أفرغتُ كل ما في معدتي على الأرض، أخذتُ نفسًا عميقًا ثم أكملتُ السير.
كل أنواع السَمك تجدها في هذا السوق، البلطي الكبير والصغير، المكاريل، المكرونة والسردين الجمبري أيضًا، السير بجوار السَمَك يذكرني بالحب، بالقُبلة على فيس بوك التي حولت أصحابها إلى ثعابين بحر، ما الذي سيحدث اذا أكلت هذه الثعابين هل سألمسُ هذا الحب أم أنني سأقع في الغرام المستحيل على طول حياتي هذه ؟، أفكر بالفعل في شراء سمكة كبيرة لأشويها بنفسي . الطريقة سهلة. كل شيء ممكن أن يحدث بأقل الإمكانيات. فقط لو أستطيع الوقوف قليلًا وتدخين سيجارة .
شعاع شمس خافت يتسرب من بين الثنيات التي تصنعها البيوت المتلاصقة، شعاع شمسٍ واهن يستقر على نصف وجهي الذي ينعكس الآن على مرآة معلقة في محل للتحف صغير محشور بين محلات السَمَك. اني أشبه الأشباح أو الموتى العائدين لرؤية العالم بعد فترة انقطاع بلا حنين، بلا أسى.
صاحب محل التحف هو صاحب العالم الآن، لا يهمه الروائح النتنة المنتشرة في الأرجاء ويصر على البقاء صامدًا بتحفه المغبرة المركونة منذ مئات السنين بنفس الترتيب، فونوغراف بجوار عتبة الباب تلف إبرته على اسطوانة عتيقة تمطر بصوت أسمهان "ياحبيبي تعالى الحقني شوف اللي جرالي من حبك .."، دولاب للتحف على اليمين وثلاث مرايات بيضاويات بأطر ذهبية على اليسار ، الرجل يجلس على كرسي صغير في مدخل المحل ممسكا بجورنال. لو حاولت المرور من هنا كل يوم سترى نفس المشهد بلا تغير ستسمع نفس الأصوات وتشم نفس الرائحة.ستراني انا أيضا أستند على الحائط المواجه وقد انقسم وجهي بسبب شعاع الشمس الواهن ثم انقسم الى ثلاث قطع في المرايا المحدقة من بعيد.
بعد قليل تمر امرأة ببلوزة سوداء وبنطلون أسود قطني، تقف ثانيتين أمام المرآة. فتصبح الصورة من الخلف هكذا: جسد امرأة ببلوزة سوداء يظهر في مرآتين متجاورتين ذراعها في واحدة والكف على رأسها يظهر في المرآةالأخرى انا خلفها تماما بفستان أخضر وشعاع واهن من الشمس يسقط على شعري فيظهر الشعيرات البيضاء المتناثرة على الفروة البنية .
سأتهور وأخرج سيجارة لأدخنها بلا مبالاة وسط السوق ،قد أتهور أكثر وأكسر المسافة بيني وبين هذه المرأة، هل أخطو ببطء وأقول لها ببساطة: انا فلانة، وانتي؟، ثم أدعوها لتأكل معي السمكة المشوية ونشرب بيرة كالأفلام ثم أصارحها أني معجبة بها وأن كل ما أريده هي قبلة حتى أتحول لثعبان بحر .
لا هذا مُربِك للمرات الأولى، سأدعوها لتناول فنجان قهوة في المقهى القريب وبعد أن ينشأ بيننا حديث حميمي سأخرج الهاتف وأريها الصورة " انظري كم جميل أن يتحول الانسان لثعبان بحر. تجربي ؟!".
طيب اذا وافقت ماذا سنفعل بعد التحول هل نتسرب لنغوص في البانيو أم أننا سنختنق بدون بحر كبير ، طيب اذا وصلنا للبحر، كيف سأقبلها ، هل أقرب فمي من فمها وهي ستنجز مهمتها أم أفتح أسناني وألتهم شفتها. كيف سيكون احساسي، هل سأحبها مباشرةً أم أنها ستهجرني لتعيش مع ثعبان بحر أصيل فيلتاع قلبي وأهيم من الحزن فيلتقطني صياد لئيم ويتم بيعي على الرصيف ومن ثم مضغي وأكلي .
وجهي سيعود ثلاثة وجوه في المرايا.ككل يوم المرأة ستمشي بخطى ثابتة نحو الفراغ الفسيح الذي يبتلعها ويحولها الى سمكة طائرة مجنونة.
ثم سيأتي دور الولد الصغير أظنه خمس سنوات ، يحجل بسعادة، سنونو كبير يفرد جناحيه فوق رأسه مباشرة. نعم قد أتحول الى سنونو يوما ما وأطير فوق رأس طفلٍ صغير سأرفرف بسعادةوانا أتبعه وسأندهش جدا عنما يظهر ظلي فوق ظله على الأرض .
