محمد كمال محمد - انتظار

كنت أرقب العجوز يقف محني الظهر ، مستندا إلى القائم الحديدي جوار مقاعد الانتظار في محطة الأتوبيس .. نحيلا .. يخفض رأسه بنظرة منطفئة ، خلا مقعد بجواري فناديته ليجلس .. وكان يرفع رأسه متجها بنظرته القاصرة ، نحو أتوبيس قادم ويسأل :

ـ كم الرقم ؟

أجبته فقال :

ـ هذا هو

نهض متهافت الجسد .. قلت :

ـ لقد امتلأ بالركاب .. انتظر .. سيجيء غيره

عاد يجلس مهمهما يشكو تزاحم الناس !

قلت له :

ـ أنا أيضا سأركب نفس الأتوبيس

تعلقت نظرته بوجهي في ارتياح تقول " ستساعدني إذن "

أكدت له :

ـ سنركب معا ..

هز رأسه راضيا

قدم أتوبيس آخر وتوقف بعيدا ..

لم يسألني الرجل هذه المرة ، كان مطمئنا إلى مساعدتي ..

نهضت في عجلة :

ـ أنه هو !

هرولت نحو الأتوبيس ، وانزلقت بين الصاعدين لألحق مقعدا .. وكان الرجل يقف على الرصيف منحنيا .. يلاحق الأتوبيس المغادر بنظرة أوجعتني


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...