فعابوا في عثمان واتهموه بمحاباة أقاربه وتفضيلهم على من هم أولى بالولاية منهم.
- و استغلوا أيم استغلال، واقعة تعيين عبدالله بن أبي سرح، واليا على مصر بعد خلافه مع عمرو بن العاص، وتفضيل عثمان بن عفان لعبدالله علي عمرو بن العاص.
- وجعلوا يذكرون الناس بأن عبدالله، كان من الذين قد أهدر دمهم الرسول، وقد كان هذا بغرض الإساءة لعثمان بن عفان،و إضعاف موقفه، وإظهاره في صورة مشينة، حتى أنهم اتهموه بأنه يتبع أغراضه الشخصية في الحكم،فيحابي البعض على حساب البعض، فيقرب ويبعد، ويعطي ويمنع وفقا لمصلحته ولهواه، دون اعتبار لمصلحة الأمة الإسلامية، ولو باتخاذ أمور مخالفة للشرع، ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وعندما جمع عبدالله بن أبي سرح جباية كثيرة، من أهل مصر، تفوق ما كان يجمع في ولاية عمرو بن العاص!!
- أدعي عمرو حينها لمن حوله أنه قد جمعها بدون وجه حق تجبرا، و ظلما على شعب مصر!
- كان هذا سببا في غضب قطاع كبير من المصريين الذين عانوا من تلك الجبايات، وقد كان الكثير من أهل مصر قد أحبوا عمرو بن العاص وتعلقوا به.