مريم الأحمد - رسالة إلى أهلي في المنفى

هل ستأتون لزيارتي عندما يجتاحني الكرب؟
هل ستقرعون جرس الباب تحت المطر و العاصفة بصلابة و تماسك؟
ألن تتظاهروا بالسعال و تعتذروا عن الدخول؟
هل ستجففون الدمع قبل أن أجرّ قدميّ نحو مروج الشمس خلفكم؟
أم ستكتفون برسم قلب فارغ تحت منشوري الأخير؟
قلب متصدع حزين،، و تهرولون مسرعين إلى أخبار سعيدة!
هذا ما ينبغي أن يحدث.
فلا أخت صغيرة و حبيبة لتمسح الغبار عن سريري
و لا أخ يبالي بالطريق المستقيم الذي إعوج من كثرة التلوي.
ستهلعون!
فالألم لا يمازح،
ستبعدون عيونكم الباردة عن ملامحي الطيبة القاسية،
الحياة في الأمام بهرجة رخيصة و لكن الزبائن ينفضّون بلا سبب
الموت في الخلف عجوز بدينة توقظ طيورها السوداء بلا طائل!
و الآن؟
الآن؟ نافذ الصبر كشاب وسيم متأجج في غرفة وداع جده الخرف!
الآن؟ بناء بعدة طوابق يتداعى فوق اليقين باللحظة.
لا أخت و لا أم و لا أخ و لا صديق.. سيذهب معي!
و لن أفلت أبداً من ضجيجهم داخلي.
لن أفلت من وجهي الجامد الذي يتلقف الأصوات و يحفّ بها بكمه!
هاقد وضعت رأسي على أول طريق
و سرى في ذهني عبور ما
رشاقة أكفّ تلفّ
اسمي الحنون
برفق!
برفق!
..
..
مريم...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...