عماد الدّين التونسي - زَهْوُ الْقَوَافِلِ

وَلْهانٌ يَطْوِي أَوْطَاناً
مُرْتَشِفاً زَبَدَ الْأَلْحَانِ

وَيُرَفْرِفُ كَالْغَيْمِ الْعَالِي
لِيُنَمِّقَ شَهْدَ الْأَوْزَانِ

يَحْبُكُ أَسْرَارَ جَمِيلَتِهِ
وَيُصَوِّرُ سِحْرَ الْأَلْوَانِ

وَلْهَانٌ وَابْنُ عُرُوبَتِهِ
يَعْشَقُهَا بِنْتُ السُّلْطَانِ

يَشْهَقُ حُباً مَوْلَاتِي
مُفْتَرِشاً نَجْمَ الْأَشْجَانِ

يَهْمِسُ بِحُروفٍ سِحْرِيَّة
وَ يُسَامِرُ سِرَّ النِّيْسَانِ

وَلْهَانَ الْأَرْضِ الْوَرْدِيَّة
يَسْقِيهَا مِسْكَ الرَّيْحَانِ

تِرْيَاقاً لِلْآهِ هَدِيَّة
وَيَزِيدُهَا هَمْسَ الشُّطْآنِ

يَزْرَعُهَا دُرَراً مَاسِيَّة
عُصْفُورَ الشَّامِ الْفَرْحَانِ

وَلْهانٌ وَحَيَاتُهُ غُمَّة
مُبْتَسِماً رَغْمَ الْأَحْزَانِ

وَيُعَالِجُ وَهْجَ مَسِيرَتِهِ
يَفْدِيهَا بِكُلِّ الْأَيْمَانِ

فَيُجَدِّدُ زَهْوَ قَوَافِلِهِ
لِيُتَوِّجَ عَرْشَ الْأَزْمَانِ

وَلْهَانٌ وَأَتَمَّ مُهِمَّتَهُ
قَدْ أَتْقَنَ عَزْفَ الْأَوْزَانِ

لِتَعُودَ إِِلَيْهِ حَبِيبَتَهُ
وَلْيَحْيَا بِسِتْرِ الْرَّحْمَانِ

وَلْيَشْرَبْ نَخْبَ كَرَامَتِهِ
كَأْساً بِمَذَاقِ السُّوسَانِ

وَلْهَانٌ قَدْ فَازَ جَدِيراً
بِمَلاَحِمِ نَصْرِ الْإِنْسَانِ

عماد الدّين التونسي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...