الكيذاوي - شمس تجلت لنا من بين سجفين

شَمسٌ تجلّت لنا من بين سجفينِ
تفوق شمسَ الضُحى منها بخدّينِ
تَحكي الدجى والضحى مِن نورِ غرّتها
وَمِن ذَوائِبها الغطشى بلونينِ
ليلٌ تَعَسعس داجيهِ على قمرٍ
عَلى قضيبٍ تثنّى فوق دعصينِ
كأنّما صدرها مِن حُسنِ بهجتهِ
بلّورة لُصِقت منها بحقّينِ
تريكَ مِن ثغرِها المعسولِ إن بسمت
وَمِن نظامِ سموط الدرِّ درّينِ
جالَ الوشاحُ بها في الخصرِ واِحتكمت
فيها خَلاخِلها منها بساقينِ
تَسعى للسعِ قلوبِ المُبصرين لها
بِعَقربين لها من فوق صدغينِ
أَبدت لَنا وَجهها والشمسُ طالعة
في سعدِها فرأت عيناي شمسينِ
وَقابلت في الدُجى بدر السماء فما
لمحت إلّا وقد أبصرت بدرينِ
وَأَسفرت وضياءُ الصبحِ متّضحٌ
فَقلت قَد أزعج الداجي بصبحينِ
وَليلة زرتها هدواً وقد سفرت
مِن سجفها ومن الداجي بصبحينِ
فبتُّ بالوصلِ جذلاناً أصافحٌ أث
مارَ المحاسنِ منها بالبنانينِ
أضمُّها وهيَ طوعاً ما تُدافِعُني
مِن حيثُ عانَقتُها إلّا بِنهدينِ
تديرُ لي من ثَناياها وقهوتها
كَأسين مُختلفين اللون عذبينِ
وَمبغض سيّء الأخلاقِ رؤيته
أَقلى وأثقلُ في قلبي من الدينِ
قَد خامرت قلبَه الأضغانُ منه وقد
رانَ القلاء عليه أيّما رينِ
يرينني البرّ والإخلاص ظاهرهُ
طَوراً ويمزجُ منه الصدق بالمينِ
يا مازجاً زينهُ بالشين كفَّ ودَع
ما أَنتَ مُبديهِ مِن زينٍ ومن شينِ
وفجوة تُهلك الركبان سالكها
يَدعو الإله اِبتهالاً خشية الحينِ
يُعيي الدليل وينسيهِ مطالبهُ
أهوالها وَتريهِ الشخصَ شخصينِ
جاوزتها بأمونِ الظهرِ إِن جدّت
لَم تَشتكي في مجدّ السيرِ من أينِ
مُستقبلاً مَربعَ الزاكي فلاح وقد
أَيقنت أَنّي بهِ أَحظى بيسرينِ
فَحين قابلته في الدستِ مبتدياً
كأنَّه البدرُ وافى بين سعدينِ
طفقتُ أَسعى كأنّي كنت من فرحٍ
صافَحتُ وجهَ السما منّي بكفّينِ
ما جاءَ يسألهُ عافيه عارفةً
إلّا وأعطاهُ فوقَ الضعف ضعفينِ
متوّج لَم يَزل في الدست مكتسباً
مِنَ التُقى ومنَ الإجلال بردينِ
ما شامَ مزن نداه شايما أبداً
إلّا تضاعفَ منه النوّ نوّينِ
يَرى الغيوبَ وما يجري القضاءُ بهِ
عَن ناظرِ العقلِ لا عَن ناظرِ العينِ
بَحرٌ إِذا مدّ كفّيه لسائلهِ
عاينت للجودِ مِن كفّيه بحرينِ
سيف جلاهُ وأَبدى نور جوهرهِ
حكُّ التجاربِ لا حكّ من العينِ
يا خيرَ مَن وخدت أيدي المطيِّ به
وَيا خير من لثم الدقعا بنعلينِ
وَمَن يذودُ العدا أيضاً بصارمهِ ال
ماضي وَمِن عزمهِ الماضي بسيفينِ
طالَ اِنتِظاري زماناً في مقامك يا
مَن محتذى رفدهِ يحظى برفدينِ
لَقَد مضى شهرُ شوّال وقعدته
فَما يكونُ اِنتظاري بعد شهرينِ
وَلستُ أسألكُ الفسحان من مللٍ
لكن تقسّم فكري بين أمرينِ
لَولا فراخ فيرجوني لما طلبت
نَفسي رحيلاً ولو جاوزت عامينِ
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...