-1-
الصديق العزيز الروائي القاص المبدع صبحي فحماوي
أعتذر لك عن التأخر في الرد لانشغالي في بعض الأمور العائلية
أما عن قصتك " سبتة ومليلية " التي توصلت بها لآول مرة، ولم تصلني سابقاً، فأقول:
إنها قصة قصيرة ، ولكنها مشحونة بأكثر الهموم التي تؤرق الإنسان العربي، وأهم المشاكل التي يعاني منها العرب والمسلمون في الوقت الراهن ، فقد أثارت القصة القضايا التالية: ـ الماضي العربي المجيد ، والحضارة العربية الإسلامية العريقة في الأندلس التي تم التفريط فيها من لدن الأمراء والحكام العابثين ـ قضية الاستعمار الذي ما زالت تحت نيره العديد من المدن والبلاد العربية في القرن الواحد والعشرين ، ومنها سبتة ومليلية .
والقصة في الحقيقة ليست قصة مدينتين ، وإنما جاءت المدينتان السليبتان في القصة من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل ـ قضية إقامة الحدود بين الدول العربية ومنع الدخول لأبناء العروبة إليها إلا بالتأشيرة ، في حين يتم السماح لكل الأجانب بدخولها والترحيب بهم بدون أية عوائق .
لقد لمست في قصتك إحساساً عميقاً بالألم والمرارة إزاء هذه الأوضاع المريرة حقاً.تصور ياصديقي العزيز أننا نكون على بعد أقل من 6 كيلومترات ، نرى مدينتنا السليبة سبتة قريبة منا ، يدفعنا الشوق أن نفتح أذرعنا لاحتضانها ، لكننا لانستطيع معانفتها بدون التوفر على التأشيرة على جواز سفرنا.إن سبتة تبعد عن مدينة تطوان بحوالي 40 كيلومتراً ، وعلى مدينة الفنيدق ب6 كيلومترات . أما مليلية فتقع في منطقة الريف قرب مدينة الناضور ، وتبعد عن سبتة بحوالي 500 كلم.إننا نحس بنفس المرارة التي أحس بها بطل القصة حينما منع من الدخول إلى بلد عربي فيه إخوانه الذين يشتركون معه في اللغة والدين والتقاليد وغيرها من الروابط المتينة.إنها سياسة الحدود والقيود والتفرقة بين الشعوب العربية . تصور ياصديقي العزيز أنني إذا أردت زيارة أي بلد عربي لابد لي من الحصول على تأشيرة الدخول ، وحتى بلدنا الجار الشقيق الجزائر الذي يسمح لي الدخول إليه بدون تأشيرة ، فإن الحدود البرية بيننا وبينه مقفلة منذ سنوات ، وإذا أردت السفر إليه عليك بوسيلة الطائرة إما إلى وهران أو الجزاءر العاصمة ، وإن كان هدفك مدينة مغنية القريبة جداً من الحدود.اعذرني أخي العزيز صبحي على هذا الإطناب ، فقد أثارت قصتك الهادفة شجوني.من الناحية الفنية عالجت القصة الفرق بين أوضاع الإنسان الغربي ، وبين أوضاع الإنسان العربي بطريقة فنية تعتمد على الإيحاء والتلميح ، ففي حين ينعم بيتر وماريا بالحرية وبحاضرهما السعيد ، نجد بطل القصة العربي يجتر آلام الماضي المتمثل في حزنه وتحسره على ضياع أمجاده ، وآلام الحاضر المتجسد في هيمنة الإستعمار الغربي على مدنه وأوطانه.
وقد ذكرتني قصتك التي تحدثت فيها عن الأمجاد العربية في الأندلس ، وذكرت فيها غرناطة وقصر الحمراء ، بمذكرات كنت كتبتها لدى إحدى زيارتي لبعض المدن الأندلسية ، كنت نشرتها آنذاك في جريدة العلم المغربية .
