المركز العام باريس في 1927
أيها الأخ العزيز
لقد أصبح من الواجب علينا منذ تأسست جمعيتنا هذه إظهار الحزم الكبير الذي لا يعرف الملل والفتور في الأعمال، ونعني الجهاد في سبيل الغاية السامية التي يحيى الإنسان لأجلها، ألا وهي حريته الفطرية الضرورية لحياته السعيدة الحقة، وكل وطني مغربي مراكشيا كان أو تونسيا أو جزائريا، يشعر ولا شك بميل متزايد إلى كل من يشاركه الألم والإرهاق، وبمسيس الحاجة إلى الانضمام إلى أخيه في الدين والوطن والجنس واللغة والضيم الذي يؤثر في النفوس أسرع وأكثر من سواه؛
فجمعيتنا “نجم الشمال الإفريقي” أسست لتمتين تلك الروابط المقدسة التي تربط بين قلوب المغربيين بلا استثناء، وخصوصا لتشجيع هؤلاء على مناضلة الظالمين الذين يسومونهم ألوان العذاب، ومواصلة الجهاد في سبيل استقلال بلادهم استقلالا سياسيا واقتصاديا، لا تسعد الأمة التي تتنعم بأحدهما دون الآخر.
ونحن نكتب لكم اليوم لإحاطتكم بالسبب الرئيسي الذي دفع الرجال الأحرار من أبناء الشمال الإفريقي المصلحين لإيجاد جمعية مثل هذه، وذلك السبب هو الحرب الريفية التي وزعت بذور الأمل في قلوب المواطنين الإفريفيين، إذ كانوا يرون نجاحهم واستقلال أقطارهم في فلاح الريفيين وإبقاء حريتهم، لكن لما تسرب الإنحلال إلى صفوف الإخوان الريفيين بعد جهادهم الطويل اتفق أحرار البلاد المغربية على أن سبب هذا الفشل هو عدم وجود التضامن بين سائر أعضاء الجسم الواحد، أي بين الريفيين وبقية سكان الشمال الإفريقي، ومن ذلك الوقت أخذوا على عاتقهم إحداث كتلة تضم ما شتته مطامع الإستعمار وأعماله الفظيعة الشنيعة، فلم يجدوا وسيلة لذلك أقوى من تأسيس جمعية “نجم شمال إفريقيا” التي أخرجت لحيز الوجود أمورا عديدة منها:
إيجاد فروع في سائر أطراف القطر الفرنسي، وتنظيم الإجتماعات الكبرى خاصة للإحتجاج على مظالم الإستعمار في الشمال الإفريقي، والمشاركة في كل الحملات الإنتخابية التي يقوم بها المرشحون، وذلك لإطلاع الشعب الفرنسي على متمنيات الإفريقيين ونوعية جهادهم في سبيل الإستقلال وربط العلائق مع جل الوطنيين أعداء الإستعمار وأنصار التحرير التام، واغتنام وجود المظاهرات العظيمة التي يقوم بها أصحاب المؤتمر الذي أسس في عاصمة بلجيكا للدفاع عن صفوف المظلومين لا فرق بين الأجناس والأديان واللغات.
وقد شاركت فعلا في مظاهرتين انعقدتا في بركسيل في شهري يبراير ودجنبر سنة 1927، تم توزيع رسائل الدعاية في سبيل معاضدة المجاهدين المغاربة بمناسبة ثورة قبيلة بني خالد سنة 1927 كذلك، وبيان موقف الوطنيين إزاء الحرب المغربية كالتأهب والاستعداد لتوسيع دائرتها.
