مريم الأحمد - انشغلنا برفع الرايات!

انشغلنا برفع الرايات !
بدفن الأشلاء في باحة المدرسة الابتدائية،
ابتدأ الدم، ابتدأ النهار، ابتدأ الإصبع الخجول بقرع جرس الندم.
انشغلنا و نسينا أن نطعم الحمام الزاجل رسائلنا، و لم نرش البرتقال المثمر بالشمس.
هذه ضريبة الوجود.
ضريبة شد أزر الرفاق!
الرفاق مولعون بنبش القبور و التكلم مع الجثث.
مولعون بقص الأغصان الجريئة قرب نوافذ غرف النوم.
بفض عذرية الأسلحة.
السرية شيء مقدس،
و البلد يرسم للطيور خطاً ببندقية، سماءً بحريق.
يرسم للنحل طريق.
للموسيقى خندقاَ و للرصاص بريق!
عاد الراقصون من ملهى الحارة
بفوارغ الرصاص
و قوارب نجاة لنوح و ثلة الأنبياء
الجدد
أنبياء معصومون عن الزلل و البلل
الحرب خرب
الحرب يا رفاق حذاء جديد و جعبة أدوية للتحسس و لحبّة حلب و للحرمان العاطفي!
مال الحرب و مالي
تكسر أنية الخوف في بالي
صار الخوف نثرات في جلد الحب،
و الحب غطاؤنا في غربة الصحراء فينا،
انتزعت من قدمي عرقاَ منتفخاً
أهديته للمسير الطويل
من وجهي آخر الأقنعة، رميته لموظفي جمع البيانات المزورة
عن طولي و عرضي و عمق بئري و طريقة نومي!
خلعتُ الشجرة عني، و النهر عن بتلات خجلي و قربت للآخرين السعداء أجلي.
اشتغلت على نفسي في الآونة الأخيرة.
انطلقت حول المدينة أبدل أسماء الشرفاء و بدلتُ اسمي كمعركة تدور بين جلدي و أظافري
بدلت هاتفي الجوال و عنوان البقال
بدلت السائق الغبي، صرفته بلا راتب و صرت أمشي وحدي!
من يوم إلى يوم حتى اعتدت على صراخ الأطفال في المدارس و الباعة تحت تخت الشمس المتيقظة على تفتح فتنتها!
ما أجمل فستانها و هي متكئة على نافذة الفقراء!
هاقد وصلت الساحة العامة
نوافير بيضاء و زرقاء و فريق كشافة للنوارس!
تصفع الصاج ابتهاجاً بنزع آخر شوكة من خاصرة الوطن!
ها قد وصلت بيتي!
قال الغرباء أني غريبة عن الديار و أن أهلي ماتوا بحادث قطار!
مرّ قطار قرب هذا الجدار، هل رأيتً الجدار؟
لم أرَ.
لم.
لكني أومأت للحشد أن يرشدوني إلى محطة الأتوبيس
أو أقرب نقطة بوليس!
و جاءت الأحلام بأجراس مدوية،
و رحت أركض، و في عنقي جرس أيضاً
استدل على مكاني كشافة الحدود فخرستُ
و نزعت ثيابي تحت الماء
و عبرت
حتى أيقونة الحظ
رميتها في فم سمكة.
و تتبعت العتم.. حتى استقبلتني لافتات تقول
أهلاً بكم في أرض الكوابيس!
..
مريم............

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...