مع صادق المحبة والتقدير والإعزاز
أخوك : عبدالجبار العلمي
***
-2-
إلى الصديق العزيز الروائي المبدع صبحي فحماوي
تحية طيبة وبعد ،
قرأت روايتك الجديدة شكلاً ومضموناً \" الإسكندرية 2050 \" ، وعشت أجواء الإسكندرية زمن الستينيات، وعوالمها المتغيرة في منتصف الألفية الثالثة. أعجبت بلعب الروائي بالزمنين الماضي والمستقبل، وبفكرة الرواية التي مفادها تطلع الإنسان إلى سيادة السلام والمحبة والأخوة الإنسانية وبناء مدينة فاضلة أو جنة على الأرض، وخلق إنسان أخضر نقي روحاً وجسداً، لايعرف الحقد والكراهية والشر.إنها رؤيا الفنانين والمبدعين الذين يؤرقهم واقع الإنسان البائس على الأرض، ويحلمون بعالم تتحقق فيه كل المثل التي يؤمنون بها. أليس العلماء ورثة الأنبياء ؟ ألم يأت الأنبياء والرسل لإقامة العدل وزراعة بذور الخير في النفس البشرية؟ألم يحلم الفلاسفة بخلق يوتوبيا على أرض قابيل؟ لقد أضاف صبحي فحماوي بعمله هذا رواية أخرى إلى مكتبة أدب الخيال العلمي الذي يعرف ندرة في أدبنا العربي المعاصر لطالما تحدث عنها النقاد. لقد أضيف اسمه إلى أسماء كتاب أدب الخيال العلمي في الأدب العربي، نذكر منهم على سبيل المثال، لا الحصر توفيق الحكيم ـ نهاد شريف ـ عبد السلام البقالي ـ محمد عزيز الحبابي ـ لينا كيلاني.. وما أحوجنا إلى هذا النوع من الروايات التي تعبر عن أشواق الإنسان إلى عالم أفضل تسوده الفضيلة والقيم الإنسانية النبيلة ، وتزرع بذور الأمل في نفس ناشئتنا بمستقبل أجمل. إننا نعيش في عالم مخيف تتهدده الحروب المدمرة، وأهوال المجاعة والعطش وغيرها من الأرزاء والمصائب في عالم يعمه قانون الغاب.ومهمة الأدباء والمبدعين التعبير عن هموم الإنسانية وآلامها وآمالها وأحلامها بحياة أفضل وأجمل، وإثارة الانتباه إلى المخاطر التي تهدد الحياة على الأرض. لقد أمتعنا الكاتب المبدع، وعمق في نفوسنا أشواقنا إلى مستقبل راق للإنسان في روايته الرائعة.
* " رواية الإسكندرية 2050 للروائي صبحي فحماوي إضافة جديدة إلى روايات الخيال العلمي في أدبنا العربي المعاصر "
***
-3-
الأخ العزيز صبحي فحماوي.
قرأت الحوار المنشور في أسبوعية الأهرام التي تصدر بالفرنسية، الذي أجرته معك مي سليم. فوجدته يلقي الضوء على روايتك الإسكندرية 2050. فهي تنتمي إلى روايات الخيال العلمي ، وترصد التحولات الهائلة التي طالت مدينه الإسكندرية سنة 2050، وتتعرض إلى صنع إنسان أخضر لا يعرف الكراهية والحقد والحروب، كما تشير إلى أن بوادر الخيال العلمي عرفها العرب قبل الغرب من خلال ألف ليلة، وإلى أن القوة التي ستهيمن على العالم هي الصين وليس أمريكا التي سيمسي نظامها العالمي الجديد قديماً. وتتنبأ بما سيصير عليه الحال من تقدم تكنولوجي وعلمي باهر. فمطار الإسكندرية مجهز بأجهزة إلكترونية متطورة، تقوم بالخدمة فيه نساء آليات . السيارات التي تنقل المسافرين إلى الفنادق سيارات فضائية. وستصير المدينة كلها ملكاً لشركات صينية غيرت ملامح المدينة ببناءاتها العملاقة وأبراجها الزجاجية التي تمتص أشعة الشمس لتستعملها في الإضاءة ليلا د ونما حاجة إلى الطاقة الكهربائية التقليدية. ورغم هذا التقدم التكنولوجي والعمراني، فثمة مظاهرسلبية تشي بالتناقض الصارخ الذي لا تخطئه العين. فهناك عمارات زجاجية مئوية الطوابق، وبجوارها خرائب موحشة.. كما يشير الحوار إلى الزمنين اللذين تمر فيهما أحداث الرواية. لقد أكد لي الحوار ما توصلت إليه في الدراسة التي أعدها حول الرواية. وزادني يقيناً بأنني ربما أسير على النهج الصحيح في فهمي لأبعاد ها وتقنياتها.