وحيث استأنف المتعمرون الحرب في المغرب الأقصى للإستيلاء على بقية الأراضي والمناجم واحتلال ينابيع واد العبيد، وتمهيد الطريق للخط الحديدي الذي سيوجد اتحادا عسكريا بين مختلف البلدان الإفريقية المغصوبة، ولنقل خيرات هذه الأقطار، يجب على كافة الوطنيين المغاربة والتونسيين والجزائريين إظهار معاضدتهم لإخوانهم المكافحين، وانتهاز هذه الفرصة لتنظيم أنفسهم داخل حزب وطني قوي يعزز قوة إخوانهم، ويسمح لهم بالدفاع عن مصالحهم الحيوية، ويمهد لجميعهم تكوين كتلة وطنية إفريقية تكون قادرة على مقاومة الإستعمار في كل الأقطار المحتلة والمهددة، واسترجاع الحقوق المغصوبة، وبعبارة: الإستقلال التام.
فعليكم أيها الإخوان أن تعجلوا بتشكيل حزبكم هذا وذلك لربط العلائق المتينة بين مختلف الوطنيين وإيجاد حبل من الإتحاد بيننا يجعلنا وإياكم نسعى لتحقيق الغاية المنشودة، فكاتبونا وأطلعونا على أفكاركم في مشروعنا إذ هو مشروعكم ونحن خدامكم وعضدونا في مساعينا كلها فالظروف حرجة والأعمال محتاجة إلى تآزر كبير.
وختاما تقبل تحياتنا واطلب المولى أن يوفقنا لما فيه خير بلدنا الشهيدة المظلومة والسلام.
-------------------------------------
هذه الرسالة توصل بها العلامة عبد الله كنون رحمه الله من رئيس جمعية (نجم الشمال الإفريقي)، يطلعه فيها على أهداف الجمعية ويقترح عليه إنشاء فرع لها بالمغرب، لما سيشرحه من أسباب:
“نجم الشمال الإفريقي* جمعية وطنية إسلامية تدافع عن حقوق أبناء الشمال الإفريقي وتعمل لاستقلال بلدانهم.
رئيسها الشرفي: الأمير خالد
المركز العام باريس في 1927
شعار الجمعية لا قوة إلا بالإتحاد ولا استقلال إلا بالجهاد
أيها الأخ العزيز
لقد أصبح من الواجب علينا منذ تأسست جمعيتنا هذه إظهار الحزم الكبير الذي لا يعرف الملل والفتور في الأعمال، ونعني الجهاد في سبيل الغاية السامية التي يحيى الإنسان لأجلها، ألا وهي حريته الفطرية الضرورية لحياته السعيدة الحقة، وكل وطني مغربي مراكشيا كان أو تونسيا أو جزائريا، يشعر ولا شك بميل متزايد إلى كل من يشاركه الألم والإرهاق، وبمسيس الحاجة إلى الانضمام إلى أخيه في الدين والوطن والجنس واللغة والضيم الذي يؤثر في النفوس أسرع وأكثر من سواه؛
فجمعيتنا “نجم الشمال الإفريقي” أسست لتمتين تلك الروابط المقدسة التي تربط بين قلوب المغربيين بلا استثناء، وخصوصا لتشجيع هؤلاء على مناضلة الظالمين الذين يسومونهم ألوان العذاب، ومواصلة الجهاد في سبيل استقلال بلادهم استقلالا سياسيا واقتصاديا، لا تسعد الأمة التي تتنعم بأحدهما دون الآخر.