كل أنواع السَمك تجدها في هذا السوق، البلطي الكبير والصغير، المكاريل، المكرونة والسردين الجمبري أيضًا، السير بجوار السَمَك يذكرني بالحب، بالقُبلة على فيس بوك التي حولت أصحابها إلى ثعابين بحر، ما الذي سيحدث اذا أكلت هذه الثعابين هل سألمسُ هذا الحب أم أنني سأقع في الغرام المستحيل على طول حياتي هذه ؟، أفكر بالفعل في شراء سمكة كبيرة لأشويها بنفسي . الطريقة سهلة. كل شيء ممكن أن يحدث بأقل الإمكانيات. فقط لو أستطيع الوقوف قليلًا وتدخين سيجارة .
شعاع شمس خافت يتسرب من بين الثنيات التي تصنعها البيوت المتلاصقة، شعاع شمسٍ واهن يستقر على نصف وجهي الذي ينعكس الآن على مرآة معلقة في محل للتحف صغير محشور بين محلات السَمَك. اني أشبه الأشباح أو الموتى العائدين لرؤية العالم بعد فترة انقطاع بلا حنين، بلا أسى.
صاحب محل التحف هو صاحب العالم الآن، لا يهمه الروائح النتنة المنتشرة في الأرجاء ويصر على البقاء صامدًا بتحفه المغبرة المركونة منذ مئات السنين بنفس الترتيب، فونوغراف بجوار عتبة الباب تلف إبرته على اسطوانة عتيقة تمطر بصوت أسمهان "ياحبيبي تعالى الحقني شوف اللي جرالي من حبك .."، دولاب للتحف على اليمين وثلاث مرايات بيضاويات بأطر ذهبية على اليسار ، الرجل يجلس على كرسي صغير في مدخل المحل ممسكا بجورنال. لو حاولت المرور من هنا كل يوم سترى نفس المشهد بلا تغير ستسمع نفس الأصوات وتشم نفس الرائحة.ستراني انا أيضا أستند على الحائط المواجه وقد انقسم وجهي بسبب شعاع الشمس الواهن ثم انقسم الى ثلاث قطع في المرايا المحدقة من بعيد.
بعد قليل تمر امرأة ببلوزة سوداء وبنطلون أسود قطني، تقف ثانيتين أمام المرآة. فتصبح الصورة من الخلف هكذا: جسد امرأة ببلوزة سوداء يظهر في مرآتين متجاورتين ذراعها في واحدة والكف على رأسها يظهر في المرآةالأخرى انا خلفها تماما بفستان أخضر وشعاع واهن من الشمس يسقط على شعري فيظهر الشعيرات البيضاء المتناثرة على الفروة البنية .
سأتهور وأخرج سيجارة لأدخنها بلا مبالاة وسط السوق ،قد أتهور أكثر وأكسر المسافة بيني وبين هذه المرأة، هل أخطو ببطء وأقول لها ببساطة: انا فلانة، وانتي؟، ثم أدعوها لتأكل معي السمكة المشوية ونشرب بيرة كالأفلام ثم أصارحها أني معجبة بها وأن كل ما أريده هي قبلة حتى أتحول لثعبان بحر .
لا هذا مُربِك للمرات الأولى، سأدعوها لتناول فنجان قهوة في المقهى القريب وبعد أن ينشأ بيننا حديث حميمي سأخرج الهاتف وأريها الصورة " انظري كم جميل أن يتحول الانسان لثعبان بحر. تجربي ؟!".
طيب اذا وافقت ماذا سنفعل بعد التحول هل نتسرب لنغوص في البانيو أم أننا سنختنق بدون بحر كبير ، طيب اذا وصلنا للبحر، كيف سأقبلها ، هل أقرب فمي من فمها وهي ستنجز مهمتها أم أفتح أسناني وألتهم شفتها. كيف سيكون احساسي، هل سأحبها مباشرةً أم أنها ستهجرني لتعيش مع ثعبان بحر أصيل فيلتاع قلبي وأهيم من الحزن فيلتقطني صياد لئيم ويتم بيعي على الرصيف ومن ثم مضغي وأكلي .
وجهي سيعود ثلاثة وجوه في المرايا.ككل يوم المرأة ستمشي بخطى ثابتة نحو الفراغ الفسيح الذي يبتلعها ويحولها الى سمكة طائرة مجنونة.
ثم سيأتي دور الولد الصغير أظنه خمس سنوات ، يحجل بسعادة، سنونو كبير يفرد جناحيه فوق رأسه مباشرة. نعم قد أتحول الى سنونو يوما ما وأطير فوق رأس طفلٍ صغير سأرفرف بسعادةوانا أتبعه وسأندهش جدا عنما يظهر ظلي فوق ظله على الأرض .