مع صادق مودتي وتقديري
***
-4-
إلى الصديق الودود الروائي صبحي فحماوي
وصلتني رسالتك .أشكرك على اهتمامك بكتابي (لعبة الخيال والواقع في الرواية العربية) وعلى عزمك القيام بعرضه . هذا أمر أسعدني كثيراً. وبخصوص اختيار الروائي يوسف القعيد ، فهو اختيار صائب وموفق ، فهو يستحق كل تكريم وتقدير بالنظر إلى تجربته الروائية المتميزة التي ترصد هموم ومعاناة الإنسان في الريف المصري ، مستفيدا من تقنيات الخطاب الروائي الحديثة.لطالما أمتعنا بفنه الرفيع ، وجعلنا نعيش في أعماق الصعيد بكل ما فيه من بؤس وتخلف وظلم. قرأت له هذه السنه رواياته : \" الحرب في بر مصر \" ويحدث في مصر الآن \" و \" قطار الصعيد \" التي يمكن اعتبارها ثلاثية الصعيد.والحق أن سبره لواقع الإنسان المريرواللامعقول ، يثير في نفس القاريء الكثير من أحاسيس الحزن والألم والغضب ، كما يقدم له من خلال طرائق الحكي متعة فنية حقيقية. إنه يقدم لنا المضمون الواقعي متسربلا في غلائل الفن المؤثر الرفيع. وتلك لعمري هي مهمة الأديب الذي يستحق هذا الاسم.تبليغ رسالته الإنسانية السامية بأسلوب مؤثر ، يحدث في المتلقي تغييراً في الفكر والوجدان والرؤية للعالم.
لك مودتي وتقديري.
أخوك : عبدالجبار العلمي
***
-5-
د. عبد الجبار العلمي- المغرب
إلى الروائي صبحي فحماوي
تحية أخوية طيبة، وبعد
توصلت برسالتك الكريمة. شكراً على حسن اهتمامكم. ويشرفني أن أساهم معكم في البيبليوغرافيا القيمة التي أعدها الدكتور مصطفى الضبع حول نقد الرواية. وهو جهد تقصر عن القيام به المؤسسات والفرق المختصة. وأعتبر أن هذا العمل الأكاذيمي جهد تستحقان عليه الشكر والتقدير، لأنه يسد ثغرة في مجال توثيق الدراسات النقدية التي عنيت بهذا الجنس الأدبي الذي أصبح اليوم ديوانأ للعرب ، بعد أن فقد الشعرالعربي رونقه وجماله وجاذبيته ، بسبب هيمنة ما يسمى بقصيدة النثر بما يعتورها من ضحالة سواءعلى مستوى اللغة أو التركيب النحوي و البلاغي أو الإيقاع الشعري. والحقيقة أننا نصادف الشعر في الرواية ، ونفتقده في معظم ما ينشر من كلام يسمونه شعراً.إنني أجد متعتي في الرواية ، ولا أجدها فيما يكتب اليوم من \" شعر \". وبالنظر إلى شغفي بهذا الجنس الأدبي الساحر ، فقد سعدت كثيراً بمجلة الرواية التي تصدرونها ، وبالعمل البيبليوغرافي الذي تقومون بإنجازه بدأب وصبر.إن هذاالعمل من شأنه أن يذلل الكثير من الصعاب على المهتمين والباحثين في مجال نقد الرواية ، خاصة وأنها تنفتح على أفاق نقد الرواية عربياً وعالمياً. بخصوص مساهمتي في دعم البيبليوفرافيا ، فسأوافيكم ببعض ما أحصل عليه من عناوين موثقة توثيقاً علمياً بصفة دائمة إن شاء الله خدمة لفن أعشقه، ودعما لمن يشاركونني هذا العشق. الأخ الكريم صبحي فحماوي وجدت في موقع المجلة ملفاُ قيما حول رواية الكاتب الفنان بهاء طاهر \" واحة الغروب \" ، ووددت أن أساهم فيه بدراسة أنجزتها حولها. أرجو التفضل بنشرها ضمن هذا الملف إن أمكن ، ولكم جزيل الشكر.
أخوكم : د. عبدالجبار العلمي ، كاتب من المغرب.
