قالت إنها رأته على شاشة التلفاز. على عنقه كوفيّة وفوق رأسه علم بأربعة ألوان. كان محاطاً بحشد من النساء والرجال الذين يهتفون ضدّ العدوان. قالت: حينما رأيته فرحت ونزلت من عينيّ دموع. إنه ابني الذي افتقدته. سألها: هل أنت متأكّدة؟ قالت: متأكّدة، إنه مروان. قال لها: يخلق من الشبه أربعين. قالت: لا، لا إنه مروان. قال: ألم تعرفي في أيّ بلد كانت التظاهرة؟ قالت: أكيد في أوروبا. ابتسم وقال: يا خديجة أوروبا قارّة كبيرة، أكبر ممّا تتصوّرين.
ظلّ متشكّكاً في ما قالته، غير أنّه داوم طوال أسبوع على مشاهدة التلفاز في الليل وفي النهار. ولسوء حظه، توقّفت التظاهرات فجأة، ضرب كفّاً بكفّ وقال: يا سبحان الله، كما لو أنّ كلّ شيء لدينا أصبح على ما يرام!
* من كتاب "القدس وحدها هناك"/ منشورات نوفل، بيروت 2010
ظلّ متشكّكاً في ما قالته، غير أنّه داوم طوال أسبوع على مشاهدة التلفاز في الليل وفي النهار. ولسوء حظه، توقّفت التظاهرات فجأة، ضرب كفّاً بكفّ وقال: يا سبحان الله، كما لو أنّ كلّ شيء لدينا أصبح على ما يرام!
* من كتاب "القدس وحدها هناك"/ منشورات نوفل، بيروت 2010