لقد افترقا، ومضى اليوم على فراقهما أكثر من عشر سنوات، يتذكر اليوم أسئلتها وهما يعبران بمحاذاة شاطئ طنجة ، كيـف تفهم الحــرية ؟
.. و كيف تفهم الحروب ؟؟
كيف تفهم الحب والجـــنس والموت ؟
كيف تفهــم ما رأيناه في الحفل الداعر اليـوم، نساء شبه عاريات ورجال أمعنوا في السكر والرقص الماجن ، وتبادل الخليلات فيما بينهم ؟؟
كيف تفهم الـوطن ؟؟
راوغها تلك الليلة، حتى لا يدخل معها في أي لجاج يعكر هذا اللقاء، هو يدرك أن أسئلتها تعني ما حدث تلك الليلة، أما سؤالها عن الحب فهو يعني عدمية كل ذلك ، إذا لم يرتبط بمعنى حقيقي للوجود البشري على الأرض.
أحس أنه الآن يتعامد مع كل ما مر، ومن خلال هذا التعامد يتم إدراك الأمور بشكل أقوى وأفضل، فراودته الرغبة في أن يكتب ما عن له الآن.
أحن إلى الكتابة إليك ، إلى صوت الرغبة يسري في دمي
كيف أبدأ الجواب عن أسئلتك التي مضى عليها أكثر من عشر سنوات، تغافلت يومها عن الرد عليك، كنت أخشى أن أفسد نعمة ذلك اللقاء، و لكنها ظلت تحت جلدي، كيف أبدأ الرد يا عزيزتي :
الحـروب
أما عن الحروب التي تجتاح العالم فأفضل أن تقرئي رواية أنتجها سقوط الوهم الأمريكي، "ثـلاثة جنود" لـ جون دوس باسوس تقول الرواية إن الحضارة لم تكن سوى عمارة شاهقة من الزيف، والدجل، وأن الحروب لم تكن حطامها، بل التعبير الأكمل و الأقصى عنها.
الحــــــــــــب
اسمعي يا عزيزتي
التقيت في محطات كثيرة من عمري ببشر شكلوا محطات أساسية من حياتي ، أنا لم أختر أي واحد منهم، بل الصدفة، لم أندفع لأبحث عن شخص معين، وفق مقاييس أو تصور خاص، جاء كل شيء عرضا، على الأقل هكذا يبدو لي. نجمة على مقاعد الدراسة في باريس، أنيتا وبربرا بفارسوفيا، لم يكن في نيتي أي شيء مسبقا، هناك شيء ما تنسجه أشياء كثيرة، إيقاع خطو عابر، فضاء تلك اللحظة، ربما شجرة على ناصية الطريق أظلتنا معا أو مقعد في حديقة عمومية، فحدث ما حدث، قد يجرك هذا الشيء الصغير نحو علاقة ما، هذا ليس اختياري، ولست وحدي مسئولا عنه، فحريتي فيما سأختاره من سلوك، وحريتهم فيما تركوه.
أراك تتساءلين هل أحب نجمة ؟ وهل حقا أحبني ؟ هل أحب أنيتا ؟؟ ألم نكن سوى نزوة عابرة ؟؟
بل كان حبا حقيقيا ربطني بكل واحدة منكن ، كنت أرى من أحببت هي الوطن، و أرى نفسي في هذا الوطن.
عندما حدثت تحولات في وطني قتلتنا جميعا، قتلت ما هو جميل وعميق فينا.
إن ما يسمى بالفراق لستن سببه، ولست أنا سببه، ولكن ما حدث هو الذي شكل منا و معا الضحيتين، لقد كنا ضحية للتحولات التي عرفها الوطن في مساء آخر غير المساء الذي عرفناه.
المــوت....
لا يخيفني، أو على الأقل أحاول أن أمنطق القضية، أحولها إلى أعداد رياضية، تجعل الأمر واضحا و عاديا عندي على الأقل، فاليوم هو ناقص من مسافة زمنية كانت في أيدينا البارحة، وهو أيضا ميتة في مجموع ميتات مرت، و ميتات قادمة ، أكف عن السؤال غير أني وبدون أن أشعر أردد : إني موجود.
يتقلص الموت حتى ليكاد يصبح مجرد شعرة فاصلة بين حياتين، بين هنا وهناك . ألا تسل مني أمكنة، وأزمنة ، و أناس أحببتهم ، الموت أحس به داخلي يتمطـــــــط، لكن علي مواجهته من أجل حياة تولد من جسد هذا الموت ، لتكون ذات جدوى لتأخذالمعنى الحقيقي الذي أريده.