الصديق العزيز الروائي القاص المبدع صبحي فحماوي
أعتذر لك عن التأخر في الرد لانشغالي في بعض الأمور العائلية
أما عن قصتك " سبتة ومليلية " التي توصلت بها لآول مرة، ولم تصلني سابقاً، فأقول:
إنها قصة قصيرة ، ولكنها مشحونة بأكثر الهموم التي تؤرق الإنسان العربي، وأهم المشاكل التي يعاني منها العرب والمسلمون في الوقت الراهن ، فقد أثارت القصة القضايا التالية: ـ الماضي العربي المجيد ، والحضارة العربية الإسلامية العريقة في الأندلس التي تم التفريط فيها من لدن الأمراء والحكام العابثين ـ قضية الاستعمار الذي ما زالت تحت نيره العديد من المدن والبلاد العربية في القرن الواحد والعشرين ، ومنها سبتة ومليلية .
والقصة في الحقيقة ليست قصة مدينتين ، وإنما جاءت المدينتان السليبتان في القصة من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل ـ قضية إقامة الحدود بين الدول العربية ومنع الدخول لأبناء العروبة إليها إلا بالتأشيرة ، في حين يتم السماح لكل الأجانب بدخولها والترحيب بهم بدون أية عوائق .
لقد لمست في قصتك إحساساً عميقاً بالألم والمرارة إزاء هذه الأوضاع المريرة حقاً.تصور ياصديقي العزيز أننا نكون على بعد أقل من 6 كيلومترات ، نرى مدينتنا السليبة سبتة قريبة منا ، يدفعنا الشوق أن نفتح أذرعنا لاحتضانها ، لكننا لانستطيع معانفتها بدون التوفر على التأشيرة على جواز سفرنا.إن سبتة تبعد عن مدينة تطوان بحوالي 40 كيلومتراً ، وعلى مدينة الفنيدق ب6 كيلومترات . أما مليلية فتقع في منطقة الريف قرب مدينة الناضور ، وتبعد عن سبتة بحوالي 500 كلم.إننا نحس بنفس المرارة التي أحس بها بطل القصة حينما منع من الدخول إلى بلد عربي فيه إخوانه الذين يشتركون معه في اللغة والدين والتقاليد وغيرها من الروابط المتينة.إنها سياسة الحدود والقيود والتفرقة بين الشعوب العربية . تصور ياصديقي العزيز أنني إذا أردت زيارة أي بلد عربي لابد لي من الحصول على تأشيرة الدخول ، وحتى بلدنا الجار الشقيق الجزائر الذي يسمح لي الدخول إليه بدون تأشيرة ، فإن الحدود البرية بيننا وبينه مقفلة منذ سنوات ، وإذا أردت السفر إليه عليك بوسيلة الطائرة إما إلى وهران أو الجزاءر العاصمة ، وإن كان هدفك مدينة مغنية القريبة جداً من الحدود.اعذرني أخي العزيز صبحي على هذا الإطناب ، فقد أثارت قصتك الهادفة شجوني.من الناحية الفنية عالجت القصة الفرق بين أوضاع الإنسان الغربي ، وبين أوضاع الإنسان العربي بطريقة فنية تعتمد على الإيحاء والتلميح ، ففي حين ينعم بيتر وماريا بالحرية وبحاضرهما السعيد ، نجد بطل القصة العربي يجتر آلام الماضي المتمثل في حزنه وتحسره على ضياع أمجاده ، وآلام الحاضر المتجسد في هيمنة الإستعمار الغربي على مدنه وأوطانه.
وقد ذكرتني قصتك التي تحدثت فيها عن الأمجاد العربية في الأندلس ، وذكرت فيها غرناطة وقصر الحمراء ، بمذكرات كنت كتبتها لدى إحدى زيارتي لبعض المدن الأندلسية ، كنت نشرتها آنذاك في جريدة العلم المغربية .
