قصة ايروتيكة عبد الله المتقي - جنة وآدم

- الفصل الرابع من رواية قصيرة -
«ربما الجوع
ربما العطش
ربما الجنس
...
الذي جعل جسدي
كفوهة بركان»
صالح الحربي

جنة تتلمظ السمك، أنا أتلمظ السمك.. ويأخذنا النوم لبرهة بالغرفة ثم نصحو، وحين أشعر بشيء دافئ يلعق ظهري، ألتفت لأجد جنة تلعق عمودي الفقري بلسانها، أداعب عانتها فتهتاج، يتصلب عضوي كما قلم رصاص مبري جيدا، يدعوني فرجها للولوج، فقط، أحرثها، ونصل إلى النشوة في وقت واحد، ويتعرق جسدانا.
يأخذنا النوم ثانية، ثم نصحو، أضع أصابعي على حلمتها اليسرى، و.. يرن هاتفها النقال ست رنات، عفوا مازال هاتفها مغلقا، وهذا ما يشعل الغيرة في قلبي.
جالسا على حافة السرير بعد أوبتنا من تحت الدش، تقترح جنة زيارة السوق لاقتناء بعض الهدايا لملائكة أختها عواطف.
-» نعم، اتفقنا « أقول بترحاب
تجولنا في السوق، السوق كبيرة ولا تنتهي، مزدحمة بالسياح، فاليوم عطلة رسمية، ندخل الحوانيت معا، وتقتني جنة لعبا من العرعار .
تجولنا مايكفي في مدينة النوارس ( القصبة، باب البحر، باب مراكش، الكنيسة البرتغالية )
وفي الطريق يرن هاتف جنة في ذاكرتي:
- « أين كنت مختفية طوال هذا الوقت؟» يسألها باحتجاج
تغلق الهاتف، تصمت لحظة، وأشعر أنا بشيء مختلف يزعج تناغمنا، أحاول فهم معنى ذلك، ابتلع ريقي، وأكتفي بتقشير المكالمة بيدي اليسرى.
عندما عدنا إلى الغرفة، كان المطر ينقر خفيفا زجاج النافذة، وأنا أتأمل ماء السماء بنشوة، انتابتني رغبة محمومة في الكتابة، لكنها لم تنصع لي، ولم أجد غير البياض والصمت، تسمرت في الكرسي، ولم أفهم نفسي جيدا .
( كانت جنة، تكتب، تفتح حقيبتها، تغلقها، تقرأ في مذكرتها، تلعب الكلمات المتقاطعة، وأحيانا تحدق في الفراغ، ولا تنظر إلى شيء محدد، فقط، تحدق في الفراغ ) .
حاولت أن أقرأ، لكن لا يبدو أن شيئا يدخل إلى دماغي، أنهض من الكرسي، وأتجه إلى النافذة، مازال المطر ينهمر بغزارة، ألتفت حولي، كانت جنة نائمة، وتدفن وجهها في الوسادة .
لمع البرق بغتة، امتلأت الغرفة بومضات عجيبة، المذكرة أمامي على الطاولة، والقلم أيضا، و... وجدت نفسي مدفوعا إلى الكتابة والانغماس فيها، وكانت الساعة العاشرة ليلا عندنا.
فتحت جنة عينيها، تثاءبت، نظرت إلي بذهول، ثم أخبرتني أنها رأتني في المنام جامورا أخضر، فوق قبة بيضاء، وأنها صعدت كي تمسك بي، بيد أنها لم تجد شيئا بين أصابعها، لتعود إلى الأرض بيدين فارغتين .
- « خير وسلامة « أجبتها بذهول
- ماذا تكتب؟ قالت جنة وهي تبتسم ابتسامة خفيفة
- « تفاصيل جنوننا»
و.. تسدل ستائر النافذة، تقفز إلى السرير، ونمارس الجنس نفسه الذي مارسناه تقريبا.
تعود جنة من الدش، تمسح جسدها، تقترب مني، تضع يدها على كتفي، وتقول وهي تبتسم لي:
- ماذا لو تحدثنا قليلا؟
- « واخا»
- «آدم، هل تحبني» ؟
- «نعم.. وبجنون»
- «وتريد أن تنجب مني توأمين ؟»
- « بل مدينة بكاملها »
- «أرأيت كيف تسخر مني ؟»
وأجهشت بالبكاء، ووجدت صعوبة كبيرة في الحديث إليها وإسكاتها ( كل شيء تغير تلك الليلة، جنة لم تعد جنة، لم تعد شفاها نشطتين وحيويتين، لم يشتعل فرجها ،لم تشهق، لم تنشب أظافرها في ظهري، ولم نلعب تلك اللعبة التي نتقنها بامتياز ) .
في ذلك الصباح، لم يتعرق جسدانا، ولم يتعرف واحدهما إلى الآخر أكثر،اكتفينا بجمع حوائجنا، وانسحبنا من الغرفة بهدوء متجهم .
نافذة:
( بحركة سريعة قفزت إلى السرير، أغمضت عيني تاركة جسدي مستسلما لقبلات آدم، وحلمتي اليسرى للمساته الكهربائية، لكن، كلما دخلني، كان يدعوني أن أنبض من أنفي حتى يصل إلى قمة ذروته، عرق آدم طري وندي، ودوما أتذوق ملوحته ) .
لم أكن أدرك إذا كنت أشعر بالجنون مع آدم، بالاطمئنان، بالفرح، بالخوف، حكيت ذلك لأختي عواطف التي كنت اخبرها كل أسراري .
- « إنه حبك الذي لم يتحقق ياجنة « تقول عواطف وهي تبتسم ابتسامة محببة.

-----------
الفصل الرابع من رواية قصيرة



.


صورة مفقودة

Edmund Blair Leighton
التفاعلات: 2 أشخاص

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...