الجنــــــــــــس:
أما عن الجنس
....... لا تغتاظي و أنا أكاشفك، تريثي، و أنا أتجول في بروكسيل ساقتني الصدفة إلى كار دو ميدي امرأتان إلى اليوم ما تزالان عالقتين بذاكرتي ، الأولى شقراء متناسقة الأعضاء، عيناها الخضراوان تسبحان في عالم مبهم، نصف عارية، كان جسدها الغض ينتظر زبونا ربما لتسديد فاتورة الماء والكهرباء، أو.... ألم يكن جديرا بهذا الجسد أن يجد عاشقا يلوذ إليه و يحلق معه في كل السماوات ؟.. تساءلت يومها، أما الثانية فكانت تربو على الخمسين عاما سمينة لحد الاشمئزاز، تنبطح على بطنها ، تكاد تكون عارية. قلت مع نفسي: ألم تشبع بعد ؟؟ كانوا لم يتوصلوا بعد إلى عقار "فياغرا "
علك ستقولين: كم هو داعر ، لكن هل يمكن تحديد ما يجري في النفس حينها ؟؟ و ما الذي يرسو ؟؟ وهل بإمكاناللغة الخارجية و البطيئة أن تلاحق ما يبرق بالداخل ؟؟ دعينا نقف قليلا فيما يبرق بالداخل.أليس ومضة روح ؟؟ أليس نتيجة رياضيات بحثة ؟... ومضة انتصرت فيها الصدفة العارية .
تذكرت أني قرأت يوما عن ليوناردو دي فنشي أن هذه الومضة المسافرة في الزمن هي التي قادته وهو أمام رجل جاءه يحمل صورة لزوجته ويطلب منه أن يضع لها بورتريها يقدمه لها هدية ، سنفاجأ بالرجل و هو أمام لوحة الجيوكندا يعلن منفعلا أن هذه ليست زوجته و أن هذا البورتريه لا يلزمه فهو لامرأة أخرى غيرها.
ماذا لو أن ليوناردو دي فنشي اعتمد الوسيلة التي فيها الوجه الخارجي ، أو الدقة الظاهرة للعين ؟؟
حتما يكون وجه المرأة هو الظاهر الذي يعرفه الزوج ، الوجه الذي اعتاده البصر دون البصيرة. أليس حدس ليوناردو هو الذي قاده باتجاه الوجه الحقيقي للمرأة ، و الذي لم يره الزوج ؟؟قاده باتجاه السري الكامن الذي لم تسبقه فكرة محددة ؟؟ لقد قاده مزاجه أو حدسه إلى مختلف مراحل تكوين ملامح المرأة ، باتجاه بسمة محيرة ونافذة ومنفلتة من لحظات ابتسام مكرور.
هذه اللحظة أو البسمة المنفلتة في الصيرورة أو الديمومة، هي ما نفذت إليها بصيرة ليوناردو، وهي التي جعلت حدسه لا يخيب، بينما الحدوس السياسية ما أكثر مزالقها وأخطاءها التي لا تدرك بالعين إلا بعد حين.
كل ما مر كان سريعا بداخلي، ومع ذلك سأحاول أن أقوم بتفسير هذا الموقف.
الجنـــــس ؟؟...
لا تنسي أني تلميذ ليوناردو أنظر إلى الجنس بمفهومي الخاص ، وعلي أنأحدد ماذا أعني، هناك من ينظر للجنس نظرة حيوانية، وهناك من ينظر للجنس نظرة جنسية فيها نوع من المودة والاحترام، وثالث ينظر للجنس نظرة فيها نوع من المطلق.
فليس بالضرورة أن ترتبط الأنوثة عندي بالجنس، بل بسر الحياة.
كيف تفهم ما رأيناه اليوم ؟؟
ما حدث ذلك اليوم هو نتيجة التحولات التي بدأ يعرفها الوطن، انتهى زمن النضال والتفكير في الطبقات الشعبية ، ومد الجسور في ما بين الأرصفة ، في الفن و الثقافة و الوعي، إنه بدء الركض نحو الوضع المادي ، نحو العولمة .
أما الاشتراكية فكانت مجرد القفاز الذي رتبوا به لعبتهم، لقد انتهى الأمر بتماهي الأحزاب مع السلطات الحاكمة
الــــــــــــــــــــوطن
أما عن سؤالك كيف أفهم الوطن ؟؟
هو ليس في حاجة لفهمي، هو يحتاط من هذا الفهم . وطني اليوم يا عزيزتي بلد يتهافت على كولونيا الغرب في النهار ليمسح روحه في أصباغ الجشع التي طلى بها أحلامه. الوطن تصنعه الجماعة، هتلر ليس هو سبب النازية ، قبله كان هيجل، وبعد هيجل كان نيتشه، كلهم كانوا بذور مجتمع جديد وكلهم في الأخير كانوا بذور ألمانيا الهتليرية.
نعم لقد باعد الزمن فيما بيننا ، وتوزعتنا أطراف الأرض ، لكننا خارج أجسادنا نلتقي ، يظل الفكر والروح جسرا خالدا يجمعنا
هنــــــــــا نلتقــــــــــــي
.