ونحن نكتب لكم اليوم لإحاطتكم بالسبب الرئيسي الذي دفع الرجال الأحرار من أبناء الشمال الإفريقي المصلحين لإيجاد جمعية مثل هذه، وذلك السبب هو الحرب الريفية التي وزعت بذور الأمل في قلوب المواطنين الإفريفيين، إذ كانوا يرون نجاحهم واستقلال أقطارهم في فلاح الريفيين وإبقاء حريتهم، لكن لما تسرب الإنحلال إلى صفوف الإخوان الريفيين بعد جهادهم الطويل اتفق أحرار البلاد المغربية على أن سبب هذا الفشل هو عدم وجود التضامن بين سائر أعضاء الجسم الواحد، أي بين الريفيين وبقية سكان الشمال الإفريقي، ومن ذلك الوقت أخذوا على عاتقهم إحداث كتلة تضم ما شتته مطامع الإستعمار وأعماله الفظيعة الشنيعة، فلم يجدوا وسيلة لذلك أقوى من تأسيس جمعية “نجم شمال إفريقيا” التي أخرجت لحيز الوجود أمورا عديدة منها:
إيجاد فروع في سائر أطراف القطر الفرنسي، وتنظيم الإجتماعات الكبرى خاصة للإحتجاج على مظالم الإستعمار في الشمال الإفريقي، والمشاركة في كل الحملات الإنتخابية التي يقوم بها المرشحون، وذلك لإطلاع الشعب الفرنسي على متمنيات الإفريقيين ونوعية جهادهم في سبيل الإستقلال وربط العلائق مع جل الوطنيين أعداء الإستعمار وأنصار التحرير التام، واغتنام وجود المظاهرات العظيمة التي يقوم بها أصحاب المؤتمر الذي أسس في عاصمة بلجيكا للدفاع عن صفوف المظلومين لا فرق بين الأجناس والأديان واللغات.
وقد شاركت فعلا في مظاهرتين انعقدتا في بركسيل في شهري يبراير ودجنبر سنة 1927، تم توزيع رسائل الدعاية في سبيل معاضدة المجاهدين المغاربة بمناسبة ثورة قبيلة بني خالد سنة 1927 كذلك، وبيان موقف الوطنيين إزاء الحرب المغربية كالتأهب والاستعداد لتوسيع دائرتها.
وحيث استأنف المتعمرون الحرب في المغرب الأقصى للإستيلاء على بقية الأراضي والمناجم واحتلال ينابيع واد العبيد، وتمهيد الطريق للخط الحديدي الذي سيوجد اتحادا عسكريا بين مختلف البلدان الإفريقية المغصوبة، ولنقل خيرات هذه الأقطار، يجب على كافة الوطنيين المغاربة والتونسيين والجزائريين إظهار معاضدتهم لإخوانهم المكافحين، وانتهاز هذه الفرصة لتنظيم أنفسهم داخل حزب وطني قوي يعزز قوة إخوانهم، ويسمح لهم بالدفاع عن مصالحهم الحيوية، ويمهد لجميعهم تكوين كتلة وطنية إفريقية تكون قادرة على مقاومة الإستعمار في كل الأقطار المحتلة والمهددة، واسترجاع الحقوق المغصوبة، وبعبارة: الإستقلال التام.
فعليكم أيها الإخوان أن تعجلوا بتشكيل حزبكم هذا وذلك لربط العلائق المتينة بين مختلف الوطنيين وإيجاد حبل من الإتحاد بيننا يجعلنا وإياكم نسعى لتحقيق الغاية المنشودة، فكاتبونا وأطلعونا على أفكاركم في مشروعنا إذ هو مشروعكم ونحن خدامكم وعضدونا في مساعينا كلها فالظروف حرجة والأعمال محتاجة إلى تآزر كبير.
وختاما تقبل تحياتنا واطلب المولى أن يوفقنا لما فيه خير بلدنا الشهيدة المظلومة والسلام.
-------------------------------------
هذه الرسالة توصل بها العلامة عبد الله كنون رحمه الله من رئيس جمعية (نجم الشمال الإفريقي)، يطلعه فيها على أهداف الجمعية ويقترح عليه إنشاء فرع لها بالمغرب، لما سيشرحه من أسباب:
“نجم الشمال الإفريقي* جمعية وطنية إسلامية تدافع عن حقوق أبناء الشمال الإفريقي وتعمل لاستقلال بلدانهم.
رئيسها الشرفي: الأمير خالد
المركز العام باريس في 1927
شعار الجمعية لا قوة إلا بالإتحاد ولا استقلال إلا بالجهاد