مع صادق المحبة والتقدير والإعزاز
أخوك : عبدالجبار العلمي
***
-2-
إلى الصديق العزيز الروائي المبدع صبحي فحماوي
تحية طيبة وبعد ،
قرأت روايتك الجديدة شكلاً ومضموناً \" الإسكندرية 2050 \" ، وعشت أجواء الإسكندرية زمن الستينيات، وعوالمها المتغيرة في منتصف الألفية الثالثة. أعجبت بلعب الروائي بالزمنين الماضي والمستقبل، وبفكرة الرواية التي مفادها تطلع الإنسان إلى سيادة السلام والمحبة والأخوة الإنسانية وبناء مدينة فاضلة أو جنة على الأرض، وخلق إنسان أخضر نقي روحاً وجسداً، لايعرف الحقد والكراهية والشر.إنها رؤيا الفنانين والمبدعين الذين يؤرقهم واقع الإنسان البائس على الأرض، ويحلمون بعالم تتحقق فيه كل المثل التي يؤمنون بها. أليس العلماء ورثة الأنبياء ؟ ألم يأت الأنبياء والرسل لإقامة العدل وزراعة بذور الخير في النفس البشرية؟ألم يحلم الفلاسفة بخلق يوتوبيا على أرض قابيل؟ لقد أضاف صبحي فحماوي بعمله هذا رواية أخرى إلى مكتبة أدب الخيال العلمي الذي يعرف ندرة في أدبنا العربي المعاصر لطالما تحدث عنها النقاد. لقد أضيف اسمه إلى أسماء كتاب أدب الخيال العلمي في الأدب العربي، نذكر منهم على سبيل المثال، لا الحصر توفيق الحكيم ـ نهاد شريف ـ عبد السلام البقالي ـ محمد عزيز الحبابي ـ لينا كيلاني.. وما أحوجنا إلى هذا النوع من الروايات التي تعبر عن أشواق الإنسان إلى عالم أفضل تسوده الفضيلة والقيم الإنسانية النبيلة ، وتزرع بذور الأمل في نفس ناشئتنا بمستقبل أجمل. إننا نعيش في عالم مخيف تتهدده الحروب المدمرة، وأهوال المجاعة والعطش وغيرها من الأرزاء والمصائب في عالم يعمه قانون الغاب.ومهمة الأدباء والمبدعين التعبير عن هموم الإنسانية وآلامها وآمالها وأحلامها بحياة أفضل وأجمل، وإثارة الانتباه إلى المخاطر التي تهدد الحياة على الأرض. لقد أمتعنا الكاتب المبدع، وعمق في نفوسنا أشواقنا إلى مستقبل راق للإنسان في روايته الرائعة.
* " رواية الإسكندرية 2050 للروائي صبحي فحماوي إضافة جديدة إلى روايات الخيال العلمي في أدبنا العربي المعاصر "
***
-3-
الأخ العزيز صبحي فحماوي.
قرأت الحوار المنشور في أسبوعية الأهرام التي تصدر بالفرنسية، الذي أجرته معك مي سليم. فوجدته يلقي الضوء على روايتك الإسكندرية 2050. فهي تنتمي إلى روايات الخيال العلمي ، وترصد التحولات الهائلة التي طالت مدينه الإسكندرية سنة 2050، وتتعرض إلى صنع إنسان أخضر لا يعرف الكراهية والحقد والحروب، كما تشير إلى أن بوادر الخيال العلمي عرفها العرب قبل الغرب من خلال ألف ليلة، وإلى أن القوة التي ستهيمن على العالم هي الصين وليس أمريكا التي سيمسي نظامها العالمي الجديد قديماً. وتتنبأ بما سيصير عليه الحال من تقدم تكنولوجي وعلمي باهر. فمطار الإسكندرية مجهز بأجهزة إلكترونية متطورة، تقوم بالخدمة فيه نساء آليات . السيارات التي تنقل المسافرين إلى الفنادق سيارات فضائية. وستصير المدينة كلها ملكاً لشركات صينية غيرت ملامح المدينة ببناءاتها العملاقة وأبراجها الزجاجية التي تمتص أشعة الشمس لتستعملها في الإضاءة ليلا د ونما حاجة إلى الطاقة الكهربائية التقليدية. ورغم هذا التقدم التكنولوجي والعمراني، فثمة مظاهرسلبية تشي بالتناقض الصارخ الذي لا تخطئه العين. فهناك عمارات زجاجية مئوية الطوابق، وبجوارها خرائب موحشة.. كما يشير الحوار إلى الزمنين اللذين تمر فيهما أحداث الرواية. لقد أكد لي الحوار ما توصلت إليه في الدراسة التي أعدها حول الرواية. وزادني يقيناً بأنني ربما أسير على النهج الصحيح في فهمي لأبعاد ها وتقنياتها.
