إسلام محمد العيوطي - قرأتُ لكم - كتاب 《الإصرار 》

《قرأتُ لكم 》:-

وقد أهديته :
إلى كل من يتألم دون أن يتكلم ...
وإلى تلك الأرواحٍ التي رحلتْ من بيننا ، ولكنَّها تركتْ بداخلنا أثرًا يُقتفى ... ومثلاً يُقتدى بهِ ونهجاً يعلو بنا ، لنسمو بأخلاقنا بفضلِ تربيتهم لنا على القرآن والسُّنة وهدي خير الأمة ،،
وبذلك استطاعوا أن يبنوا جدار أرواحنا من لبنة قوية تقاوم الكسر و الانحناء عبر عثرات الزمن⚘
ويهدف إلى :-
- تقديمِ النفعِ العامِّ للجميعِ فهو كتابُ تنميةٍ بشريةٍ في قالَبٍ أدبيٍّ إنسانيٍّ .

مُوجَّهٌ إلى :-
- كلِّ عالِمٍ عامِلٍ أفنى عمرَهُ سيرًا في طريقِ العلمِ لِيُقدِّمَ مِن العلمِ جميلَهُ ومن العملِ جليلَهُ .

- كلِّ طَالِبِ علمٍ وقفَ في هذا الغرزِ في بدايةِ الطريقِ ويرى بعينيهِ ظلامَه ويرى ببصيرتهِ شمسَ نهارِه .

- كلِّ صاحبِ عملِِ أو حرفةٍ أو وظيفةٍ يسعى دائمًا من خلالِ عملِه لِيُقَدِّمَ الخيرَ والنفعَ للناسِ لإرضاءِ ربِّ الناسِ .

- لأولادِنا وأحفادِنا والأجيالِ اللاحقةِ بِنا لِيَعْلَمُوا أنَّنَا سَلَكْنَا كلِّ السـُّــبلِ مِنْ غيرِ هوادةٍ مُتُمَسِّكِينَ بِحَبْلِ الله طامِعينَ في فضلِه أنْ يتقبَّلَ منّا صَالِحَ الأعْمَالَ .

.كتابُ《الإصرار 》تم سردُهُ ليس للمجتمعِ المصريِّ والعربيِّ فحسبُ بل للعالمِ بأسرِهِ ،، أردتٌ من خلالِهِ تقديمَ النفعِ العامِّ للجميعِ ، فَمَنْ نمى إليه علمٌ لا بدَّ أن يُجَاهدَ بٍكلِّ ما أُوتِي مِنْ قُوَّةٍ فِي نَشْرِهِ وَيُشُدَّ من أزرِ غيرِه ويأخذَ بيدِهِ وقدْ لخص لنا ذلك الأديب مصطفى صادق الرافعي في عبارة واحدة 《إذا لم تزدْ على الحياةِ شيئًا فأنتَ زائدٌ عليها 》.

