علي صالح المصري - مسرحية عاشق التمثال

احتضن علوي تمثاله وبقي يتودد اليه قائلا :

ــ لقد صنعتك بهذا الجمال ليعرفن الجميلات انني اصنع اجمل منهن . وهانا اموت عشقا بين ذراعيك الجامدتين وقلبك الذي لا يخفق .
ينظر اليه بصمت ثم يضيف قائلا بحنق :
ـــ تحدث معي ايها التمثال الغبي .لماذا اقبل شفتيك العاجية الباردة . دون ان يعتريك اي شعور بي ؟
يمرر يديه على التمثال ويقول بحزن :
ــــ لماذا ليس جسدك لين لماذا اشعر بانك تطردني كلما المسك .
يبتلع ريقه الممزوج بالدموع ويقول :
ـــ لماذا اتضور جوعا جوار جسدك العاجي الذي لا يدرك دموعي .
ينظر الى عيني التمثال الجامدتين ويقول باستعطاف :
ـــ الا تشعر بوجودي ؟! انني هنا بجوارك . ارجوك انا هنا . انا علوي الجميل الذي لم آبه لجميلات القصر انظر الي
يطلق نهدة تكاد تحرق جوفه ويقول بوجع :
ــ كيف وقعت في حبك ايها التمثال الغبي ؟!!
ثم يرفع رأسه الى السماء ويقول بألم :
ـــــ ربااااه ارحمني ان لم يرحمني هذا التمثال . رباااه ارحمني لقد توضئ هذا الجبس من دموعي الف مره . ولم يشعر بي .
ثم يمرر يده على التمثال بلطف ويقول :
ـــ انهض ايها الحبيب انهض . هل اعطيك شيء من دمائي لتبعث فيك الروح .
بعد صمت قصير يقول :
ــــ اجل انك بحاجة لدماء ساخنه .انتظر سأفتح شرياني واحقنك بما تريد من الدماء .
يأخذ علوي سكينته التي ينحت بها التماثيل ويفتح وريده يتسرب دمه من ذراعه .يضع يده على التمثال ويقول :
ــــ ها هي الدماء تسيل اين اضعها لك من أي مكان احشر لك هذه الدماء ؟!! تحدث أيها الحبيب دمائي تنزف بقوه . دع جسدك اللعين يبتلع الدماء
يمعن النظر الى تلك الدماء وهي تتمدد على سطح جسد التمثال دون ان يمتصها الى جوفه ثم يعلق قائلا بيأس
ــ هل ستكتفي بالاستحمام بكل هذه الدماء ؟ ربما يفدك ذلك اني اتوسل حتى للأشياء لا اعتقد انها ستنجح ولكن حبي لك يدفعني لفعل ذلك .
يفرق الدماء على سطح جسد التمثال العاجي ثم يقول :
ــــ هل اكتفيت ؟ اشعر بالبرد لقد جفت دمائي .
ثم يسد شريانه المفتوح بيده ويضمها الى صدره وكانه يرتعد من البرد يشعر بغصة تسد حلقه ثم يرفع راسه الى السماء ودموعة تنسكب كما لو ان عينيه هي الأخرى تنزف كل سوائلها ويقول بحزن عميق :
ـــــ ربااااه ما هذه اللعنة التي حلت بي ؟!!
يعيد النظر الى التمثال الممتد جواره ويقول معاتبا بحزن :
ــــ ايها الجماد هل سأموت دون ان اسمع منك كلمة أخيرة . ارجوك لا تخذلني ارجوك قل انك احببتني . هيا قل . اريد ان اسمعها قبل ان تنضب دمائي . تكلم أيها التمثال الغبي تكلم
يبكي بحرقه وتنزلق دموعة على جسد التمثال تختلط بتلك الدماء المتناثرة . ثم يحرك رجلية من تحت التمثال بحنق ويقول :
ـــ ابتعد عني. اشعر بأعضائي تتجمد أيها الغبي .
يشهق ليملئ رئتيه بالهواء وكانه يشعر بانه يتنفس بصعوبة ثم يقول :
ـــ اسمع يقولون ان هناك حياة بعد الموت . ولكن لا اريد ان اراك في حياتي الأخرى . دع حياتي الأخرى تنتهي على يد تمثال اخر . وداعا .
اغمض علوي عينية ونام للابد .

النهاية

تأليف /
الكاتب /علي صالح المصري
2019م
00967773200150

[ISPOILER][ISPOILER][ISPOILER][/ISPOILER][/ISPOILER][/ISPOILER]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...