مع صادق مودتي وتقديري
***
-4-
إلى الصديق الودود الروائي صبحي فحماوي
وصلتني رسالتك .أشكرك على اهتمامك بكتابي (لعبة الخيال والواقع في الرواية العربية) وعلى عزمك القيام بعرضه . هذا أمر أسعدني كثيراً. وبخصوص اختيار الروائي يوسف القعيد ، فهو اختيار صائب وموفق ، فهو يستحق كل تكريم وتقدير بالنظر إلى تجربته الروائية المتميزة التي ترصد هموم ومعاناة الإنسان في الريف المصري ، مستفيدا من تقنيات الخطاب الروائي الحديثة.لطالما أمتعنا بفنه الرفيع ، وجعلنا نعيش في أعماق الصعيد بكل ما فيه من بؤس وتخلف وظلم. قرأت له هذه السنه رواياته : \" الحرب في بر مصر \" ويحدث في مصر الآن \" و \" قطار الصعيد \" التي يمكن اعتبارها ثلاثية الصعيد.والحق أن سبره لواقع الإنسان المريرواللامعقول ، يثير في نفس القاريء الكثير من أحاسيس الحزن والألم والغضب ، كما يقدم له من خلال طرائق الحكي متعة فنية حقيقية. إنه يقدم لنا المضمون الواقعي متسربلا في غلائل الفن المؤثر الرفيع. وتلك لعمري هي مهمة الأديب الذي يستحق هذا الاسم.تبليغ رسالته الإنسانية السامية بأسلوب مؤثر ، يحدث في المتلقي تغييراً في الفكر والوجدان والرؤية للعالم.
لك مودتي وتقديري.
أخوك : عبدالجبار العلمي
***
-5-
د. عبد الجبار العلمي- المغرب
إلى الروائي صبحي فحماوي
تحية أخوية طيبة، وبعد
توصلت برسالتك الكريمة. شكراً على حسن اهتمامكم. ويشرفني أن أساهم معكم في البيبليوغرافيا القيمة التي أعدها الدكتور مصطفى الضبع حول نقد الرواية. وهو جهد تقصر عن القيام به المؤسسات والفرق المختصة. وأعتبر أن هذا العمل الأكاذيمي جهد تستحقان عليه الشكر والتقدير، لأنه يسد ثغرة في مجال توثيق الدراسات النقدية التي عنيت بهذا الجنس الأدبي الذي أصبح اليوم ديوانأ للعرب ، بعد أن فقد الشعرالعربي رونقه وجماله وجاذبيته ، بسبب هيمنة ما يسمى بقصيدة النثر بما يعتورها من ضحالة سواءعلى مستوى اللغة أو التركيب النحوي و البلاغي أو الإيقاع الشعري. والحقيقة أننا نصادف الشعر في الرواية ، ونفتقده في معظم ما ينشر من كلام يسمونه شعراً.إنني أجد متعتي في الرواية ، ولا أجدها فيما يكتب اليوم من \" شعر \". وبالنظر إلى شغفي بهذا الجنس الأدبي الساحر ، فقد سعدت كثيراً بمجلة الرواية التي تصدرونها ، وبالعمل البيبليوغرافي الذي تقومون بإنجازه بدأب وصبر.إن هذاالعمل من شأنه أن يذلل الكثير من الصعاب على المهتمين والباحثين في مجال نقد الرواية ، خاصة وأنها تنفتح على أفاق نقد الرواية عربياً وعالمياً. بخصوص مساهمتي في دعم البيبليوفرافيا ، فسأوافيكم ببعض ما أحصل عليه من عناوين موثقة توثيقاً علمياً بصفة دائمة إن شاء الله خدمة لفن أعشقه، ودعما لمن يشاركونني هذا العشق. الأخ الكريم صبحي فحماوي وجدت في موقع المجلة ملفاُ قيما حول رواية الكاتب الفنان بهاء طاهر \" واحة الغروب \" ، ووددت أن أساهم فيه بدراسة أنجزتها حولها. أرجو التفضل بنشرها ضمن هذا الملف إن أمكن ، ولكم جزيل الشكر.
أخوكم : د. عبدالجبار العلمي ، كاتب من المغرب.