قصة ايروتيكة فراس حج محمد - امرأة الليلة الواحدة

تعرّينا بشكل كامل، وعند منتصف الليل جئنا على موعدنا المتّفق عليه، تناولنا لأول مرة على مهل تلك الشهوة المختزنة، كانت ناعمة كأنثى خاصة، برائحة خاصة، تسلقتها وتسلقتني، أكلتها وأكلتني، تبادلنا المواقع والأوضاع. تحسستني من أسفلي حتى أعلاي، ودرستُ جبالها وأوديتها ومنعطفاتها بهدوء شرس.

كنتُ محتاجا لأبكي مرات وأنا بين ذراعيها، وهي كانت بالفعل تبكي وهي بين ذراعيّ. فتحتْ شهية الحديث على آخرها، أخرجت كلّ ذلك المحتقن في داخلها. تسرد قصتها وأوجاعها، وتبدل أحوالها.

في تلك الليلة الممتدة من منتصفها حتى ساعات الفجر الأولى، لم تترك شيئا إلا وتحدثت به، كانت عارية تماما، وكنت متحررا أنا كذلك مما يعيق الكلام وحريته، كانت في تلك الليلة حرّة، وكنت كذلك حرّا.

كانت امرأة شرسة وهي تمارس كل جنونها ومجونها معي. تسألني: هل تشعر بالذنب؟ فأجبتها: وأيّ ذنب أكبر من ذنب هذه الحياة التي جعلت كلانا موجوعا مهموما عطشا، يعاني ما يعاني من جوعه وسهره وقلة حيلته؟ تنقضّ عليّ كلبؤة مرةّ بعد مرة. أملأ كأسها أربع مرات، وتملأني. تشرب دون أن تسكر سكرها الذي يفقدها توازنها الأخير. فلم تعطِ موعدا آخر للقاء قريب.

كانت أحيانا بين كل كأس وآخر تبكي وتتحدث. تضحك وتسرد، تصمت وتشرب، تأكل مني وتتابع، وأنا كنت أقودها نحوي بعنف ذكوريّ لم تعهده منذ سنوات. تشتاق لأن تكون لي، وتكون معي ولو لليلة واحدة. ولكنها تحذّرني من إعادة الكرة مرّة أخرى.

- هي ليلة واحدة. خذ فيها ما تشاء وكن فيها ما تشاء. سأغيب بعدها ولن تظفر بي. فلا تحاول الاقتراب مني. فلو وقعتَ ثانية بين يديّ لن أرحمك.

كنت أسمعها وهي بكل اصطلاء نفسها بشهوتها الحارقة الملتهبة. كانت معي، وكنت معها. وكنتُ أراودها عن نفسها في مرّة أخرى. وهي لا تستجيب غير أن تكون أنثاي ليلة واحدة فقط. ستنسلُّ وتهرب. ولن تعود. حذّرتني وهي تشتعل باكية مرة وضاحكة مرة ومتولهة تسيل خلاياها مرة ثالثة.

اقترب موعدنا من الذبول. لم أكن نعسا، ولم تكن تعبة، كانت تريد المزيد من الكؤوس. لم يكن باستطاعتي أن أملأ كأسها لخامس مرة. ودّعتني وهي تضمر غيابا قاسيا، وأنا ودعتها بخوف من الفراق العديم الفائدة. تطلب قبلة أخيرة لختام تلك الليلة. منحتني قبلتها الممتدة ومنحتها قبلة موجوعة بالخوف. انطفأنا كشمعتين وصلتا إلى منتهى الطريق.

ها هي غائبة الآن، وقد تركت شراشف الليل غرقى بالندى والعرق والماء. لم تحاول ترتيب الفراش، تركته فوضويا كأرواحنا المتعبة، ولم تعد إلى ذلك الفراش لليلة أخرى لتملأ ما فرغ من كأسها وليسكن ما تلظى من دمائها. وتركت دمائي فائرة فيّ تتصبب عرقا على بقايا ليلة كان عمرها ثلاث ساعات ليس غير.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...