.. و كيف تفهم الحروب ؟؟
كيف تفهم الحب والجـــنس والموت ؟
كيف تفهــم ما رأيناه في الحفل الداعر اليـوم، نساء شبه عاريات ورجال أمعنوا في السكر والرقص الماجن ، وتبادل الخليلات فيما بينهم ؟؟
كيف تفهم الـوطن ؟؟
راوغها تلك الليلة، حتى لا يدخل معها في أي لجاج يعكر هذا اللقاء، هو يدرك أن أسئلتها تعني ما حدث تلك الليلة، أما سؤالها عن الحب فهو يعني عدمية كل ذلك ، إذا لم يرتبط بمعنى حقيقي للوجود البشري على الأرض.
أحس أنه الآن يتعامد مع كل ما مر، ومن خلال هذا التعامد يتم إدراك الأمور بشكل أقوى وأفضل، فراودته الرغبة في أن يكتب ما عن له الآن.
أحن إلى الكتابة إليك ، إلى صوت الرغبة يسري في دمي
كيف أبدأ الجواب عن أسئلتك التي مضى عليها أكثر من عشر سنوات، تغافلت يومها عن الرد عليك، كنت أخشى أن أفسد نعمة ذلك اللقاء، و لكنها ظلت تحت جلدي، كيف أبدأ الرد يا عزيزتي :
الحـروب
أما عن الحروب التي تجتاح العالم فأفضل أن تقرئي رواية أنتجها سقوط الوهم الأمريكي، "ثـلاثة جنود" لـ جون دوس باسوس تقول الرواية إن الحضارة لم تكن سوى عمارة شاهقة من الزيف، والدجل، وأن الحروب لم تكن حطامها، بل التعبير الأكمل و الأقصى عنها.
الحــــــــــــب
اسمعي يا عزيزتي
التقيت في محطات كثيرة من عمري ببشر شكلوا محطات أساسية من حياتي ، أنا لم أختر أي واحد منهم، بل الصدفة، لم أندفع لأبحث عن شخص معين، وفق مقاييس أو تصور خاص، جاء كل شيء عرضا، على الأقل هكذا يبدو لي. نجمة على مقاعد الدراسة في باريس، أنيتا وبربرا بفارسوفيا، لم يكن في نيتي أي شيء مسبقا، هناك شيء ما تنسجه أشياء كثيرة، إيقاع خطو عابر، فضاء تلك اللحظة، ربما شجرة على ناصية الطريق أظلتنا معا أو مقعد في حديقة عمومية، فحدث ما حدث، قد يجرك هذا الشيء الصغير نحو علاقة ما، هذا ليس اختياري، ولست وحدي مسئولا عنه، فحريتي فيما سأختاره من سلوك، وحريتهم فيما تركوه.
أراك تتساءلين هل أحب نجمة ؟ وهل حقا أحبني ؟ هل أحب أنيتا ؟؟ ألم نكن سوى نزوة عابرة ؟؟
بل كان حبا حقيقيا ربطني بكل واحدة منكن ، كنت أرى من أحببت هي الوطن، و أرى نفسي في هذا الوطن.
عندما حدثت تحولات في وطني قتلتنا جميعا، قتلت ما هو جميل وعميق فينا.
إن ما يسمى بالفراق لستن سببه، ولست أنا سببه، ولكن ما حدث هو الذي شكل منا و معا الضحيتين، لقد كنا ضحية للتحولات التي عرفها الوطن في مساء آخر غير المساء الذي عرفناه.
المــوت....
لا يخيفني، أو على الأقل أحاول أن أمنطق القضية، أحولها إلى أعداد رياضية، تجعل الأمر واضحا و عاديا عندي على الأقل، فاليوم هو ناقص من مسافة زمنية كانت في أيدينا البارحة، وهو أيضا ميتة في مجموع ميتات مرت، و ميتات قادمة ، أكف عن السؤال غير أني وبدون أن أشعر أردد : إني موجود.
يتقلص الموت حتى ليكاد يصبح مجرد شعرة فاصلة بين حياتين، بين هنا وهناك . ألا تسل مني أمكنة، وأزمنة ، و أناس أحببتهم ، الموت أحس به داخلي يتمطـــــــط، لكن علي مواجهته من أجل حياة تولد من جسد هذا الموت ، لتكون ذات جدوى لتأخذالمعنى الحقيقي الذي أريده.
