انشغل أمير المؤمنين علي رضى الله عنه بعد صِفِّين بقتال الخوارج، إذ عزل علي رضى الله عنه والي مصر قيس بن سعد بن عبادة، بعدما شَهَّر به أهل الفتنة، وأذاعوا وجود اتصالات بينه وبين معاوية ، وعيَّن مكانه محمد بن أبي بكر الذي وقع في عدة أخطاء، وهاجم مجموعة ممن ساءهم مقتل الخليفة عثمان رضى الله عنه، واعتزلوا بعيدًا عن الناس ينتظرون اجتماع الأمة، واستقرار الخلافة، فاستنجد هؤلاء بمعاوية الذي كان يعتقد أن محمد بن أبي بكر ممن خرج على عثمان رضى الله عنه، وقُتِل محمد بن أبي بكر في إحدى معاركه، فأرسل معاوية عمرَو بن العاص، فدخل مصر، وضمَّها للشام، فأصبحت مكسبًا ضخمًا لمعاوية، وخسارة فادحة للإمام علي .
يقول الطبري: "وفي هذه السنة (40هـ) كتب معاوية إلى عليٍّ:
أمَّا إذا شئت فلك العراق ولي الشام، وتكف السيف عن هذه الأمة، ولا تهريق دماء المسلمين.
وتراضيا على ذلك، فأقام معاوية بالشام بجنوده يجبيها وما حولها، وعليٌّ بالعراق يجيبها ويقسمها بين جنوده.
سارت الأمور على هذا النحو حتي استشهد علي رضى الله عنه.
حيث اجتمع ثلاثة أشخاص هم عبد الرحمن بن ملجم المرادي، والبرك بن عبد الله التميمي الصريمي، وعمرو بن بكر التميمي السعدي، وهم من الخوارج، اجتمعوا فتذاكروا أمر الناس وعابوا عمل ولاتهم.
فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم عليًّا.
وكان من أهل مصر.
وقال البرك بن عبد الله:
أنا أكفيكم معاوية.
وقال عمرو بن بكر:
أنا أكفيكم عمرو بن العاص.
فتعاهدوا أن لا ينكص أحدهم عن صاحبه الذي توجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه، وأخذوا سيوفهم فسموها واتفقوا على يوم ١٧ من رمضان، واتجه كل رجل منهم إلى الجهة التي يريد.
فمقتل الإمام علي تم على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم، أما الصحابي معاوية بن أبي سفيان فقد طعن ولكنه نجا من القتل.
و صارت محاولة مقتل الصحابي عمرو بن العاص مثلاً شائعًا وهي:
"أردت عمرًا وأراد الله خارجة".
وهو خارجة بن حذافة القرشي العدوي، وقد كان أحد فرسان قريش، يقال: إنه يعدل بألف فارس.
وذكر بعض أهل النسب والأخبار أن عمرو بن العاص كتب إلى الفاروق عمر ليمده بثلاثة آلاف فارس في فتح مصر، فأمده بخارجة بن حذافة هذا، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود.
وقيل:
أنه كان على شرطة عمرو.
وكان عمرو بن العاص قد استخلفه على صلاة الصبح ذلك اليوم.
وروى بعض أهل السير أن سبب استخلاف عمرو لـ "خارجة"، أنه أصابه وجع بالبطن يشبه الإسهال.
أما مقتل الإمام علي فقد تم على يد ابن ملجم الذي تحرك في نفس اليوم ، فأخذ سيفه ومعه رجلين هما شبيب، ووردان وجلسوا مقابل السُّدَّة التي يخرج منها عليٌّ للصلاة، فلما خرج علي نادى:
أيها الناس، الصلاة الصلاة.
فضربه شبيب بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب، وضربه ابن ملجم على قرنه بالسيف، وقال:
الحكم لله لا لك يا علي، ولا لأصحابك! وهرب وردان فدخل منزله، فأتاه رجل من أهله، فأخبره وردان بما كان، فانصرف عنه وجاء بسيفه فضرب به وردان حتى قتله، وهرب شبيب في غمار الناس.
ولما ضرب ابن ملجم عليًّا، صاح على: لا يفوتنكم الرجل.
فشد الناس عليه فأخذوه، وتأخر عليٌّ وقدم جعدة بن هبيرة -وهو ابن أخته أم هانئ- يصلي بالناس الغداة، وقال علي:
أحضروا الرجل عندي.
فأُدخِل عليه.
