فتحية دبش* - عنقائية -1-

لو كان لي، لقلتُ للدوارِ المترصد بي: توقف!
فأنا سيدة المسافات الطويلة..
و الخيارت العصيّة
ذات مساء صيفي..
و لهب السماء يخبو،
أبحرتُ..
و اخترتُ المنافي لي وطناً قصيّاً
رشْح من رذاذ الأمنيات و السلوى،
عن أرض ماكانت لي أرضاً،
و سماء.. ما كانت لي سماء!..
قلت للمطرِ المحبوس في قلة الاله: عمّدني ..
أنا شرق للغربِ آتٍ..
بعطشٍ إلى الحرية،
و نهم للقصائدِ و الحكاياتِ
أنا شرق تختفي فيه النساء خلف الجلابيب
أنا شرق يحلم
بالحي اللاتيني،
بايفيل و نهر السان
ذات حبيب قال لي:
كم سنطوف هناك كالمجانينِ..
و قبّل يدي،
قبلتين.. و ثالثة...
جزعتُ، تراجعتُ قليلاً قلت: أخجل!
في شرقنا ذاك، نخفي القُبلة
و نشهر الدم..
ألم تعلم؟!
ها هنا..
أنا الآن في مدارِ المداراتِ
أعدُّ على سبحةِ العمرِ خطوي..
بعضه فعلاً تعثّر،
و بعضه ظل يعاند
و يهفو للمسراتِ..
كيف، و هذا تاريخي،
سأعاقر خمر الكلام و الأمنيات
و ألظم من حُبِّ الخيبات عقداً لجيدي
أنا الطليقة!
أركض في مياديني وحيدة إلّا مني،
و ابتسامات...
كيف، حين تطوقني..
أرى بعينيك آلاف الحكايا
و نساء غاربات...
كيف، حين تقول؛
جئتك عارياً منهن!..
لا أرى على نبضك..
غير.. خطاهُنّ و الإنكسارات..!


فتحية دبش (كاتبة روائية وقاصّة من تونس - مقيمة في فرنسا)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...