الجنــــــــــــس:
أما عن الجنس
....... لا تغتاظي و أنا أكاشفك، تريثي، و أنا أتجول في بروكسيل ساقتني الصدفة إلى كار دو ميدي امرأتان إلى اليوم ما تزالان عالقتين بذاكرتي ، الأولى شقراء متناسقة الأعضاء، عيناها الخضراوان تسبحان في عالم مبهم، نصف عارية، كان جسدها الغض ينتظر زبونا ربما لتسديد فاتورة الماء والكهرباء، أو.... ألم يكن جديرا بهذا الجسد أن يجد عاشقا يلوذ إليه و يحلق معه في كل السماوات ؟.. تساءلت يومها، أما الثانية فكانت تربو على الخمسين عاما سمينة لحد الاشمئزاز، تنبطح على بطنها ، تكاد تكون عارية. قلت مع نفسي: ألم تشبع بعد ؟؟ كانوا لم يتوصلوا بعد إلى عقار "فياغرا "
علك ستقولين: كم هو داعر ، لكن هل يمكن تحديد ما يجري في النفس حينها ؟؟ و ما الذي يرسو ؟؟ وهل بإمكاناللغة الخارجية و البطيئة أن تلاحق ما يبرق بالداخل ؟؟ دعينا نقف قليلا فيما يبرق بالداخل.أليس ومضة روح ؟؟ أليس نتيجة رياضيات بحثة ؟... ومضة انتصرت فيها الصدفة العارية .
تذكرت أني قرأت يوما عن ليوناردو دي فنشي أن هذه الومضة المسافرة في الزمن هي التي قادته وهو أمام رجل جاءه يحمل صورة لزوجته ويطلب منه أن يضع لها بورتريها يقدمه لها هدية ، سنفاجأ بالرجل و هو أمام لوحة الجيوكندا يعلن منفعلا أن هذه ليست زوجته و أن هذا البورتريه لا يلزمه فهو لامرأة أخرى غيرها.
ماذا لو أن ليوناردو دي فنشي اعتمد الوسيلة التي فيها الوجه الخارجي ، أو الدقة الظاهرة للعين ؟؟
حتما يكون وجه المرأة هو الظاهر الذي يعرفه الزوج ، الوجه الذي اعتاده البصر دون البصيرة. أليس حدس ليوناردو هو الذي قاده باتجاه الوجه الحقيقي للمرأة ، و الذي لم يره الزوج ؟؟قاده باتجاه السري الكامن الذي لم تسبقه فكرة محددة ؟؟ لقد قاده مزاجه أو حدسه إلى مختلف مراحل تكوين ملامح المرأة ، باتجاه بسمة محيرة ونافذة ومنفلتة من لحظات ابتسام مكرور.
هذه اللحظة أو البسمة المنفلتة في الصيرورة أو الديمومة، هي ما نفذت إليها بصيرة ليوناردو، وهي التي جعلت حدسه لا يخيب، بينما الحدوس السياسية ما أكثر مزالقها وأخطاءها التي لا تدرك بالعين إلا بعد حين.
كل ما مر كان سريعا بداخلي، ومع ذلك سأحاول أن أقوم بتفسير هذا الموقف.
الجنـــــس ؟؟...
لا تنسي أني تلميذ ليوناردو أنظر إلى الجنس بمفهومي الخاص ، وعلي أنأحدد ماذا أعني، هناك من ينظر للجنس نظرة حيوانية، وهناك من ينظر للجنس نظرة جنسية فيها نوع من المودة والاحترام، وثالث ينظر للجنس نظرة فيها نوع من المطلق.
فليس بالضرورة أن ترتبط الأنوثة عندي بالجنس، بل بسر الحياة.
كيف تفهم ما رأيناه اليوم ؟؟
ما حدث ذلك اليوم هو نتيجة التحولات التي بدأ يعرفها الوطن، انتهى زمن النضال والتفكير في الطبقات الشعبية ، ومد الجسور في ما بين الأرصفة ، في الفن و الثقافة و الوعي، إنه بدء الركض نحو الوضع المادي ، نحو العولمة .
أما الاشتراكية فكانت مجرد القفاز الذي رتبوا به لعبتهم، لقد انتهى الأمر بتماهي الأحزاب مع السلطات الحاكمة
الــــــــــــــــــــوطن
أما عن سؤالك كيف أفهم الوطن ؟؟
هو ليس في حاجة لفهمي، هو يحتاط من هذا الفهم . وطني اليوم يا عزيزتي بلد يتهافت على كولونيا الغرب في النهار ليمسح روحه في أصباغ الجشع التي طلى بها أحلامه. الوطن تصنعه الجماعة، هتلر ليس هو سبب النازية ، قبله كان هيجل، وبعد هيجل كان نيتشه، كلهم كانوا بذور مجتمع جديد وكلهم في الأخير كانوا بذور ألمانيا الهتليرية.
نعم لقد باعد الزمن فيما بيننا ، وتوزعتنا أطراف الأرض ، لكننا خارج أجسادنا نلتقي ، يظل الفكر والروح جسرا خالدا يجمعنا
هنــــــــــا نلتقــــــــــــي
.