فقال: أيْ عدو الله! ألم أحسن إليك؟
قال: بلى.
قال: فما حملك على هذا؟
قال: شحذته أربعين صباحًا، وسألت الله أن يقتل به شر خلقه.
فقال علي: لا أراك إلا مقتولاً به، ولا أراك إلا من شر خلق الله.
ثم قال:
النفس بالنفس، إن هلكت فاقتلوه كما قتلني، وإن بقيت رأيت فيه رأيي.
يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون:
قد قُتِل أمير المؤمنين، ألا لا يقتلَنَّ إلا قاتلي.....
انظر يا حسن، إن أنا مِتُّ من ضربتي هذه فاضربه ضربةً بضربة، ولا تمثلَنَّ بالرجل.
هكذا كان حال على وقد تكالب أهل الفتن عليه رضى الله عنه؛ فمن السبئيين إلى الخوارج كلهم يسيء إليه، ويخرج عليه، ويحرض، ويسعى في قتله مدعيًا أنه يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، حتى قتله ابن ملجم.
من أقوال الإمام :
إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، و أعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ..
(ليس الخير أنْ يكثر مالك وولدك، ولكنّ الخير أن يكثر علمك، ويعظم حلمك، وأنْ تباهي الناس بعبادة ربك)
(خمس خذوهن عنّي: لا يرجو عبد إلّا ربّه، ولا يخاف إلّا ذنبه، ولا يستحيي جاهل أن يسأل عمّا لا يعلم، ولا يستحي عالم إذا سُئل عمّا لا يعلم أن يقول: الله أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له.
قال في وصف الدنيا: (ما أصف لكم من دار، من افتقر فيها حمد، ومن استغنى فيها فُتن، ومن صحّ فيها أمن، حلالها الحساب، وحرامها العقاب).
قال في التّحذير من المعاصي : (جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والنّقص في اللذّة)، فقيل له: (وما النّقص في اللذّة؟)، قال: (لا ينال شهوة حلال إلّا جاء ما ينغصه إيّاها).
قال في الزّهد في الحياة: (الدنيا دار ممرً إلى دار قرار، والنّاس فيها رجلان: رجلٌ باع نفسه فأوبقها، ورجلٌ ابتاعها فأعتقها).
عرّف التّقوى فقال: (التّقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنّزيل، والرّضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرّحيل).
أوصى بطيب الكلام فقال: (من لانت كلمته، وجبت محبّته).
قال في طمأنة أهل الحقّ : (دولة الباطل ساعة، ودولة الحقّ حتى قيام السّاعة).
حذّر من غياب أخلاق أهل العلم، فقال: (عقل بلا أدب كشجاعٍ بلا سلاحٍ).
أوصى الأخلّاء بالتّوازن فقال: (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما)
.
يقول الطبري: "وفي هذه السنة (40هـ) كتب معاوية إلى عليٍّ:
أمَّا إذا شئت فلك العراق ولي الشام، وتكف السيف عن هذه الأمة، ولا تهريق دماء المسلمين.
وتراضيا على ذلك، فأقام معاوية بالشام بجنوده يجبيها وما حولها، وعليٌّ بالعراق يجيبها ويقسمها بين جنوده.
سارت الأمور على هذا النحو حتي استشهد علي رضى الله عنه.
حيث اجتمع ثلاثة أشخاص هم عبد الرحمن بن ملجم المرادي، والبرك بن عبد الله التميمي الصريمي، وعمرو بن بكر التميمي السعدي، وهم من الخوارج، اجتمعوا فتذاكروا أمر الناس وعابوا عمل ولاتهم.
فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم عليًّا.
وكان من أهل مصر.
وقال البرك بن عبد الله:
أنا أكفيكم معاوية.
وقال عمرو بن بكر:
أنا أكفيكم عمرو بن العاص.
فتعاهدوا أن لا ينكص أحدهم عن صاحبه الذي توجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه، وأخذوا سيوفهم فسموها واتفقوا على يوم ١٧ من رمضان، واتجه كل رجل منهم إلى الجهة التي يريد.
فمقتل الإمام علي تم على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم، أما الصحابي معاوية بن أبي سفيان فقد طعن ولكنه نجا من القتل.
و صارت محاولة مقتل الصحابي عمرو بن العاص مثلاً شائعًا وهي:
"أردت عمرًا وأراد الله خارجة".
وهو خارجة بن حذافة القرشي العدوي، وقد كان أحد فرسان قريش، يقال: إنه يعدل بألف فارس.