وقد شجعني على الكتابةِ الواقعُ المتردي الذي نحياهُ فجعلني أبحثُ وأقرأ وأتساءل ؟ !!
لماذا لم يضعْ لنا من سبقونا من الكُتَّاب حُلولًا لمشاكِلِنا ؟!!
ولَكنَّنِي بَعْدَ التَّعَمُّقِ فِى القراءةَ وجدتُ أنَّنِي ظلمتُهم والعيبُ ليسَ فيهم وإنما يكمنُ العيبُ في تطبيقِ ما جاءت به الكتبُ ، فأردتُ أن تكونَ لي لمسةٌ وبصمة فى معالجةِ تردي الواقعِ الذي نَحياهُ وكشفِ القناعِ الَّذي يُوارِي جُرحًا عَمِيقًا .
والكارثةُ بكلّ أبعادها ومعطياتها عمّقت الجرحَ إلى أقصى أقصاه ، وغرزت الخنجرً حتى النصلِ فى عمق أعماق القلب فأرهفت الإحساسَ وهزّت المشاعر فيما يؤكّد أنّ العلم لا الدين ، كان العامل الأول فى الهُوَّة التي فرقت بين الشرق والغرب ، مما أدى بدوره وبتوفيقٍ من الله أن أستطيع مهتديةً إلى مكمن الداء المستتر الذي جعلنا فى تأخرٍ مستمرٍّ ، فحاولت جاهدةً أنْ أضعَ حلولًا وخطوطًا عَريضَةً لإصلاح ما أفسدَه غيري ما استطعت لذلك سبيلا بفضل الله وعونه ،، كما أن كتابي انصبَّ على مشاكلَ مجتمعيةٍ واقعيةٍ ملموسةٍ لدينا جميعًا جسدتٌها فى الانكسارِ ولحظاتِه المؤلمةِ ، بدايةُ من الفتاةِ التي تعرضتْ لحادثٍ القطارِ أثناءَ ذهابِها لتأديةِ امتحانِ الشهادةِ الثانويةِ ،، ومرورًا بالدكتورةِ/ وحي لقمان وهيلن كلير وطه حسين وأحداث أخرى كثيرة وكيف تتم تنمية المهارات العقلية للتكيفِ مع الواقعِ ، كما تطرقَ الكتابُ إلى الثانوية العامةِ وكيف يكون هناك ضغطٌ على الطالبِ والأسرةِ على حدِِ سواءٍ وما هو الدورِ المنوطِ بالأسرةِ حتى تتجاوزَ تلك المرحلةَ ،
ثم تحدثنا عن يومِ الحصاد واختيارِ الكليةِ المناسبةِ فلا بد أن يدخلَ الإنسانُ مجالًا يحبُّه حتَّى يبْدعَ فيه ، فليسَ المجتمعُ طبًا وهندسةً فحسبُ ، بل هو أطيافٌ متنوعةٌ ونسيج يكملٌ بعضُه بعضًا ، كما تحدثتُ عن الدراساتِ العليا التي تناطحُ كواكبَ السماء وكيف يكون لشخصٍ حاصلٍ على درجةِ الماجستيرِ أو الدكتوراه وينامُ على الرصيفِ بدونِ عملٍ وهذا ما يؤكد الفكرةَ التي أقتنعُ بها تمامًا لن يكون هناكَ تقدمٌ وهؤلاء يطالبون بتعيينِهم ، إلا إذا أنعكستِ الآيةُ وهى أن المجتمع متمثلًا فى الدولة ومؤسساتِها يطالب هؤلاء أن يتولَوا أماكنَهم التي يجب أن يكونوا فيها ، تحدثت كذلك عن سن اليأسِ أم فجرِ الأمل !!ومن وصلوا إلى سن المعاش وكيفيةِ الاستفادة من خبراتِهم بدلًا من قتلهم ببطءٍ بإحالتِهم لسنِ التقاعد أو المعاش ،
تحدثت عن المهنيين سواءٍ من يعملون بالحِرَفِ أو الصناعاتِ المختلفة ممن لم يلاقُوا حظَّهم من التعليم فيجب عدمُ تهميشِهم فليس ثمةَ فرقٌ بينهم وبين الأطباء والمهندسين والمدرسين والعلماء ، كلٌّ يعمل فى مجاله ويقدم النفع لنفسه ولغيره (فكلنا لبنة واحدة ولا بد أن يكتملَ بنا البناءُ ) وقد أسقطت الضوء على عباس العقاد كيف أنه لم يكمل تعليمه وأقتصر فقط على المرحلة الإبتدائية و وصل لما وصل إليه من العلمِ والأدبِ حيث تجاوزت كتبُه مائةَ كتابٍ فضلا عن مقالاتِه ودراساتِه وأبحاثِه وأحاديثِه التى تجمعها مجلداتٌ و مجلداتٌ
فاستحق عن جدارة أن يكون ( عملاق الأدب العربي) .
العلم ليس شهادةً إنما هو ثقافة و وعي وسلوكٌ حضاري يعرب عن فلسفةٍ ومنهجِ حياةٍ ،كما أننا مطالبون بالعلم والعمل كما أمرنا رسولنا الكريم( إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسْها ) صدق رسول الله عليه وسلم
وهو نفس الشيء الذي تطرق له الكاتب الأمريكي /تود هنري في كتابه "مت فارغا "
تكلمنا عن الكثافةِ السكانيةِ وأنها ليست كثافةً بل هى ثروةٌ قوميةٌ إذا تم استغلالُها وتوظيفُها كما يجب، لتعودَ بالنفع العام على العباد والبلاد .
تحدثنا أيضا عن رسالةِ الإسلام الحرب أم السلام وبماذا وصفَ أدباء الغرب وعقلاؤهم محمدًا(صلى الله عليه وسلم ) ورسالتَه
وانتهينا إلى ( إذا تجزأت الإنسانية تجزأ السلام وهذا ما تنهى عنه جميع الأديان ) .
تحدثنا عن الأجيالِ وتعاقبِ الأجيال لتوفيق الحكيم ، فما نحن سوى حلقاتٍ يُوصِلُ بعضُها بعضُا لذلك أتمنى من الله أن يوفقنا ونستطيع أن نطبقَ ما طرحناه فى الكتاب حتى نُساهم فى إنقاذ ما يمكن إنقاذُه من تردِِ أخلاقي ومعرفي وثقافي ومعيشي ... فحدِّث ولا حرج عن التردي فى شتى صوره ...وكذلك تحدثت عن وضعِ حلول جذرية لحملة الماجستير والدكتوراه ، فكل جيل مسؤول عن أفكاره التى قد تتسرب بعلمه أو بغير علمه إلى نفوس الأجيالِ الجديدة ، لذلك يحسن تفسير تلك الأفكار من حين لآخر حتى لا يساء فهمها ، فالدنيا حلقات وكل جيل يجب أن يمد يد العون والمساعدة للجيل الذى يليه ، فإذا تم ذلك فى أمة فقد صح كيانُها واستقام شأنُ الجسمِ السليمِ بسلسلتِه الفقريةِ المتماسكِة ، وإذا لم يتم ذلك فنحن أمام كائن سقيم انفصلت حلقاتُ وجودِه وأنفصم عمودُ ظهرِه ولم يعد يصلح للبقاء .
وختامًا : الشباب هم قلب الأمة وروحُها الناهضة وأملها المرجو ، وساعدها القوي وغداها المرتقب ، علموا أولادكم العزة وكيف يبنون الأمجادَ ، ولا تعودوهم الخنوع والعيش تحت الأنقاض .

إسلام محمد العيوطي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...