ذياب كزار (ابو سرحان) - الكَنطره ابعيدة

حدر التراجي برد … والكَنطره ابعيده
وأمشي وأكَول أوصلت والكَنطره ابعيده
ونكَضني مشي الدرب والشوق هز الكَلب …
والكَنطره ابعيده حلمانه برد الصبح …
رجَّف خلاخيلي يا دفو جمّل دفو ..
يا كَمر ضوّيلي ويا ذهب خيط الشمس طوكَين سويلي
لايكَلي طوق الذهب والدغش ما ريده وأمشي وأكَول
أوصلت والكَنطره ابعيده
* *
لا لا يا برد الصبح .. ما تحمل اجفوفي
ازغيره زجواني العشق .. وأتوسّد إزلوفي
هيمه وجحيل الوكت .. ما لمني نفنوفي
لوذي إعله بعد البعد .. يا روحي حدر ايده
وأمشي وأكَول أوصلت والكَنطره ابعيده

-----------------------------------
ولد الشاعر ذياب كَزار (أبو سرحان) في مدينة البصرة عام 1946 وفي شبابه إلتزم الخط الوطني حيث كان في مقدمة المناضلين بالدفاع والوقوف الى جانب المظلومين والمضطدين من ابناء شعبه من العمال والفلاحين والناس الكادحين معزرا ذلك بأنتمائه والتزامه بخط الحزب الشيوعي العراقي، إثر ذلك النضال بين الجماهير تم اعتقاله وهو مازال شابا دون الثامنة عشر من عمره، دخل السجن (نكَرة السلمان) عام 1963 وكان أصغر المعتقلين سنا كما ذُكر ذلك في وثائق وسجلات الأمم المتحدة، قادت الاحزاب الشيوعية واليسارية حملة لانقاذه باعتباره اصغر سجين سياسي و قاد الفيلسوف جان رســل والقائد الشيوعي الفرنسي جورج مارشيه الحملة العالمية و زارا السجن الذي إمتلأ بالاف السجناء الشيوعيين.
أتقن اللغة العربية وقواعدها في السجن بوجود مجموعة من المثقفين والسياسيين المناضلين.. ومنهم الادباء والشعراء أيضا كالمحامي والشاعر الفريد سمعان، والشاعر الكبير والمعروف مظفر النواب، وهاشم الطعان وغيرهم...
وبعد اطلاق سراحه واصل (ابو سرحان) نضاله من خلال كتاباته المستمرة في النشريات. ومن خلال عمله في الصحف والمجلات العراقية وكذلك في الأذاعة والتلفزيون أيضا مع نخبة من الكتاب والشعراء والصحافيين في جريدة طريق الشعب التي تصدر في بغداد في اوائل السبعينات.. الى جانب مجموعة من خيرة الكتاب والصحافيين في ذلك الوقت.. أصدر الشاعر ذياب كَزار الذي عُرف بأبي سرحان ديوانه الأول والوحيد (حِلم وٌتراب) في أوائل السبعينيات، ساهم في المجموعة الشعرية المهمة والغنية بمضامينها ومن شارك فيها ديوان (أغاني للوطن والناس) والتي صدرت عام 1974 بمناسبة العيد الأربعين للشيوعي العراقي مع شعراء تلك المرحلة.
كان ديوانه الوحيد حلم وتراب في بداية السبعينات، نبوءة مبكرة فقد اختلط حلمه مبكراً بتراب الارض فغاب في ارض غريبة دافع عنها ضد الاجتياح الاسرائيلي فوقف الى جانب اخوته الفلسطينيين واللبنانيين الوطنيين يدافع عن حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة تنهي حياة التشرد والغربة ، فاستضافته بيوت الفلسطينيين واللبنانيين الذين تضامنوا مع محنة الشيوعيين والشعب العراقي من الديكتاتورية الصدامية ، اما الكتائبيون فقد تضامنوا مع الديكتاتور ومع الاحتلال الاسرائيلي ، فاستبشروا بقدومه بينما تصدى له المقاومون الشجعان وكانت بينهم ثلة من العراقيين الاحرار ذهب منهم عدد من الشهداء سقت دماؤهم ارض لبنان تضامناً مع اخوتنا الفلسطينيين ، اما ذياب كزار فقد استوقفه حاجز كتائبي ليغيب هذا القمر اليساري العراقي وليسقي ارض لبنان شعره وكلماته الساحرة

منقول بتصرف











تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...