وذكر بعض أهل النسب والأخبار أن عمرو بن العاص كتب إلى الفاروق عمر ليمده بثلاثة آلاف فارس في فتح مصر، فأمده بخارجة بن حذافة هذا، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود.
وقيل:
أنه كان على شرطة عمرو.
وكان عمرو بن العاص قد استخلفه على صلاة الصبح ذلك اليوم.
وروى بعض أهل السير أن سبب استخلاف عمرو لـ "خارجة"، أنه أصابه وجع بالبطن يشبه الإسهال.
أما مقتل الإمام علي فقد تم على يد ابن ملجم الذي تحرك في نفس اليوم ، فأخذ سيفه ومعه رجلين هما شبيب، ووردان وجلسوا مقابل السُّدَّة التي يخرج منها عليٌّ للصلاة، فلما خرج علي نادى:
أيها الناس، الصلاة الصلاة.
فضربه شبيب بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب، وضربه ابن ملجم على قرنه بالسيف، وقال:
الحكم لله لا لك يا علي، ولا لأصحابك! وهرب وردان فدخل منزله، فأتاه رجل من أهله، فأخبره وردان بما كان، فانصرف عنه وجاء بسيفه فضرب به وردان حتى قتله، وهرب شبيب في غمار الناس.
ولما ضرب ابن ملجم عليًّا، صاح على: لا يفوتنكم الرجل.
فشد الناس عليه فأخذوه، وتأخر عليٌّ وقدم جعدة بن هبيرة -وهو ابن أخته أم هانئ- يصلي بالناس الغداة، وقال علي:
أحضروا الرجل عندي.
فأُدخِل عليه.
فقال: أيْ عدو الله! ألم أحسن إليك؟
قال: بلى.
قال: فما حملك على هذا؟
قال: شحذته أربعين صباحًا، وسألت الله أن يقتل به شر خلقه.
فقال علي: لا أراك إلا مقتولاً به، ولا أراك إلا من شر خلق الله.
ثم قال:
النفس بالنفس، إن هلكت فاقتلوه كما قتلني، وإن بقيت رأيت فيه رأيي.
يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون:
قد قُتِل أمير المؤمنين، ألا لا يقتلَنَّ إلا قاتلي.....
انظر يا حسن، إن أنا مِتُّ من ضربتي هذه فاضربه ضربةً بضربة، ولا تمثلَنَّ بالرجل.
هكذا كان حال على وقد تكالب أهل الفتن عليه رضى الله عنه؛ فمن السبئيين إلى الخوارج كلهم يسيء إليه، ويخرج عليه، ويحرض، ويسعى في قتله مدعيًا أنه يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، حتى قتله ابن ملجم.
من أقوال الإمام :
إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، و أعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ..
(ليس الخير أنْ يكثر مالك وولدك، ولكنّ الخير أن يكثر علمك، ويعظم حلمك، وأنْ تباهي الناس بعبادة ربك)
(خمس خذوهن عنّي: لا يرجو عبد إلّا ربّه، ولا يخاف إلّا ذنبه، ولا يستحيي جاهل أن يسأل عمّا لا يعلم، ولا يستحي عالم إذا سُئل عمّا لا يعلم أن يقول: الله أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له.
قال في وصف الدنيا: (ما أصف لكم من دار، من افتقر فيها حمد، ومن استغنى فيها فُتن، ومن صحّ فيها أمن، حلالها الحساب، وحرامها العقاب).
قال في التّحذير من المعاصي : (جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والنّقص في اللذّة)، فقيل له: (وما النّقص في اللذّة؟)، قال: (لا ينال شهوة حلال إلّا جاء ما ينغصه إيّاها).
قال في الزّهد في الحياة: (الدنيا دار ممرً إلى دار قرار، والنّاس فيها رجلان: رجلٌ باع نفسه فأوبقها، ورجلٌ ابتاعها فأعتقها).
عرّف التّقوى فقال: (التّقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنّزيل، والرّضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرّحيل).
أوصى بطيب الكلام فقال: (من لانت كلمته، وجبت محبّته).
قال في طمأنة أهل الحقّ : (دولة الباطل ساعة، ودولة الحقّ حتى قيام السّاعة).
حذّر من غياب أخلاق أهل العلم، فقال: (عقل بلا أدب كشجاعٍ بلا سلاحٍ).
أوصى الأخلّاء بالتّوازن فقال: (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما)
.