رسائل الأدباء رسالتان بين محمد علي الرباوي والعلامة محمد العدناني

* من محمد الرباوي إلى محمد العدناني


إلى محمد العدناني

حضرة الأستاذ العلامة الشاعر محمد العدناني العزيز

محبتي، وتقديري..

نحن الشبابَ نُرمى بجهل لغتنا العربية؛ لتناثر الأخطاء اللغوية في أشعارنا، وقصصنا، وكل أعمالنا الأدبية. وعبثا يحاول بعضُنا الدفاع عن الشباب "المثقف". أكثرُنا يَدَّعِي أن تلك الأخطاءَ ليست سوى تجديدٍ وُلد على أيدي الشباب الذي يريد خلقَ لغة تتناسب مع ذوقِ عصرِه، ومزاجه. وإن دفاعاً كهذا ليس سوى سُورٍ من تِبْنٍ قد تُحرقه نيرانُ الحقيقة قريبا.
أرجو أن تسمحَ لي بفتح حوار معكم على صفحات "الأديب" الغراء، حتى أستفيد – ويستفيد غيري- من علمكم الواسع؛ لهذا أستأذنكم، وأسألكم ما يأتي:
1- لَاقَى: هل نقول: لاقى كذا، أم لاقى من كذا؟
2- حَسْب: هل نقول حسب كذا، أم حسب أن ؟
3- هل استعملت الكلمتين (حسب ولاقى) في القصيدة المنشورة في هذا العدد استعمالا صحيحا؟
ختاما لكم مني أزكى التحيات

وجدة - المغرب
محمد علي الرباوي

الأديب - أغسطس 1974




**************



* من محمد العدناني إلى محمد الرباوي


إلى الشاعر المغربي محمد علي الرباوي

شكرا لك على رسالتك الرقيقة الموجهة إليَّ في عدد آب (أغسطس) من "الأديب، وترحيبا حارا بقصيدتك "آه لو عدنا"، تلك القصيدة التي تبشر بأن هذا الشاعر الشاب سيكون له شأن كبير، عندما يَقْرع باب الأربعين، أو الخمسين بإذن الله.
أما (لاقى)، فنحن نقول : لاقى فلانا؛ أي قابله، وصادفه, ولا نقول لاقى منه الشرَّ، بل لَقِيَ منه الشر؛ لأن (لاقى) يجب أن يكون بين اثنين، يُلاقي أحدُهما الشيءَ ذاتَه من الآخر.
أما (حَسْب) فهو اسم بمعنى (كاف)، فنقول حَسْبُك درهم، أو بحسبك درهم؛ أي كفاك ذلك، وهو رجلٌ حسبك من رجل؛ أي كافيك، ولا نقول حَسب أَنَّ كذا
لقد أحسنت في استعمال (حسب)، أما فعل (نلاقي) فقد كان عليك أن تقول: نلاقي غضبَ الليل، بدلا من: نُلاقي من دجا الليل؛ لأنك تركت الفعلَ المتعدي (لاقى) دون مفعول به.
ولك شكري، وتشجيعي، وتمنياتي.

محمد العدناني
الأديب شتنبر 1974
















تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...