فى الحادية عشر من عمره، أثناء تشاجر خوان بنيا مع بعض المشاكسين، استقرت حصاة على سنته، كانت الدماء تسيل غاسلة قذارة وجهه، فقد انكسرت السِنة متخذة شكل المنشار. منذ ذلك اليوم بدأ عصر خوان بنيا الذهبي.
كان يلمس سِنته المكسورة بطرف لسانه دون توقف و هو بلا حراك، كان يجول بناظريه دون أن يفكر في أي شئ. و هكذا تَحْوَلَ من مثير للمشاكل و المتاعب إلى هادئ و صامت.
أما والدى خوان فكانوا متضايقين من سماع شكاوى الجيران و المارة ضحايا شر الصبى، و الذين استنفذوا كل دروس التوبيخ و العقاب معه، إلا إنهم الآن مذهولون و قلقون بشأن هذا التحول المفاجئ لخوان.
لم يكن خوان يمزح، حتى أنه كان يظل لساعات كاملة في وضع هيراطيقي، كالسبات، بينما، هناك، داخل ظلمة هذا الفم المغلق، يداعب اللسان سِنة مكسورة دون أي تفكير.
قالت الأم للزوج: الطفل ليس بخير يا بابلو، يجب أن نستدعي الطبيب.
أتى الطبيب و أجرى تشخيصاً: نبض منتظم، خدود متوردة، شهية ممتازة، لا توجد أعراض لأي مرض.
قال الطبيب بعد أن انتهى من فحصه الطويل: - سيدتي، أمانتي المهنية تقتضي أن أوضح لكِ أن ...
قالت السيدة القلقة مقاطعة إياه: - ماذا به صغيري يا دكتور؟
- إنه بصحة جيدة، ثم تحدث بصوت غامض، إذا كان هناك شئ غير قابل للنقاش، فهو أننا أمام حالة إستثنائية، ابنك مؤدب للغاية يا سيدتي، هو فقط يعاني مما نسميه اليوم مرض التفكير، بإختصار، ابنك فيلسوف مبكر و ربما عبقري.
داخل ظلمة هذا الفم المغلق، كان خوان يداعب بلسانه سِنته المكسورة دون أن يفكر فى أي شئ.
مرت شهور و سنين، و أصبح خوان بنيا ، نائب و أكاديمي و وزير و كان على وشك أن يتولى منصب رئيس الجمهورية، عندما أصابته السكتة الدماغية تفاجأ مداعباً سنته المكسورة بطرف لسانه. تضاعف صوت الأجراس معلناً الحداد الوطني المشدد. بكى الواعظ فى تأبينه مصلياً باسم الوطن. تساقطت الزهور و الدموع على قبر هذا الرجل العظيم الذي لم يكن لديه وقت ليفكر.
كان يلمس سِنته المكسورة بطرف لسانه دون توقف و هو بلا حراك، كان يجول بناظريه دون أن يفكر في أي شئ. و هكذا تَحْوَلَ من مثير للمشاكل و المتاعب إلى هادئ و صامت.
أما والدى خوان فكانوا متضايقين من سماع شكاوى الجيران و المارة ضحايا شر الصبى، و الذين استنفذوا كل دروس التوبيخ و العقاب معه، إلا إنهم الآن مذهولون و قلقون بشأن هذا التحول المفاجئ لخوان.
لم يكن خوان يمزح، حتى أنه كان يظل لساعات كاملة في وضع هيراطيقي، كالسبات، بينما، هناك، داخل ظلمة هذا الفم المغلق، يداعب اللسان سِنة مكسورة دون أي تفكير.
قالت الأم للزوج: الطفل ليس بخير يا بابلو، يجب أن نستدعي الطبيب.
أتى الطبيب و أجرى تشخيصاً: نبض منتظم، خدود متوردة، شهية ممتازة، لا توجد أعراض لأي مرض.
قال الطبيب بعد أن انتهى من فحصه الطويل: - سيدتي، أمانتي المهنية تقتضي أن أوضح لكِ أن ...
قالت السيدة القلقة مقاطعة إياه: - ماذا به صغيري يا دكتور؟
- إنه بصحة جيدة، ثم تحدث بصوت غامض، إذا كان هناك شئ غير قابل للنقاش، فهو أننا أمام حالة إستثنائية، ابنك مؤدب للغاية يا سيدتي، هو فقط يعاني مما نسميه اليوم مرض التفكير، بإختصار، ابنك فيلسوف مبكر و ربما عبقري.
داخل ظلمة هذا الفم المغلق، كان خوان يداعب بلسانه سِنته المكسورة دون أن يفكر فى أي شئ.
مرت شهور و سنين، و أصبح خوان بنيا ، نائب و أكاديمي و وزير و كان على وشك أن يتولى منصب رئيس الجمهورية، عندما أصابته السكتة الدماغية تفاجأ مداعباً سنته المكسورة بطرف لسانه. تضاعف صوت الأجراس معلناً الحداد الوطني المشدد. بكى الواعظ فى تأبينه مصلياً باسم الوطن. تساقطت الزهور و الدموع على قبر هذا الرجل العظيم الذي لم يكن لديه وقت ليفكر.